سأجري تقييماً شاملاً في شهر آذار

يمكن الذهاب إلى منطقتنا والالتقاء بهم للاستماع إلى ذكرياتهم المتعلقة بي وتسجيلها.

أيضاً يمكن البحث في القرية ومحيطها للاستماع إلى ما يتعلق بي من ذكريات الأحياء، ففي الحقيقة أن الكثير منهم قد توفوا، وتصويرها بكاميرات وتسجيلها، وتسجيل الملاحظات، يجب عدم تأخير هذا الموضوع، حيث يمكن للصحفيين والسينمائيين أن يتولوا المهام في هذا الموضوع، فكل هذا هو تاريخ، وهذه المواضيع أرشيف مذهل، ويجب القيام بهذه الأنشطة لفهم تاريخنا بشكل أفضل.

فالذين يملكون الموهبة والمختصون في هذه المواضيع من صحفيين وسينمائيين يمكنهم الذهاب والاستماع إليهم والتصوير بالكاميرات لإعداد أفلام أو حتى وثائقيات.

فهذه مواضيع مهمة، والغد أو بعد غد قد يكون متأخراً، وبدلاً من أن ينسحب الصحفيون والسينمائيون إلى العمل في الزوايا يمكنهم القيام بهذا النوع من الأعمال المهمة.

وهذا التصوير والأنشطة ستكون مهمة جداً من أجل المثقفين والكتاب وخاصة الأدباء، وستكون أموراً نادرة لهم في المستقبل.

أجرى “حسين غولارجا” بعض التقييمات في جريدة “الزمان”، بهذه المناسبة أريد توضيح ما يلي بشأن جماعتهم، طبعاً نحن لم ننكر وجوده في أي وقت، وننتظر منهم أيضاً أن لا ينكروا وجودنا، هم ونحن ممثلان مهمان سواء في تركيا أو في الشرق الأوسط، ويمكنهم القيام بدور في دمقرطة تركيا، بل والشرق الأوسط أيضاً، فلديهم قوة مهمة.

أنا لا أراهم كطريقة ـ جماعة .

هم لوحدهم ليسوا طريقة ولا جماعة، وأفكر في أنهم منظمة مجتمع مدني بعض الشيء، بل حتى يملكون وظيفة حزب سياسي، دورهم مهم.

حسب قناعتي هم منظمة مجتمع مدني على الأغلب في تركيا والشرق الأوسط، ويمكنهم أن يتولوا دوراً مثل منظمات المجتمع المدني في دمقرطة وتنوير المجتمع دون انتظار أي منفعة سياسية، بل إنهم يماثلون حزباً سياسياً للشرق الأوسط.

أنا أراهم هكذا.

وتقع على عاتقهم أدوار مهمة نحو دمقرطة الشرق الأوسط وتركيا، فلديهم قوة ديناميكية إلى درجة ما، مثلما نحن قوة ديناميكية أيضاً.

وفي حال تضامن هاتين ومساندتهما لبعضهما البعض سيتم حل العديد من القضايا الأساسية في تركيا.

وهذا التضامن لن يؤثر على تركيا فقط ، بل سيؤثر على الشرق الأوسط أيضاً.

والأمر المهم هنا هو القيام بتعريف بعض المصطلحات الأساسية بشكل جيد.

فمثلاً ؛ أنا أعرف آراءهم بشأن التركياتية والإسلام جيداً.

وأراها  قيِّمة وصحيحة، وأنضم إلى آرائهم بشأن التركياتية والإسلام.

فربما لن أستطيع الشرح هنا مطولاً ولكن لدي أبحاث وتعمق في هذا الموضوع، كما أتطرق إلى هذه المواضيع كثيراً في مرافعتي التي كتبتها مؤخراً، ويمكن للجميع أن يعمل معاً من أجل تجاوز الوضع القائم في تركيا، ومسار الدمقرطة، ويجب أن تكون الديموقراطية هي الأرضية المشتركة في هذه المواضيع.

في الماضي استخدمت الدولة بعض الجماعات ضدنا، وتم اختلاق صراع PKK- حزب الله، وبات من الممكن تجاوز مثل هذه المشاكل.

الأحزاب السياسية لن تحل القضايا المصيرية في تركيا، فكل من AKP و CHP و MHP تتقرب من القضايا بحسابات المنافع السياسية، وإذا أصبحت قضايا تركيا مسألة للريع السياسي فلا يمكن حلها.

فنحن مرغمون على تجاوز هذه الحسابات السياسية أيضاً، ويمكننا وضع حلول مشتركة معاً لقضايا تركيا الأساسية المشتركة، كما يوضح بأن مرشحو BDP أمر مهم في الانتخابات، ويتحدثون عن ضرورة أن يصبح BDP حزباً لكل تركيا، كما قلت هذه القضية لن تُحل بـAKP ولا بـCHP ولا بـMHP ، حيث أنها تتقرب في إطار منافعها، فلا الحكومة ولا الأحزاب تتقرب من حل القضية بشكل صادق، ونحن لا يمكننا ترك حل القضايا الأساسية في تركيا لذمة الأوليغارشية السياسية، بل يجب إظهار خيارات ووحدات ديموقراطية أكثر مبدئية في هذه المواضيع.
إن الهم الوحيد لـAKP هو السلطة والفوز في الانتخابات، وليس له حساب آخر.

فحتى لو لم تكن مقترحاتي مقبولة في هذه المرحلة، إلا أن هذا الاحتمال موجود.

كما أن مقاربتهم أمر مهم.

فالأمر المهم هو حل قضايا تركيا من دون جعلها  ضحية لحسابات الريع والمنافع، وأنا أراه إيجابياً في هذا الموضوع.

وإلا فإن هذه القضايا في تركيا لن تحل بذهنية ستاتوكوجية فاشية مهترئة، ولا يمكن الحديث عن تحالفنا مع الإتحاديين والذهنية الإتحادية، بل يجب سؤال الحساب من هذه الذهنية، فنحن نجعل من التحالف مع القوى التي تؤيد التغيير والتحول أساساً لنا، ويمكن تسمية مسار تكوين تحالفات على هذا الأساس وحدوث الحل الديموقراطي وتراجع القوى الرجعية والستاتوكوجية في منطقة الشرق الأوسط  بالحداثة الجديدة.
موضوع الإدارة الذاتية الديموقراطية موضوع مهم جداً ، أي أنه ليس موضوعاً يمكن نقاشه في يوم أو يومين ويُستهلك ، بل يجب عدم استهلاكه.

يجب نقاش الإدارة الذاتية الديموقراطية على مدى شهور بل لسنة أو سنتين، ويجب تناول ونقاش كل بعد منها بشكل منفصل، فقد أوضحتها سابقاً، كما أنها موجودة في مرافعاتي.

وفي موضوع الإدارة الذاتية الديموقراطية يجب ترتيب محاضرات واجتماعات جماهيرية وما إلى ذلك من أنشطة متنوعة مراراً.

كما يجب ضم كل شرائح المجتمع إلى هذه النقاشات، أي المثقفين والأكاديميين وأسماء من كافة الشرائح المجتمعية، حتى يجب أن تضم هذه النقاشات مجموعات ثقافية ودينية كالآشوريين والسريان، يمكن إجراء النقاشات على الأبعاد التي ذكرتها سابقاً.

الإدارة الذاتية الديموقراطية مشروع من أجل تركيا وليس محصوراً بالأكراد فقط، فإذا كان هذا المشروع ضرورياً من أجل “تراكيا”(منطقة في غرب تركيا) فإنه ضروري لـ”بوتان” بنفس القدر، وبمدى ضرورته من أجل “ديرسيم” هو ضروري من أجل “آنتاليا” أيضاً.

كنت قد قلت دستور الإدارة الذاتية الديموقراطية، ويمكننا قول الأمة الديموقراطية أيضاً، ولكن يبدو أن التسميتان تُفهمان بشكل مختلف، فالتأكيد على الدستور في الإدارة الذاتية الديموقراطية يُفهم بشكل خاطئ، ولهذا:  أقول وضع الإدارة الذاتية الديموقراطية بدلاً من دستور الإدارة الذاتية الديموقراطية.

فليكن هكذا، أي أن مصطلح وضع الإدارة الذاتية الديموقراطية مصطلح في مكانه ويلبي المطلوب على ما أعتقد.

فالأمر المهم هنا هو الوضع المجتمعي.

نحن نتخذ من دستور 1921 مرجعاً في موضوع الإدارة الذاتية الديموقراطية، حيث يتضمن دستور 1921 ترتيبات متعلقة بهذا الأمر، وهناك قانون وقرار الحكم الذاتي المتخذ في البرلمان بتاريخ 10 آذار 1922، أليس ما نطلبه هو تعيين وضعنا، فهذا ما نجهد من أجله.

أوضح مرة أخرى أن وضع الإدارة الذاتية الديموقراطية يجب أن يُناقش على مدى شهور بل حتى لسنة ونصف أو سنتين، فيجب عدم الإستعجال في هذا الموضوع.

وفي الحقيقة هناك أمثلة عالمية في هذا الموضوع، إنه موضوع شامل جداً، ويجب التدقيق في هذه الأمثلة كلها، بل يمكن نقاش وتدقيق أمثلة إيرلندا وإسبانيا وسويسرا وحتى بلجيكا للإستفادة منها، بل يجب نقاش الإدارة الذاتية الديموقراطية في عموم تركيا، إنه مشروع لازم لكل مكان من تراكيا إلى بوتان ومن ديرسيم إلى آنتاليا، ويجب تطويره في كل منطقة وكل محافظة، فيجب أن يكون لكل مكان مشروعه الخاص للإدارة الذاتية الديموقراطية، فمثلاً يكون لـ”ديرسيم” وضع الإدارة الذاتية الديموقراطية الخاص بديرسيم، وهي تقوم بتكوين وحداتها الكومونالية الخاصة بها.
أريد التطرق إلى موضوع مجالس المدينة أيضاً، والأمر المهم هنا هو السلام الاجتماعي وترسيخه، وأعتقد أنه ليس من أحد يعترض على تحقيق السلام، فقناعتي هي أن الناس من كافة الشرائح ومن المنتمين إلى MHP أو إلى CHP أو إلى AKP ومن كل الأوساط لديهم فكر موحد حول السلام أو أنهم لا يستطيعون أن يقولوا لا للسلام.

ومجالس المدن هو إنجاز يجب تحقيقه وتكوينه وتوظيفه من أجل السلام.

فالأمر المهم هنا هو أن يتخذ الشعب قرار السلام ويعممه على جميع الشرائح ويدافع عنه.

فإذا استطعنا أن نضع الشعب في هذا الوضع فإننا نكون قد أخرجنا الحل السلمي الديموقراطي من احتكار الأحزاب السياسية، وبذلك نكون أكثرقرباً إلى الحل.

مثلما أوضحت مادام الجميع يريدون السلام، فإذا كان طالب السلام منتمياً إلى MHP أو إلى AKP أو إلى CHP فيجب ضمه إلى مجالس المدن.

فهنا يتأسس مجلسان، أحدهما مجلس المحافظة والآخر هو مجلس المدينة، مجالس المحافظات هي المجالس التي تضم ممثلين عن كل الشرائح في حدود المحافظة، من مركز المحافظة إلى المحليات والأحياء والمناطق والقرى وأبعد أماكن انتشار السكان.

لنتخذ مجلس محافظة دياربكر مثالاً، فسيكون مجلساً يضم ممثلين عن كافة الوحدات المحلية والأحياء والمناطق والقرى، أي ممثلين عن عموم محافظة دياربكر.

هذه المجالس حسب الوضع الخاص لكل محافظة يمكن أن يتكون من 300 ـ 400 شخصاً، هذا من أجل مجالس المحافظات التي تكلمت عنها، كما هناك مجالس المدن أيضاً، مجالس المدن هي البنى التي تتكون من 200 ـ 300 شخص ممثلين عن العديد من الشرائح التي تقطن المدينة أو مركز المحافظة وتريد السلام كمؤسسات المجتمع المدني والحرفيين وما يماثلها.

مجلس المحافظة هو مجلس تلك المحافظة الذي يضم ممثلين عن كل الوحدات المحلية الموجودة داخل حدود تلك المحافظة.

بينما مجلس المدينة هو المجلس الذي يضم ممثلين عن كافة الشرائح التي تريد السلام من القاطنين في المدينة.

يتم تشكيل مجالس المحافظة ومجالس المدن في كل محافظة بشكل منفصل، تقام في كل محافظة.

بالطبع موضوع مجالس المدن مهم جداً، ويمكن أن تتوفر البنى التحتية في الكثير من الأماكن، وربما تشكلت من قبل، وهي موجودة أصلاً، ولكن أعتقد أنها ليست كافية ولا تقوم بوظيفتها، ويجب توسيع وتقوية هذه المجالس فوراً لجعلها فاعلة تتولى دورها.

يجب تأسيس هذه المجالس في الشرق والجنوب الشرقي، في كردستان، بل حتى في الغرب حيثما يملكون القدرة يمكن تشكيل مجالس المحافظات والمدن في بعض الأماكن.


ماذا تفعل مجالس المحافظات والمدن هذه؟ يجتمعون ويتناقشون، ويتخذون القرارات، ويمكن أن تكون قرارات ذات ثلاث أو خمسة بنود، وعدد البنود ليس مهماً بل المهم هو مضمونها، فهي قراراتهم وهم الذين يحددون القرارات، وبعد مسار النقاش يعلنون عن القرارات التي اتخذوها، فمثلاً يقولون؛ بندنا الأول من أجل حل القضية، أو شرطنا الأول والمهام الأولية المطلوبة من KCK والدولة هي …، والمهام المطلوبة من الطرفين من أجل استمرار وقف العمليات هي …، وإذا أعلنت KCK عن التزامها بهذه القرارات المتخذة وطبقتها، عندها يقولون؛”نحن نرى KCK إيجابياً ونقف إلى جانبها”، وإذا التزمت الدولة عندها يرون الدولة إيجابيةً، ويقفون إلى جانب من يلتزم بقراراتهم.

ثم يُرغمون الطرف الذي لا يلتزم ويُشهِّرون به.

في القرارات التي يتخذونها يضعون على التسلسل الخطوات الأولية التي يجب إلقاءها من أجل حل القضية.

مثلاً ؛ أولاً يمارسون الضغوط على الطرفين من أجل تحقيق أجواء عدم الإشتباك، وبعدها يمكنهم أن يطلبوا من البرلمان اتخاذ قرار بشأن السلام، أي أن يطالبوا باتخاذ قرار السلام الذي تعمل وتتطابق عليه جميع أحزاب البرلمان.

يتخذ البرلمان القرار وبعدها يسعون من أجل البحث والكشف عن الحقائق في هذا الموضوع، ويحاولون البحث عن الحقائق وتنويرها.

أعتقد أن CHP قد أدلى بتصريح إيجابي في هذا الموضوع، هذا ممكن، يمكن تأسيس هذه اللجنة.

هاهي مثلاً حادثة “تورغوت أوزال” ، أو حادثة “أشرف بيتليس” ومثلها حوادث كثيرة بقيت في الظلام ويتطلب تنويرها.

بالتوازي مع هذه التطورات أنا أيضاً من هنا سأقوم بأنشطة أكثر شاملة لأتقدم بمساهماتي إلى البرلمان.

بعد كل هذه المراحل وبالتوازي معها يمكن أن يبدأمسار الإنسحاب والتخلي عن السلاح.

وفي الحقيقة نحن نفكر إيجابياً بشكل مبدئي في موضوع التخلي عن السلاح، فمبدئياً أنا لا أعترض على
التخلي عن السلاح.

فإذا توفرت الضمانات القانونية والدستورية في هذا الموضوع فسيفتح المجال أمام مسار التخلي عن السلاح، وأنا سأكون المسؤول الوحيد في موضوع التخلي عن السلاح.

في هذا الموضوع حتى قنديل غير مخول، ولوحده لن يستطيع سحب كريلا واحد.

أنا سأناقش التطورات مع قنديل لنلقي الخطوات في هذه الاستقامة، مثلما أوضحت الخطوات التي ستلقى من أجل الحل السلمي الديموقراطي لهذه القضية واضحة، فقد كنت شرحت هذا الموضوع سابقاً في خريطتي للطريق التي قدمتها.
هكذا تقوم مجالس المدن بنقاش الحل الديموقراطي بخطوطه العامة وتتخذ القرارات بشأنه، فهم الذين يتناقشون في هذا الموضوع وهم الذين يقررون.

ويسردون شروطهم من أجل حل القضية الكردية، ويسمون قراراتهم هذه بـ”شرط السلام والحل الديموقراطي”.

فإذا لم يأت السلام وفي حال وقوع الحرب فهم الذين سيتضررون كثيراً، عندما يصرح هؤلاء بشروطهم للسلام والحل الديموقراطي سيقولون بأنهم سيقومون بمتطلباته أيضاً، ولن يكتفوا بالتصريح فقط .

سيقال إن شروطنا كذا …وكذا من أجل حلول السلام والحل الديموقراطي، وهكذا سيحل السلام والحل الديموقراطي.

ولهذا فإن تشكيل مجالس المدن هذه أمر مهم.

إن مجالس المدن هذه أمر مصيري، فنحن نحيا مساراً يتصف بالعملية، ولهذا لا نستطيع تحمل إضاعة الوقت.

يمكن أن تتشكل مجالس المدن هذه في كل مدن تركيا وليس في المحافظات الكردية فقط، والأكراد القاطنون في مناطق مثل إيجه والبحر الأبيض ومرمرة يمكنهم تشكيل مجالس المدن أيضاً، فلم يعد هناك داع لذهاب الأكراد إلى مناطق مثل البحر الأسود وإيجه، والأكراد القاطنون في المتروبولات التركية يمكنهم العودة، أما الذين لا يعودون فيمكنهم التوجه نحو بنى شبيهة بمجالس المدن في المدن التي يقطنونها، وعلى KCD(مؤتمر المجتمع الديموقراطي) أن يقوم بأنشطة مجالس المدن هذه، كما على BDP أن يدعمها، يجب على BDP أن ينقل هذه الشروط الخمسة لتي طرحتها مجالس المدن من أجل حل القضية إلى تركيا ، إلى الغرب، حيث يجب شرح هذه الشروط التي وضعتها مجالس المدن هناك، وجعل الرأي العام التركي يقبل بها.
الآن إذا لم يحدث كل ذلك ، ولم يأت السلام والحل الديموقراطي، ماذا سيحدث؟ عندها ستتعاظم الأخطار، فإذا أصيب المسار بالإنسداد فإن الحرب الشعبية الثورية ستدخل المسار، لهذا السبب يجب التوقف على المواضيع التي تطرقت إليها حتى حزيران المقبل، وفتح المجال أمام المسار.

يجب أن تتأسس لجنة البحث عن الحقيقة التي تطرقت إليها سابقاً حتى شهر آذار مطلقاً، لتتكون هذه اللجنة لتضم تركيبات من ضمن البرلمان وخارجه، ويجب أن لاتكون هذه الأنشطة متمحورة حول نتائج الانتخابات، فهي أنشطة يجب المضي فيها حتى ولولم يكن AKP في السلطة، فمجيء AKP أو عدم مجيئه إلى السلطة ليس مهماً كثيراً.

بل هو عمل يجب القيام به دون أن يتأثر من اللوحة السياسية التي ستظهر بعد الانتخابات.

عندما حذرت بخصوص شهر آذار يبدو أنه تم فهم ذلك بشكل خاطئ، فليس من ابتزاز هنا ، وليس من تهديد، كما ليس تحذير وحيد بأن الحرب ستندلع، فما أنا أتحدث عنه هنا هو النفير العام الديموقراطي من أجل حل القضايا، فيجب أن يكون الجميع في نفير عام ديموقراطي أتراكاً وأكراداً والمثقفون والمجموعات العقائدية، ويجب على الجميع تولي دور في هذا الموضوع من أجل السلام، وأنا لاأقول حتماً سيحدث كذا وكذا فيما بعد آذار، بل أنا أتحدث عن الاحتمالات والتوقعات وما يجب القيام به في مواجهتها.

وإذا لم تحدث تطورات حتى آذار في المواضيع التي ذكرناها، فالأكراد أيضاً سيُجرون تقييماتهم فيما بينهم ليحددوا خيارهم الديموقراطي بحملتهم الإرادية الذاتية، فإذا لم تكن التطورات إيجابية حتى آذار فإن KCK سيعتذر، وسيقرر بنفسه تطوير المسار الجديد، وفي مواجهة التطورات والحرب الشعبية الثورية ستكون حرباً من أجل أن يحمي الأكراد وجودهم ويكسبوا حريتهم.


نحن نعمل على تأسيس الحل على الأغلب، ما نسعى إليه هنا هو التغيير والتحول في  الذهنية، وهنا نتوقف على الحلول المعقولة ، قد ينتقدنا أحدهم بأننا خفضنا المقياس كثيراً، ولكن الشيء المهم هنا هو فتح المجال أمام الحل، هذا ما نجهد إليه.


في هذه المرحلة هناك أمور يجب أن تنتبه إليها الكريلا، الأمر الأهم هو الحفاظ على أجواء عدم الإشتباك، ويجب على الكريلا أن تحقق جيداً تموضعها في عدم الاشتباك، وأن لاتدخل إلى الساحات التي تستولد خطر الإشتباك، فيما عدا الحاجات الضرورية وما لم تحدث أمور مصيرية، وأن تبتعد عن الأجواء التي تحمل خطر الاشتباك.

أي يجب أن لا يحدث ما يماثل الاشتباكات التي حدثت في “هكاري”، تعرفون أنه قُتِل إمام هناك، بعدها تم قتل تسعة من الكريلا، وقُتل تسعة من القرويين.

فإذا لم يتم الالتزام بوضع عدم الاشتباك، فإن مثل هذه الأحداث يمكن أن تُعاش مرة أخرى، الوظيفة الأهم لـKCK والكريلا في هذه المرحلة هي أن يقوموا بتقديم الدعم للأنشطة السياسية الديموقراطية بما يتناسب مع مرحلة الوضع الجديد للإدارة الذاتية وأن ينضموا إليها حيثما يتواجدون.

فعلى الجميع أن يلعب دوره ومهامه في هذه المرحلة.
بالمناسبة، يجب على الإعلام المرئي والمقروء في أوروبا أن يلعب دوره، فيمكنهم ترتيب برامج ونقاشات في إطار وضع الإدارة الذاتية الديموقراطية، وأن يكونوا منتجين في هذه المواضيع.

أتذكر أنه تم الابتداء بأنشطة الصحافة والنشر والإعلام في بدايات 93 ، وقد مر ثمانية عشر عاماً تماماً حتى اليوم، وأنا أهنئهم على نضالهم وجهودهم على مدى ثمانية عشر عاماً وأتمنى لهم النجاح، وليدافعوا عن الناشطين لديهم، كما أتمنى النجاح للعاملين في الإعلام في تركيا والساحات الأخرى أيضاً، يجب التفعيل الكثير للمواضيع ضمن إطار الوضع الجديد، وتهيئة الأرضية للنقاش، وأن يضبطوا نفسهم حسب المرحلة الجديدة، وبمناسبة العام الجديد أبعث بتحياتي إلى الفنانين وشعبنا في أوروبا.
في الفترة الأخيرة يمر اسم “ميروغلو” هذا، ويقال أنه تعرَّض للتهديد، إن هذا من عمل لوبيات الحرب الخاصة، فـKCK لا تهدد الأشخاص، التنظيمات المشابهة لألوية الثأر التركية(TİT) على الأغلب تقوم باستهداف الأشخاص من هذا النوع، يجب الانتباه إلى ذلك، في السابق حدثت العديد من الحوادث المماثلة لهذا، ولكن ليس لدينا جعل أحدهم هدفاً أو تهديد أحد.

وأوضح بأن الحركة لا يمكن أن تقوم بهكذا أعمال، ويمكن توجيه النقد إلينا، ونحن منفتحون أمام النقد دائماً، مثلما نؤمن بضرورة النقد.
من هنا أريد توجيه نداء إلى الشعب التركي أيضاً، لا يمكن أن تكون لنا مشكلة مع الشعوب، بل مشكلتنا هي مع القوى الستاتوكوجية التي تمارس ظلماً تاريخياً بحق الأكراد.

بهذه المناسبة هناك موضوع آخر مهم أريد التطرق إليه، وهو التاريخ المنحدر منذ عام 1071 إلى يومنا، لقد دققت بشكل جيد في التاريخ المشترك للأكراد والأتراك منذ 1071 إلى يومنا هذا، ولدي تقييمات مهمة.

فقبل كل شيء يجب معرفة ما يلي جيداً: على الأكراد والأتراك أن يعلموا بأن الكردي من دون تركي والتركي من دون الكردي أمر غير ممكن، فإذا كسب الأتراك عداء الأكراد لن يتمكنوا من المأوى في الأناضول، بل سيخسرون الأناضول.

وبنفس الشكل إذا لم يستطع الأكراد تحقيق الصداقة والأخوة مع الأتراك لن يتمكنوا من المأوى في ميزوبوتاميا، بل سيخسرون ميزوبوتاميا.

فالعلاقة بين الأكراد والأتراك مهمة ومصيرية إلى هذه الدرجة.

فلولا التحالف الكردي التركي منذ عام 1071 إلى يومنا لما وجدت تركيا اليوم، فهذا التحالف التركي الكردي على مدى تسعمائة أو ألف عام هو تحالف تاريخي واستراتيجي جداً، وهذا التحالف هو الذي أرسى أسس العثمانيين وأولدهم ، وهذا التحالف هو الذي أرسى أساس تركيا.

فلولا هذه الوحدة وهذا التحالف لما وجد العثمانيون ولما وجدت تركيا اليوم، فالتاريخ المنحدر منذ 1071 هو تاريخ وحدة الأكراد والأتراك معاً في نفس الوقت، ولو لم يتحقق هذا التحالف في عام 1071 لما تحقق الانتصار لا في حرب “جالديران” ولا في حرب “الريدانية”، ولولا هذا التحالف لما حدث الانتصار في “مالازغيرت” ولما تم الوصول إلى النصر في حرب التحرير الأخيرة.

المعاني التاريخية للتحالف الكردي التركي مهمة إلى هذه الدرجة في حقيقتها، فلولم يتحقق التحالف الكردي في حرب التحرير لما وجدت جمهورية اليوم أيضاً.

حتى في تلك الفترة قرار الحكم الذاتي في 10 آذار 1922 أمر معروف، مصطفى كمال بالذات يقول هذا، وأنا هنا أكررها فقط وألفت إليها الانتباه.

التحالف الكردي التركي تعطل إلى ضد الأكراد اعتباراً من أعوام 1925 ، والانكليز هم معماريو هذا الأمر، وها قد أوضحت سابقاً بأن تاريخ الإبادة العرقية للأكراد يبدأ من 15 شباط 1925، وهاهو الكفاح الذي نخوضه اليوم هو ضد الظلم المعاش بعد الإنفصال عن هذا الأساس التاريخي.

معلوم أنه لدى العثمانيين في عهد “ياووز” كان للأكراد حكمهم الذاتي وإداراتهم المستقلة وحكوماتهم وإداراتهم المحلية.

وما ننطق به اليوم من الإدارة الذاتية الديموقراطية لها خلفية تاريخية ونلفت الانتباه إلى ذلك.

ففي الحقيقة مانريد تحقيقه اليوم هو كفاح تحرري ثاني، هو كفاح من أجل إعادة العلاقة الكردية التركية الخارجة عن خطها إلى مسارها.

قالعلاقة الكردية التركية خرجت عن مسارها اعتباراً من عام 1925 حتى اليوم، هذا هو المعنى التاريخي للكفاح الذي نخوضه وهو عظيم
لقد توفي حفيد الشيخ سعيد “محمد سعيد فرات”، أبعث إليهم بتعازيي، وأتمنى لهم الصبر والسلوان.
أوضح مرة أخرى، يجب عدم فهم الأول من آذار بشكل خاطئ، ففي شهر آذار سأجري تقييماً شاملاً جداً على ضوء التطورات، وفي هذا الموضوع أوضح قنديل أيضاً بأنهم سيُجرون تقييماً شاملاً ، ومقصدي من آذار هو أنه ستكون لنا تقييمات مهمة، وسنتناول المسار مرة أخرى، والقرار النهائي سيكون في شهر حزيران، يجب أن تُفهم الأمور على هذا النحو.

كما أوضحت ، يجب توضيح بأنني “سأجري تقييمات شاملة في شهر آذار”.

تأكيدنا على شهر آذار هو من أجل النفير العام الديموقراطي، فعلى الجميع تولي المسؤولية في هذا الموضوع، وأن يضع يده تحت الحجر، وعلى هذا الأساس أبعث بتحياتي إلى الجميع.
أبعث بتحياتي إلى شعبنا وإلى الناشطين لدينا في إيران والعراق وسوريا، يجب عليهم تحقيق تنظيمهم ووحدتهم الديموقراطية، يجب أن يدخل الجميع في نفير عام من أجل المؤتمر الوطني الكردي الذي سنعقده في العراق، فهذا المؤتمر يحظى بأهمية مصيرية من أجلهم ومن أجل مستقبلهم، فخلاصهم يكمن في القرارات التي سيتخذها هذا المؤتمر ، ويمكنهم نقاش كل قضاياهم فيه ليكون لهم نصيب في خلق المستقبل.
من هنا أبعث بتحياتي إلى الشباب أيضاً، نعم أبعث إليهم بتحياتي ومحبتي، أعتقد أنهم يخوضون نضالاً قانونياً في تركيا ومقرهم في دياربكر على ما أعتقد.

ما أقترحه على الشباب هو أن يقيموا لأنفسهم مركزاً منفصلاً في دياربكر، يجب أن يكون لهم مبنى كبير، على أن يكون ضمن هذا المبنى الكبير صالة سينما وقاعة محاضرات وما إلى ذلك كثير من الأشياء، حيث يمكنهم القيام هنا بأنشطة فنية أيضاً، ويجب أن يكون هذا المركز ملبياً لكثير من إحتياجاتهم، فيجب أن يكون كالأكاديمية، ويمكن أن يكون اسمه : أكاديمية السياسة الديموقراطية للشبيبة الوطنية، ويجب القيام هنا بكل النشاطات من الثقافة إلى الفنون
ومن السياسة إلى الآداب.

فيجب أن لا يبقى تنظيم الشبيبة ضيقاً محصوراً في أنشطة الشبيبة الطلابية كما كان سابقاً، فيجب أن يضم إليه الشبيبة القروية والشبيبة العاملة وحتى الشبيبة العاطلة عن العمل لتوحيد صف كل الشبيبة ورسم خط نضالي مشترك.

مثلما قلت يجب تحقيق وحدة الشبيبة العاطلة عن العمل أيضاً.

وعلى الشباب بشكل خاص أن يقرأوا كثيراً ويتناقشوا لتطوير ذاتهم ومهاراتهم .
أفكاري معروفة في موضوع حرية المرأة أيضاً، وعلى النساء أن يعززن تنظيمهن الخاص بهن، ليتمكنن من تقديم الدعم والمساندة لنضالنا الديمقراطي، فالتغيير والتحول لدى المرأة هو تغيير وتحول في المجتمع، هاهو يقال “JİN JİYAN”، ونحن نمر في مرحلة ابتدأنا فيها هذا المسار، فالجميع وكل النساء عليهم التقرب من هذا المسار وهذا النشاط بهذا الوعي، وبهذه المناسبة أبعث بتحياتي إلى النساء.
أبعث بتحياتي إلى الرفاق في السجون، على رفاقنا في السجون أن يعملوا بآليات النقد والنقد الذاتي الخاص بهم، ضمن إطار الوضع الجديد، لتناول المسار من جديد لإجراء التغيير والتحول في ذاتهم.

ليقوموا بعقد كونفرانسهم ومؤتمرهم على استقامة المسار الجديد، وعليهم أن يمروا بتركيز فردي يتناسب مع روح المرحلة، وعليهم القراءة والكتابة كثيراً، وأبعث تحياتي بشكل خاص إلى الرفاق الذين وضعهم الصحي سيء في السجون، وأتمنى لهم الصبر، فوضعهم صعب ولكن يجب عليهم محاولة التحمل بروح النضال.

هناك الرفيق “محمد آراس” في سجن أرضروم إن لم أكن مخطئاً، أعتقد أنه مصاب بسرطان البلعوم، وقد تم قتل خمسة أشخاص من أسرته بما فيه زوجته وأطفاله، أبعث إليه بتحياتي الخاصة وأتمنى له الصبر.
بات على “جيرميك” أن يلعب دوره في موضوع السلام والحل الديموقراطي، أبعث إليه بتحياتي الخاصة إلى “جيرميك” ، أبعث بتحياتي إلى شعبنا في إزمير وإيجه .
تحياتي للجميع، طابت أيامكم.
  6 كانون الأول 2010

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…