بيد انني كنت في ذات الوقت رفعت وصرخت باعلى صوتي شاجبا بقوة موقف المعارضة من تصديها ورفضها ادراج (ميزانية البيشمركة) في ميزانية وزارة الدفاع في البرلمان العراقي التي نالت بهذا الموقف الاعجاب والترحيب وقوبلت بالتصفيق الحاد من القوى العربية الشوفينية داخل البرلمان وخارجه كما كنت سأرفض مسارهم ومسيرتهم الحالية التي تعتبر استثناء من جميع المعارضات في العالم ألا هو الجمع بين مقاعد البرلمان وقيادة المسيرات في الشوارع والساحات فالاحزاب المعارضة في تركيا وهي قوية لا تقود المظاهرات المطالبة باسقاط الحكومة في الشوارع لأنها تدرك بموروثها الديموقراطي بأن اسقاط الحكومات لا تتم الا تحت قبة البرلمان طالما هي قبلت باللعبة الديموقراطية وبالنظام البرلماني .
كما كنت قد طالبت بشدة برفع الحصانة عن عضو برلماني يمتنع ويرفض الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على ارواح شهداء الكورد وكوردستان فيما ديننا الحنيف يكلفنا واجب طلب الرحمة والسلام والتسامح والاحترام لأهل الكتب المقدسة من يهود ونصارى والا فهل نحن نخالف قواعد شريعتنا وسنة رسوله الكريم بترديدنا صباح مساء (عيسى وموسى عليهما السلام) ؟؟؟
كما كنت اشرت على الاعضاء الافاضل من قوى المعارضة بأنه ليس من قبيل الانصاف اعتبار الاخطار المحدقة بكوردستان عموما وبمدينة (كركوك) وباقي المناطق المستقطعة التي نشاهدها بالصوت والصورة وتصدي قوات البيشمركة لهذا الخطر بمثابة مسرحية او عملية هروب الى الامام من السلطة الحاكمة وتصديرا لأزماتها الداخلية الى الخارج بهدف الالتفاف على حركة الجماهير فهذا التصوير هو منتهى الظلم والجور وجلد للذات الكوردية لا يقبله العقل والمنطق كما كنت موجها انتقادا لاذعا ان نضع قضايانا القومية المصيرية في خانة واحدة مع قضايانا ومشاكلنا الداخلية واحيانا اعطاء الاولوية لها أفليس بالامكان الفصل بينهما فلنكن سلطة ومعارضة متحدين ومتضامنين في موقف واحد وخطاب سياسي موحد حيال قضايانا القومية والنضال في سبيل تحقيقها وأن نكون مختلفين في الرؤى والتصورات حول قضايانا وشؤننا الداخلية كما هي عليها جميع دول العالم .
لقد عقد البرلمان عدة جلسات وشكل العديد من اللجان واستجابت لمعظم طروحات المعارضة من خلال بيان يتضمن / 17 / بندا ولكن خلال اقل من / 24 / ساعة تنكرت المعارضة لمواقفها ورفعت سقف مطاليبها وطالبت بحل الحكومة والبرلمان واستمرت بالتظاهر في الساحات والشوارع ومرة اخرى جاء بيان (الرئيس البارزاني) بالموافقة على اجراء انتخابات مبكرة وجاء الرفض مرة اخرى وعلى لسان نوشيروان مصطفى بان لا طائل ولا فائدة من اجراء الانتخابات في ظل الحكومة الحالية الضالعة والبارعة والمسؤولة بالمطلق عن جميع المصائب والنكبات التي يعاني منها المجتمع الكوردستاني والمطالبة بحكومة تكنوقراط مستقلة مؤلفة فقط من ستة أعضاء طبعا دون الافصاح من سيكون رئيس هذه الحكومة .
وهنا لا بد من طرح الاسئلة التالية على قوى المعارضة الثلاثة (كوران – يكرتو- كومل) الذين باتو كالشعراء يقولون ما لا يفعلون فيصدرون البيانات والبلاغات مجتمعين متفقين ثم لا يلبث هذا الفريق او ذاك بالتنصل من بعض بنوده ويسحب البساط من تحت اقدام ممثله الموقع على البيان المشترك .
السؤال الاول : ماهي الية وكيفية الاتفاق على اعضاء حكومة التكنوقراط المستقلة وهل هم على استعداد بقبول اية شخصية مستقلة تتباين افكاره وطروحاته مع افكارهم وطروحاتهم ولو بحدودها الدنيا ؟ ؟
السؤال الثاني : هل هم على توافق واستعداد على تحديد موعد مناسب ومناخ ملائم و وضع امن للدعاية الانتخابية واجراء عملية الاقتراع وبمعنى اوضح هل هم على استعداد لتهدئة الشارع و وقف الشحن الاعلامي ودعوة جماهيرهم ومؤيديهم بالعودة الى منازلهم ومقاعد دراستهم واماكن عملهم وهي اهم الشروط التي يمكن توفرها لاجراء عملية الانتخابات بحرية ونزاهة بعيدة عن الترغيب و الترهيب وعمليات التزوير كما يزعمون .
السؤال الثالث : هل قوى المعارضة مستعدة لتوقيع ميثاق شرف وعرضه من خلال جميع وسائل الاعلام وتوزيعه على الشعب في طول كوردستان و عرضها , بقبول نتائج صناديق الاقتراع مهما كانت نسبة الفوز لهذا الطرف او ذاك مع التعهد بالكف نهائيا عن ترديد السمفونيات الحالية باتهام اعضاء حكومة التكنوقراط بالاهمال والتقصير والانحياز لهذه القائمة او تلك وحينها سنصفق بحرارة للبرلمان الجديد مهما كانت تركيبته لان الشعب قال كلمته فهو المصدر الشرعي الوحيد لاية سلطة .
لي وطيد الامل وكثير الرجاء من قوى المعارضة ان تتجنب وتتحاشى من تقسيم القوى السياسية في كوردستان بين ملائكة وقديسين وشياطين واشرار وجريا على المثل الشامي (الحارة ضيقة ونعرف بعضنا البعض حق المعرفة) وان تكون اقل تواضعا و واقعية بان ما من فئة او حركة سياسية ودينية تمتلك كل الحقيقة او الحقيقة المطلقة وان الجهة المنافسة لها يأتيها الباطل وكل الباطل من خلفه وبين يديه ومن الاجحاف والظلم اعتبار جمهور وناخبي الحزبين الحاكمين مجموعة من الخانعين والمنتفعين وبائعي الضمائر والذمم وان جمهورهم وناخبيهم ومريديهم من الابطال الميامين الشرفاء أو من أتباع السلف الصالح والمبشرين بدخول الفردوس الالهي
وهنا بودي أن أشارك قوى المعارضة التي من المحتمل ان تخوض العملية الانتخابية بقائمة واحدة تفاؤلها المفرط واحلامها الكبيرة بفوزها الكاسح في الانتخابات المبكرة القادمة واستحواذها على معظم مقاعد البرلمان المرتقب فمن حقها القانوني تشكيل حكومة مثالثة وحينها سيصطدمون بتلال من المعوقات والعراقيل اكثر مما تعانيه حكومة الحزبين الحاكمين العلمانيين ببرامجهما السياسية وممارستهما اليومية على ارض الواقع منذ بدايات تأسيسهما ..
فبأي نهج وبأية أيدلوجية ستمارس تلك الحكومة ادائها على المجتمع الكوردستاني المؤلف من مكونات دينية ومذهبية واثنية عديدة .
على نهج حركة كوران العلماني بشبابه المنبهر بالحضارة الغربية والتكنولوجيا الحديثة (الانترنت – الموبايل – الفيسبوك) والمطالب بالمزيد من الحريات الفردية في جميع المجالات وبالتحديد منها حق المرأة في العمل والانتقال دون قيود واختيارها الحر لشريك حياتها والحد من ظاهرة تعدد الزوجات وشجب واستنكار بما يسمى عقوبات جرائم الشرف وغسل العار …الخ مع شريكين له في هذا التحالف القائم يجاهدان في سبيل اقامة خلافة اسلامية بتيني الشريعة الاسلامية وسيرة السلف الصالح دستورا لهما في الشعار والتطبيق العملي أقله التمسك لقوله تعالى (الرجال قوامون على النساء) او (أحل لكم الزواج مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانكم) ومعاقبة المرأة الزانية رجما بالحجارة حتى الموت في ساحة ازادي امام هذا الجيل من الشباب.
وهذه القضايا تشكل هاجسا لدى جميع مكونات واطياف المجتمع الكوردستاني .
فهل اتفقت المعارضة بكتلها المختلفة فكريا وايدلوجيا على قواسم مشتركة لتلك القضايا الشائكة والمعقدة ام تم ترحيلها الى ما بعد الفوز في الانتخابات وتشكيل حكومة مثالثة وحينها سيكون لكل حادث حديث ….