مذكرات صلاح بدرالدين في ندوة مؤسسة كاوا

  على وقع صدى الانتفاضة الوطنية السورية السلمية المجيدة نظمت مؤسسة كاوا للثقافة الكردية بمقرها بأربيل عاصمة اقليم كردستان ندوة حوارية تقييمية لكتاب ” صلاح بدرالدين يتذكر ” الصادر حديثا بحضور نخبة ثقافية سياسية ومناضلين في الحركة القومية الكردية من سائر أجزاء كردستان وقدم للندوة الدكتور ابراهيم محمود الأستاذ بجامعة صلاح ا لدين وسرد عرضا موجزا للكتاب الذي يحنوي على أربعمائة صفحة كما أبدى رؤيته الايجابية حول وقائع وحقائق وردت في صفحات المذكرات وكان شاهدا على جزء كبير منها من خلال عمله الحزبي الى جانب المؤلف وأبدى عددا من الملاحظات حول دقة وموضوعية وصراحة المواضيع والأحداث الواردة في الكتاب ومن أهمها عمق النهج القومي الديمقراطي اليساري  لخط الخامس من آب لعام 1965 الذي انطلق منه الكاتب ودوره في تعزيز النضال الكردي السوري وفي الانفتاح على المحيطين العربي والأمم  .

ومن ثم ابدى الخبير في العلوم السياسية والقانون الدولي الدكتور شيرزاد نجار الأستاذ في جامعة صلاح الدين وجهة نظر ه ,معتبرا الكتاب توثيقا للكثير من الوقائع والاحداث من الناحية التاريخية والموضوعية و بان الاستاذ صلاح بدر الدين اعتمد المنهج  التوثيقي في سرد الوقائع والانطباعات الشخصية والتي عاصرها لا كثر من خمسين عاما ضمن الحركة التحررية الكردية وعرض مسائل عديدة من خلا ل تجربته الشخصية المعاصرة للحدث والمليئة بالسلبيات والايجابيات , ومن خلال رؤية تحليلية مرتبطة بالحدث بسلسلة متواصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل مبنيا على اسس العلم السياسي وخاصة بعرض المسائل التاريخية .وأن هدف المؤلف من ذلك هو توجيه انظار الجيل الجديد بانه هناك مبادئ يتوجب النظر اليها ولأهميتها وارتباطها العضوي بمسالة الشعب الكردي وما يحصل له في ضوء المعطيات الحاضرة ليقرر مستقبله بنفسه وهو تناول جزءا من الكتاب والمتعلق بالعلاقات الكردية العربية على وجه الخصوص قائلا بهذا الصدد أن نسبة 5 % من محتوى الكتاب كان مفردا لهذه العلاقة , و التي تم نسجها بجهود متفانية ووضعها في خدمة هذه العلاقة بين الكرد والعرب , وكذلك القسم الاعظم من الكتاب تفرد به المؤلف لابداء وجهة نظر تحليلية وعن برنامج الحزب الذي كان يقوده الاستاذ صلاح وعن اليسار والقوى التقدمية العربية وخاصة اللبنانية منها والفلسطينية , ومن ثم تجسيدها في انشاء جمعية الصداقة الفلسطينية الكردية , والكردية العربية وكذلك العلاقة مع الثورة الفلسطينية ومن خلال العلاقة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والقائد اللبناني التقدمي كمال جنبلاط وشخصيات اخرى  تم عرضها بامانة ودقة وشفافية بنقل الواقعة كما هي بالاضافة الى العلاقة ايضا مع الشخصيات الكردية التي كان لها تاثيرا على مجمل القضية الكردية وكذلك محاولات لايجاد حوارات ونقاشات بين مختلف القوى من عربية وكردية وكانت نتائجها تاسيس جمعية الصداقة الكردية العربية , وكذلك المساهمات والتعاون مع العديد من الشخصيات الثقافية العربية .
وطرح الدكتور نجار اسئلة عديدة طرحها الاستاذ صلاح من خلال سرده للوقائع يمكن للقارئ والاجيال الناشئة ان تجيب عليها , وهي هل الاشكالية الموجودة بين النخب العربية والكردية تتحملها النخب العربية فقط ام ان النخب الكردية تتحمل جانبا من هذه الاشكالية الموجودة .

وهل بحصول الكرد على حقوق المواطنة تكفي بانهم توصلوا الى حقوقهم العادلة , ام ان حق تقرير المصير يلبي طموح الكرد وهذا احد الاساسيات في علم السياسة .


الاعلامي كفاح محمود من جهته شكر الاستاذ صلاح لهذا المجهود قائلا :
حقيقة ان عنوان الكتاب يجلب الانتباه , فهل ان العنوان الموسوم صلاح بدر الدين يتذكر ام  ان صلاح بدر الدين يحاول ان يفتح نافذة في الذاكرة الكردية,  وهل سيفتح بابا ام ستبقى الذاكرة الكردية شفاهية ؟ لربما سننتظر الى ان يأتي  مفكرون اخرون من فرس وترك وعرب ليتذكروا العلاقة بين الكرد وبينهم وتدوين نضال الكرد! .

مضيفا بانه من خلال تصفح احد الفصول وهو افتتاح دورة عسكرية كردية في مطلع الثمانينات في لبنان ,  يبدوا بانه كان هناك تحالف استراتيجي نسج بين الكرد والعرب اكانوا لبنانيين او فلسطينيين , وهذه كانت اللبنات الاولى في هذا التحالف او العلاقة العربية الكردية ,  وهل كان صلاح بدر الدين ممثلا للحركة التحررية الكردية , ام انه كان بين الحركة الكردية والقوى التقدمية في الحركة العربية علاقات جسدها الاستاذ  صلاح من خلال علاقاته .معقبا بان الكتاب يعتبر من الكتب القيمة وهو اضافة جديدة من السيرة الذاتية والمذكرات وبأسلوب جديد عن المدونات التي سبقتها , ولربما اذا تم كتابة الجزء الثالث من هذه المذكريات فان القارئ سيعود مرة ثانية  الى قراءة هذه السيرة وبانه فعلا الاستاذ صلاح يتذكر ولربما هذه الذاكرة المدونة توحي للكرد بان لا يصطدموا بالكثير من الالغام .


   الاستاذ كمال غمبار :
يبدوا بانني لن اضيف الى السيدين الذين سبقوني في تقييم الكتاب ومن وجهة نظري  فان الاستاذ صلاح يدر الدين لديه ثلاث هويات , الانسان والمناضل والمفكر وقد ولج  السياسة التي عمل بها من دون مساومة مع خصومه ولم يجامل  اصدقاءه ومن موقع بان مصلحة شعبه كانت بالدرجة الاولى فوق اية مصلحة اخرى .وهذه لم تقتصرعلى كردستان سورية فحسب بل على الاجزاء الاخرى من كردستان , وهذا مهم جدا في انه كان مدركا لنهج البارزاني الخالد الذي سبقه وعاصره الاستاذ صلاح بدر الدين , اذ  ان ارتباطه بحزبه وعلى راس القيادة كان هدفه بان يكون الحزب في خدمة الشعب  ولاجل قضية الشعب الكردي .ومواقف الاستاذ صلاح هذه تبدو من خلال نضالاته وارتباطه بالحركة التحررية الكردية ومبينة من خلال النهج الذي يسير عليه , وكان صادقا مع نفسه في الدرجة الاولى وهذا ما لاحظته من خلال معرفتي المسبقة به .


الدكتور اسماعيل حصاف الأستاذ بجامعة صلاح الدين :
من وجهة نظري فان هذا الكتاب يعتبر وثيقة هامة للذاكرة الكردية وخاصة لنا نحن الكرد السوريين , لا نها تعتبر كمدونة تاريخية للنضال الكردي لا كثر من خمسين عاما وجسده الاستاذ صلاح بدر الدين في هذا الكتاب و ناضل من اجله في الحركة التحررية الكردية.والكتاب من وجهة نظري يتمحور في ثلاث محاور :
1  –  المسالة الايديولوجية لتاريخ الحركة الكردية وخاصة تاريخ اليسار الكردي والقريبة من نهج البارزاني الخالد .
2 –  ذكر الشخصيات التي عاصرها الاستاذ صلاح وعرضها بكل جرأة وشفافية ايحاء للآخرين بان يدونوا ابضا ذاكرتهم وخاصة بوجود النهجين اليساري واليميني في الحركة الكردية
3  – المصلحة القومية التي لعب فيها الاستاذ صلاح بدر الدين دورا مهما ومن خلال حزبه وتأسيس الجبهة الكردية.
 – ايضا بالنسبة للعلاقات مع القوى العربية , و هنا اطرح السؤال : هل ان تلك القيادات العربية التي كانت على علاقة مع الاستاذ صلاح بدر الدين كانت تنقل وجهات نظره الى جماهيرها او شعوبها , وكذلك العلاقة مع المنظومة الاشتراكية .
الكتاب من وجهة نظري مليء  بالأحداث والوقائع المهمة والتي كان الاستاذ صلاح مساهما فيها و يعتبر مصدرا ومرجعا للمسالة الكردية , وهو مفتاح للوقوف على الكثير من المسائل الهامة بالنسبة للقضية الكردية وخاصة في النضال السياسي .

صاحب المذكرات صلاح بدر الدين بدوره : شكر الجميع على ما ابدوه من الملاحظات والتقييمات , مضيفا بانه  ومن دون شك هناك الكثير من النواقص , ولكن اكرر مرة اخرى بانني كتبت هذه الذكريات للجيل الجديد وأود ان أو أكد بان ما دونته كنت صادقا مع نفسي في الدرجة الاولى وكذلك مع الاخرين .
والحقيقة من وجهة نظري ليست مطلقة وانما تبقى نسبية , ولكن يوجد الكثير من الحقائق بحاجة الى حوار ومناقشة للوصول الى جملة من النتائج والاستخلاصات  التي مازالت قيد المداولة .
وقال أود أن أشير بان البعض من الاسئلة المطروحة من قبل السادة الحضور وهي حول نسج العلاقات مع القوى التي كنت على احتكاك مباشر معها , وبان تلك العلاقة هل كانت بدافع انني  امثل الحركة التحررية الكردية , اضيف بانني كنت امثل حزبي ورفاقي ونهجي والضمير الكردي بالدرجة الاولى ولم ادعي بانني كنت امثل الاحزاب السياسية الكردستانية أو مخولا من الشعب الكردي او الحركة الكردية عامة وكنت أبحث عن من يعترف بهويتي وقضيتي في وقت كانت قضيتنا مجهولة وأردت أن أنقلها من الزاوية المعتمة الى أوسع الفضاءات الاقليمية والعالمية أما عن مدى مساهمة أولئك الأصدقاء العرب والأمميين في انجاز حل القضية الكردية اقول لم يكن مطلوبا منهم الحلول محلنا او القيام بدورنا بل كان مطلوبا ومازال تفهم قضيتنا والاعتراف بحقوقنا في تقرير المصير وتقديم الدعم السياسي لكفاحنا .
أما بخصوص طبيعة الصراع فقد كان مع النظام الحاكم بدمشق ومازال بالدرجة الأولى وايضا مع الانظمة التي تغتصب كردستان وهذه كانت احد المقاييس بالنسبة الي وهو اي الموقفين كنت اتبنيه , اهو الموالاة للنظام او بالتعارض مع النظام الحاكم الذي يعلمه الجميع بانني لم اهادنه يوما ما كما لم أهادن الموالون له من الكرد أيضا , واكرر القول بان نظام البعث لم يكن بمقدوره وليس بمقدوره الآن ان يحل المشكلة الكردية , وقد اثبتت الايام صحة موقفنا وخطنا ونهجنا السياسي خاصة في هذه الأيام الانتفاضية المباركة التي تشمل بلادنا من كل الجهات .
وتنويها اود الاشارة حول ان تواجدي في لبنان وبجانب الفصائل حركة التحرر العالمية كانت من منطلق بان لبنان كانت مدرسة نضالية  بحد ذاتها وساحة حرة ديمقراطية وشعبها معطاء .
أما بخصوص من ذكرتهم سلبا أو ايجابا أقول من حقهم الكامل الرد والمناقشة وهناك لدي الكثير من الأوراق التي يمكن ابرازها اذا دعت الحاجة في المستقبل كما أتقبل كل ملاحظة أو نقد من الأصدقاء وغيرهم على ما كتبته .
    هذا وفي الختام بدأ المؤلف بتقديم واهداء كتابه لكل من حضر الندوة والتوقيع عليه .
   ملاحظة : الطبعة الأولى من كتاب ” صلاح بدرالدين يتذكر ” من منشورات دار التنوير وتوزيع دار الفارابي – بيروت – لبنان ( 408 ) صفحة وتوزيع مؤسسة كاوا في اقليم كردستان العراق وقريبا سيصدر باللغة الكردية بلهجتيه الكرمانجية والسورانية .
         12 – 4 – 2011
الهيئة الادارية مؤسسة كاوا للثقافة الكردية

 

 

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…