عمر كوجري
وقائع المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني منعقدة من السبت الفائت، وقد شارفت أعمال المؤتمر على الانتهاء، حيث شهدت أروقته نقاشات معمقة في عموم المسائل الحزبية والفكرية والقومية والمطالب المحقة للشعب الكردستاني، وعلاقات البارتي مع الأحزاب الحليفة والشقيقة والصديقة، وكذلك، أعيدت إلى الأذهان المبحث القديم والجديد في آن وهو حق تقرير المصير من حيث المبدأ للشعب الكردي في كردستان العراق، والذي لاقى عاصفة وزوبعة من سوء الفهم في العراق وعند بعض ضيقي الأفق من الكتبة المتباكين على وحدة العراق وكأن ما طرح إذعان، وإشارة لإعلان دولة كردستان بعد انتهاء الرئيس بارزاني من كلمته أمام مندوبي المؤتمر الذين زادوا عن الـ 1300 عضو، وضيوف الحزب من الأحزاب الكردية والعراقية والعربية والعالمية، والفعاليات والوجوه الثقافية المؤثرة في المشهد العراقي وفي جوار الإقليم وخاصة من جانب حزب العدالة والتنمية التركي الذي اشترك بوفد قيادي كبير.
ولم تخمد تعليقات المحللين الأشاوس رغم تصريحات السيد نيجيرفان بارزاني نائب رئيس الحزب بالإجماع في المؤتمر، وكذلك الدكتور برهم صالح رئيس حكومة الإقليم حتى خرج الرئيس بارزاني مطيباً الخواطر، ومعيداً الهدوء إلى بعض من لم يرق له غير الصيد في عكارة المياه عندما قال في معرض شكره لمندوبي المؤتمر الذين أعادوا انتخابه رئيساً للحزب:
إن تقرير المصير هو حق طبيعي لكل الشعوب والأمم وقصدنا في الحق هذا هو كيفية ممارسة هذا الحق، وقد أكدت ذلك مراراً إلا أنني أذكر بأن لنا برلماناً منتخباً في أقليم كوردستان هو الذي قرر أن نبقى في أطار العراق، عراق فدرالي ديمقراطي وعلى هذا الأساس فقد أسهمنا في بناء العراق الجديد وقد جاء في ديباجة الدستور الدائم أن الدستور هو الذي يحدد الهوية العراقية – عراق فدرالي ديمقراطي.
لن تخوض المساهمة في تفصيلات المؤتمر بنسخته الثالثة عشرة، ربما لهذا المقام مقال آخر، بل ستتناول شيئاً من شعار المؤتمر ( التجديد – العدالة – التعايش)
لا مناص أنّ أيّ حزب سياسي ومحنك يغير تكتيكاته حسب الظروف التي مرَّ، ويمر بها، والديمقراطي الكردستاني اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة لتجديد قيادته وتنشيط قواعده الحزبية، وتوسيع شبكة ودوائر الأصدقاء والحلفاء والمؤازرين، وخاصة أن الحزب حالياً يشارك في قيادة مجتمع ولا يدير أعضاء حزبيين متناثرين في القصبات والأرياف أو في هامات الجبال أيام الثورة وحياة البيشمركة.
الآن يفترض بحزبيي البارتي أن يكونوا بيشمركة من مقام آخر غير مقام الجبل وعمليات الكر والفر على العدو، لذا ينبغي أن يكونوا على قدر كبير من المعرفة والعلم وفهم وتعمق قراءة المجتمع الكردستاني بجميع أروماته وإثنياته، وإثبات القدرة على خدمة المجتمع من زاوية أن الحزب القيادي لا يبحث عن مكاسب ضيقة بقدر ما يبحث عن مكاسب للعموم.
ومن هذه الزاوية ينتظر من الديمقراطي الكردستاني وقيادته الجديدة أن يكونوا جميعاً يداً واحدة لمحاربة المنتفعين، وحاملي خناجر القبلية والعشائرية، و النائمين في أوهام الماضي التليد والشبّيحة الذين يستقوون بكراسي أقاربهم أو أبناء حيهم، أو حتى آبائهم، والمتاجرين بدماء الشهداء، الذين اغتنوا من وراء مناصبهم، وأداروا ظهورهم للشعب الكردستاني، والذين حرموا الشعب من خيرات الوطن بجشعهم وطمعهم الذي لا يحدُّهُ حدٌّ.
هؤلاء سواء أكانوا قياديين أو في أية خلية حزبية، لم يدخلوا الحزب ليعطوا بقدر ما دخلوا لينهبوا ويشفطوا، ويستغلوا مواقعهم أسوأ استغلال، وةقد نجحوا بكل أسف في يوم ما، لكن حان الآن وقت المفاتحة والشجاعة، والقول للمسيء: إنك مسيء دون وجل من أ ن الروح ستصعد لباريها صباح اليوم التالي!!
ومن الأهمية بمكان ألا يجد هؤلاء المفلسون..
والحيتان التي تلتهم الأخضر واليابس ولا تشبع موطئاً لأقدامهم في أجندة مؤتمر الكردستاني الثالث عشر، وما بعد الثالث عشر.
بالطبع من العسير التخلص من كلِّ الانتهازيين والوصوليين والمتسلقين دفعة واحدة، لكن ملف الفساد في الحزب يجب أن يفتح وعلى أعلى المستويات، لأن خصوصية وضع كردستان العراق، ومعها جميع الفعاليات السياسية في الساحة، تتطلب حرقاً للمراحل أحياناً حتى تستقيم التوازنات، وتعود الأمور إلى نصابها الصحيح.
والمتشفون والمصابون بعطالة القلب ينتظرون من خلف الأبواب تعثر التجربة حتى يحزوا سكاكين أحقادهم ليجزوا، وينحروا كلَّ جميل تحقق، وتعمّد بدماء مئات الآلاف من الشهداء.
ومن هذه الزاوية سيقف الديمقراطي الكردستاني ومعه جميع مؤازريه وشركائه السياسيين ملياً أمام زوايا غير مشرقة للوحة الوضع في كردستان، وسيتسلحون بالشجاعة الكافية لمواجهة الفقر وأحزمته في كردستان، وكذلك مواجهة أرتال المهجرين والراغبين بترك وطنهم في هذا الوقت بحثاً عن «نعيم وراء الضباب والمحيطات» رغم أننا نسمع أن مئات العوائل تعود من مغترباتها الطويلة، وجاءت، واستثمرت أموالها في وطنها، وقطفت النجاح.
سينظر مندوبو المؤتمر الذين سيعودون إلى قراهم ومدنهم إلى ضيوف، أو قل أهل كردستان ممن ضاقت بهم الظروف والسبل، وتقطعت أسباب الحياة عند بعضهم، فرؤوا كردستان الملاذ الآمن..
نعم كردستان يفترض بها أن تكون الملاذ الآمن لكردها ولغير كردها من وراء الحدود، تحميهم، تطعمهم، تقيهم القرَّ والحرَّ والجوعَ، تحررهم من أسر مخيمات البؤس والفقر والجهل، تشعر بآدمية هؤلاء” الضيوف” تجاوزاً..
فقد طالت آلامهم، وأياديهم مفتوحة على أمل ورجاء في الانتظار، ينتظرون يداً حانية، والتفاتة أبوية من رجل من مقام ومنزلة مسعود بارزاني.
قلنا اللوحة مشرقة لكن ليست من جميع الزوايا، إضفاء ألوان الجمال وازدياد جمال اللوحة من واجب الحزبيين المتفانين من أجل وطنهم وأمتهم، والوقوف بشجاعة أمام المعيقات والجروح المتقيحة أيضاً من واجب الحزبيين الغيارى على شعبهم قبل غيرتهم على حزبهم وبرنامجه ومقاعده ومنافساته حيال الأحزاب الأخرى في الساحة.
نعم، إذا تحقق التجديد الصحيح في دماء الحزب الديمقراطي الكردستاني، سيدعم هذا التجديد قيم العدالة والمساواة والفرص المتكافئة، وهذا يجعل مركز كردستان محفوفاً بالأمان، وهي تطلب التعايش مع الأخ الأكبر في الوطن الأكبر بالنهاية وهو العراق… العراق العظيم الذي يسع الجميع، لا ويفيض إذا صدقت نوايا الجميع.
إن تقرير المصير هو حق طبيعي لكل الشعوب والأمم وقصدنا في الحق هذا هو كيفية ممارسة هذا الحق، وقد أكدت ذلك مراراً إلا أنني أذكر بأن لنا برلماناً منتخباً في أقليم كوردستان هو الذي قرر أن نبقى في أطار العراق، عراق فدرالي ديمقراطي وعلى هذا الأساس فقد أسهمنا في بناء العراق الجديد وقد جاء في ديباجة الدستور الدائم أن الدستور هو الذي يحدد الهوية العراقية – عراق فدرالي ديمقراطي.
لن تخوض المساهمة في تفصيلات المؤتمر بنسخته الثالثة عشرة، ربما لهذا المقام مقال آخر، بل ستتناول شيئاً من شعار المؤتمر ( التجديد – العدالة – التعايش)
لا مناص أنّ أيّ حزب سياسي ومحنك يغير تكتيكاته حسب الظروف التي مرَّ، ويمر بها، والديمقراطي الكردستاني اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة لتجديد قيادته وتنشيط قواعده الحزبية، وتوسيع شبكة ودوائر الأصدقاء والحلفاء والمؤازرين، وخاصة أن الحزب حالياً يشارك في قيادة مجتمع ولا يدير أعضاء حزبيين متناثرين في القصبات والأرياف أو في هامات الجبال أيام الثورة وحياة البيشمركة.
الآن يفترض بحزبيي البارتي أن يكونوا بيشمركة من مقام آخر غير مقام الجبل وعمليات الكر والفر على العدو، لذا ينبغي أن يكونوا على قدر كبير من المعرفة والعلم وفهم وتعمق قراءة المجتمع الكردستاني بجميع أروماته وإثنياته، وإثبات القدرة على خدمة المجتمع من زاوية أن الحزب القيادي لا يبحث عن مكاسب ضيقة بقدر ما يبحث عن مكاسب للعموم.
ومن هذه الزاوية ينتظر من الديمقراطي الكردستاني وقيادته الجديدة أن يكونوا جميعاً يداً واحدة لمحاربة المنتفعين، وحاملي خناجر القبلية والعشائرية، و النائمين في أوهام الماضي التليد والشبّيحة الذين يستقوون بكراسي أقاربهم أو أبناء حيهم، أو حتى آبائهم، والمتاجرين بدماء الشهداء، الذين اغتنوا من وراء مناصبهم، وأداروا ظهورهم للشعب الكردستاني، والذين حرموا الشعب من خيرات الوطن بجشعهم وطمعهم الذي لا يحدُّهُ حدٌّ.
هؤلاء سواء أكانوا قياديين أو في أية خلية حزبية، لم يدخلوا الحزب ليعطوا بقدر ما دخلوا لينهبوا ويشفطوا، ويستغلوا مواقعهم أسوأ استغلال، وةقد نجحوا بكل أسف في يوم ما، لكن حان الآن وقت المفاتحة والشجاعة، والقول للمسيء: إنك مسيء دون وجل من أ ن الروح ستصعد لباريها صباح اليوم التالي!!
ومن الأهمية بمكان ألا يجد هؤلاء المفلسون..
والحيتان التي تلتهم الأخضر واليابس ولا تشبع موطئاً لأقدامهم في أجندة مؤتمر الكردستاني الثالث عشر، وما بعد الثالث عشر.
بالطبع من العسير التخلص من كلِّ الانتهازيين والوصوليين والمتسلقين دفعة واحدة، لكن ملف الفساد في الحزب يجب أن يفتح وعلى أعلى المستويات، لأن خصوصية وضع كردستان العراق، ومعها جميع الفعاليات السياسية في الساحة، تتطلب حرقاً للمراحل أحياناً حتى تستقيم التوازنات، وتعود الأمور إلى نصابها الصحيح.
والمتشفون والمصابون بعطالة القلب ينتظرون من خلف الأبواب تعثر التجربة حتى يحزوا سكاكين أحقادهم ليجزوا، وينحروا كلَّ جميل تحقق، وتعمّد بدماء مئات الآلاف من الشهداء.
ومن هذه الزاوية سيقف الديمقراطي الكردستاني ومعه جميع مؤازريه وشركائه السياسيين ملياً أمام زوايا غير مشرقة للوحة الوضع في كردستان، وسيتسلحون بالشجاعة الكافية لمواجهة الفقر وأحزمته في كردستان، وكذلك مواجهة أرتال المهجرين والراغبين بترك وطنهم في هذا الوقت بحثاً عن «نعيم وراء الضباب والمحيطات» رغم أننا نسمع أن مئات العوائل تعود من مغترباتها الطويلة، وجاءت، واستثمرت أموالها في وطنها، وقطفت النجاح.
سينظر مندوبو المؤتمر الذين سيعودون إلى قراهم ومدنهم إلى ضيوف، أو قل أهل كردستان ممن ضاقت بهم الظروف والسبل، وتقطعت أسباب الحياة عند بعضهم، فرؤوا كردستان الملاذ الآمن..
نعم كردستان يفترض بها أن تكون الملاذ الآمن لكردها ولغير كردها من وراء الحدود، تحميهم، تطعمهم، تقيهم القرَّ والحرَّ والجوعَ، تحررهم من أسر مخيمات البؤس والفقر والجهل، تشعر بآدمية هؤلاء” الضيوف” تجاوزاً..
فقد طالت آلامهم، وأياديهم مفتوحة على أمل ورجاء في الانتظار، ينتظرون يداً حانية، والتفاتة أبوية من رجل من مقام ومنزلة مسعود بارزاني.
قلنا اللوحة مشرقة لكن ليست من جميع الزوايا، إضفاء ألوان الجمال وازدياد جمال اللوحة من واجب الحزبيين المتفانين من أجل وطنهم وأمتهم، والوقوف بشجاعة أمام المعيقات والجروح المتقيحة أيضاً من واجب الحزبيين الغيارى على شعبهم قبل غيرتهم على حزبهم وبرنامجه ومقاعده ومنافساته حيال الأحزاب الأخرى في الساحة.
نعم، إذا تحقق التجديد الصحيح في دماء الحزب الديمقراطي الكردستاني، سيدعم هذا التجديد قيم العدالة والمساواة والفرص المتكافئة، وهذا يجعل مركز كردستان محفوفاً بالأمان، وهي تطلب التعايش مع الأخ الأكبر في الوطن الأكبر بالنهاية وهو العراق… العراق العظيم الذي يسع الجميع، لا ويفيض إذا صدقت نوايا الجميع.