ammaroklhe@gmail.com
إن من أولويات العمل المشترك ـ حسبما أرى ـ مد جسور الثقة والمصداقية , وترجمة الأقوال إلى أفعال , والبحث في أسباب التنابذ بيننا , وهذا يقتضي في البدء ترك صيغة الخطاب الشوفيني أو الطائفي والإيديولوجي , وتمَثـُل ذلك فعلاً, قولاً وعملاً الرد على كل صوت نشاز خارج السرب واعتباره هدّاماً للوحدة الوطنية والمواطنية التي ننشد لكلنا نحن السوريين…
ولنأخذ مثالاً الخطاب الكردي الهادئ والمسؤول الذي ينظر إلى المسألة الكردية كمسألة وطنية سورية , وحلها يكمن في سوريا دولةً للحق والقانون دولة لكل أبنائها , وكذلك الخطاب الذي تتبناه المنظمة الآثورية أيضاً.
إذ يرى هذا الخطاب أننا سوريون لنا ما لنا وعلينا ما علينا , وهذا يحيلنا أن نحيا جميعاً على هذه الأرض التي لا يمكن لأحد أن يستأثر بها على الآخر أو يتقدم عليه , وليس هناك من مواطن درجة أولى أو ثانية تصنيفه حسب العرق أو المذهب , بل تنتفي في دولة المواطنة هذه التقسيمات دون نفيها , ليكون هذا التنوع مصدر إثراء للثقافة والوعي , ولا تنتفي معه خصوصية مكونات المجتمع , فالعربي يعتز بعروبته ولا تتنافى مع اعتزاز الكردي بكرديته وكذا السرياني بسريانيته وسواهم , ويكون الجامع المانع بيننا هو بلدنا سوريا “الوطن” , وحينها يجد العربي السوري أن مسؤوليته حرمان شقيقه في الوطن من ابسط حقوقه في الهوية وتأمين مصدر الرزق اللائق والكريم , وهي ليست فقط مسؤولية ذاك المحروم …
ونجد هذا الخطاب في أقلام واعية ومسؤولة كما جاء بالموضوع الذي طرحه الأستاذ “ألوجي” المشار إليه آنفاً ـ على سبيل المثال ـ وأيده بالفكرة الأستاذ “حسين عيسو ” بمقاله تحت عنوان :(تحرير كردستان يبدأ من جبال الألب).
لكن أتمنى على السيدين “ألوجي وعيسو” أن يوضحا لنا رأيهما في كثير من المصطلحات والمسميات والشعارات المنفرة للحالة الوطنية التي ننشدها ونزعم أننا نعمل لأجلها في بناء دولة الحق والقانون دولة المواطنة والكل وغالبا هذا الخطاب غير الواعي واللاعقلاني يردنا من المغتربين الذين ينسفون الخطاب الوطني العقلاني الذي أصبح يُطرح في الداخل السوري , فنجد أن هناك منظمات لأحزاب كردية في الخارج وقياديين أيضاً يطلقون تصريحات نارية تناقض ما تطرحه أحزابها الأم في الدخل ليكون الخطاب مزدوجاً ـ وبكل أسف ـ لا تصحح الأحزاب الكردية أو تلوم منظماتها بالخارج بسبب نسفها خطابها بالداخل مع حلفائها من القوى الوطنية الأخرى التي ارتبطت معها بتحالفات و إأتلافات , ونخال أنفسنا أن لها في هذا الخطاب على رأي القائل ” ثلثين الخاطر” وتجد معها الأحزاب العربية في حالة حرج أمام القوميين الذين لم يستمروا بعد الانطلاق من (سوريا أولا) كذلك نجد مسميات لم ُتطرح عبثاً كمقولة (كردستان الغربية ، غرب كردستان , كردستان سورية) وتأتي أحزاباً تزيد في الطنبور نغماً لتطرح في أدبياتها ووثائق مؤتمراتها المطالبة بالحكم الذاتي للمناطق الكردية أو توحيد شمال سوريا في المناطق التي يتواجد بها الكرد لإدارتها بسهولة في إقليم واحد !!!…؟؟؟
كما نجد هناك من يطرح مسميات لصحف ومواقع وشعارات “ما أنزل الله بها من سلطان” على سبيل المثال موقع “غرفة غربي كردستان” ومن هذه الغرفة أطل علينا الأستاذ “ألوجي” في محاورة له بالموقع منذ فترة ليست بعيدة ؟..!
كما أن هناك سيل جارف من المقالات المنفـّرة التي لا هم لها إلا الاستهزاء بالداخل وشحن وإذكاء الأحقاد , خطاب تجييشي لا أكثر ولا أقل خطاب غير واعٍِ ولا مسؤول فعلى سبيل المثال ما أورده السيد “جان كرد” بمقاله المنشور بتاريخ 26102010تحت عنوان: (مثقفون أم أمشاط بلا أسنان) ففي هذا المقال يجد أن القضية الكردية لم تطرح كقضية وطنية لولا الضغط الدولي والسؤال هنا ما الضغط الذي مورس على المعارضة السورية في الداخل كي تتبنى هكذا دعوة ؟؟..!! ومتى يعي المذكور وسواه أن لا يضع الجميع في سلة واحدة فالحديث عن عملٍ وطني مشترك بين كافة القوى والفعاليات الوطنية بغية الوصول الى سوريا وطن للجميع وطن واحد وشعب واحد متعدد الأعراق والمذاهب …؟؟..!! ألا تنسف هذه الرؤيا والمصطلحات والمسميات فكرة العمل الوطني المشترك من أساسها وتكون نقيضاً لها ؟؟…!!!!
وأنوه هنا كي لا أتهم بالعنصرية أنني لا أبرأ ساحة الكثير من الأقلام العربية ذات الخطاب القومجي المنغلق على ذاته والذي ينفي كل ما سواه لكن أجد التركيز على الخطاب الشوفيني الكردي من جانبي ملح من وجهة نظري أعتبر نفسي مناصراً للقضية الكردية كقضية وطنية سورية .
تبقى هذه التساؤلات برسم المثقفين كافة والمهتمين بالشأن الوطني الإجابة عليها …