مراسيم اربعينية المناضل اسماعيل عمر في الدرباسية, قرية (قره قوي)

الدرباسية – قره قوي (ولاتي مه) خاص- جرت اليوم الجمعة 26/11/2010 مراسيم احياء اربعينية المناضل اسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) الذي وافته المنية بتاريخ 18/10/2010 اثر نوبة قلبية حادة, وحضرت مراسيم الأربعينية بالاضافة الى ممثلي الأحزاب الكردية والقوى الوطنية والشيوعية والمنظمة الديمقراطية الآثورية والمنظمات الحقوقية والمهنية والعديد من الكتاب والمثقفين, ووجهاء العشائر الكردية والعربية, جموع غفيرة من الجماهير التي جاءت من مختلف مناطق المحافظة ومن خارج المحافظة (حلب ودمشق) ومناطق أخرى.
وكانت معظم الوفود التي تصل الى مكان التأبين تمر بداية على ضريح الفقيد – حيث تم تلبيس القبر بالرخام وبتصميم جميل – وتقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة , وقبل بدىء مراسيم التأبين بدقائق وصل أحد الرحالة الذي مشى سيرا على الأقدام من مدينة عامودا الى ضريح الفقيد وفاءً ومحبة له.

بدأ حفل التأبين بالوقوف دقيقة صمت على روح الفقيد ومن ثم كلمة ترحيبية بالضيوف من قبل السيد زرادشت محمد (عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة) ومن ثم بعض الأشعار بهذه المناسبة من قبل الكاتب والشاعر دلاور زنكي (عريف الحفل) ومن ثم توالت القاء الكلمات بهذه المناسبة, وفيما يلي نصوص تلك الكلمات:

– كلمة المجلس السياسي الكردي في سوريا من قبل السيد اسماعيل حمي سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا:
الأخوة في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
الاخوة أبناء الفقيد وأشقائه وأقربائه
السادة الحضور الكريم
جئنا اليوم وبمناسبة احياء أربعينية الفقيد الأستاذ اسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا, الذي شكل غيابه خسارة كبيرة لحزبه ولمجمل الحركة الوطنية الكردية في سوريا, لنشارككم الأحزان في هذا الحشد التأبيني الذي يقام في مسقط رأسه, ولنجدد التذكير بالدور المتميز الذي كان يضطلع به الفقيد, ومساعيه الحثيثة لتوحيد الخطاب الكردي, وتعزيز مكانة الحركة الوطنية الكردية في مواجهة السياسة العنصرية التي يتعرض لها شعبنا الكردي في سوريا , من أجل غد سوري أفضل يتحقق فيه الحرية والعدالة للجميع ويتمتع فيه شعبنا الكردي بكافة حقوقه القومية بعيداً عن الاضطهاد والحرمان والتمييز القومي.
الأخوة الأعزاء: وفاءً لذكرى المناضلين كل المناضلين في الحركة الوطنية الكردية الذين رحلوا عن دنيانا, وتركوا خلفهم إرثاً نضالياً لنا ولأجيالنا وطموحات كانت تتوثب إلى الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وخصوصية شعبنا الكردي وحقوقه القومية, ووفاء لالتزامنا تجاه شعبنا ومصالحه وحقوقه القومية, فاننا في المجلس السياسي الكردي في سوريا, سنسعى بكل قوانا لانجاز المشروع الوحدوي الكردي الذي حققنا فيه حتى الآن الكثير من الخطوات التاريخية غير المسبوقة من خلال توحيد القسم الأكبر من الأحزاب الكردية على مشروع سياسي نضالي واضح الرؤية والمعالم, وأعدنا من خلاله ثقة شعبنا بحركته السياسية وبامكاناتها في التغلب على واقع الضعف والانقسام الذي عانت منه ردحاً طويلاً من الزمن, ولا زلنا نعمل من أجل استكمال هذا الانجاز لضمان افضل الصيغ واكثرها واقعية لوحدة الصف والكلمة للدفاع عن مصالح شعبنا وحقوقه القومية, ومن أجل مصالح عموم الشعب السوري وتحفظ للحركة الوطنية الكردية دوراً فاعلاً ومؤتراً في حياة الحركة الوطنية الديمقراطية السورية على العموم.
وبهذه المناسبة نؤكد مجدداً بأننا نتطلع بكل تفاؤل الى مساندة حزبكم الشقيق لهذا المشروع الوحدي الطموح, لنتمكن عبر نضالنا الموحد من مواجهة تحديات السياسة الشوفينية من اضطهاد وتمييز وانكار للوجود والحقوق, والتي أخذت في الآونة الأخيرة بعداً أكثر خطورة يهدد معها وجودنا وحقنا في المساواة والشراكة في هذا الوطن الذي بذلنا في سبيل حريته وتثبيت بنيانه واستقلاله واستقراره الكثير من التضحيات جنباً الى جنب مع كافة أبناء الشعب السوري .
الأخوة الأعزاء : مرة أخرى نعزيكم ونعزي أسرة الفقيد الراحل أبو شيار على هذا المصاب الكبير ونتمنى لكم جميعاً الصبر والسلوان .
الأمانة العامة للمجلس السياسي الكردي في سوريا

– كلمة المنظمة الأثورية الديمقراطية , من قبل السيد كبرئيل موشي مسؤول المكتب السياسي للمنظمة:
الاخوة سكرتير وأعضاء اللجنة السياسية في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا
أسرة وذوي الفقيد
مضى أربعون يوما على الرحيل المفاجىء للأستاذ اسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا, والقيادي البارز في ائتلاف اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي السلمي التدرجي.

وما زال حضوره أقوى من الغياب والفراق.

فروحه حاضرة بيننا من خلال القيم والمبادىء التي غرسها في النفوس , ومن خلال رفاقه وأصدقائه ومحبيه.
فالراحل الكبير أبو شيار, كما عرفناه كان مناضلا صلبا في الدفاع عن الحقوق القومية والوطنية لشعبه الكردي في سوريا, لكنه في دفاعه كان يخاطب العقل دوماً, اذ ربط ما بين التحول الديمقراطي على المستوى الوطني وتحقيق تطلعات شعبه باعتباره جزءا من النسيج الوطني, كما كرّس في حياته نهجا وطنيا يقوم على الاعتدال والعقلانية والانفتاح في التعاطي مع كافة المسائل الوطنية.

لذلك عمل وحزبه حزب الوحدة الديمقراطي الكردي ومن خلال التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا, بأن تكون القضية الكردية جزءا لا يتجزأ من القضية الوطنية في سوريا بكل أبعادها الديمقراطية والانسانية.

حيث كان يؤمن ايمانا عميقا بقيم العيش المشترك والتآخي والشراكة الوطنية بين كافة أبناء المجتمع السوري من عرب وآشوريين سريان وأكراد وأرمن, مسيحيين ومسلمين و يزيد , باعتبارها قيما تعزز روابط الوحدة الوطنية, لدرجة اعتبر فيها أن ما يربطه بالعربي السوري والآشوري السوري والمسيحي السوري ؟أهم بكثير مما يربطه بأخيه الكردي في الدول الأخرى ,وسعى جاهدا لتعميم هذا النهج لدى الجميع, وفي هذا يتجسد نوع من التسامي الوطني قل! نظيره.

لهذا كان طبيعيا أن يحظى بالاحترام والتقدير عند الجميع أيا كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية والقومية والدينية.

لقد ربطتنا في المنظمة الآثورية الديمقراطية, علاقات صداقة مميزة انبنت على الثقة والاحترام المتبادل مع حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ومع قياداته, وكذلك على التوافق في الرؤية للكثير من المسائل الوطنية لاسيما في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق القوميات, وكان للراحل الكبير دورا هاما في تطوير وتعزيز هذه العلاقة وترسيخها, من خلال ما تميز به من حماسة واصرار وصدق ودماثة خلق وتواضع.

وها جئنا اليوم وفاء منا لذكرى رجل كبير ضحى بالكثير من أجل شعبه ووطنه.

جئنا للتأكيد على أن ذكرى الأستاذ اسماعيل عمر ستبقى حية في النفوس والقلوب , جئنا لنشهد أن رفاقك على دربك ونهجك سائرون, فنم قرير العين يا أبا شيار فلن ننسال أبداً.

ختاما باسمي وباسم الرفاق في قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية نجدد تعازينا الحارة لقيادة حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا والى أسرة وذوي الراحل الكبير الأستاذ اسماعيل عمر, سائلين الرب أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان.

عشتم وعاشت سوريا وطنا حرا لجميع أبنائها.



– كلمة المجلس العام للتحالف القاها السيد محمد جزاع عضو المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا:
أيتها الأخوات العزيزات , ايتها الأخوة الأعزاء , ايتها الحضور الكريم… يا أبناء شعبنا السوري الغيارى.

نقف اليوم في رحاب ذكرى أربعينية الراحل الغالي الصديق والرفيق أبي شيار وفاءً وتكريماً لذكرى مناضل صلب في سبيل حرية وكرامة وحق شعبه في الحياة.

أخي وصديقي العزيز أبا شيار الانسان , قبل كل الأوصاف الصادق الصدوق..

بالأمس شيعناك بالمع السخي سحاً وتسقابا , فلو كان الدمع يجدي, فلقد بكتك الرجال أكثر من النساء… لكن لا جدوى … لقد جئناك اليوم الى مثواك الأخير لنكفكف الدمع ونكمل المشوار بعزم الرجال, وارادة المناضلين المخلصين..

كثر من تحدثوا عن مناقبك وسجاياك وشمائلك ..

انما أقول كما عرفتك وكما خبرتك: ان المعايشة يولد الاحساس به , لقد عشت حياة شعبك بكل جوارحك, أبيت أن تحمل الطاعة, ورفضت الاستسلام وعشت أنوفاً شامخا الا مع الرفاق والأصحاب , عشت التواضع بكل معانيها السامية.

ابا شيار..

ولت على هذا التراب وتضخمت بعطر التراب واستنشقت هواء هذا التراب, وتشكل هنا لغتك الأولى وكل ذرة من دمك.

لقد ولدت من أبوين هنا..

وولدا من أبوين هنا..

وكذلك أبواهما ولدا هنا, فكان عشقك لهذه الأرض , ولشعب هذه الأرض.

أبا شيار ما عرفتك خلال مسيرتك النضالية الا بصدق المنطق والقصد والنوايا..

آمنت بجدلية العلاقة بين ما هو قومي وما هو وطني..

لا تناقض بين انتمائك القومي ونضالك من أجل حقوق شعبك الكريم المغبون… ونضالك من أجل الديمقراطية لعموم وطنك سوريا..

آمنت بأن القضية الكردية في سوريا هي قضية الشعب السوري بكل أطيافه..

ناضلت باخلاص مع كل المناضلين الوطنيين الغيورين على هذا الوطن..

لايجاد حل وطني ديمقراطي للقضية الكردية في اطار الوطن السوري الموحد أرضا وشعباً.

آمنت أن القضية الكردية هي القضية المركزية للديمقراطية في سوريا وأن الديمقراطية هي الضمانة الوحيدة لحل هذه القضية..

من هنا تشكل عندك القناعة بأن العمل من أجل التفاعل النضالي مع مكونات الشعب السوري , لا بد من أن تكسب ثقتهم, من خلال مصداقية الحركة الكردية بالتوجه الى القوى السياسية والحراك السياسي السوري بخطاب عقلاني موضوعي غير ملتبس..

لا ازدواجية ولا غموض عمادها الوضوح والشفافية.

وهذا ما دفعك أن تناضل وتحاور فصائل الحركة الكردية للوصول الى مؤتمر كردي وطني تنبعث عنه مرجعية كردية موحدة يعمل الجميع تحت سقفها…..

نعم أبا شيار..

نثرت بذار الحرية..

وما من ضريح مناضل من أجل الحرية الا وينمي بذار الحرية لتنتج غلالا وفيرة..

ثم تذرو بها رياح الركب لنثرها بذاراً جديدة تحملها الرياح بعيداً لتغذيها الأمطار والثلوج..

وهكذا تمضي دورة الحياة والعطاء من جديد.

يا عزيزا..

عش في لحدك هانئاً قرير العين فانك في ضمير رفاقك وفي ضمير شعبك وذلك أعز وأنبل مثوى للمناضل.

ذكراك سيبقى في فم المخلصين من أبناء شعبك بكل أطيافه (عربا وكردا وسريانا – آشوريين , مسلمين ومسيحيين وازديين ) ..

نغم يرتل ما دام في الوادي صدى لا يغيب.
لك العهد والوعد أن نمضي قدما على الدرب الذي سرته بآلامه وآماله حتى تحقيق الأهداف..

عزاؤنا اليوم رفاقك الغيارى سيرتفعون على الجراح ويملؤا الفراغ الذي تركته بارادة المناضلين وستكون لهم القدة والمثل في العطاء والتضحية.

لك المجد والخلود ولرفاقك وأهلك وشعبك الصبر والسلوان.

– كلمة لجنة اعلان دمشق لمحافظة الحسكة , من قبل السيد بشير السعدي
الأخوة في قيادة حزب الوحدة الكردي المحترمون
ذوي الفقيد الكبير
السادة الحضور
بنفس هذا المكان, وقبل أربعون يوماً احتشدت جموع غفيرة جاءت من كل حدب وصوب مثلت كافة شرائح مجتمعنا السوري لتودع الوداع الأخير الشخصية الوطنية البارزة اسماعيل عمر, حيث أوفته الكلمات التي قيلت في وداعه حقه, في وصف صفاته وخصاله الحميدة التي تميز بها, وفي نضاله من أجل حقوق شعبه, من أجل قيم الحرية وحقوق الانسان, من أجل تحقيق المجتمع الديمقراطي المدني, مجتمع المواطنة, مجتمع العدالة والمساواة, من أجل سوريا وطنا نهائيا لكل أبنائها بغض النظر عن العرق والقومية واللغة والطائفة والدين .

واليوم نجتمع ثانية لنحيي سوية ذكرى الأربعين لفقيدنا الكبير, الغائب الحاضر في وجداننا وقلبنا.
تهيأت لي فرصا عديدة تعرفت فيها على الفقيد, ساعات طويلة في لقاءات عديدة جمعنا فيها الهم الوطني, وفي مناسبات مختلفة, عمقت بيننا رابطة صداقة اعتز بها, عرفت فيه النبل , الهدوء, سعة الصدر, احترام الرأي الآخر.

تميزه بعميق فكره وتفكيره, تميزه بعلاقاته الاجتماعية الواسعة على مختلف شرائح المجتمع وفئاته بأن قضية شعبه الكردي هي جزء من قضية الشعب السوري, وأن قدر حلها هو ساحة سوريا الوطن وليس خارج الحدود, ايمانه بسبل النضال السلمي الديمقراطي على أرضية الحوار والكلمة طريقا وحيداً لتحقيقها طال الزمن أم قصر, مساهمته ومن خلال طرحه العقلاني المعتدل (وهو بالتأكيد خطاب حزبه) في شرح قضية شعبه وكسب التأييد والتعاطف لها لدى كثير من الفعاليات السياسية والثقافية السورية (وفي ساحة اعلان دمشق خصوصا التي كان له فيها بصمة ونضالا وكان ركنا من أركانها) في كسب التقدير لحزبه وللحركة الكرديةعموما, ومساهمته الفاعلة في مد الجسور بين حزبه بشكل خاص والحركة الكردية بشكل عام من جهة ومع معظم الأحزاب والقوى الوطنية السورية آثورية وعربية وكردية من جهة أخرى.
نعم لم يكن الفقيد مناضلا لقضية شعبه كحالة معزولة عن الهم الوطني, بل كان الهم الوطني والهوية الوطنية السورية يعيشان في عقله ووجدانه أيضاً, قبل رحيله بوقت قصير وفي جلسة عادية جمعتنا مع الأصدقاء قال لي ولمست الكلام نابعاً من أعماق قلبه – لماذا لا نطرح جميعا نفسنا وأحزابنا بأننا سوريون وكفى, وكنت له موافقا وتكلمنا في الموضوع عميقا وطويلاً.
الأخوة الأعزاء
الموت حق علينا جميعاً, وهو قانون الحياة كثيرون في هذه الحياة يحيون ويمضون كورق الخريف دون أن يخلفوا أثرا وذكرى وذاكرة, ولكن القليلون وهم الكبار كحال فقيدنا, الذين قدموا خدمة لشعبهم ووطنهم لا يموتون, فبموتهم تكون لهم حياة جديدة, وهذه المرة في وجدان وعقل وذاكرة شعبهم ومجتمعهم.

وهذه المرة في وجدان وعقل وذاكرة شعبهم ومجتمعهم.

وهذه هي الحياة التي لا موت فيها, هذا هو الخلود بعينه.
فقيدنا الكبير وصديقنا العزيز اسماعيل عمر (أبو شيار) لقد رحلت عنا باكراً, لكنك ستبقى حيا في ذاكرتنا ولن ننساك أبداً.
نكرر عزاؤنا لذوي الفقيد الكبير ولحزبه قيادة وقواعد.

– كلمة أصدقاء الفقيد القاها السيد زهير البوش:
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي – آل الفقيد – الإخوة الحضور في هذا اليوم الأليم وبمناسبة مرور أربعون يوما على وفاة المرحوم الأستاذ اسماعبل عمر لا يمكننا إلا أن نقف وقفة خشوع وإجلال واحترام على روحك الطاهرة الصادقة التي زرعت ثقافة الحب والتسامح وثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر لا بل دعوته المستمرة إلى الوحدة الوطنية ونبذ التطرف, وسياسة الاعتدال التي هي السد المنيع لكل المؤامرات والأخطار التي يمكن أن يتعرض لها أبناء شعبنا وبلدنا سوريا الحبيبة إننا في هذا اليوم نستعيد بذاكرتنا أقوال ومواقف صديقنا ورفيقنا المرحوم أبا شيار .

مواقفه الحوارية التي تتسم بالوطنية الصادقة وكتاباته في الصحافة والإعلام التي تدعو إلى الوحدة الوطنية والاعتدال والاعتراف بالآخر واللقاءات والمقابلات على مواقع الانترنيت التي تتسم بالجرأة والمصداقية وان كانت تغص بعض المتطرفين حتى انه لم يسلم من النقد اللاذع من بعض المتطرفين  لاعتداله وصوابيته في مناقشة القضايا الوطنية يحضرني في هذا المقام قولا للمرحوم أبا شيار وكان في أخر لقاء لنا قبل وفاته لنتخلى عن إيديولوجياتنا ونبتعد عن تعصبنا القومي والديني لنعلن كلنا وطنيون سوريون ونستريح ونريح .
كفى خلافات وكفى صراعات وكفى ظلم لنعش كلنا تحت خيمة الوطن خيمة سورية الحبيبة نستظل بعلمها متحابين – متسامحين – يعترف الكل بالكل ولا يلغي احد احد ونرفع راية العدل والمساواة وحقوق الإنسان في مجتمعنا في بلدنا سورية لكل مواطنيها.
كان الصديق المرحوم يؤكد في كل مناسبة وكل مقام إن أكراد سوريا هم وطنيون سوريون ويشهد على ذلك الوطن وهم مكون أساسي من مكونات المجتمع السوري وان حل القضية الكردية يكمن في سورية وفي عاصمتها دمشق وليس في أي مكان آخر لا في واشنطن ولا في كردستان ولا أي مكان آخر وان دل هذا القول فانه يدل على أرقى أشكال الانتماء الوطني لبلده وشعبه وعلمه السوري .يحضرني أيها الصديق الغالي المرحوم أبا شيار – وسأقولها بصدق وبلا خوف أو وجل بأنك علقت على صدري وسام منحي عضوية شرف في حزبك حزب الوحدة وإنني فخور بهذا الوسام وسيكون حافزا لي ومصدر قوة للعمل من اجل تمتين العلاقات العربية الكردية ودفعها بالاتجاه الصحيح بعيدة عن التطرف ونموذجا للاعتدال.
أيها الحبيب الغالي: لقد أعطيت وضحيت وليت تملك القدرة على العطاء أكثر من اجل شعبك وبلدك سوريا.
لقد كانت بيننا رؤية مشتركة لمجمل المواضيع التي كنا نتناقش بها – الحركة الكردية – الحركة الوطنية – حقوق الإنسان لما فيه مصلحة شعبنا ومصلحة بلدنا سوريا بعيدة عن كل أشكال التطرف وتتسم بالموضوعية والاعتدال.
إخوتي وأصدقائي في حزب الوحدة كلي أمل وأملي كبير أن تتجاوزوا هذه المحنة وخير وفاء تقدمونه لفقيدكم ورئيس حزبكم المرحوم الأستاذ إسماعيل عمر هو أن تعملوا على تكريس نهجه السياسي والاجتماعي وتعملوا على تطويره لان المرحوم كان يؤمن بالتطوير ويكره الجمود.
ختاما باسمي وباسم جميع أصدقائك نتقدم بأحر تعازينا لكل رفاقك فردا فردا ولجميع محبيك وعائلتك الكريمة.
وشكرا      

– كلمة المرأة, من قبل (أم كاوى):
أبو شيار في عقولنا وقلوبنا
عزيزي الذي غبت بجسدك ولا يزال روحك معنا .
كم تقاسمنا مشقة الحياة … وكم عانينا الآلام و الآهات , كنت العون والسند لنا … وكنت الحب والصدق لنا , تعلمنا في مدرستك أبجدية الصبر والإنسانية …..

وعرفنا معنى التضحية النضالية , تصافحنا بقلوب دافئة …..

وتحاببنا بروح هادئة , تعاهدنا أن نكون أوفياء …..

وان نؤمن بعدالة السماء وهكذا واجهنا المصير ….

ولكن الله كان هو القدير .
افتقدناك ….

ولا زلت في قلوبنا وضميرنا , أحببناك …..

وتركت جرحا لا يندمل في صدورنا , لن ننساك ….

وستبقى الشعلة التي تنير دروبنا وعقولنا , وذلك الربيع الذي زرعته ورودا ….

سنقطفه وعودا , إننا باقون  ….

على العهد الذي عاهدناك ….

ونسلك خطاك , ولن نتوارى عن الحق والنضال وسنصنع حرية الأجيال , لا بالقليل والقال …..

ولا بالأكاذيب والاحتيال , بل بالجهد والاجتهاد …..

ومصارحة العباد, والتخلي عن الغرور والعناد ……..
سنتابع المسير …….

بكل إخلاص وضمير , ونتحلى بالصبر والإيمان … وهدفك رسالة كل إنسان , وكل كردي .
وعهدا أن نكون أوفياء …..

حتى آخر قطرة من الدماء …..

أو نموت ونحن شهداء ,
على دربك باقون ….

وإنا لله وإنا إليه راجعون …..

– كلمة المحامي ممتاز الحسن
من خلٍّف ما مات ومن عاش سياسيا عريقا لحزب عريق لا يموت, انه يبقى ويدوم كالعمل الصالح والفكر النافع تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل.

منذ مئات السنين انتقل مئات الاشخاص من ديارنا هذه ولكننا لازلنا نقرأ لهم ونأخذ منهم وكأنهم لم ينتقلوا وكأنهم لازالوا بيننا يعيشون معنا يقدمون لنا كلا او بعضا مما نحتاج ليساعدنا في التحليل والتقدير.

هكذا هي حال أبو شيار.

انتقل ولم يترك, غاب ولم ينطفىء.

ما كرّسه سيبقى راسخاً وما اناره سيبقى مضاءً وبهمة الرجال سيبقى الطريق الذي سلكه سالكاً.

ايها الأخوة: الوطن غالِ.

ولأن اساسنا حب بلدنا وهدفنا خدمة شعبنا فاننا لابد أن نعاني, لابد أن نحار.

هذا قدرنا وهنا تتجلى مآثر الصبر والصمود والاخلاص.

الترهيب لن يرهبنا والترغيب لن يغرينا.

انها على العهد باقون وفي طريق الوطن سائرون الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.

لأبي شيار الرحمة وطيب الثرى وحسن الامانة من دون ترخيص ولنا جميعا الصبر ولا أقول السلوان لأن السوان نسيان وانما أقول محاسن الذكرى وفوائد العطاء .

دمتم مخاصين غيورين على بلدنا الحبيب سورية الغالية والسلام لكم وعليكم.

– كلمة حزب الوحدة , من قبل السيد محي الدين شيخ آلي (سكرتير الحزب) :
أيتها الإخوة … أيتها الأخوات …..


الأصدقاء والرفاق ……
السادة الحضور …..
باسم الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا نرحب بكم أهلا , متمنين لكم السلامة والسعادة .
اليوم نحيي معا ذكرى أربعينية رحيل رئيس حزبنا الرفيق إسماعيل عمر الذي لطالما كان معظمكم قد عرفوه ليس رئيسا لحزب فحسب , بل حاملا لقيم إنسانية , عقلانيا متسما بالتواضع ورحابة الصدر , يعمل دون كلل , حريصا على مصداقية القول والعمل وقيم الصداقة والتواصل , مؤكدا على ضرورات انتهاج مبدأ ولغة الحوار مع الجميع ونبذ العنصرية ونزعات الاستعلاء الديني أو القومي ,..

مما جعل الكثيرين يفتقدونه كما افتقده رفاق حزبه , فكان رحيله خسارة للكرد والعرب وجميع شرائح ومكونات مجتمعنا السوري .
إن حشود المواطنين ووفود مختلف الفعاليات الاجتماعية والسياسية والنقابية التي حضرت مراسم التشييع والعزاء التي أقيمت قرية قره قوي , وكذلك مجالس العزاء التي أقيمت في العديد من البلدان الأوربية وساحات أخرى , وسيل الاتصالات والرسائل وبرقيات التعازي التي وصلتنا تعني الكثير , حيث أنها تحمل معاني وقيم غالية .
في هذا السياق , وبهذه المناسبة الذكرى الأليمة , يجدر بنا القول بل التأكيد بان سياسة وتوجيهات حزبنا التي عرف بها تبقى مستمرة ومصانة .

إن قيم وثقافة حقوق الإنسان ومسعى النضال من اجل السلم والحرية والمساواة التي كان فقيدنا الراحل إسماعيل وكثيرون من أمثاله يتسمون بها تبقى تشكل لنا شعلة مضيئة تسير ونعمل في هديها كي نكون أوفياء .
مرة أخرى باسم الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا نتقدم منكم جميعا بجزيل الشكر والامتنان , ونخص بالذكر ممثلي المجلس السياسي الكردي والمنظمة الاثورية الديمقراطية وإعلان دمشق .

وكذلك ممثلي الحزب الحليف الحزب الديمقراطي التقدمي والمجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي والإخوة المثقفين والشخصيات الوطنية المستقلة وممثلي جميع التنظيمات والأحزاب الوطنية الكردية والعربية والشيوعية السورية ومنظمات حقوق الإنسان .
عشتم وعاشت سوريا وطنا للجميع .



– كلمة ذوي الفقيد , من قبل نجله بنكين اسماعيل عمر:
أيتها الأخوات ………….

أيتها الأخوة
أيها الحضور الكرام ……………
في نهاية هذا التأبين , وباسم ذوي الفقيد , اتقدم إليكم جميعا بجزيل الشكر ووافر الامتنان لما بذلتموه من مشقة وعناء سفر للمشاركة في أربعينية فقيدكم , وفقينتا الغالي الأستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا , الذي نرجو أن يسكنه الله تعالى فسيح جنانه .
ونخص بالشكر والعرفان ممثلي جميع القوى والأحزاب الوطنية السورية وفعاليات المجتمع المدني ولجان حقوق الإنسان والشخصيات الوطنية والوجهاء , وكافة المواقع الالكترونية ووسائل الإعلام العربية والكردية التي واكبت هذا الحدث المهيب من يوم التشييع وحتى الأربعينية , وكافة الإخوة الذين قاموا بمواساتنا من داخل الوطن وخارجه , كما نتقدم بالشكر إلى كافة الكتاب والمثقفين من الإخوة العرب والكرد والأشوريين الأفاضل , الذين كتبوا عن خصال وسجايا راحلنا الذي امضى حياته في زرع بذور الخير والمحبة والوحدة الوطنية بقلوب أبناء الوطن بصرف النظر عن انتماءاتهم القومية والمذهبية .

واخيرا وليس اخرا , نتقدم بالشكر الى رفاق حزب الفقيد , اولئك الذين واصلوا الليل بالنهار في وقوفهم الى جانبنا للتخفيف من مصابنا وحزننا وحزنكم الكبير , سائلين المولى الا يفجعكم بعزيز , وانا لله وانا اليه راجعون .
والسلام عليكم ورحمة الله .

عن ذوي الفقيد .

  

الرحالة الذي مشى من مدينة عامودا الى ضريح الفقيد سيرا على الأقدام


عند وصوله الى الضريح

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…