رحلت دون سابق إنذار, وكأننا في حلم أزلي دون أن ندري أنها الحقيقة المرة يا أبا شيار.
رحلت ومازالت صدى كلماتك تدوي في آذاننا, وصمتا يهذي في أعماقنا.
ما هكذا كان العهد يا عزيزنا وأنت الذي وعدتنا أن نكمل المشوار معا حتى نرى النور في أخر النفق.
ولكن وعد الله وقدره كان اسبق.
رجلاً يحترم كلمته ولا يلين أمام الصعاب, يترفع عن الصغائر حتى مع خصومه الذين أساؤوا إليه كثيرا, وكنت تنأى بنفسك عن الرد, وكان هذا ديدنك في العمل السياسي.
فقد كنت صاحب رؤية استراتيجيه في مداها الوطني, لا توفر جهدا, ولا تدخر نشاطاً في خدمة شعبك وقضيته.
والحراك الوطني السوري يشهد بذلك, وتلك البصمات مازالت واضحة في كل المسارات السياسية.
ثلاثة أمورا كنت صاحب موقف ثابت عليها, وكنت ترددها في مجالسنا دائما, العلاقة مع الحراك الوطني, واعتبار القضية الكردية قضية وطنية بامتياز, ورفع سوية الحوار كونها الطريق الأمثل لحل قضايانا.
وقد استحقت هذه الأمور أن جعلتك تؤمن بضرورة ترتيب البيت الكردي من خلال مرجعية وطنية وعبر خيمة المؤتمر الوطني.
وعملت لسنوات في إطار المجلس العام للتحالف الديمقراطي في سوريا على تحقيقها.
وكذلك دفعتك هذه الممارسة إلى أن تكون مصراً على مشاركة جميع الفعاليات الاجتماعية والثقافية والسياسية المستقلة في القرار السياسي الكردي لأنك كنت تدرك جيدا ماذا كانت تعني الحلقة المفقودة في الحراك السياسي الكردي في سوريا.
نعم يا أبا شيار فقدناك ونحن من ندرك أهمية الذي فقدناه……..
خسرنا عميداً من أعمدة حراكنا الوطني, ونحن من يدرك هول المصبية.
فطوبى لروحك الطاهرة.
وطوبى لكلماتك المستنيرة.
وطوبى لبصمتك الوطنية بوصلة للأحرار في بلدي.