المؤتمر الرابع لحزب PYD ينهي أعماله وينتخب المهندس صالح مسلم محمد رئيساً للحزب خلفا للدكتور فؤاد عمر

البيان الختامي للمؤتمر الرابع لـ  PYD

انعقد المؤتمر الرابع لحزبنا PYD (حزب الاتحاد الديموقراطي) تحت شعار “لنعيد البناء بالروح الآبوجية من أجل تطوير الإدارة الذاتية الديمقراطية” ، بحضور ثلاث وسبعين مندوباً من أعضاء المجلس والأعضاء المنتخبين ، في بدايات تشرين الأول واستمر لمدة خمسة أيام ، حيث جرى فيه استعراض التطورات السياسية العالمية والإقليمية والداخلية السورية ، ومراجعة نشاطات الحزب في الفترة التالية للمؤتمر الثالث وحتى انعقاد المؤتمر الرابع بالنقد والنقد الذاتي ، في أجواء ديموقراطية مفعمة بالروح الرفاقية .
رأى المؤتمرون أن انعقاد المؤتمر قد جاء في أجواء سياسية عاصفة في العالم والشرق الأوسط ، فالرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة لازالت تسعى إلى تأسيس امبراطوريتها العالمية من خلال إعادة ترتيب خريطة العالم السياسية وتغيير الأنظمة التي لا تواكبها بالقوة المحضة أحياناً وبالسياسات الملتوية أحياناً أخرى ، بينما تزداد مقاومات الشعوب والقوى الديموقراطية في مواجهتها من الجهة الأخرى .

وقد جعلت الصهيونية العالمية بسياساتها الرامية إلى حماية إسرائيل من العالم الإسلامي ساحة للحروب والعمليات الإرهابية ، فقد بات اسم الإسلام لدى الغرب مقترناً بالإرهاب من جهة ، في حين تسعى قوى الهيمنة العالمية إلى نشر ما تسمية بالإسلام المعتدل من جهة أخرى ، بينما حل جميع القضايا يكمن في العودة إلى المجتمع الأخلاقي والسياسة الديموقراطية .
كما استعرض المؤتمر الوضع الكردستاني ووجد أن القضية الكردية باتت القضية الرئيسية على الصعيد الإقليمي والدولي وقد وصلت إلى نقطة تأكد فيها فشل القمع والإبادة والسبل العسكرية ، ولم يبق سوى خيار الحوار والوسائل الديموقراطية السلمية سبيلاً للحل في الأجزاء الأربعة من كردستان .

فالنضال المرير للشعب الكردي في الربع الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين قد أسفر عن نتائج مهمة على صعيد توحيد الصف الكردي ووعيه السياسي الديموقراطي ، مثلما حقق بعض النتائج في الجنوب ، إلا أن الحفاظ على كل ما تحقق ومواصلة درب النضال مرهون بوحدة الصف الكردي وقواه الطليعية في الأجزاء الأربعة .

ولهذا أكد المؤتمر على ضرورة انعقاد الكونفرانس الوطني الكردستاني الذي يضم كافة القوى السياسية من الأجزاء الأربعة من كردستان في أقرب وقت ، لكونه سبيلاً إلى وحدة الكلمة الكردية وعدم الإنزلاق إلى الألاعيب واقتتال الأخوة مرة أخرى ، واتخذ قراراً بشأن السعي إليه والمساهمة فيه .

مثلما وجد المؤتمر أن بدء الدولة التركية بالحوار مع القائد عبدالله أوجالان يشكل خطوة إيجابية صحيحة على طريق الحل ، وأن طرح مشروع الإدارة الذاتية الديموقراطية هو الحل الأنجع لشمال كردستان .

كما وجد المؤتمرون أن المكاسب التي تحققت في الجنوب هي مكاسب جاءت نتيجة للكفاح الكردي المرير وتهم جميع الشعب الكردي ، حيث يجب الحفاظ عليها وعدم السماح بتحريفها أو استغلالها لفئة معينة أو للمصالح الضيقة ، بل وضعها في خدمة الشعب الكردي في جميع الأجزاء .
ناقش المؤتمر وضع غرب كردستان وسوريا ورأى أن حزب البعث الذي استولى على السلطة منذ 1963 قد جعل من سوريا حطاماً لدولة قوموية خارجة عن العصر بممارساتها القمعية وسياساتها الهادفة إلى بناء دولة أحادية في كل شيء ، ورأى أن سياسة القمع والصهر والتجويع والتهجير التي يمارسها النظام السوري ضد الشعب الكردي لاتخدم المصلحة الوطنية السورية ، وتتنافى مع وحدة الصف الوطني والأخوة الكردية العربية التاريخية .

فالاستمرار في تطبيق البنود التي وضعها محمد طلب هلال قبل خمسة عقود من خلال المرسوم 49 و 52 و 58 والقوانين الجائرة الأخرى بشأن نزع الأراضي من الفلاحين الأكراد ، ومواصلة تعريب أسماء المناطق والقرى الكردية ، وقتل الجنود الأكراد خلال أداء الخدمة الإلزامية ، ومواصلة الاعتقالات الجائرة والعشوائية للوطنيين الأكراد وإخضاعهم للتعذيب الوحشي بهدف فرض الاستسلام والعمالة عليهم ، كلها ممارسات تنم عن مدى الحقد والعداء الذي تكنه الذهنية الشوفينية البعثية تجاه الشعب الكردي ، وتأتي نتيجة لتحالف الذهنية السلطوية المعادية للوجود الكردي في كل من سوريا وتركيا وإيران .

وأعرب المؤتمرون عن ضرورة التضامن والتآزر مع القوى الديموقراطية التي تمثل مكونات المجتمع السوري في سبيل خوض النضال الديموقراطي في مواجهة الأوليغارشية الحاكمة وفضح ممارساتها القمعية على كافة شرائح المجتمع والتصدي لهذه الممارسات بالسبل الديمقراطية دون اللجوء الى العنف ، وحث الدولة السورية على العمل بالحوار من اجل حل جميع القضايا بدلا من القمع والتجاهل ، وأكد المؤتمر على أن الإدارة الذاتية الديموقراطية  ، هو الحل الأنجع للقضية الكردية في غرب كردستان وسوريا ، وأن هذا الحل ممكن بإجراء بعض التعديلات في قانون الإدارة المحلية الموجود في القوانين السورية حالياً .


وتناول المؤتمر الوضع التنظيمي في PYD وأنشطة الحزب في مرحلة ما بين المؤتمرين الثالث والرابع ، والنواقص والأخطاء التي ارتكبت وأدت إلى عدم تمكن الحزب من تحقيق الأهداف المرسومة لتلك المرحلة ، وتوصل إلى قناعة أن ذلك نجم بشكل رئيسي عن عدم تمثل الكادر الحزبي بشكل كافي لنهج الحضارة الديموقراطية ونظام الكونفيدرالية الديموقراطية وتطبيقه على أرض الواقع ، وعدم قدرته على تطوير وسائل وممارسات السياسة الديموقراطية .

ولهذا قرر المؤتمرون إبداء الاهتمام اللازم بالتدريب على نظام الكونفيدرالية الديموقراطية للكوادر الحزبية والجماهير على حد سواء ، حتى يتم تمكن الحزب من تمثيل منظومة المجتمع الكردي في غرب كردستان سياسياً ، وترسيخ مؤسساتها وتنظيماتها على أرض الواقع .

وإعطاء الأولوية لتنظيم الجماهير في كل ساحات تواجد الأكراد في الداخل السوري وفي المهجر .

كما أجرى المؤتمر بعض التعديلات في النظام الداخلي للحزب تم بموجبها تقليص عدد أعضاء مجلس الحزب وإدارات المناطق والإدارات المحلية للحزب .


كما ناشد المؤتمرون الدولة السورية و مسؤوليها من أجل :
– الاعتراف بالهوية الكردية دستورياً ، وفتح المجال أمام التعليم باللغة الكردية ، وممارسة الشعب الكردي لحقوقه الإنسانية الأساسية الواردة في المعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها سوريا .
– إلغاء جميع المراسيم والقوانين الجائرة بحق أبناء الشعب الكردي مثل إحصاء عام 1960 ، والحزام العربي والمرسوم 49 و 52 و 58 والقرارات الأخرى المتعلقة بنزع الأرض من الفلاحين الأكراد .
– إطلاق سراح جميع المعتقلين والسجناء السياسين ، والكف عن الاعتقالات العشوائية ، والتخلي عن التعذيب ومحاسبة المسؤولين عنه ، والتحقيق الشفاف في قتل المجندين الأكراد أثناء أداء الخدمة الإلزامية .


– ترك السياسات المعادية للشعب الكردي التي تهدف إلى تفتيته اجتماعياً ، وتضييق الخناق عليه اقتصادياً ، وحظر نضاله السياسي الديموقراطي .


كما ناشد المؤتمر أبناء الشعب الكردي في كل مكان لأن يكون فك أسر القائد آبو هدفاً رئيسياً لجميع الأنشطة السياسية الديموقراطية التي تقوم بها تنظيماتهم ومؤسساتهم .
وفي نهاية المؤتمر تم انتخاب مجلس الحزب بحيث شكل الأعضاء الجدد ثلاثة أرباع المجلس ، كما تم انتخاب المهندس صالح مسلم محمد رئيساً للحزب للمرحلة القادمة ، بعد أن تولى الدكتور فؤاد عمر رئاسة الحزب لفترتين متتاليتين ، وجرى استلام وتسليم مهام الرئاسة في أجواء ديموقراطية مفعمة بالروح الرفاقية .
إننا أعضاء مجلس الحزب في PYD نهنئ شعبنا في غرب كردستان بهذه الخطوة الناجحة لحزبنا في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها قضية الشعب الكردي ، وندعوه إلى التكاتف حول طليعته PYD لدعمه ومساندته حتى يتمكن من لعب دوره الطليعي في حل القضية الكردية في غرب كردستان ، وتحقيق الآمال التي استشهد من أجل تحقيقها آلاف الشهداء .

مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي- PYD

    15 تشرين الأول 2010

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…