إذا كنتم تحبون المكسيك فعلا , لماذا لا نتساوى في المعاناة , هنا لم يكن من القائد المكسيكي الثائر إلا أن أفرغ مسدسه في رأس ذلك الإنسان , ليس لأنه جبان يخشى الحروب , بل كي يكون عبرة لغيره من طويلي اللسان.
في هذه الظروف الكارثية وما زاد الطين بلـّة , خبريتان وصلتا من بعيد , ومن جبال الألب تحديداً , أولاها بشرى بتأسيس حزب كردستاني هناك , والثانية من أحد القادة الأشاوس الذي تبع “فريد الغادري” دهراً , قي الوقت الذي كان والده “نهاد” من أشد أعداء الكرد في سوريا , ولم يتنبه إلى ذلك , إلا بعد أن استغنى “الغادري” الابن عن خدماته وطرده , فالتحق “بمعارض” آخر وهو السيد “عبد الحليم خدام” لم يفهم أن قوة خدام كانت في سلطته , وأن أمواله المنهوبة من فقراء سوريا , ليست للتوزيع على الأتباع , وإنما لنشر رائحتها بين ضعاف النفوس , فيتبعوه , متوهما أنه بهم يستطيع استعادة مجده الذي كان , فيتحكم في البشر من جديد بأسوأ مما كان , وحين خاب فأل خدام من الضحك على ذقون السوريين , حيث لم يصدق “معارضته” أحد , وبعد يأس صاحبنا من تناول حبة حمص من مولد خدام , قرر العودة إلى فكرة تسويق تحرير كردستان من جبال الألب , عله يحظى بمشترٍ “نخاسٍ” آخر, وتسعيرة جديدة , فيستنكر علينا الرأي بأن حل قضيتنا الكردية السورية , في “دمشق” دمشق التي ستحقق المساواة يوما بين كل السوريين , عربا وكردا وآثوريين …
في هذه العتمة يظهر نور في آخر النفق , من خلال مقالة بعنوان “إستراتيجية العمل الوطني في سوريا” للأستاذ “عبد الرحمن آلوجي” الذي يدعو فيها الى رفع وتيرة العمل الوطني المشترك ….
تلتقي من خلاله مختلف الآراء في بلورة فكر وطني جامع …….
وتتضافر الجهود للعمل معا في سبيل تحقيق مواطنة لا تستثني طيفا أو اتجاها … كما تحقق هذه المواطنة القيم الوطنية العليا المشتركة لبناء قاعدة تقوم على إستراتيجية فكرية , تقود الى بناء حالة وطنية تجد فيها كل الأطياف والاتجاهات طريقها إلى بناء سوريا الديمقراطية…..
.
هنا وبرغم غنى الموضوع الذي طرحه الأستاذ “آلوجي”, وشرحه لفكرة المواطنة بأسلوب أكاديمي جميل , أضيف بأن المواطنة تعني المساواة على قاعدة المشاركة والعدالة والهوية الجامعة , مع الاحتفاظ بالهويات الفرعية واحترامها , كرافد للهوية الوطنية المتعددة والموحدة في آن , ودون هيمنة أو استعلاء من هوية على أخرى , أي المساواة التامة في كل الحقوق والواجبات.
الحسكة في : 30/10/2010
Hussein.isso@gmail.com
· عنوان المقالة منقول عن أحد القادة الفلسطينيين “طريق تحرير فلسطين يمر من جونية”