وشدّد نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني بأن (الرئيس بارزاني) وجميع قيادات البارتي متفقون على نقطة واحدة وهي ان الحزب بحاجة للتغيير الجذري والتجديد.
وحلّل (نيجرفان بارزاني) في مقابلة مع أسبوعية كولان العديد من المسائل المتعلقة بالوضع الكوردي الراهن والمنطقة.
في البداية ارحب بكم وسعيد جدأ بهذه المقابلة مع مجلة كولان وفي هذه اللحظة التي ينشغل فيها الجميع بكيفية العمل والتحضير للمؤتمرالثالث عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني, وهذا المؤتمر الذي يعقد بعد 10 سنوات, سيكون مؤتمراً مهماً للبارتي، ولذلك فإننا كلنا منهمكون في صياغة نظام وبرنامج للبارتي يتلائم مع هذا العصر.
لأن نظام وبرنامج البارتي قد تم صياغته في السابق لتحقيق عدد من الاهداف، ونحن نرى ان الكثير من هذه الاهداف قد تحققت بعد سقوط النظام، ولذلك نحتاج من اليوم فصاعداً وفي هذه المرحلة الجديدة وفي ظل التغييرات التي طرأت على الاوضاع من كافة النواحي، فإننا نرى أن البارتي يحتاج الى برنامج ونظام جديدين، ولذلك نحن منهمكون في التحضير للمؤتمر الثالث عشر للبارتي.
ولكن السؤال الذي يطرحه الناس.
بماذا ينشغل (نيجرفان بارزاني) منذ عام؟ وهل جعل هذه المدة بمثابة أخذ قسط من الراحة؟ أم كان يعمل ولم يظهر في وسائل الاعلام.
لو أجبتك بصراحة، فإنه لاشك أني أخذت قسطا من الراحة خلال الأشهر الأولى من بدء التشكيلة الوزارية السادسة لحكومة إقليم كوردستان لمهام أعمالها، ولكن ما تلى ذلك كنت منشغلا بالقليل أو الكثير بجميع المهام والأعمال داخل البارتي, ولذلك لم يكن لي ظهور في الإعلام خلال تلك الفترة، وعدم ظهوري في الإعلام لايعني أني لم أكن منشغلا بأي شيء بل على العكس كنت مشغولا جدآ، ومع ذلك قد لايكون من الضروري الظهور في الإعلام في كل مرة.
سيادتكم أشرتم الى الحكومة, ولكن في الوقت الذي كنتم أنتم رئيسا للحكومة كان هناك توجه بأنكم لاتولون إهتماما كبيرا بالجانب الحزبي بل كنتم تضعون الإهتمام بالإنماء وبناء البنى التحتية لإقليم كوردستان في المقام الأول، وهذا جعلكم تبتعدون عن الحزب بعض الشيء؟ كيف تنظرون الآن الى سياستكم تلك؟
أود ان اتحدث بهذه الطريقة حول مسألة الإهتمام بالحزب, وأسأل يا ترى كم ناضل البارتي وقدم التضحيات؟ من أجل ماذا ناضل وقدم كل تلك التضحيات؟ لاشك أنه ناضل وقدم الكثير من التضحيات من أجل نيل عدد من المكتسبات، والسؤال هو هذه المكتسبات من أجل من؟
بدون شك انها لهذه الامة، لذلك صحيح جدآ أننا عندما ترأسنا التشكيلة الوزارية الخامسة لحكومة اقليم كوردستان، وبمساعدة الأصدقاء، بذلت كل جهد من أجل لتكون التشكيلة الوزارية الخامسة لحكومة الإقليم، التشكيلة الموحدة لحكومة إقليم كوردستان، وأن نحاول بناء بنية تحتية إقتصادية قوية لإقليم كوردستان، وهذا كان هدف البارتي، ولم يتم بعيدا عن البارتي، لأن نضال البارتي كان من أجل تحقيق هذا الهدف، وأنا كعضو في قيادة البارتي، رأيت أن تطبيق سياسة البارتي تلك من الواجبات التي تقع على عاتقي وعلي السعي من أجل تحقيقها.
اذا عدنا الى الماضي وخاصة في عام 1991 الى عام 2003 كانت سياسة حكومة اقليم كوردستان بصورة عامة هي كيفية تأمن رواتب الموظفين وأن نقدم بعض الخدمات قليلة جدآ فقط لاستقرار الوضع، بعد عام 2003 بدأت مرحلة جديدة وكان علينا العمل لتحسين البنية التحتية الاقتصادية لاقليم كوردستان وهذا كان مرحلة البداية، ولأن أقليم كوردستان بات لديه ميزانية محددة لذلك كان من الضروري صياغة برنامج جدي لبناء البنى التحتية لإقليم كوردستان وكان الوضع على هذا الحال حتى التشكيلة الوزارية الخامسة لحكومة الإقليم، لكن في التشكيلة الخامسة عملنا جميعا مع وزراء الحكومة من الحزبين الديمقراطي والإتحاد الوطني الكوردستانيين من أجل ذلك الهدف، وبرنامج التشكيلة الوزارية السادسة بالقليل أو الكثير إمتداد لذلك البرنامج الذي بدأناه في التشكيلة الوزارية الخامسة، وقد تمكنا من بناء أساس متين للبنية التحتية الإقتصادية لإقليم كوردستان ومن الممكن الإستمرار فيه وتطويره في الحكومات القادمة.
في الوقت الذي كنتم رئيس حكومة اقيلم كوردستان, شهد مجال الثروة الطبيعية الكثير من التطوير حيث تم تصدير نفط الإقليم الى الخارج، تحقق هذا في وقت كان هناك خلافات كثيرة مع بغداد حول مسألة النفط، السؤال هو كيف تمكنتم من إحراز ذلك النجاح؟
في التشكيلة الوزارية الخامسة للحكومة كنا أمام مفترق طرق، فإما أن ننتظر ما سيفرض علينا من بغداد بشكل عام وما تفرضه علينا وزارة النفط في بغداد بشكل خاص، ومتى سيتم صياغة قانون النفط والغاز، أو أن نتبنى عدة قرارات في إطار الحقوق الدستورية الممنوحة لإقليم كوردستان، من أجل ذلك عدنا الى الدستور العراقي والذي تبين فيه أن إقليم كوردستان يتمتع بعدة صلاحيات دستورية وقد رأينا أن من الضروري إستغلال تلك الصلاحيات وتبني إستراتيجية والذي كان يعتمد على نقطتين أساسيتين:
الأولى: استقلال اقليم كوردستان في مجال المحروقات.
الثانية: إستغلال الحقوق والصلاحيات التي منحها الدستور العراقي لإقليم كوردستان.
وبعد تبني هذه الاستراتيجية حاولنا جديآ تنفيذها، ولكن كان هناك العديد من المعادين الذين يضعون العراقيل امامنا الى حد اتهامنا، ولذلك تنفيذها لم يكن سهلا, ومن الضروري ان اقول أنه كان لدى حكومة اقليم كوردستان إرادة قوية جدا لتنفيذ هذه الاستراتيجية، وبلا شك كنت سعيدآ بنجاحنا في تلك المسألة، مايعني نجاحنا عن طريق الإستقلالية في مجال المحروقات وتوفير الطاقة الكهربائية، ولا زالت سياسة حكومة إقليم كوردستان تمتلك تلك الإمكانيات ليساعد في تأمين الطاقة في الخارج، وخاصة تصدير الغاز الى تركيا وأوربا، وهذه السياسة مستمرة، لينضم كوردستان الى خارطة الدول التي تؤمن الطاقة في العالم.
لقد أشرتم وقلتم أن الذي نفذتموه كان سياسة البارتي وقد نفذتموه كعضو في قيادة ابارتي، لكن وكثيرا ما نسمع أن طريقة عملكم طريقة خاصة، هل بإمكانكم التحدث لـ (كولان) عن النقاط الأساسية لطريقتكم المختلفة تلك؟ والى اي مدى سيؤثر ذلك في زيادة نشاط البارتي؟
اختلاف طريقة العمل داخل أي حزب شيء طبيعي جدآ, ومن المحتمل وجود طرق مختلفة للعمل داخل البارتي نفسه، لكن المهم هنا والذي أود قوله هو أنه إذا كان هناك إختلاف في طريقة العمل فإنه مع ذلك تم تحقيق سياسة وحدوية وبإرادة واحدة في ظل قيادة الرئيس (مسعود بارزاني)، وفي هذا الاطار من الممكن وجود طرق عدة للعمل، لدرجة يتم الحديث عن وجود تكتلات داخل البارتي، لكن الهيكل الذي نشأ عليه البارتي بعيد عن ذلك، وأود هنا أن أشير الى الواقع داخل البارتي، نحن داخل حزب البارتي نعطي رأينا بكل ديمقراطية وحرية والرئيس (مسعود بارزاني) يتقبل جميع الآراء المختلفة بشكل عادي، الى حد اذا ما تم تنفيذ شيء مخالف لرأي سيادته، لأنه وضع هدفا، لكن هذا لايعني أنه لديك كتلة خاصة، كما أنه لايعني أن لديك آراء وتوجهات خارج آراء وتوجهات البارتي، ولهذا اقولها بصراحة ووضوح أن توجهاتنا جميعا هو توجهات البارتي نفسها وكلها بقيادة الرئيس (مسعود بارزاني)، وهذا كان موجودا داخل البارتي من قبل وسيستمر.
البارتي ومستقبل العمل التنظيمي داخل البارتي
اريد ان أعود مرة أخرى الى مؤتمر البارتي, لأن هذا المؤتمر مهم جدآ للبارتي اليوم، هذا المؤتمر ينعقد في وضع خاص واذا قارناها مع اوضاع المؤتمر 12 السابق للبارتي، الاوضاع الحالية مختلفة مع الأوضاع وقت ذاك، السؤال الى أي مدى أنتم مستعدون لهذا المؤتمر؟ ومافيما يتركز إهتمامكم في هذا المؤتمر؟
كما أشرت في السابق، الشيء الاول هو أننا في القيادة بدأً من سيادة (الرئيس بارزاني) وصولاً الى المكتب السياسي وجميع اعضاء القيادة، مجتمعون على نقطة واحدة وهي ان هذا الحزب يحتاج الى التغيير والتجديد، وأعيد أن قيادة البارتي برمتها متفقة في الرأي ولا وجود لتعددية الاتجاهات، وأطمأن الجميع بأن لا وجود لهكذا أمر في البارتي ولن يكون له وجود، ولكن جميعنا متفقون على ان هذه مرحلة جديدة في تأريخ شعبنا والبارتي، وأن ذلك يتطلب منا ان نحضر أنفسنا لهذه المرحلة.
وفي هذا الاطار، فإن ما نؤكد عليه أكثر هو ان مسألة التغيير في مؤتمر البارتي لا يتعلق بتغيير الاوجه، كما يفترض البعض، بل على العكس، لا تحظى تلك المسألة بأهمية تذكر لدينا، لأن أعضاء البارتي هم من يقررون خلال المؤتمر من يختارون ومن يرفضون.
ما نرمي إليه هو إحداث تغيير في برنامج ونظام البارتي، نريد في هذا المؤتمر ان نسعى حثيثاً لتفعيل دور المرأة في الحياة السياسية الكوردستانية، وسنمهّد في هذا المؤتمر الارضية أمام الشباب وتوسيع دائرة المشاركة في صنع القرار، ومن هناك نستطيع ان نتحدث اكثر عن تغيير نظام وبرنامج البارتي.
أرى من المناسب ان أشير الى ان النظام السابق للبارتي، كان نظاماً يعود الى العصر الثوري والاوضاع غير الاعتيادية السائدة في ذلك الوقت، وكان البرنامج الداخلي والبرامج كانت تصاغ على ذلك الاساس.
ولكننا تجاوزنا اليوم هذه المرحلة وتحقق جزء من أهدافنا.
نستطيع القول أننا بحاجة الى إسلوب نضال آخر، بمعنى إيلاء أهمية أكثر بالمرأة والشباب والمشاركة في كيفية صنع القرار والنهوض بالكفاح المدني، ونحن نرغب ان يشعر الجميع في البارتي من القيادة حتى أصغر كادر ان لهم دوراً رئيسياً في عملية صنع القرار، بحيث يتم صياغة هيكلية البارتي على نحو تتجلى فيها مشاركة والتعبير عن وجهات النظر لدى البارتي.
أشرتم سيادتكم الى ان نظام البارتي في السابق كان نظاماً ثورياً، ولكنكم تريدون الان تغيير نهج البارتي الى حزب ضمن مجتمع ديمقراطي، هل يتطلب هذا من البارتي ان يبتعد بعض الشيء عن المركزية وان يلجأ الى اللامركزية، هل لسيادتكم ان تعطونا تفاصيل اكثر حيال هذا الموضوع؟
ستكون هذه إحدى النقاط التي سيحاول البارتي إتخاذ قرار بشأنها خلال المؤتمر.
بلا شك، المؤتمر يصدر جميع القرارات، ولكن البارتي سيسعى خلال المؤتمر ان يتطرق بصورة منظمة لمسألة اللامركزية، وأن أحد أهدافه يتلخص في عدم تجمع كافة السلطات بيد القيادة، بل توزيع السلطات والوصول الى الاجهزة الدنيا للبارتي.
النقطة الاخرى المهمة جداً والواضحة لدينا جميعاً ان النظام السياسي في كوردستان نظام ديمقراطي والتنافس في صناديق الاقتراع، وأن صناديق الاقتراع تحتاج الى إيلاء الاهمية للمجالات التي تخدم الحياة اليومية للمواطنين، وهي الاهداف التي تحقق بعضها اليوم وإستشهد في سبيلها عدد من الابطال وضحوا بأرواحهم من أجل تحقيقها.
لذا فالاكثر اهمية لدى الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ اليوم وصاعدا هو بناء وتنفيذ أسس ومبادىء الديمقراطية في كوردستان والاهتمام أكثر بالحياة المعيشية للشعب الكوردستاني وفي كيفية تقديم خدمات أكثر الى شعب كوردستان، وإيجاد فرص العمل ، والهموم اليومية للمواطنين، بحيث تصبح هموم البارتي وأن يناضل من أجل تحقيق وحل مشاكل السكان.
إذن هل يعني هذا أن ما يراه الشعب مهماً، وما يراه البارتي مهماً، سيكافح البارتي من أجل تحقيقه؟
نعم، سنناضل كحزب لتنفيذ المسائل التي تتعلق بالحياة المعيشية للشعب.
لذا طلبنا من اعضاء ومؤيدي البارتي ان يجعلوا هذا برنامجهم وعمليهم اليومي، وأن يستمعوا الى مقترحات وشكاوي المواطنين وجعلها واجباتهم.
فتحتم في السليمانية فرعاً للمكتب السياسي، السؤال هو، هل تمتع السليمانية وحدها بهذه الخصوصية؟ أو ان هذه تمثل بداية لتأسيس القيادة الداخلية والمحلية لجميع مناطق كوردستان؟
برنامجنا يتضمن ان نتبع هذا النهج في جميع انحاء كوردستان، لذا لا يرتب هذا النهج فقط بالسليمانية.
لماذا قدّمتم السليمانية على المناطق الاخرى؟
من أجل إتباع هذا النهج، فكرنا بضرورة البدء بمكان ما، والسليمانية إحدى المناطق التي تعيّن على البارتي الاهتمام بها، لذلك بدأنا من السليمانية.
بعيداً عن العوامل الاخرى وما يتعلق بالبارتي، كيف تنظرون الى وضع البارتي في السليمانية وكرميان، هل أنتم راضون عنه أو لديكم برنامج لمعالجته؟
كانت السليمانية مركز النضال والثقافة والثورة، ولعبت دوراً رئيسياً في ثورتي أيلول وكولان، لذا، إذا نظرنا اليها في ضوء نتائج الانتخابات، فإن ذلك لا يتطابق مع تأريخ وتضحيات البارتي في السليمانية، وهذا يعني انه ثمة نواقص، وما لم نعالج النواقص الموجودة لدينا، لا نستطيع حلها، وهذا يعني ان هذه المنطقة بحاجة الى نهج جديد للعمل.
نعم لدينا برنامج، ولكن نريد أولا ًان نعرف المشاكل.
الموالون للبارتي مكسورة خواطرهم الى حد ما، والعمل على التصالح معهم، وأن نسعى الى تنفيذ ما يحتاجه أسر الشهداء، وبعد هذا، سنولي الاهمية للإعلام والشباب والمثقفين.
ثمة إحتمال ضمن سياسة البارتي المستقبلية، ان تكون مسألة الفيدرالية أحد المسائل المهمة التي تحتاج الى مناقشتها خلال المؤتمر، كيف سيكون موقف البارتي بخصوص هذه المسألة؟
هدفنا بشكل عام هو تثبيت الفيدرالية في العراق، واليوم نكافح من أجل ذلك الهدف، وأن الفيدرالية لعراق اليوم هي مسألة دستورية، بمعنى ان تلك المسألة لا ترتبط بمزاج أناس يريدون رسم خريطة العراق السياسية بصورة أخرى.
لذلك، يتعيّن علينا ان نسعى في المرحلة الراهنة، بمعنى خلال السنوات الاربع القادمة، الى تحقيق الفيدرالية التي إتفق عليها جميعنا والدستور الذي صوّت عليه (80%) من العراقيين وصادق على هذه الفيدرالية، الى تنفيذ الدستور، وان يضع ذلك ضمن أهدافه، وأرى شخصياً ان تنفيذ هذا الدستور في العراق لن يكون بالأمر الصعب.
إذا كان هذا، كما يقال، الخطة (A)، ألا يتحتم على البارتي الذي وضع على عاتقه كحزب مصير شعب، أن يضع في اعتباره احتمال عدم تنفيذ هذه الفيدرالية، وأن يكون لديه خطة أخرى، خطة (B) على سبيل المثال؟
هدفنا في هذه المرحلة تثبيت الفيدرالية وتنفيذ الدستور العراقي، أرى ان من المبكر جداً ان نبحث عن بدائل أو حلول اخرى.
ماذا بشأن إعادة المناطق المستقطعة، وهي المسألة التي تحظى بأهمية بالغة ايضاً، كيف ترون موقف المؤتمر حيال هذه المسألة المهمة؟
قبل كل شيء، إذا نظرنا الى المادة 140 كما هي، فهي مادة دستورية وأن إقليم كوردستان يصر على ضرورة تنفيذ هذه المادة، ولكن المشكلة تكمن كيف نحاول صياغة خريطة طريق لتنفيذ هذه المادة الدستورية، أرى ان بغداد كانت مقصّرة جداً في هذا الاطار، لذا، لابد أصلاً من تغيير أسلوب تنفيذ المادة 140 وأن نرسم خريطة جديدة لتنفيذها.
بمعنى، إذا شدّدنا وأصرينا على وجود قانون توزيع عائدات النفط بمساعدة بغداد، فإن قانون توزيع عائدات النفط، يمهد الارضية امام حل الكثير من المشاكل من قبيل كركوك والمناطق المستقطعة الاخرى، وإذا كان لدينا هذا القانون، فإنه سيساعد في حل مشكلة كركوك، لأن لدى الكثير من العرب والسكان الاخرين وجهات نظر خاطئة، إذ يرون ان إصرارنا على كركوك والمناطق المستقطعة الاخرى يرتبط بمسألة النفط، ولكن المسألة ليست كذلك، المسألة اكبر بكثير من النفط، إذا حلت مسألة النفط، فإن المسألة ستتغيّر الى أخرى من قبيل هل يعود هذا لمنزل لي أو لك، أقصد هنا ان المسألة لن تكون بهذه الخطورة بحيث يتم اتهام الكورد بأن لديه أجندة سرية وراء إعادة هذه المناطق المستقطعة الى إقليم كوردستان.
مما يؤسف له، لم نر قيام بغداد بهذه الخطوة من أجل حل هذه المشكلة، لذا أقولها صراحة سنسعى حالياً وبعد المؤتمر لتنفيذ المادة 140، وأن أحد نقاط الكتل الكوردستانية هي هذه المسألة حالياً، وتجري بشأنها محادثات مع جميع الاطراف.
المعارضة والحياة السياسية في كوردستان
وجود المعارضة يعد ظاهرة أخرى للحياة السياسية في كوردستان، كيف تنظرون الى ظاهرة المعارضة في كوردستان؟
كانت المعارضة موجودة في السابق، ليست بالشيء الجديدة، وكانت موجودة في البرلمان كحزب سياسي، هذا من ناحية، من ناحية ثانية، أرى ان وجود المعارضة هي ظاهرة صحية للغاية في الدول الديمقراطية، نظراً لوجود السلطة والمعارضة، وان السلطة والمعارضة يكملان البعض ولا يعاديان بعضهما البعض.
إذا كانت السلطة تفترض ان كل ما تفعله منتظم لا يخلو من اي نقص، فهذه وجهة نظر خاطئة.
وإذا كانت المعارضة ترى ان كل ما تفعله السلطة خطأ ولا تعمل اي شي جيد، فهذه ايضاً وجهة نظر خاطئة، لأن المعارضة والسلطة تكملان بعضهما البعض، وإذا تم تثبيت هذا الاسلوب في كوردستان وإستمر، أرى ان هذا يرّسخ الاسس الديمقراطية في كوردستان، نستطيع ان نعمل اكثر كي يتسنى للطرفين (المعارضة والسلطة) ان يتصرفا على نحو مسؤول.
كيف يعتزم البارتي التعامل مع المعارضة مستقبلاً؟
يسعى البارتي لإقامة علاقة طبيعية وإعتيادية مع جميع الاطراف، سواء كانت في المعارضة أو تلك المشاركة في الحكومة، ويتعامل البارتي مع جميع الاطراف السياسية الموجودة في كوردستان، ستكون هذه سياسة البارتي، ولهذا الغرض، ينخرط البارتي في صياغة سياسية جيدة مع كافة الاطراف السياسية الكوردستانية.
جانب آخر وهو خاص بالوضع السياسي الحالي لكوردستان، وهي مسألة الإتفاقية الإستراتيجية بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستان، إلى أي حد ترى ضرورة في وجود هذه الإتفاقية في المرحلة الحالية؟
سأسأل سؤالاً، ياترى كم خدمت هذه الإتفاقية قضية شعبنا السياسية؟ فمن هذا المنطلق أقيم هذه الإتفاقية السياسية، فقد ينظر الآخرون إليها من بشكل آخر، لكني أعتقد بأن الإتفاقية الإستراتيجية بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني وقعت في مرحلة مهمة جداً بالنسبة لشعبنا، فنحن الآن في المرحلة الإنتقالية، ولايجوز أن تصبح المشاكل بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني أو المشاكل الداخلية بين الأطراف السياسية عوامل لفقدان المكتسبات الكبيرة التي حصل عليها شعبنا، فالوضع الحالي لكوردستان لايزال هشاً ولم يتماسك جيداً، والإتفاقية الإستراتيجية بيننا وبين الإتحاد الوطني ضمانة لتثبيت هذا الواقع، لذلك بقيت متطلبات الإتفاقية الإستراتيجية بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني في العراق وكوردستان كما هي،
يجب أن النظر إلى الإتفاقية الإستراتيجية بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني كحاجة ويجب الإستمرار فيها، وكحزب أريد أن أقول لكم بأن رأي قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبشكل موحد مستمرون في التحالف الإستراتيجي مع الإتحاد الوطني الكوردستاني، ويجب السعي لتعميق هذه الإتفاقية الإستراتيجية بين صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني.
نريد أن نعرف كيف تنظر إلى الكابينة السادسة لحكومة إقليم كوردستان؟
بالنسبة إلى الكابينة السادسة، أريد أن أقول بأننا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني نجد بأنه من واجبنا تقديم الدعم الكامل لهذه الحكومة لكي تنجح في مهامها، فسياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني هي مساعدة ودعم حكومة إقليم كوردستان لكي تنجح،
ففي هذه المسألة أريد أن أقول أيضاً بأنه لم يتغير شيء حتى الآن في دعمنا للسيد (الدكتور برهم صالح) كرئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان، فنحن نعتقد بأن البرنامج الذي وضعته حكومة إقليم كوردستان وتعمل عليه، برنامج يستحق منا جميعا الدعم والتعاون لإنجاحه، فنجاح حكومة إقليم كوردستان، نجاح (برهم صالح)، هو نجاح للحزب الديمقراطي الكوردستاني، نجاح لنا جميعاً، فلا يوجد في برنامجنا أي شيء لإفشال هذه الحكومة، ولايوجد أي شيء من هذا القبيل مطلقاً، بل بالعكس كنا المتعاونين والداعمين الأساسيين لإنجاح هذه الحكومة، لأننا نعتبرها حكومة كامل كوردستان.
منظمات المجتمع المدني والإعلام الحر في كوردستان
كيف ترى أفق الديمقراطية في كوردستان؟
الديمقراطية ليست كهدية تهديها للناس، وتقول تفضل هذه الديمقراطية هدية لك، لم تنشأ الديمقراطية في أي بلد بين ليلة وضحاها، فالديمقراطية هي ممارسة الحياة اليومية في أي مجتمع، يجب أن يتوفر في المجتمع نوع من الإستعداد ليخطو نحو الديمقراطية، فإن سؤلنا الآن هل توجد نواقص في الديمقراطية حالياً في كوردستان؟ سنجاوب نعم هناك نواقص فيها، وننظر إلى تلك النواقص بكل بساطة، وإن قارن أحدهم بين الديمقراطية لدينا وبين ديمقراطية الغرب، فأنا أعتقد بأن ذلك خطأ كبير، لوجود إختلاف بين المجتمع الكوردي والمجتمع الغربي،
والسؤال هو ماهي المدة التي إستغرقتها المجتمعات الغربية للوصول إلى هذه المرحلة؟ بالتأكيد وصلوا إلى هذه المرحلة بعد مئات السنين، ثم كانت لهم دولهم، وحكوماتهم، ولهم تجربتهم في إدارة الدول، ولكن مانراه الآن في كوردستان هي بداية جديدة جداً لإنشاء الديمقراطية، وترسيخ الديمقراطية في هذا البلد يحتاج إلى فترة طويلة، ولكن المهم هو أن جميع مكونات كوردستان من أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني، مصرون على ضرورة السعي جميعاً لترسيخ وتعميق الديمقراطية في البلاد.
بالنسبة للإعلام في كوردستان، هناك إعتقاد بالإستفادة السيئة لقانون الصحافة، ويجب تعديل قانون الصحافة بشكل يرتب الوضع الإعلامي في كوردستان، والإعتقاد الآخر يرى أن تعديل هذا القانون هو ندم لحرية الصحافة، ما رأي سيادتك بالإعتقادين؟
قبل كل شيء هناك حرية للصحافة في كوردستان، وهذا لايعني أن بعضهم أحرار والبعض الآخر ليسوا أحراراً، فأنا أؤمن بوجود حرية للإعلام في كوردستان، والإشكالية في المسؤولية والسلوك، وبهذا الصدد أستطيع القول بأن الإعلام في كوردستان يمر في وضع غير طبيعي، وهذا يتطلب أمرين،
الأول: يجب تدريب صحفيينا بشكل أكثر، والثاني: يجب التصرف بشكل مسؤول، أي من واجب كافة الإعلاميين الأخذ بعين الإعتبار وبشكل دقيق الوضع الحالي لكوردستان وإعتبار حماية تلك المكتسبات التي حصلنا عليها واجباً وطنياً وديمقراطياً، والإنتباه إلى أن تقدمنا ومصيرنا جميعاً مرتبط بهذين الواجبين وخصوصيات كوردستان.
ومن دون شك هناك تهجم من كافة الأطراف علينا، وأعتقد أنه بحوار هادئ بين الصحفيين والسلطة يمكن معالجة الأمر، حيث لايتم الإعتداء بأي شكل من الأشكال على حرية الصحافة في كوردستان وتحمي التوازن بين الواجبات في نفس الوقت، ولتوضيح ذلك لكل الأطراف ليس من نية الحزب الديمقراطي الكوردستاني التراجع عن حرية الصحافة،
وقع السيد (مسعود بارزاني) على قانون الصحافة في إقليم كوردستان من منطلق إيمانه بحرية الصحافة، إذا المشكلة ليس فيما كنا نقبل بمبدأ حرية الصحافة أم نرفضه، فهذه المسألة منتهية والرئيس بارزاني وقع عليها ويؤمن بها بشكل كامل، ولكن وضع الإعلام حالياً يحتاج إلى التنظيم، ويتحقق ذلك بالحوار والتفاهم والأخذ بالمبادئ القانونية والحريات.
إقليم كوردستان والعراق والدول الإقليمية
سمعنا تصريح سيادتكم، وتعبيركم عن سروركم بترشيح (نوري المالكي) من قبل التحالف الوطني، وذلك يعتبر خطوة للإسراع وإزالة المعوقات أمام تشكيل الحكومة العراقية القادمة، كيف سيشارك الكورد في العملية السياسية، وماهو رأي سيادتك في هذا المجال؟
لإقليم كوردستان وفد تفاوضي مكون من كافة الكتل الكوردستانية، مخولون بالتفاوض من الأطراف السياسية العراقية في بغداد، مشكلتنا مع بغداد ليست مشكلة كتلة سياسية، بل مشكلة شعب ومطالبه، وقد طرح وفد التفاوض الكوردستاني كافة مطالبه على جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية في بغداد، لذلك أؤكد مرة أخرى بأننا سنتحالف مع الطرف الذي يكون رده على مطالب الكورد أفضل من الاطراف الأخرى.
إذا يعني ذلك بأنه لايهم أياً ان ذلك الشخص أو الطرف؟
نعم، لدينا برنامج وبحسب ذلك البرنامج والمطالب دخلنا في مفاوضات مع جميع الأطراف العراقية، وأي طرف سياسي في العراق يبدي إستعداداً أكثر لتنفيذ مطالب إقليم كوردستان، سنتحالف مع ذلك الطرف،
وفي النهاية يتعلق القرار في هذه المسألة بالوفد المخول للتفاوض، وهو وفد الكتل الكوردستانية المنشغل بالتفاوض مع جميع الأطراف في بغداد بشكل جدي حالياً لحل جميع هذه المسائل.
يقولون بأن الدكتور (مالكي) أبدى إستعداداً جيداً للتصديق على النقاط الـ19 والتفاوض على جميع المطالب وخاصة بعض تلك المطالب، هل يعني ذلك بأننا قريبون أكثر من (نوري المالكي) مقارنة مع معظم الأطراف الأخرى؟
مايبعث على السرور أن جميع الأطراف السياسية منشغلون بشكل جدي بالتفاوض، ويعني ذلك أن المناقشات تجري على التفاصيل، وليست المسألة أن يبدي طرف موافقة شفهية على النقاط الـ19 للكتل الكوردستانية.
فالمسألة الآن هو التوصل إلى إتفاق، وذلك يتطلب مناقشات كثيرة، لذلك فالمبعث على السرور أن جميع الأطراف منشغلة بشكل جدي بالتفاوض مع الوفد الكوردستاني، أي على جميع التفاصيل ومناقشة النقاط نقطة بنقطة.
ويبقى في المسألة من الأقرب إلينا، لنقل أن السيد رئيس الوزراء (نوري المالكي) وكتلته أعلنوا موافقتهم بشكل مبدئي، ولكن ذلك يتطلب تحليلاً وتدقيقاً وحواراً أكثر، أقول دائماً أن أجمل شيء هو (الحوار) ومسألتنا هو الحوار مع بغداد، والذي يتطلب وثائق وكيفية التفاصيل، حيث تحتاج تلك التفاصيل عملا وتعباً كثيراً جداً، وأنا لا أعتقد بأنهم سيقولون بكل بساطة بأننا سنتوصل إلى نتيجة.
ألا تعتقد أنه بعد تقرب (المالكي)، ستأتي الأطراف الأخرى مرة أخرى إلى إقليم كوردستان والبدء بمناقشة الـ19؟
كافة الأطراف الأخرى طلبت التفاوض، ونتوقع زيارة قريبة من أطراف العراقية بكافة مكوناتها إلى إقليم كوردستان للحوار مع السيد (الرئيس بارزاني).
محور آخر خاص بالعلاقات الإقليمية لإقليم كوردستان وخاصة مع تركيا وإيران، حيث تم القدرة على إقامة علاقات جيدة جداً مع الجيران، في أي مستوى تكمن هذه العلاقات؟
كانت سياسة العلاقات الجيدة مع جيراننا، من الأعمال الرئيسية جداً للكابينة الخامسة لحكومة إقليم كوردستان، وكان يتم التأكيد عليها دائماً من قبل الرئيس (مسعود بارزاني)، يجب أن تكون علاقات الإقليم على أساس الإحترام والمصالح المشتركة في أفضل حالاتها، وتلك السياسة مستمرة حتى الآن.
فإن نظرنا إلى الماضي، لم يكن في تصور أي أحد أن تصل العلاقات بين إقليم كوردستان وتركيا إلى المستوى الحالي، حيث تمكن من تجاوز الوضع المعقد للسنوات السابقة، لتصل إلى قيام تركيا بدعوة السيد (رئيس الإقليم) بشكل رسمي، وهذا تغيير كبير.
كيف تحققت هذه التغييرات؟
في الوقت الذي كانت العلاقة بين إقليم كوردستان وتركيا في تصادم وتعقيد، صاغت حكومة إقليم كوردستان بتوجيهات وإرشادات (الرئيس بارزاني) برنامجاً لإحتواء تلك التعقيدات، إن لم يحدث ذلك لما تحسن الوضع بهذا الشكل، هل تعرف ماهي المشكلة التي كانت بيننا وبين تركيا؟
كانت المشكلة عدم قدرة تركيا على هضم إسم إقليم كوردستان، كانوا يتحججون بعلم إقليم كوردستان، بدأت في ذلك الحين مناقشات هادئة بعيداً عن عدسة الكاميرا، وأكدنا على النقاط المشتركة وليس على النقاط المختلفة، وأعتقد بأنه من ذلك الحين بدأ تقدم كبير في العلاقات بيننا وبين تركيا، فبالنسبة لنا تركيا مهمة من كافة النواحي، وبوابة إقليم كوردستان نحو الغرب، ولها أهمية خاصة من الناحية السياسية والإقتصادية.
والإستراتيجية التي تم وضعها، طرأت عليها تغيرات كبيرة، وكان لي الشرف بالمشاركة في تهدئة الوضع بين إقليم كوردستان وتركيا، والنتيجة تفاهم مشترك بين الجانبين.
هل تعتقد بأن تحسن العلاقات بين الإقليم وتركيا كان له تأثير على سياسة الإنفتاح التركي على الكورد، وما دوركم في هذا المجال؟
النقطة الأولى: أريد أن أقول أن مشكلة الكورد هي مشكلة سياسية، وله علاقة بالشعب الكوردي.
النقطة الثانية: نعتقد بأنه يجب أن تحل المشكلة الكوردية في إطار خصوصيات الدول التي يتواجد فيها الكورد.
النقطة الثالثة: للحل السلمي للمشكلة الكوردية في تركيا، كما أكد عليها السيد (الرئيس بارزاني) نحن مستعدون للعب دور إيجابي للحل السلمي، إذا إعتبر الجانبان دورنا ضرورياً يصبح عاملاً مساعداً لحل المشكلة وبهذه المناسبة أنا أيضاً أؤكد على هذا المبدأ.
ألا تعتقد أن الأرضية الضرورية للطرفين التركي والكوردي هي تغيير رآيهم نحو الحل السلمي، لأن لدى الطرفين نوع من التوجه نحو العنف، وأعلنت هذه المرة سرورك بوقف إطلاق النار من جانب حزب العمال الكوردستاني، ماذا تقول في هذا المجال؟
يجب علينا أحيانا أن ننظر بواقعية إلى الأشياء، فهذه المسألة عالقة منذ سبعين إلى ثمانين سنة، ولايمكن لتركيا إنكار وجود شعب كبير كالشعب الكوردي ووجوده في تركيا، فقد ولى ذلك الزمن، ولايمكن للطرف الآخر الإصرار على تحقيق أهدافه بالنضال المسلح، يجب على الطرفين التوصل إلى نقطة أنه لايمكن للكورد تحقيق أهدافهم بالنضال المسلح، ولايمكن للأتراك حل المشكلة بإنكار الوجود الكوردي كشعب كبير.
نحن نسعى لتقريب هذين الفكرين، لاتحل مشكلة (بي كه كه) بالطرق العسكرية، فتجربة السنوات السابقة لتركيا تثبت أنه لو كان بالإمكان حل المشكلة بالطرق العسكرية، كان يجب أن تكون المشكلة قد حلت في فترة الثلاثين سنة المنقضية، فقد أثبتت التجربة أنه لايمكن حل المسألة الكوردية في تركيا بالطرق العسكرية، ويجب على (بي كه كه) التوصل إلى قناعة أنه لايمكن الوصول إلى الأهداف التي تناضل من أجلها بقتل أربعة جنود أتراك، إذا يجب بالنتيجة فتح باب الحوار والمناقشة، فإن كان الجانب التركي يعتقد أنه يستطيع حل المشكلة بإهمال حزب العمال الكوردستاني فهو خاطئ، فبإبعاد حزب العمال الكوردستاني عن العملية السياسية في تركيا لن تحل مشكلة الكورد وتركيا و(بي كه كه) ويجب أن يكون لـ(بي كه كه) دور في ذلك وتفكر بسياسة أن يقبل كمخاطب، يجب علينا أن نفكر بواقعية، فهذه أقصر الطرق للحل ويجب التفكير بشكل جدي ومعمق في داخل تركيا، وأن تتصرف (بي كه كه) بعقلانية.
لقد إنزعجنا من قبل لإستئناف (بي كه كه) إطلاق النار، وقد سرنا إعلانها وقف إطلاق النار لاحقا، ونتمنى أن يصبح وقف إطلاق النار المؤقت هذا دائما.
من منظوركم الشخصي، ماهي إستعدادات رئيس الوزراء التركي (رجب طيب أردوغان) في هذا المجال؟
يجب علينا النظر الى الإنجازات التي حققها رئيس الوزراء التركي، ولا تتحدث عن أن رئيس الوزراء جيد أم لا، وأنظر الى إنجازات (بي كه كه) خلال هذه الفترة، هل سياسة الإنفتاح والأبواب المفتوحة أمام الكورد هل كانت موجوده قبل مجيء أردوغان الى الحكم، ونسأل أنفسنا سؤلا، هل كان هناك شخص يفكر يوما ما بأن يأتي حزب الى السلطة في تركيا ويسعى الى تغيير مواد في الدستور التركي من أجل الإنفتاح ويغييرها عمليا، هذا كان شيئا جد كبير بالنسبة للأتراك، وهل هذه التطورات قليلة بالنسبة للقضية الكوردية والديمقراطية؟
بتصوري أن هذه التطورات والإنجازات كبيرة، ونحن نرى أنها بداية تغييرات كبيرة، ونتمنى أن لاتنحصر هذه الإنجازات التي تحققت على يد رئيس الوزراء اتركي عند هذا الحد، ولتكن هذه الخطوة الأولى، برأينا ووفق المحادثات التي أجريناها مع رئيس الوزراء التركي، أن هذه هي الخطوة الأولى وبالتأكيد ستكون هناك خطوات جدية أكثر بعد الإنتخابات ونحن واثقون من ذلك.
الأسئلة العامة
الشهيد الخالد (إدريس البارزاني) الى أي مدى كان له تأثير على شخصكم؟