عبد الرحمن آلوجي
لا ريب أن موضوع الانفصال و الاتحاد من القضايا الحيوية و الملحة و التي ينبغي أن يكون لنا رأي فيه, ليس بدافع رد التهمة, أو نفي ما نخشى منه, بهاجس التردد في خوض هذا الموضوع الحيوي والمصيري, بل بدافع إقرار الواقع, وإرادة الاختيار الكامل بوعي وفهم موضوعي متكامل , ووفق القيم والمعايير السياسية والتطورات المتاحة على مستوى القضية الكردية المعاصرة وآفاقها وما لها وما عليها…
وقد أثير هذا الموضوع ـ القديم , الجديد ـ في مقال بعنوان ” إلى روح المرحوم إسماعيل عمر ” للأخ الكاتب ” ياسين الحاج صالح ” وهو من الأخوة الأكارم الذين يدافعون عن الكورد وحقوقهم , وينخرطون في أعبائها وتبعاته من منطلق وطني وإنساني , شأن كثير من الكتاب والمثقفين من أحرار العرب ونشطائهم ..
وما أثاره الكاتب ـ من وجهة نظره ـ و بالنص الحرفي, يستحق الوقوف عليه ودرسه وإعطاء الرأي الواضح فيه , يقول ـ بعد سرد وقائع جلسة حضرها أحد أعضاء حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا الشقيق: ” الواقع أن الأكراد السوريين جميعا انفصاليون , لأن لدى جميعهم حلم قومي كوردستاني, دولة كوردية واحدة مستقلة وسيدة, وهم بهذا المعنى وحدويون كوردستانيون, وإذ هم محرومون بدرجات متفاوتة أيضا من المساواة الفردية والجمعية مع مواطني القوميات الأكبر في البلدان التي يتوزعون عليها (سوريا, العراق, تركيا, إيران), فلن يستطيع أي كوردي أن يتخلى عن الحلم الكوردستاني, مهما بدت فرص تحقيق هذا الحلم ضئيلة,… من يفعل يخسر على المدى القريب شعبيته في الوسط الكوردي “.
نشر هذا المقال في موقع ولاتي مه بتاريخ 28/تشرين الثاني/ 2010 .
يورد الأخ الكاتب هذا الرأي مستندا إلى الطموح القومي لكل كوردي في أن يتقرر مصيره في أقصى درجات هذا الطموح من قائمة ” حق تقرير المصير ” أسوة بالأسرة الدولية أمما وشعوبا , مما هو حق طبيعي لكل إنسان, ووفق الشرائع السماوية في تساوي الإنسان المطلق في الحقوق و الواجبات, وفي كون الناس سواسية كأسنان المشط, وعدم التفريق بين عنصر وآخر والتفاضل بين الشعوب والأفراد والجماعات إلا بالتقوى والعمل الصالح…
كما يستند ذلك إلى كل المعاهدات والمواثيق الدولية, وبخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في اعتباره الأفراد والجماعات سواسية كما جاء في التوطئة ” المقدمة ” العامة للإعلان : ” … لما كان الإقرار لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم, ومن حقوق متساوية وثابتة, يشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم, ولما كان تجاهل حقوق الإنسان وإزدراؤها قد أفضيا إلى أعمال أثارت بربريتها الضمير العالمي, ولما كان من الأساسي أن تتمتع حقوق الإنسان بحماية النظام القانوني, إذا أريد للبشر ألا يضطر الأمر إلى اللياذ بالتمرد على الطغيان و الاضطهاد.فإن الجمعية العامة تنشر على الملأ هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بوصفه المثل الأعلى المشترك الذي ينبغي أن تبلغه كافة الشعوب وكافة الأمم … ” وهو نص الاقتباس من “التوطئة ” للإعلان العالمي.
وذلك دون تمييز بسبب من ” عنصر أو لون أو جنس أو لغة أو رأي سياسي وغير سياسي ..” كما نصت عليه المادة الثانية من الإعلان ..
على أن يتحقق ذلك في ظل ” نظام اجتماعي ودولي يمكن أن تصان فيه الحقوق والحريات المنصوص عليها في الإعلان ـ المادة الثامنة والعشرون ـ “.
فالكورد من بين شعوب الأرض وأممها, وبضمنها الشعوب المتآخية والمتجاورة و المتعايشة معهم بقدر تاريخي مشترك , وتراث جامع , وحضارة نسجت خيوطها بمشاركة الجميع, فهم يخضعون وفق الشرائع والأنظمة والقوانين لمقتضيات العدالة والحرية و المساواة, وهم ليسوا بدعا من الشعوب , وليسوا أقل شأنا من أي شعب – مع ملاحظة عراقتهم وتجذرهم في أعماق التاريخ الإنساني,كما أنهم ليسوا استثناء, و لهم حق مشروع ومتساو مع الآخرين …كما أن لهم كامل الحق أن يكون لهم حلم قومي مشروع , كما للعرب والترك و الأفغان والروس والألمان والصرب والبلقان وسائر شعوب الأرض , مما لايكاد ينكره إلا مكابر أو ناكر أو حاقد لم يدرك إلا قيم العنصرية البغيضة … حيث تحمل هذه الأمة من مقومات اللغة العريقة و التاريخ المشترك- والمتجذر في كيانات متحققة في دول وممالك وإمارات سبق أن وثقناها بقوة وعمق في سلسلة طويلة من الأبحاث التاريخية الجادة – كما يتحد الكورد في الإرادة الحرة, و ويحتويهم الحيز المكاني و الجغرافي المتنوع و المتصل والمحكوم بعلاقات تاريخية وجغرافية وتوافقات دولية معقدة , وجملة تقسيمات سبق أن تناولناها بالتفصيل … ولكن هذا الطموح القومي لا يصطدم بالواقع الوطني المعاش مع جملة المكونات الوطنية , ولا يتجاوز المنظور الدولي, وواقع العلاقات الدولية, والتركيبة السياسية الراهنة وما لها من تعقيدات على الساحة الدولية و الإقليمية, مما يدفع الكورد ـ في كل إقليم ـ إلى التفكير وفق المعيار الوطني, وقيم الإرادة الحرة ومتطلباتها وقوانينها – على الرغم من كل ألوان الاضطهاد والقساوة والحرمان , وهو ما أتى على ذكرها , وجعل منها مبررات الحلم الكردستاني, وفق تعبير الأخ ياسين الحاج صالح – وبخاصة فيما وقفت عليه ودرسته و ارتأته الحركة الكوردية في سوريا محللة حياتها السياسية بواقعية, من عدم التعارض بل التلازم بين ما هو وطني, وما هو قومي مشروع, يحمل طابع الفكر و الشعور والعاطفة الكوردستانية, دون أن يتعالى ذلك على السقف الوطني, مع تقديري الكامل لما طرحه الأستاذ ياسين الحاج صالح من مشروعية الحلم الكوردستاني, كمشروعية الطموح القومي العربي, وإرادة هذا الطموح في تحقيق آمال الأمة العربية وتطلعاتها في حياة مزدهرة وقومية واقعية … كذلك الأمر في الرؤية القومية الكوردستانية – وهو من مستلزمات الشخصية الكوردية وتطلعاتها الإنسانية المشروعة- , دون أن يعني ذلك التركيز في سوريا على الانفصال, وتفتيت الكيان القائم, والدعوة إلى اقتطاع جزء منه – كما يتردد بين الحين والآخر- … وهو ما أثاره الأستاذ ياسين وهو صادق في توجهه كما أنه محب للكورد, ولكنه يدرك مدى مصداقية الكورد في دعوتهم إلى أن يتلازم البعدان الوطني والقومي, دون أن يطغى أحدهما على الآخر, ودون أن يتجاوز المد القومي حدوده في معيار التطور السياسي ومواكبة الحدث الإقليمي والعالمي .
هذه الرؤية الواضحة , وغير الغائمة التي توافق عليها القادة والساسة والمفكرون الكورد بوعي , وإرادة حرة , وإدراك لواقعهم السياسي, واستحقاقاته الوطنية والقومية , وهو ما يؤكد عليه الرئيس المناضل مسعود البارزاني حيثما سئل عن طموحه القومي في دولة كوردستان المستقلة ذات السيادة – في إحدى المحطات الفضائية – فقال :” هذا حلم كل كوردي, ولكننا لا نسبح ضد التيار, بل نسايره, ونعرف ما لنا, وندرك حدودنا …” وقد كان للقادة الكورد في إقليم كردستان العراق – وعلى رأسهم الرئيس المناضل مسعود البارزاني – الدور الوطني البارز سواء في المصالحة السياسية أو في المبادرة الوطنية الأخيرة , والتي وقفنا عليها في مقال يؤكد على القيمة الوطنية العليا للسياسة الكردستانية , مؤكدين على ما ورد في افتتاحية نشرة حزب ” يكيتي الكردي الشقيق ” من الدور الكردي – عبر التاريخ –, بمناسبة المبادرة الكردستانية في ” أربيل” على تعميق تضحياتهم تجاه الآخرين , رغم التنكر والحرمان والاضطهاد , مضيفين أن التاريخ سوف يسجل لهم هذه القيم الوطنية الخالدة , وأن ما سجلته افتتاحية شهر تشرين الثاني الجاري من مواقف الكرد العظيمة مقابل الإقصاء والاضطهاد لن تذهب هدرا , و على الرغم من السياسات التمييزية الخاطئة والمدانة عالميا بحقهم , ليظل حسهم الوطني والإنساني علما بارزا في حركتهم وعلى يد أعلامهم ” أما الزبد فيذهب جفاء , وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ” وأن الصبر على المكاره والإحسان مقابل الإساءة خلق رفيع , وإن كان الكورد على وعي كامل بما يأتون من فضائل وأعمال وطنية رفيعة يقدرها الأحرار والشرفاء , وسوف تؤتي ثمراتها في قابل الأيام ..
نشر هذا المقال في موقع ولاتي مه بتاريخ 28/تشرين الثاني/ 2010 .
يورد الأخ الكاتب هذا الرأي مستندا إلى الطموح القومي لكل كوردي في أن يتقرر مصيره في أقصى درجات هذا الطموح من قائمة ” حق تقرير المصير ” أسوة بالأسرة الدولية أمما وشعوبا , مما هو حق طبيعي لكل إنسان, ووفق الشرائع السماوية في تساوي الإنسان المطلق في الحقوق و الواجبات, وفي كون الناس سواسية كأسنان المشط, وعدم التفريق بين عنصر وآخر والتفاضل بين الشعوب والأفراد والجماعات إلا بالتقوى والعمل الصالح…
كما يستند ذلك إلى كل المعاهدات والمواثيق الدولية, وبخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في اعتباره الأفراد والجماعات سواسية كما جاء في التوطئة ” المقدمة ” العامة للإعلان : ” … لما كان الإقرار لجميع أعضاء الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم, ومن حقوق متساوية وثابتة, يشكل أساس الحرية والعدل والسلام في العالم, ولما كان تجاهل حقوق الإنسان وإزدراؤها قد أفضيا إلى أعمال أثارت بربريتها الضمير العالمي, ولما كان من الأساسي أن تتمتع حقوق الإنسان بحماية النظام القانوني, إذا أريد للبشر ألا يضطر الأمر إلى اللياذ بالتمرد على الطغيان و الاضطهاد.فإن الجمعية العامة تنشر على الملأ هذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بوصفه المثل الأعلى المشترك الذي ينبغي أن تبلغه كافة الشعوب وكافة الأمم … ” وهو نص الاقتباس من “التوطئة ” للإعلان العالمي.
وذلك دون تمييز بسبب من ” عنصر أو لون أو جنس أو لغة أو رأي سياسي وغير سياسي ..” كما نصت عليه المادة الثانية من الإعلان ..
على أن يتحقق ذلك في ظل ” نظام اجتماعي ودولي يمكن أن تصان فيه الحقوق والحريات المنصوص عليها في الإعلان ـ المادة الثامنة والعشرون ـ “.
فالكورد من بين شعوب الأرض وأممها, وبضمنها الشعوب المتآخية والمتجاورة و المتعايشة معهم بقدر تاريخي مشترك , وتراث جامع , وحضارة نسجت خيوطها بمشاركة الجميع, فهم يخضعون وفق الشرائع والأنظمة والقوانين لمقتضيات العدالة والحرية و المساواة, وهم ليسوا بدعا من الشعوب , وليسوا أقل شأنا من أي شعب – مع ملاحظة عراقتهم وتجذرهم في أعماق التاريخ الإنساني,كما أنهم ليسوا استثناء, و لهم حق مشروع ومتساو مع الآخرين …كما أن لهم كامل الحق أن يكون لهم حلم قومي مشروع , كما للعرب والترك و الأفغان والروس والألمان والصرب والبلقان وسائر شعوب الأرض , مما لايكاد ينكره إلا مكابر أو ناكر أو حاقد لم يدرك إلا قيم العنصرية البغيضة … حيث تحمل هذه الأمة من مقومات اللغة العريقة و التاريخ المشترك- والمتجذر في كيانات متحققة في دول وممالك وإمارات سبق أن وثقناها بقوة وعمق في سلسلة طويلة من الأبحاث التاريخية الجادة – كما يتحد الكورد في الإرادة الحرة, و ويحتويهم الحيز المكاني و الجغرافي المتنوع و المتصل والمحكوم بعلاقات تاريخية وجغرافية وتوافقات دولية معقدة , وجملة تقسيمات سبق أن تناولناها بالتفصيل … ولكن هذا الطموح القومي لا يصطدم بالواقع الوطني المعاش مع جملة المكونات الوطنية , ولا يتجاوز المنظور الدولي, وواقع العلاقات الدولية, والتركيبة السياسية الراهنة وما لها من تعقيدات على الساحة الدولية و الإقليمية, مما يدفع الكورد ـ في كل إقليم ـ إلى التفكير وفق المعيار الوطني, وقيم الإرادة الحرة ومتطلباتها وقوانينها – على الرغم من كل ألوان الاضطهاد والقساوة والحرمان , وهو ما أتى على ذكرها , وجعل منها مبررات الحلم الكردستاني, وفق تعبير الأخ ياسين الحاج صالح – وبخاصة فيما وقفت عليه ودرسته و ارتأته الحركة الكوردية في سوريا محللة حياتها السياسية بواقعية, من عدم التعارض بل التلازم بين ما هو وطني, وما هو قومي مشروع, يحمل طابع الفكر و الشعور والعاطفة الكوردستانية, دون أن يتعالى ذلك على السقف الوطني, مع تقديري الكامل لما طرحه الأستاذ ياسين الحاج صالح من مشروعية الحلم الكوردستاني, كمشروعية الطموح القومي العربي, وإرادة هذا الطموح في تحقيق آمال الأمة العربية وتطلعاتها في حياة مزدهرة وقومية واقعية … كذلك الأمر في الرؤية القومية الكوردستانية – وهو من مستلزمات الشخصية الكوردية وتطلعاتها الإنسانية المشروعة- , دون أن يعني ذلك التركيز في سوريا على الانفصال, وتفتيت الكيان القائم, والدعوة إلى اقتطاع جزء منه – كما يتردد بين الحين والآخر- … وهو ما أثاره الأستاذ ياسين وهو صادق في توجهه كما أنه محب للكورد, ولكنه يدرك مدى مصداقية الكورد في دعوتهم إلى أن يتلازم البعدان الوطني والقومي, دون أن يطغى أحدهما على الآخر, ودون أن يتجاوز المد القومي حدوده في معيار التطور السياسي ومواكبة الحدث الإقليمي والعالمي .
هذه الرؤية الواضحة , وغير الغائمة التي توافق عليها القادة والساسة والمفكرون الكورد بوعي , وإرادة حرة , وإدراك لواقعهم السياسي, واستحقاقاته الوطنية والقومية , وهو ما يؤكد عليه الرئيس المناضل مسعود البارزاني حيثما سئل عن طموحه القومي في دولة كوردستان المستقلة ذات السيادة – في إحدى المحطات الفضائية – فقال :” هذا حلم كل كوردي, ولكننا لا نسبح ضد التيار, بل نسايره, ونعرف ما لنا, وندرك حدودنا …” وقد كان للقادة الكورد في إقليم كردستان العراق – وعلى رأسهم الرئيس المناضل مسعود البارزاني – الدور الوطني البارز سواء في المصالحة السياسية أو في المبادرة الوطنية الأخيرة , والتي وقفنا عليها في مقال يؤكد على القيمة الوطنية العليا للسياسة الكردستانية , مؤكدين على ما ورد في افتتاحية نشرة حزب ” يكيتي الكردي الشقيق ” من الدور الكردي – عبر التاريخ –, بمناسبة المبادرة الكردستانية في ” أربيل” على تعميق تضحياتهم تجاه الآخرين , رغم التنكر والحرمان والاضطهاد , مضيفين أن التاريخ سوف يسجل لهم هذه القيم الوطنية الخالدة , وأن ما سجلته افتتاحية شهر تشرين الثاني الجاري من مواقف الكرد العظيمة مقابل الإقصاء والاضطهاد لن تذهب هدرا , و على الرغم من السياسات التمييزية الخاطئة والمدانة عالميا بحقهم , ليظل حسهم الوطني والإنساني علما بارزا في حركتهم وعلى يد أعلامهم ” أما الزبد فيذهب جفاء , وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ” وأن الصبر على المكاره والإحسان مقابل الإساءة خلق رفيع , وإن كان الكورد على وعي كامل بما يأتون من فضائل وأعمال وطنية رفيعة يقدرها الأحرار والشرفاء , وسوف تؤتي ثمراتها في قابل الأيام ..
كذلك ندرك طاقاتنا وإمكاناتنا و الظروف الدولية والإقليمية , كما ندرك قيمنا وواجباتنا الوطنية, فقد كنا صناع الاستقلال والتحرير في سوريا, كما كنا مشاركين في كل حدث يؤكد واجبنا الوطني, دون أن ننسى حقنا في المواطنة الحرة , كحق كامل غير منقوص وغير مشكوك فيه في صنع الحياة السياسية والاجتماعية و الثقافية, في صيغة العقد الاجتماعي المشترك, والشراكة الوطنية الاستراتيجية التي ندعو إليها بوضوح كامل مع كافة مكونات وأطياف الشعب السوري, مناشدين كل الوطنيين و المثقفين والكتاب العرب بما فيهم الأستاذ ياسين, ليدركوا ما لنا و ما علينا في بناء مجتمعاتنا على أسس مدنية وديمقراطية مزدهرة, ونسعى جميعا إلى تحقيق طموحات مكوناتنا دون تجاوز أو خلل, أو غلو أو تطرف , مع إدراكنا بأن الزمن كفيل , وكذلك التطور التاريخي لإفهام الآخرين بفحوى عدالة قضيتنا , وقدرة الكورد على تجاوز محنتهم , وقد صبروا طويلا على كل صيغ ومسميات الحرمان والتنكر والتمييز , ومحاولات الإذابة حتى الإبادة , دون أن تأخذ الدعوات العنصرية أي مكان مرموق لها إلا في صفوف الغلاة والمتشددين من القوميين من مضطهدي شعبنا , وغير الحريصين على مقومات الوحدة الوطنية , وما يمكن أن تؤول إليه , وهو ما يدفع بالضبط إلى ردات فعل معاكسة احتوتها – بمرارة- الحركة الكردية على الرغم ما تخلقه الممارسات العنصرية من لهيب مستعر واحتقانات , تقوي نزعة الحلم – كما ذهب إليه الأستاذ ياسين – مما يدفع الأحرار الكورد والعرب وسائر المكونات التي يتشاركون في صنع الشراكة الوطنية إلى تدارك خطر الاحتقان والتشدد وآثارهما المدمرة , وهو ما نؤكد عليه ونحذر منه في كل مناسبة , ليأخذ البعدان الوطني والقومي مجراهما الطبيعي والواقعي والعادل , في توازن دقيق سوف تحكم على جديته وجدواه تطورات الحدث وتداعيات القضية وآفاقها .