م .
بافي ژيـــن
bavejin@hotmail.com
إن الشعب الكردي لا يقل أصالة عن جيرانه من شعوب المنطقة, ولم يتوان يوماً أو يتأخر للدفاع عن وجوده التاريخي, والتمسك الصارم بخصوصيته القومية, وما يشفع لهذا الشعب الحي, عديد ثوراتهم وانتفاضاتهم- قديماً وحديثاً- وسعيه الدؤوب للمطالبة بحقوقه القومية والديمقراطية المشروعة, وكذلك صموده العنيد في وجه المحاولات المستمرة للنيل من إرادته الصلدة, وتذويبه في بوتقة التتريك, والتفريس, والتعريب .
لقد أبلت الحركة السياسية الكردية في سوريا, بلاءاً حسناً منذ التأسيس, ومن خلال تاريخها النضالي الطويل, الممتد عبر عقود عدة, وما يؤسف له, أنّها لم تنل ما أرادت… ولم تحقّق ما خططت لأجله… ولم تنجز من أهدافها إلا القليل القليل, وربما يعزى سبب الفشل, إلى الأزمة المركبة التي تعاني منها الأطر والتنظيمات السياسية الكردية, وإخفاق المسؤولين لاستنباط السبل وآليات تنظيمية مبتكرة, تواكب التطورات الكونية الهائلة, وما نجمت عنها من تغيرات في نمط الحياة, وفي الرؤى والمفاهيم الفكرية والاقتصادية والاجتماعية؛
فمثلاً معظم الفصائل الكردية السورية, لا تزال تعمل وفق مبدأ (المركزية الديمقراطية) الذي يلوي عنق الديمقراطية, لصالح الفرد القابع في برج المركزية, والمهيمن على مقدرات الحزب المادية والبشرية, وعبر قنوات التواصل الهرمية الشكل – من الأعلى إلى الأسفل – المستنسخ من الأحزاب الماركسية, منذ الخمسينات من القرن الأخير للألفية الثانية .
لعل إخفاق الحركة السياسية الكردية, لا تكمن في صعوبة القدرة على إدارة أزماتها المستعصية والأسلوب الكلاسيكي في إدارة التنظيم فحسب؛ بل يتعدى إلى الجانب السياسي منه؛ فمعظم الفصائل الكردية, تعيش أزمة البرامج والمشاريع الفوقية, ومصابة بتخمة الشعارات العاطفية الرنانة, التي تسهم بقسط كبير في رفع وتيرة الخلافات, وتزيد من رقعة الاختلافات المتعلقة بالحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكردي في سوريا,(مبدأ حق تقرير المصير, الإدارة الذاتية, الفيدرالية, الحقوق السياسية, الشعب, الأقلية, …) ناسين أو متناسين, البون الشاسع بين قول الحق والقدرة على إحقاقه, خاصة والمجتمع الكردي, يئن من وطأة التخلف الفقر والتشرد, وتتحكم في مصيره قوى القهر والتسلط, مما خلق حالة اللاتوازن في الميدان السياسي, بين الفعل التاريخي للحراك الجماهيري, ورد الفعل السلطوي المنفلت العقال تجاهه .
حتى نبتعد عن جلد الذات, علينا ألا نختزل إخفاقات الحركة وعجزها في تحقيق أهدافها, ضمن تخوم العامل الذاتي فحسب, متجاهلين الدور الأساس للعوامل الموضوعية المتمثلة بـ المحيط الإقليمي والدولي, والمصالح الوطنية العليا لدول العالم, وكذلك طبيعة النظم الحاكمة, التي تتجاهل المواثيق والعهود الدولية بخصوص حق الشعوب في العيش بحرية؛ فهذه النظم, تتحمل المسؤولية المباشرة, في إبقاء الشعب الكردي محروماً من أبسط حقوقه القومية والإنسانية أولاً وأخيراً .
لعل إخفاق الحركة السياسية الكردية, لا تكمن في صعوبة القدرة على إدارة أزماتها المستعصية والأسلوب الكلاسيكي في إدارة التنظيم فحسب؛ بل يتعدى إلى الجانب السياسي منه؛ فمعظم الفصائل الكردية, تعيش أزمة البرامج والمشاريع الفوقية, ومصابة بتخمة الشعارات العاطفية الرنانة, التي تسهم بقسط كبير في رفع وتيرة الخلافات, وتزيد من رقعة الاختلافات المتعلقة بالحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكردي في سوريا,(مبدأ حق تقرير المصير, الإدارة الذاتية, الفيدرالية, الحقوق السياسية, الشعب, الأقلية, …) ناسين أو متناسين, البون الشاسع بين قول الحق والقدرة على إحقاقه, خاصة والمجتمع الكردي, يئن من وطأة التخلف الفقر والتشرد, وتتحكم في مصيره قوى القهر والتسلط, مما خلق حالة اللاتوازن في الميدان السياسي, بين الفعل التاريخي للحراك الجماهيري, ورد الفعل السلطوي المنفلت العقال تجاهه .
حتى نبتعد عن جلد الذات, علينا ألا نختزل إخفاقات الحركة وعجزها في تحقيق أهدافها, ضمن تخوم العامل الذاتي فحسب, متجاهلين الدور الأساس للعوامل الموضوعية المتمثلة بـ المحيط الإقليمي والدولي, والمصالح الوطنية العليا لدول العالم, وكذلك طبيعة النظم الحاكمة, التي تتجاهل المواثيق والعهود الدولية بخصوص حق الشعوب في العيش بحرية؛ فهذه النظم, تتحمل المسؤولية المباشرة, في إبقاء الشعب الكردي محروماً من أبسط حقوقه القومية والإنسانية أولاً وأخيراً .
ما يرجى اليوم من مسؤولي الكرد وساستهم ومثقفيهم, التصدي للحالة المزرية لراهن الحركة السياسية في البلاد, ومستقبلها الغامض وغير الآمن والوقوف بجدية على عوامل أزمة الثقة القائمة فيما بينهم والعمل على إزالتها, ومن ثم الانتقال إلى ترميم البنى الاقتصادية, والسياسية, والتنظيمية والثقافية المتهالكة, للفصائل الكردية, وإعادة النظر في خططها الإستراتيجية والتكتيكية, والسعي حثيثاً, إلى التقدير السليم للظروف الذاتية والموضوعية, والترفع عن غرور التباهي بنجاحات الآخرين وانجازاتهم القومية, في الأجزاء الأخرى, لأن التماهي مع كاريزما (البرزانيزم ) و(الآبو نيزم ) و(الجلاليزم) لن يُخرج هؤلاء من عنق الزجاجة, ويحيدهم عن لعنة التاريخ.
لذا يتطلب من الجميع, أن يحتكم إلى منطق القول, وحكمة العقل, وقوة الواقع, في تحديد خياراته القومية والوطنية, وينأى بشعبه عن المزيد من المحن والمآسي التي يتعرض لها, من قبل الأوساط الشوفينية, والتي تحاول جاهدة البحث عن الحجج الواهية, والذرائع الكاذبة لتمضي قدماً في غيّها وجبروتها, ضد الشعب الكردي, الذي ينشد السلام والإخوة والمساواة في دولة المواطنة والقانون, القائمة على مبادئ الديمقراطية, وشرعة حقوق الإنسان .
لذا يتطلب من الجميع, أن يحتكم إلى منطق القول, وحكمة العقل, وقوة الواقع, في تحديد خياراته القومية والوطنية, وينأى بشعبه عن المزيد من المحن والمآسي التي يتعرض لها, من قبل الأوساط الشوفينية, والتي تحاول جاهدة البحث عن الحجج الواهية, والذرائع الكاذبة لتمضي قدماً في غيّها وجبروتها, ضد الشعب الكردي, الذي ينشد السلام والإخوة والمساواة في دولة المواطنة والقانون, القائمة على مبادئ الديمقراطية, وشرعة حقوق الإنسان .