أكد أن الأكراد لم يخرجوا للاعتصام وطالب المعارضة الخارجية أن «تخيط في غير هذه المسلة»…أوسي: نحن أصحاب تاريخ مشرف ونعتبر سورية وطننا وبشار الأسد رئيسنا

  أكد القيادي فيما يسمى بـ«المبادرة الوطنية للأكراد السوريين» عمر أوسي أنه لم يشارك في الدعوات الخارجية للاعتصام أمس أي كردي على امتداد مستوى البلاد، مشدداً على أن الأكراد أصحاب تاريخ وطني مشرف ويعتبرون سورية وطنهم وبشار الأسد رئيسهم، مطالباً «ما يسمى بالمعارضات الخارجية أن تخيط في غير مسلة الشارع الكردي».

وكشف أوسي في تصريحات له لـ«الوطن»: إن السلطات الرسمية منحته الموافقة لإجراء احتفال فني فلكلوري كردي عربي في إحدى الصالات بريف دمشق في العشرين من الشهر الجاري وذلك بمناسبة عيد النيروز.
وقال: إننا «عبارة عن تجمع سياسي لشخصيات وطنية كردية مستقلة تضم مثقفين وناشطين أكراداً يسعون لحل المشكلة الكردية في سورية بالوسائل السلمية وبالحوار مع السلطات المختصة»، مشدداً على أن المبادرة «ضد التدخل الخارجي بالشأن الداخلي لأكراد سورية»، ومعتبراً أن «مشاكلنا تحل في دمشق وليس في عاصمة أخرى».
وتابع: «نحن وأسوة بالشرائح الوطنية الأخرى في المجتمع السوري حريصون على استقرار وطننا تحت قيادة الرئيس بشار الأسد، وعلى ما يسمى بالمعارضات الخارجية أن تخيط في غير مسلة الشارع الكردي»، موضحاً أن «الأكراد لم يستجيبوا لدعوات الخارج من أجل تنظيم اعتصامات في المدن السورية أمس»، وأضاف: «أنا متأكد أنه لم يخرج أي كردي للاعتصام على امتداد البلاد».
وطالب أوسي من «النخب السياسية الكردية الأخرى بالوقوف ضد هذه التحركات المشبوهة من الخارج ليكون مصير دعواتهم دوما كمصير دعواتهم في يومي 4 و5 شباط الماضي وأمس حين حاولوا تحريض أبناء الشريحة الكردية السورية لإنزالهم إلى الشارع، إلا أنهم فشلوا في هذا الموضوع فشلاً ذريعاً».
وتحدث أوسي عن أهداف «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين» وقال: «لدينا أمل كبير بالرئيس الأسد ونناشده في هذه المرحلة التاريخية الهامة بالإيعاز للقيادة السياسية والجهات المختصة لحل كافة المشاكل التي يعاني منها أبناء هذه الشريحة الوطنية».
وأضاف: «تتمثل مطالبنا في إلغاء آثار مرسوم إحصاء عام 1962 ودمج الكرد السوريين في الحياة الوطنية السياسية والثقافية والاقتصادية، وحل الأوضاع الشاذة التي يعاني منها أبناء الشريحة الكردية في سورية، ومساواتهم بإخوتهم في الشرائح الأخرى ليكونوا مواطنين من الدرجة الأولى لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم، مع إفساح المجال أمام تطور الثقافة الوطنية الكردية».
وأوضح أوسي أن المبادرة الوطنية تسعى «للترخيص لجمعيات كردية سورية تابعة لها، ونحن بعد الموقف المشرف لأكراد سورية في هذه اللحظة التاريخية والحساسة والمهمة والأوضاع التي تمر بها المنطقة حيث تعم الفوضى في بعض الدول، نعتقد أن القيادة السياسية سوف تعمل على الانفتاح على المشهد الكردي السوري لحل المشاكل التي يعاني منها المواطنون السوريون الأكراد».
ويقول الأكراد إن عددهم في سورية يزيد عن مليونين يشكلون أكثر من 10 بالمئة من سكان البلاد، ويعاني عشرات الآلاف منهم من مشكلة عدم تجنيسهم استنادا إلى إحصاء عام 1962، وتذكر مصادر أخرى أن هؤلاء دخلوا سورية من تركيا على خلفية المشاكل التي كانت تعاني منها مناطقهم في سنوات سابقة.
وبين أوسي أن «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين» هي «قيد التأسيس والتحضير للإعلان عنها بشكل رسمي والعمل بدأ منذ سنتين»، وقال: «نحن من المدافعين عن الوطن السوري من أقصى الشمال الشرقي عند عين ديوار حتى أقصى الجنوب الغربي في الجولان المحتل، والأكراد أصحاب تاريخ وطني مشرف ويعتبرون سورية وطنهم وبشار الأسد رئيسهم»، موضحاً أن «لدينا مؤيدين على الساحة الكردية سواء في محافظات الجزيرة (الحسكة والرقة) أو في حلب وريفها وفي دمشق».
وتابع: «تجمعنا مع كل الأحزاب الوطنية، الكردية منها أو العربية، علاقات جيدة، وعلاقاتنا جيدة أيضاً حتى مع أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية في سورية، ونحن نحضر للمؤتمر التأسيسي الأول، وإن لم يتم بعد تحديد موعده، لكننا نحضر لعقده ونسعى لنصبح تياراً سياسياً وطنياً سورية يمثل أبناء الشريحة الكردية في سورية ولو بعنوان وطني لا يتضمن كلمة كرد في اسمه».
وقال: إن «النظام الداخلي للمبادرة يتضمن فقرات تسمح لأي مواطن سوري بمعزل عن قوميته وطائفته ودينه وعرقه الانضمام إلى المبادرة، ونسعى لتشكيل تيار رسمي كبقية الأحزاب الرسمية المرخص لها في سورية».

جانبلات شكاي
جريدة الوطن

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

أزاد خليل* على مدى عقود من حكم آل الأسد، عاشت سوريا غيابًا تامًا لعقد اجتماعي حقيقي يعبر عن إرادة شعبها، ويؤسس لنظام حكم ينسجم مع تنوعها الثقافي والعرقي والديني. كان النظام قائمًا على قبضة أمنية محكمة وممارسات استبدادية استباحت مؤسسات الدولة لخدمة مصالح ضيقة. واليوم، مع نهاية هذه المرحلة السوداء من تاريخ سوريا، تبرز الحاجة إلى التفكير في نظام…

د. محمود عباس أحيي الإخوة الكورد الذين يواجهون الأصوات العروبية والتركية عبر القنوات العربية المتعددة وفي الجلسات الحوارية، سواءً على صفحات التواصل الاجتماعي أو في الصالات الثقافية، ويُسكتون الأصوات التي تنكر الحقوق القومية للكورد من جهة، أو تلك التي تدّعي زورًا المطالبة بالمساواة والوطنية من جهة أخرى، متخفية خلف قناع النفاق. وأثمن قدرتهم على هدم ادعاءات المتلاعبين بالمفاهيم، التي تهدف…

إبراهيم اليوسف منذ بدايات تأسيس سوريا، غدا الكرد والعرب شركاء في الوطن، الدين، والثقافة، رغم أن الكرد من الشعوب العريقة التي يدين أبناؤها بديانات متعددة، آخرها الإسلام، وذلك بعد أن ابتلعت الخريطة الجديدة جزءاً من كردستان، بموجب مخطط سايكس بيكو، وأسسوا معًا نسيجًا اجتماعيًا غنيًا بالتنوع، كامتداد . في سوريا، لعب الكرد دورًا محوريًا في بناء الدولة الحديثة،…

فرحان كلش طبيعياً في الأزمات الكبرى تشهد المجتمعات اختلالات عميقة في بناها السياسية والفكرية، ونحن الآن في الوضع السوري نعيش جملة أزمات متداخلة، منها غياب هوية الدولة السورية وانقسام المجتمع إلى كتل بطوابع متباينة، هذا اللاوضوح في المشهد يرافقه فقدان النخبة المثقفة الوضوح في خطوط تفكيرها، وكذا السياسي يشهد اضطراباً في خياراته لمواجهة غموضية الواقع وتداخل الأحداث وتسارعها غير المدرك…