«أزمة كركوك وآفاق الحل» في مؤسسة كاوا

      أقامت مؤسسة كاوا للثقافة الكردية بالتعاون مع مركز كركوك للدراسات ندوة في مركزها  بأربيل عاصمة اقليم كردستان تحت عنوان ” أزمة كركوك وآفاق الحل ”  .للسيدين محمد خليل عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون العربي والسيد حسن توران عن المكون التركماني .
      بعد الترحيب بالسادة الحضور والذي ضم نخبة من السياسيين  والمثقفين من قبل مقدم الندوة الدكتور صاحب قهرمان  , استهل السيد  محمد خليل الندوة بعرض تشابك المصالح الاقليمية والدولية في قضايا البلدان الأخرى وكمثال في العراق
 وبان حكمة القادة الوطنيين في الموازنة بين المحلية والاقليمية والدولية واتخاذ القرارات انطلاقا من مفهوم السيادة الوطنية هو الأسلم , ونحن هنا في العراق وبعد التغيير الذي حدث فان احدا المشاكل التي تواجهنا هي مشكلة كركوك , وان السبيل الوحيد لايجاد الحل الأمثل هو التوافق بين المكونات الاساسية , وهذا يعني بان العراقيين هم المسؤولين عن ايجاد حلول لمشاكلهم مع الاستعانة في حال الضرورة بخبراء وآرء آخرين لديهم تجارب لحالات مشابهة .
 وبقراءة بين السطور لحلول من جهات خارجية يلاحظ بشكل مباشر او غير مباشر بان تلك الجهات  تراعي مصالحها بالدرجة الاولى , ولنأخذ بالاعتبار تلك الحلول فهل هي حلول مرحلية ام استراتيجية !.
ان اهالي كركوك وعلى مدى العصور تعايشوا وتصاهروا بين بعضهم البعض  ونسجوا علاقات متينة اجتماعية واقتصادية ,  ولو ترك الخيار لهم فانه باستطاعتهم ايجاد حل امثل لمشكلة كركوك .
 مضيفا بانه في الفترة الماضية ومن خلال مشاركتنا مع ممثلي المكونات الاخرى في مجلس محافظة كركوك   كانت توجد اراء  ومواقف عديدة لايجاد الحل لمشكلة كركوك .
1 –ممثلي المكون العربي  يطرحون المشروع الخاص بهم وهي الادارة اللامركزية مع بعض الصلاحيات وعلى ان لاترتبط  باقليم كردستان .


2  – ممثلوا المكون الكردي مشروعهم هو ضم كركوك الى اقليم كردستان .
3 – ممثلوا المكون التركماني يطرحون مشروع اقليم خاص بكركوك .


4 – بعض السياسيين طرح مشروعا على غرار اقليم بروكسل في بلجيكا .
 وعلى هذا يمكن دراسة جميع تلك الحلول بنظرة عراقية وطنية بعيدا عن التجاذبات الاقليمية والدولية , وانني ارى بان الحل العراقي هو الحل الامثل  , ومن المستحسن  ان ياخذ الحل العراقي الوطني  وعلى مراحل متعددة أي التنمية والعمران وكل مايتعلق بالبنى التحتية  والاجتماعية والاقتصادية .
 ومن وجهة نظري فان التعنت الكردي والمدافعة عن مقترحه كان من اهم اسباب اعاقة الحل ومعلوم بان ضم كركوك الى اقليم كردستان يعني بداية لصراع لاينتهي .
والمشروع الذي اقدمه هو تشكيل خلية لحل مشكلة كركوك كالتالي :

1 – تتكون الخلية من خمسة اعضاء من كل مكون اجتماعي من مكونات كركوك الثلاث اضافة الى اعضاءمن الكلدود – آشور.
2 – ان يكون المرشح غير متطرف ومن العناصر المثقفة والمستقلة التي تنظر الى العراق بنظرة واحدة .
3 – ان تقوم اللجنة بدراسة المشاكل والحلول المقترحة للقضايا المشابهة لقضية كركوك
4 – ان تقدم اللجنة اكثر من مقترح واحد.
5 – نرى ان تكون اللجنة تحت اشراف رعاية جهة دولية محايدة ولتكن الامم المتحدة وبالتنسيق مع خلية الازمات الدولية.
6 – ان يكون المرشح  لهذه اللجنة من اهالي كركوك حصريا وغير مرتبط باي حزب سياسي يؤثر سلبا على عمل اللجنة ونقاط اخرى عديدة يستطيع اهالي كركوك ان يحلوا المشكلة وبعيدا عن أي تجاذبات .

        السيد حسن توران
باعتبارنا نعيش الان في الاجواء الديموقراطية  وفي العراق الجديد ومن هنا نطرح السؤال التالي حول كيفية ادارة هذه الآلية واستيعاب اراء الاخرين وتحمل تبعاتها والتي هي بدون شك تصب في مجرى مصالح شعبنا.
وبالعودة الى عنوان الندوة والتي هي بمضمونها عنوان لمشروع قدمته في حوارات وندوات اخرى الهدف منه التوصل لنتيجة تصب في مصلحة اهالي كركوك بالدرجة الاولى .
 فالمكون الكردي يطرح المادة 140 وهذا حق دستوري , ومن وجهة نظرنا كتركمان نطرح ايضا المادة 119 وهو جعل كركوك اقليم خاص و هذه ايضا مادة دستورية بان يعطي الحق لجميع العراقيين في تكوين اقاليم مستقلة , وهناك نقاط كثيرة يمكن طرحها .
وكذلك المكون العربي ايضا يطرح المادة 122 من الدستور وبان تكون كركوك متمتعة بادارة لامركزية.
 اذن هناك ثلاث مشاريع وكلها دستورية وايضا هناك مؤسسات دولية تمت الاستفادة منها لايجاد حلول للمشكلة مثل اللقاءات التي تمت معهد فريدريش ايبر ومؤسسة امريكية وكذلك في برلين وكوسوفو وايضا في امستردام , كل هذا من اجل تقريب وجهات النظر , علما بانه لو نظرنا الى تلك المشاريع المطروحة فان التشابه فيما بينها لاتتعدى الا في حدود ال 70% , وعندما تطرح هذه الحلول فان الهدف منه هو بان لايكون هناك حسابات الربح والخسارة او لاجل مكاسب انية ووقتية وانما احترام جميع الفرقاء لبعضهم البعض و تقرير مصير كركوك.
 فكركوك هي مشكلة معقدة ومتداخلة ومتشابكة , وبالنسبة لجميع الاطراف فان وجهة نظري فانها تعود الى  ازمة ثقة بالدرجة الاولى  , أي ان الثقة مفقودة بين الاطراف وهي ليست وليدة الساعة , ولذلك فان اعادتها  تتطلب  ارادة ومعايير على الجميع للتحلي بها .


و اول هذه المعايير هو  الحوار ,  ولايوجد حل اخر الا اذا وجد حوار جدي في داخل العراق , اذ ان حوارات اخرى جرت في الخارج واثبتت عدم جدواها.وهذا الحوار يمكن ان يجري على ثلاث محاور .
1 – تغيير العقلية في النظر الى المشكلة من جانب كل طرف الى الاخر  وبمقارنة جديدة.
2 – حوار على مستوى اعضاء مجلس النواب الممثلين لكركوك في المجلس النيابي .
3 – يمكن ان يكون الحوار على مستوى الاحزاب الفاعلة , ونحن نامل بان تكون الخطوة القادمة هو الحوار على هذا المستوى الاخير .
مضيفا بان السؤال الوجيه هنا لماذا لانتحاور ؟
السبب الاول : هو عدم وجود الادارة المشتركة الان في كركوك بالشكل الامثل بدأ من موضوع التجاوزات الكردية على أراضي التركمان والى موضوع هيمنة الحزبين الكرديين على المناصب الهامة وغيرها .
السبب الثاني هو : لتعزيز الثقة يمكن ايجاد المصالح المشتركة وهي السبيل لتقريب وجهات النظر , وهذه لاتاتي من فراغ وانما يتوجب علينا جميعا ان نجزء – تمرحل –  المشكلة للوصول الى الحل الشامل , فمثلا توفير الخدمات لجميع ابناء كركوك من دون النظر الى المكونات العرقية فيها .

في الختام اطرح السؤال التالي وهو هل هناك امل لحل هذه المشكلة الشائكة ؟
 اقول نعم وبحسب العلاقات التاريخية بين مكونات كركوك بجانب بعضهم البعض بتآلف ومودة وبالرغم مما شابها من مشاكل فان العودة الى المستوى الشعبي نرى بان  جميع ابناء كركوك تربطهم علاقات ووشائح فمثلا الجميع يتكلم بثلاث لغات بالاضافة الى العلاقات الاسرية من تزاوج ومصاهرة بين القوميات الثلاث .
ثم جرت مناقشات واسعة من جانب الحضور مع السيدين المحاضرين وطرحت مداخلات من لدن مثقفين كرد وتركمان وكلدان فندت ما ذهبا اليه مستندة الى المعلومات الدقيقة والأرقام صبت جميعها في أولوية العودة الى بنود الدستور والرضوخ الى ارادة الكركوكيين عند الاستفتاء القادم وأن الحل الأمثل الذي يعبر عن مصالح الجميع هو عودة محافظة كركوك الى الحضن الكردستاني الآمن المسالم الديموقراطي  .
  ومن الجدير ذكره تعتبر هذه الندوة الحوارية الشفافة الأولى من نوعها في أربيل التي تم فيها استضافة الرأي المخالف الآخر لموقف حكومة اقليم كردستان ليطرح أصحابه موقفهم بكل حرية وفي أجواء الديموقراطية والاحترام ويدل ذلك بكل معانيه العميقة على بداية الانفتاح والتفاهم بين مكونات كردستان القومية واقتراب لحظة التوافق والتفاهم والاتفاق الحاسم بين القوميات الكردستانية من الكرد والتركمان والكلدان والآشور والأرمن والعرب وذلك استجابة للمشروع الكردي السلمي ليس بخصوص كركوك فحسب بل بشأن العراق كله على غرار مشروع السيد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني حول المصالحة الوطنية وتشكيل الحكومة الذي لاقى اجماعا وطنيا عاما .
هولير 7/12/2010
الهيئة الادارية مؤسسة كاوا للثقافة الكردية

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…