الأكراد في كماشة الإبادة العرقية الثقافية

يجري نقاش موت “أوزال”(رئيس الجمهورية في بداية التسعينيات) في الإعلام كثيراً ، ويقول أخوه “كوركوت” : “أنا لا أشك مطلقاً في موت أخي ، لقد قُتل بكل تأكيد” .

من قبل لم يكن يتكلم بهذا الحسم ، ولكن لأن عمره قريب من الموت فهو يتكلم بشكل مرتاح ودون خوف .

فأنا الذي شخّصت هذا الأمر أولاً ، فقد تم قتل “أوزال” في اليوم الذي كان سيلتقي بي ، وأنا أول من قال بأنه قُتل ، فتلك المرحلة كانت مرحلة مؤامرة ، ومقتل أوزال كان مؤامرة تستهدف حل القضية الكردية وتستهدفنا .
ما يعاش الآن يشبه المؤامرة التي جرت في 1925 ، فتلك كانت مؤامرة مهمة ، ويجب فهم واستيعاب هذا الأمر جيداً ، حيث جرت تصفية الأكراد في مؤامرة 1925 تلك ، واعتباراً من ذلك التاريخ بدأت محاصرة مصطفى كمال أيضاً ، حيث تم الإغلاق عليه في “جانكايا”(القصر الجمهوري) ، وتم وضعه في حالة رمزية بلا صلاحيات .

أي تم عزله بشكل يشبه هنا نوعاً ما .
 فعندما كان على فراش الموت يصله خبر بموت “إينونو” فيوصي بميراث لأولاده ، أي أنه معزول عن العالم إلى تلك الدرجة .

لقد قُتل أوزال ، كما أن موت مصطفى كمال قبيل الحرب العالمية الثانية أمر مشكوك فيه ، لأن شخصاً مثل مصطفى كمال سيكون محدِّداً في توازنات الحرب العالمية الثانية ، ولهذا لم يكن له مكان في الحرب العالمية الثانية ! تماماً مثلما أودت الولايات المتحدة بـ”أجويد”(رئيس وزراء تركيا راحل ) نحو الموت قبيل تدخلها في العراق .

كل هذا الحصار كان ينطلق من مركز لندن في تلك المرحلة .


في تلك المرحلة كان هناك خمس جنرالات ينحدرون من حرب التحرير ، ويسمون بـ”خماسي الجنرالات” وقد تمت تصفية أربعة منهم دون الخامس ، فمثلاً كان “كاظم قارابكر” قائداً فذاً ، فقاموا بتصفيته ، والجنرالات الآخرون هم “رؤوف أورباي” و “رفعت بيليه” و “علي فؤاد جيبيسوي” ، فقاموا بتصفيتهم ورفاقهم .

لقد كان ذلك حصاراً مهماً .


لقد حدثت مؤامرات مهمة جداً في مواجهتنا أيضاً ، فهناك أربعة مراحل تآمرية ، أولها المرحلة التآمرية الأولى التي بدأت بمقتل أوزال: فقد تقرَّب أوزال من القضية الكردية بشكل جريء قائلاً “سأحل هذه القضية حتماً ، بل يجب أن أحلها” ، وأبنه “أحمد أوزال” يدلي بمعلومات حاسمة في هذا الموضوع ويقول “إن والدي كان يريد حل هذا الأمر قطعاً” ، لقد حاصروا أوزال في تلك المرحلة ، ثم قاموا بتصفية كل من كان يريد الحل من بين الجيش ، لقد قتلوا في تلك المرحلة كثيراً من الضباط الذين كانوا يرون أنهم يريدون الحل ، أو يرونهم عقبة أمامهم أمثال “أشرف بيتليس”(قائد القوات البرية آنذاك) و “بختيار آيدين” ، وقاموا بتصفيتهم ، كما لدى الطالباني معلومات مهمة في هذا الموضوع ، كان يقول الطالباني “نحن وأشرف بيتليس نحمل نفس الأفكار بشأن الحل” ، لقد قال الطالباني هذا الكلام لي في عام 1993 ، كما قاموا بقتل وتصفية بعض المثقفين أمثال “أوغور مومجو”(باحث وكاتب يساري) في تلك المرحلة .


المرحلة التآمرية الثانية كانت في أعوام 97 و 98 ، حيث تقرَّب “أرباكان”(رئيس وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) من حل القضية أكثر صدقاً وقرباً ، فقد كان أرباكان أكثر صدقاً مقارنة بالرجل “كورتولموش” الموجود على رأس حزب “السعادة” ، حيث يقول “كورتولموش” مثل الآخرين “نحن مستعدون لكل أشكال الحل خارج أوجالان” ، وهذه الجملة تدل على المركز الذي يرتبط به ، وفي الحقيقة تناثروا وذهبوا ولن يعودوا إلى رشدهم مرة أخرى .

لقد كان لدى أرباكان أيضاً جانباً من النقاء والاستقامة مثلما كان أوزال .

فقد أقام علاقات معنا أيضاً ، ففي مرحلة 97ـ 98 تواصل معنا القطاع العسكري والقطاع المدني في نفس الوقت .

ولكن “الغلاديو” كان قوياً جداً ، وقد قرأت في مقالة لجريدة “الطرف” ، حيث يتساءل “من الذي قام بتقويض المرحلة ؟” ، إنه سؤال وجيه ، فقد كانت تتوفر مقومات الحل في تلك المرحلة فدخلت المؤامرة على الخط .


المرحلة التآمرية الثالثة تمت تجربتها في أعوام 2003-2004 ، حيث تم طرح نمط جديد من التآمر في تلك المرحلة على شكل تقسيم الأكراد ، وفي تلك المرحلة لم يستطيعوا تحقيق النجاح أيضاً .


والآن نحن في مواجهة المرحلة التآمرية الرابعة فبالنسبة لي اتضح موضع أردوغان ، وأصبحت قادراً على ذكر بعض الأمور بكل راحة .

فإذا كان حادث “هكاري” هو عملية كونترا قطعاً ، وليس له علاقة بالتنظيم ، فإن هذا الوضع يدل على بعض الأمور .


يمكننا وصف المراحل التآمرية السابقة لمرحلة هذه الحكومة بـ”المراحل التآمرية السوداء” ، أما المرحلة التآمرية المعاشة الآن فهي “المرحلة التآمرية الخضراء” ، والمراحل التآمرية السوداء تختلف عن المرحلة التآمرية الخضراء هذه .

ففي المراحل التآمرية السوداء تم منح صلاحيات غير محدودة لـJİTEM (استخبارات الجندارما) والكونترا والمعترفين ، تم منحهم صلاحية قتل الأشخاص في الشوارع وفي كل مكان ، فمثلاً قتلوا “موسى عنتر” في عرض الشارع ، فقد كانوا يقتلون كثيراً من أناسنا نهاراً في العديد من شوارع دياربكر وفي العديد من المدن الأخرى .

تم منحهم هذه الصلاحية من طرف الدولة بالذات ، وفي تلك المرحلة كان الغلاديو التركي مرتبطاً بأعلى مستوى ، وكانت “تانسو تشيللر”(رئيسة وزراء تركيا في منتصف التسعينيات) و”دوغان غوريش”(رئيس هيئة الأركان في منتصف التسعينيات) وهؤلاء يصدرون الأوامر ، وكانت تحدث كل هذه الجرائم بمعرفة هؤلاء ، وليس من قبيل الصدفة أن يتعزز هذا الفريق بعد مقتل أوزال مباشرة ، فقد كان الغلاديو التركي في تلك المرحلة قادراً على قتل كل من يراه عقبة أمامه بكل سهولة مثلما كان في إيطاليا ، وهاهو مقتل أوزال .

تماماً كما الغلاديو في إيطاليا يقتل من يراه عقبة أمامه ، فكما تعلمون حتى أن غلاديو إيطاليا قتل رئيس وزرائهم .

رئيس الوزراء هذا الذي قتلوه كان بصدد عقد تحالف مع الشيوعيين ، أي أنه كان أحد الذين يتحركون خارج مواصفاتهم ولهذا قتلوه .

والغلاديو في تركيا تصرف بنفس الشكل .

ولكن فيما بعد أصبح الغلاديو التركي والكونترا وأرغنكون في وضع مستقل عن الذين في الأعلى وتصرفوا كما يحلو لهم ، فعندما يقول “قارادايه”(رئيس هيئة الأركان سابقاً) نحن لسنا من ضمن هؤلاء ، كان يقصد هذا .

لقد أعدوا محاولة إغتيال لـ”كيفيريكوغلو”(رئيس هيئة أركان سابق) في قبرص ، والرصاصة لحست ساعده وأصابت ضابطاً كان خلفه ، ففي تلك المرحلة كان “جيفيك بير”(نائب رئيس هيئة الأركان) وفريقه أقوياء جداً ضمن الغلاديو ، وكانت كثير من الأمور مرتبطة بهم ، حتى أن “جيفيك بير” يمر اسمه كمسؤول عن محاولة الإغتيال هذه في ملف أرغنكون .


في المرحلة التآمرية الراهنة لن تُرتكب النمط القديم من الجرائم ، وجرائم مجهولة الفاعل ، وحادث “هكاري” كان مختلفاً بعض الشيء ، سأتطرق إلى هذا فيما بعد .

قديماً كان الغلاديو يرتكب هذه الجرائم ، فقد تم منحه كامل الصلاحيات لارتكابها ، ولكن في هذه المرحلة التآمرية الخضراء ليس هناك غلاديو وكونترا على النمط القديم ، وفي هذه المرحلة لن تكون هناك جرائم فردية وقتل الناس هنا وهناك في عرض الشوارع ، فقد بات كل شيء يتحقق ضمن علم أردوغان كمفهوم جديد وكنمط جديد ، ولن يستطيع أحد ارتكاب جريمة دون علم أردوغان ، فليس من أحد يمتلك صلاحية ارتكاب جريمة .

مسألة “هكاري” هي ثأر لمقتل إمام هناك ، بينما حادث إبادة عشرة من الكريلا هو ذو مركزية من انقرا ، فقد قدموا من أنقرا للقيام بالعملية ، أي إبادة عشرة من الكريلا وقتل شعبنا في تفجير “هكاري” كان مقابلاً لقتل ذلك الإمام ، وصدر الأمر من أنقرا .

حيث يتم إرسال فريق خاص من أنقرا ليزرع القنبلة هناك ويذهب .

هذا أمر نقي بالنسبة لي ، وقد فهمت ذلك من جملة أو جملتين مسكتها من فم أردوغان عند تصريحه بشأن حادث الإمام .


مركز هذه المؤامرة الخضراء هو واشنطن ، يتم التنفيذ بمركزية واشنطن ، وعندما يقال واشنطن ، يجب أن لا يُفهم “فتح الله غولان”(رئيس جماعة دينية صوفية) هكذا وحده كما يُظن ، حيث أن دور “فتح الله غولان” بسيط في هذا الأمر ، ويجب عدم تضخيمه كثيراً من خلال النطق باسمه ، حيث هناك مهمون آخرون كثيرون .

لقد انعكس ذلك في الأخبار أيضاً ، فقد حارب بعض الطيارين الأتراك من أجل الطالبان في أفغانستان ، فهذه العلاقات متداخلة جداً وذو أبعاد مختلفة كثيراً عما هو معروف .

يتكلم “حنيفي آفجي”(مدير أمن معتقل بسبب تأليف كتاب عن أسرار الدولة) في كتابه عن الأئمة وتنظيمهم ، ويقول بأن هناك أئمة مسؤولون في كل وحدة ، فهو يدرك هذه التنظيمات ولهذا السبب يصرِّح ببعض الأمور .

وأنا أسمي كل هذه التنظيمات الجديدة بـ”المؤامرة الخضراء ، والكونترا الخضراء ، فقد أنشأ هؤلاء تنظيمهم في كل مكان .


هذه الديبلوماسية الدولية ، وهذه الأنشطة التي تهدف إلى تصفية التنظيم تسفر عن النتيجة التالية ، أن الذين لديهم حسابات على تركيا ، أي بعض القوى والدول الخارجية ليست مستعدة بعد لحل القضية الكردية .

وحدوث حل ما كان سيفاجئها ، أي يُفهم بأنهم ليسوا مستعدون بعد لهذا الأمر ، لأن لديهم حسابات على مدى قرن ماضي على القضية الكردية ، حيث يجري الإعداد لهذه المؤامرة للأكراد منذ 1920 ، وحدوث حل كان سيعطل هذه الحسابات ، ولهذا السبب هم ليسوا مستعدين بعد لأي حل .

ومركز هذه المؤامرة الدولية هو “باريس” و “برلين” و “موسكو” وعواصم أخرى عديدة ، حيث تمارس هذه الأنشطة فيها و”واشنطن” في المقدمة طبعاً .

ويمكنهم أن يفرضوا مزيداً من الحصار ، ومن المحتمل أن يُغلقوا Roj TV ، ولكن لماذا كل هذا الدعم لـAKP(حزب العدالة والتنمية) الآن ؟ إنه للسبب التالي : منذ القديم كانت أوروبا لاتقبل بـAKP بأي شكل من الأشكال ، ولكنها تقبل به الآن ، ولقبولها تريد إجراء بعض المساومات والحصول على بعض التنازلات ، ويتم الرهان على الأكراد مقابل هذه المساومات والتنازلات .

على الأكراد أن لا يخافوا فتحالفاتهم هذه ليست أبدية ، وهذا التحالف سيندثر ، وليستمر الأكراد في أنشطتهم بنفس الشكل ، فلعبتهم الديبلوماسية هذه لن تسفر عن أية نتيجة .

فهاهي إسرائيل مزعوجة من شراكة تركيا – سوريا – إيران ، ولهذا انسحبت من تحالفها مع تركيا ، كما أن الولايات المتحدة ممتعضة من هذا الوضع .


قد يكون هناك من أراد إعداد مخططات التصفية من خلالي منذ عام 99 ، ولكنني لم أنزلق إلى هذه الألاعيب ، ولم يتمكنوا من تمرير أياً من هذه المؤامرات ومخططات التصفية ، ولم ينجحوا فيها ، فنحن لا نقف مكتوفي الأيدي هنا ، يقول البعض بأن النزاع هنا هو صراع كبير ، ولكن هذا يدل على مسكنة المثقفين الأكراد ، فهم لا يفهمون ولا يدركون نزاعنا هذا ، ولا هذه الأمور ولا يستطيعون تحليلها .
لقد كان نهج “كيفيريكوغلو” و”أجويد” أكثر استقلالية بعض الشيء مقارنة بالآخرين ، ولهذا كانت لهما جهود للتصدي لبعض الألاعيب التي تجري .

طبعاً ربما قبلوا ببعض الأمور مقابل تسليمي إلى تركيا ، ولكن لم يكونا راغبين في القيام بكل شيء .

ثم أودوا بأجويد إلى الموت فيما بعد .

في عام 2005 عندما ذهب رئيس الوزراء إلى دياربكر وقال “القضية الكردية هي قضيتي وأنا سأحلها” ، كان الغلاديو التركي سيؤدي به مثل أجويد ولكنهم تفاهموا ، وفي عهد AKP تم التخطيط لأربع انقلابات من شاكلة “باليوز”(المطرقة) ، ولكن هذا الغلاديو تفاهموا مع رئيس الوزراء على بعض الأسس ، واتخذوا قراراً بالحكم سوية ، ولكن تم اتخاذ قرار تصفية القسم الخارج عن السيطرة من أرغنكون والغلاديو التركي في لقاء أردوغان – بوش(لقاء 2007) ، ولكن بلقاء أردوغان – بوش هذا قبلت تركيا ببعض المساومات المهمة في الميدان الدولي أيضاً .

فنظراً لأن أردوغان في ذلك اللقاء كان واثقاً من قدرته على تصفية الأكراد ، تم سحب مخططات الإنقلاب من قبيل “باليوز” وتم الابتداء بمسار تصفية أرغنكون .

الآن وفي مرحلة المؤامرة الخضراء لن يتحقق كثير من الأمور خارج السيطرة ، حيث أن كونترا جديدة خضراء على الخط ، إنه نمط جديد من الكونترا ، فلو تم تنوير حادث “Dörtyol” تماماً ، فإن أبعاد علاقة أردوغان بنمط الكونترا الجديدة ستظهر أيضاً .


أريد توضيح ما يلي بشأن المرأة في مرحلة المؤامرة الرابعة ، أو المؤامرة الخضراء ؛ حيث لهذه المرحلة بعدها النسائي ، والدفاع الذاتي للمرأة يحظى بأهمية على الأغلب ، وأنا لا أتقرب بمفهوم الناموس مباشرة ، بل أتكلم عن حماية المرأة لنفسها جسدياً وروحياً وعقلياً ، وتصريح أردوغان بـ”أولدوا ثلاثة أطفال” لا يأتي من فراغ .

هاهو رئيس بلدية “ريزه”(محافظة على البحر الأسود) يقول بزواج الفتيات من الأكراد ، وهذا ليس كلاماً بسيطاً هكذا ، حيث أنه لا يتكلم هكذا من ذاته ، بل يتكلم بمعرفة طيب أردوغان ، فما لا يستطيع طيب أردوغان قوله في عهده ، يقوله رئيس البلدية هذا ، وهذه الأمور هي جزء من مؤامرة ومخطط معيَّن .

حسب علمي أن فتاة في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمرها وتنتمي إلى “آغري” تذهب إلى “ريزه” من أجل حصاد البندق ، وتتعرَّف على شاب ينتمي إلى “ريزه” هناك ، ويتم عكس ذلك في الإعلام على أنه “عشق” كبير ، كيف يكون هذا العشق ! فهل يمكن أن يكون هناك عشق لفتاة في 12 أو 13 من عمرها ؟ إنها فتاة ذهبت إلى هناك للعمل ومن أجل حصاد البندق ، وتعمل في ظروف سيئة جداً ، وهي بحاجة إلى إمكانيات مادية ، وهي مرغمة على هذا الخيار من أجل العيش في ظروف أفضل ، والأسرة تصادق على ذلك .

أما الطرف الآخر فرغم عدم وجود أية حاجة له ، ورغم وجود فتيات كثيرات أكثر تعليماً في منطقتهم يختار هذا الأمر ! ففي الحقيقة هذا ليس زواجاً أو عشقاً اعتيادياً ، بل هي عبودية ، أو تعاملاً عبودياً ، فهو سيأخذ الفتاة ويستخدمها ويدفعها إلى العمل كالعبيد ، وأنا أستخدم تعريف “المغدورة من آغري” من أجل هذه الفتاة ، أعتقد أن مثل هذه الزيجات منتشرة في آغري .


نعم هي منتشرة في “آغري” و”موش” وجزئياً في “أورفا” و”دياربكر” ، فمثلاً عندما كانوا يأخذون فتاة من أورفا إلى البحر الأسود ، وقع حادث في “مالاتيا” .

إن هذه سياسة واعية لمرحة المؤامرة الخضراء ، فهاهم يأخذون الفتيات الكرديات من المنطقة(الكردية) لتطوير العلاقات من خلال العائلات بهذا الشكل .

مثلاً تم تزويج فتاة من عائلة “Kepoğlu” في دياربكر إلى شخص من البحر الأسود ، وهناك ثلاثة عشر ألف شخص يتبعون لهذه العائلة ، فبهذا الشكل يهدفون إلى ممارسة إبادة عرقية ثقافية بهذا الشكل من خلال العائلات .

لاتظنوا بأنه تجري زيجات طبيعية بالفتيات الكرديات ، بل هي تهدف إلى الاستعباد واستخدامهن في خدمتهم تماماً .

في الحقيقة الفتيات في محيطهم أكثر تعليماً وأكثر تناسباً مع مفاهيمهم ، ولكنهم لا يختارون من محيطهم ، بل يتم اختيار الفتيات الكرديات عن وعي ! حيث أن أخذ ألف فتاة كردية بهذا الشكل إلى البحر الأسود و”قيصري” يعني إقامة العلاقات مع ألف عائلة كردية وإبعادها عن مجتمعها ووضعها تحت سيطرتهم .

في هذا الموضوع منحوا بيتاً من الجمعية السكنية في آغري للفتاة التي حصلت على المرتبة الأولى ، ولكنهم قاموا بالدعاية لذلك بشكل مخطط جداً .


كانت هناك فتاة تعرضت للاغتصاب في “ماردين” ، هذه الفتاة التي تعرَّضت للاغتصاب أولاً ، قالت فيما بعد “أنني استمر في فعل ذلك لكسب المال” ، والقاضي قرر تخفيض العقوبات نظراً لوجود الرضا ! يجب تأليف كتاب يسرد حياة تلك الفتاة ، وليس هذا فقط ، بل يجب التركيز على مواضيع مماثلة .

وهناك حوادث الاغتصاب المعلومة في “باتمان” أيضاً ، كما أن مثل هذه الأحداث مخططة ومنتشرة جداً في المدارس الداخلية في المنطقة(الكردية) ، يجب الانتباه إليها جداً ، وهناك آلاف الأمثلة المشابهة لما ذكرته ، فهناك الأحداث المعاشة في “سيرت” ، حيث يعتدون على الأطفال الصغار ثم يقتلونهم .
إذا كانت المرأة قد تعرَّضت للإبادة العرقية الثقافية في مجتمع ما ، فذلك يعني أن ذلك المجتمع منتهي وغير فالح ، وإذا كان هناك اعتداء على البنات الأطفال ، وينضم إلى ذلك مئات الأشخاص في مكان ما ، فإن ذلك المجتمع منتهي .
حسناً وماذا تفعل مؤسسات المرأة ؟ نصفها تخدم النظام ، فعلى مؤسسات المرأة تعليم وتوعية البنات ، كما عليها أن تقوم بتكوين مؤتمر ، ويجب أن تكون للمؤتمر تنفيذية دائمة مطلقاً ، حيث يجب عليهن العمل ليلاً نهاراً دون توقف .

فهناك حوادث الاغتصاب في باتمان وسيرت وماردين ، والحوادث التي تكلمت عنها ، ويجب الإهتمام بهذه الأمور ، فنحن مرغمون على تطبيق جهودنا في هذا الموضوع هنا .
كل هذه الأمور نتيجة لسياسات هذه المرحلة ، أي أن الأكراد في مخلب إبادة عرقية ثقافية كبيرة ، وأنا أقترح على أتباعنا وأقول ما يلي : مصطلح القرين الحر ، وأستخدم هذا المصطلح ، كما أوضحت هذا الموضوع في مرافعتي ، فأنا لا ألعن كل الزيجات ولا أرفضها ، ولكن يجب أن يكون الزواج صادقاً على أسس الحرية ، فإذا كان الزواج صادقاً بهذا المعنى عندها يكون قيِّماً ، وبهذا الشأن أقول للأكراد ما يلي : عليهم الاهتمام الخاص بتعليم بناتهم وحمايتهن ، فعليهم أن يلقنوا أولادهم وبناتهم تعليمهم الذاتي ، وأن يُنشئوا أماكن للتعليم لكل هذه الأمور ، وأن يدافعوا عن أولادهم .

الأكراد في كماشة مخطط لإبادة عرقية ثقافية كبيرة ، حتى أنني أسميت مرافعتي الجديدة بـ”الأكراد في كماشة إبادة عرقية ثقافية” .


في الحقيقة أنا كنت سأنسحب من قبل ، ولكنهم جاؤوا إليّ في عام 2006 وطلبوا مني المساعدة من أجل السلام ، وأنا ناديت بوقف إطلاق النار من أجل السلام ، والآن أفهم بشكل أفضل أن ما حصل في عام 2006 كان مخططاً للتصفية ، ويجب إجراء بحث عن تلك المرحلة ، واعتباراً من ذلك التاريخ أبذل الجهود هنا من أجل السلام منذ خمس سنوات .


لقد بقي خمسة عشر يوماً حتى 31 تشرين الأول ، وسأنتظر حتى نهاية هذا الشهر ، فإذا لم يأتوا بهدف الحل فإنني لن أتدخل بعد الآن حتى لو ذهب رأسي ، فأنا لن أقع في هذه اللعبة ، فإذا لم يأتوا إليَّ على أساس الحل ، فإنني لن أدلي بأي تصريح أيضاً .

أما إذا أتوا إليَّ بهدف الحل فإنا أيضاً عندها سأشرح رأيِّ ، ولكن أقول باقتضاب ما يلي : سأكرر رأيِّ الذي يتضمن “بروتوكولين” كما أوضحت سابقاً ، أولهما بروتوكول الأمن ، وثانيهما بروتوكول الحقوق الديموقراطية ، والدستور من ضمن هذا الأمر .

وكنت قد أوضحت هذين البروتوكولين في رسالتي السابقة ، وأنا لم أستلم بعد جواباً على الرسائل التي كتبتها للدولة ولـ”قنديل” .

وسننتظر حتى 31 تشرين الأول ، وأنا غير موجود بعده ، وسأنسحب من الوسط ، وسيمضي KCK بالمسار ، وKCK يتخذ قراره بنفسه .

فهاهي “الحرب متوسطة الكثافة” على العتبة ، فليقوموا بتقوية كل أشكال تموضعهم الدفاعي والدفاع الذاتي ، ولينفذوا هذا الأمر مع الشعب .


البارحة تم تمرير مذكرة السماح للعمليات لما وراء الحدود في البرلمان ، وعقدت جلسة سرية للبرلمان ، مدى سرية هذا الأمر ظاهرة في الميدان .


إن مؤسسات المجتمع المدني في دياربكر والمنطقة(الكردية) لا تملك معلومات كثيرة في موضوع سياسات الإبادة العرقية للدولة والحكومة ، ولا يعرفونها .

فعندما تطبق الدولة سياساتها للإبادة العرقية لا تفرِّق بين الأكراد ، بل تُخضِع جميعهم لها ، ولكن هم يتقربون حسب المنافع الشخصية أو حسب عدة هولدينغات ، ولكن عندما يتم الاستهداف غداً ، هم أيضاً سيتحطمون تحتها .

فإذا كانوا عاجزين عن القيام بأي شيء ، فليبقوا محايدين على الأقل ! وإذا كان لدى مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة(الكردية) أي صيغة للحل فليأتوا بها ، وإذا لم أقبل بها عندها يقولون : أوجالان لم يقبل .

أما إذا لم تكن لديهم صيغة للحل ، عندها عليهم أن لا يكونوا أداة لسياسة الإبادة العرقية الثقافية للدولة على الأقل .

فهذه ليست مسألة التصويت لهذا الحزب أو ذاك ، أو التصويت بنعم أو لا في الاستفتاء .


يجب الإلتزام بالحذر جيداً في موضوع الأئمة هذا والتقرب من الأئمة بشكل سليم ، حيث يجب أن يتوظف الأئمة الديموقراطيون في جوامع المنطقة(الكردية) ، ليتولى الأئمة الديموقراطيون المنتمون إلى الشعب هذا العمل لترتيبه .

كما يجب أن تتولى المنظمات الديموقراطية كالنقابات والأخريات في المنطقة(الكردية) المواضيع الديموقراطية الأخرى بنفس الشكل .
فلينتبه الأكراد إلى أولادهم .

وليدافع المنتمون إلى “آغري” عن بناتهم ، وأبعث بتحياتي الخاصة إلى شعبنا في “آغري” .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في دياربكر ، ووان وموش ، كذلك أبعث بتحياتي إلى شعبنا في أرمينيا .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .

     13 تشرين الأول 2010

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…