زيور العمر
ما تزال البراكين الشعبية في المنطقة مشتعلة , بعد أن قضت أولى حممها على إحدى الأنظمة الشمولية الإستبدادية , كما حدث في تونس , و من المرشح أن يكون النظام المصري الهدف الثاني في الأيام القليلة القادمة , مع إحتمال إستمرار إمتداد الظاهرة الجديدة , الفريدة , الراهنة الى باقي الدول ذات الأنظمة الشمولية في المنظور القريب.
ما تزال البراكين الشعبية في المنطقة مشتعلة , بعد أن قضت أولى حممها على إحدى الأنظمة الشمولية الإستبدادية , كما حدث في تونس , و من المرشح أن يكون النظام المصري الهدف الثاني في الأيام القليلة القادمة , مع إحتمال إستمرار إمتداد الظاهرة الجديدة , الفريدة , الراهنة الى باقي الدول ذات الأنظمة الشمولية في المنظور القريب.
و لعل من أولى المقاربات المتفاجئة من الظاهرة الجديدة , من لدن الباحثين و المهتمين في الشؤون السياسية و الإجتماعية , هي ترشيح التجربة التونسية كمادة تدريسية في أقسام العلوم السياسية في الجامعات , بسبب فرادة الظاهرة نفسها, و الآفاق التي منحتها للقوى المشتغلة على مشاريع التغيير الديمقراطي , بعد أن عجزت القوى السياسية التقليدية في مجتمعات الشرق الأوسط , عن تحقيق أو تأمين شروط و مستلزمات التغيير الديمقراطي , بسبب عناصر الضعف و التآكل التي زرعتها أنظمة الإستبداد في هياكلها, حتى أوصلتها الى حال يرثى لها , بحيث تحتاج هي تفسها الى التغيير و الإصلاح , ناهيك عن الأنظمة الإستبدادية.
و ما يعزز من حقيقة أن نجاح الإحتجاجات الشعبية في كل من تونس و في مصر الى حد الآن كان بسبب عفويتها و صدفيتها, التي وفرت لها تركمات تاريخية من الممارسات و السياسات الرهيبة أسباب النجاح , هو أن الجميع كان فاقد الأمل في إمكانية التغيير , و كانت الشعوب متهمة بالجبن و العقم , فضلاً عن موقف القوى التقليدية الداعية الى تحقيق التغيير المتدرج لإخفاء عجزها عن تحقيق طموح و تطلع الشارع الى الخلاص و التحرر.
فالشعوب وجدت نفسها على أعتاب الألفية الثالثة أمام تفجر غير مسبوق في ثورة الإتصالات , بحيث أن موقع إجتماعي على النت مثل الفيس بوك إستطاع أن يؤمن فرصة إتصال و تعارف و تبادل للافكار و التجارب بين ما يقارب من نصف مليار مشترك مستفيد من خدمات الموقع, بمعنى أن الشعوب ما عادت بحاجة الى قوى سياسية تقليدية , تمارس أساليب بدائية في الإتصال مع البشر من أجل تمرير و تسويق أفكارها و آراءها, بنزعة هيرقلية إستعلائية مشبعة بثقافة ألأنظمة الإستبدادية نفسها.
فأبناء الشعب الواحد نجح في الإتصال مع بعضهم البعض في فضاء , ضريبة الحركة فيه , الحرية و القناعة المشتركة.
إستطاع الفيسبوك و باقي المواقع الإجتماعية الأخرى من توفير فرصة اتصال بين شباب تونس , و مدهم بإمكانية الإطلاع على أوجه و أشكال الغبن و الظلم المرتكب بحق الشعب التونسي , بحيث لم تكن الحالة الإحتقانية الإنسدادية بحاجة إلا إلى صفعة من ضابطة شرطة على وجه الشهيد محمد بو عزيزي قبل أن يضرم النار في جسده حتى ينفجر البركان الأخضر فيودي بالديكتاتور زين العابدين بن علي.
و مع ذلك السؤال كيف يمكن تحقيق المشروع الديمقراطي الطموح في ظل غياب قوى ناظمة لها , و خاصة بعد سقوط أنظمة الإستبداد و رحيل رموزها ؟ لا بد من الإعتراف أن هذه من أهم المسائل التي تشغل المهتمين و المراقبين, و ذلك لعدم توفر القدرة و الإمكانات لدى الشرائح الشبابية من أجل إدارة الدولة في المرحلة الإنتقالية التي تعقب سقوط الإنظمة الشمولية التي تفتقد الى مؤسسات شرعية تحمل عبأ المرحلة.
لذلك ليس من المستبعد أن تعقب إطاحة الأنظمة مرحلة من عدم الإستقرار و الفوضى جراء غياب مؤسسات راسخة في المجتمع , تمتلك الحد الأدنى من الشرعية و المصداقية لدى الشارع من جهة, و عجز القوى التقليدية عن الإتفاق فيما بينها على ترتيبات محددة لتمهيد الأرضية لتنظيم حياة سياسية جديدة من جهة أخرى.
فالفيسبوك قد تمنح الفرصة لقوى المجتمع الشبابية الحية على القيام بثورة أو إنتفاضة , و لكنها لا يمكنها إدارة دولة, و خاصة في مرحلة ما بعد الدكتاتورية, و هذه هي المشلكة الأساسية أمام الإحتجاجات المنتشرة في المنطقة.
فالشعوب وجدت نفسها على أعتاب الألفية الثالثة أمام تفجر غير مسبوق في ثورة الإتصالات , بحيث أن موقع إجتماعي على النت مثل الفيس بوك إستطاع أن يؤمن فرصة إتصال و تعارف و تبادل للافكار و التجارب بين ما يقارب من نصف مليار مشترك مستفيد من خدمات الموقع, بمعنى أن الشعوب ما عادت بحاجة الى قوى سياسية تقليدية , تمارس أساليب بدائية في الإتصال مع البشر من أجل تمرير و تسويق أفكارها و آراءها, بنزعة هيرقلية إستعلائية مشبعة بثقافة ألأنظمة الإستبدادية نفسها.
فأبناء الشعب الواحد نجح في الإتصال مع بعضهم البعض في فضاء , ضريبة الحركة فيه , الحرية و القناعة المشتركة.
إستطاع الفيسبوك و باقي المواقع الإجتماعية الأخرى من توفير فرصة اتصال بين شباب تونس , و مدهم بإمكانية الإطلاع على أوجه و أشكال الغبن و الظلم المرتكب بحق الشعب التونسي , بحيث لم تكن الحالة الإحتقانية الإنسدادية بحاجة إلا إلى صفعة من ضابطة شرطة على وجه الشهيد محمد بو عزيزي قبل أن يضرم النار في جسده حتى ينفجر البركان الأخضر فيودي بالديكتاتور زين العابدين بن علي.
و مع ذلك السؤال كيف يمكن تحقيق المشروع الديمقراطي الطموح في ظل غياب قوى ناظمة لها , و خاصة بعد سقوط أنظمة الإستبداد و رحيل رموزها ؟ لا بد من الإعتراف أن هذه من أهم المسائل التي تشغل المهتمين و المراقبين, و ذلك لعدم توفر القدرة و الإمكانات لدى الشرائح الشبابية من أجل إدارة الدولة في المرحلة الإنتقالية التي تعقب سقوط الإنظمة الشمولية التي تفتقد الى مؤسسات شرعية تحمل عبأ المرحلة.
لذلك ليس من المستبعد أن تعقب إطاحة الأنظمة مرحلة من عدم الإستقرار و الفوضى جراء غياب مؤسسات راسخة في المجتمع , تمتلك الحد الأدنى من الشرعية و المصداقية لدى الشارع من جهة, و عجز القوى التقليدية عن الإتفاق فيما بينها على ترتيبات محددة لتمهيد الأرضية لتنظيم حياة سياسية جديدة من جهة أخرى.
فالفيسبوك قد تمنح الفرصة لقوى المجتمع الشبابية الحية على القيام بثورة أو إنتفاضة , و لكنها لا يمكنها إدارة دولة, و خاصة في مرحلة ما بعد الدكتاتورية, و هذه هي المشلكة الأساسية أمام الإحتجاجات المنتشرة في المنطقة.
05/02/2011