صلاح بدر الدين عبر عن رأيه ولم يصدر فتوة

 مهند ناسو السنجاري
Mns_m7@yahoo.com

لكل إنسان الحق في التعبير عن رأيه دون المساس بخصوصية الأخر وله الحق في طرح أفكاره بعيدا عن الفرض والتزمد ، ويكون بهذا قد خلق مناخا مناسبا للنقاش عبر النقد البناء بعيدا عن التجريح والتشهير والبحث عن السبل للوصول إلى نواة الموضوع وتقريب وجهات النظر بديمقراطية وشفافية تنعكس إيجاباً على الصالح العام .
ففي الآونة الأخيرة وعلى ضوء مقال للكاتب الأستاذ صلاح بدر الدين حول (الغزوة الايزدية السياسية) الذي كان له الأثر السلبي البالغ عند بعض الإخوة من الكتاب الايزديين وفي وسط الشريحة المثقفة والغير مثقفة ،مما دفع الكثير منهم للرد على المقال كل حسب طريقته وأسلوبه في التعبير الذي يعكس بُعد أو قرب نظره لما حوله

كما لاحظنا أن المقال قد أتى فرصة لحديثي الكتابة (الناشئين) ليجربوا أقلامهم ومدى ثقافتهم عبر الرد والتعليق العشوائي مستغلين بذلك حرية التعبير تحت أسماء مستعارة ،وهذا ما دفع الكاتب صلاح بدر الدين للرد عليهم بأسلوب أدبي محنك يندر وسط كتابنا الكرام وهذا ما أثار حفيظة جبهة أخرى من الكتاب الايزديين ليشنوا هجوم لاذع بعيد عن لغة الحوار وما ترقى له الأقلام،وهكذا اخذ المقال وما تبعه من ردود وتعليقات منحى أخر عن فحواه وما يرمي إليه وقولبته من قبل البعض في إطار طائفي عنصري والذي لايمكن أن يمت بصلة قط بقلم المثقف الايزيدي .
أما حول مقال غزوة الايزدية السياسية وعلى خلفية تزايد الاهتمام والمبالغة في الرد ..فأقول ربما أنا لم افهم المقال بشكل جيد أو أني قد قرأته بشكل سريع! أو لربما قرأه البعض بالمقلوب أو فهموه على طريقتهم الخاصة وكما يريدون ،وبما أني حر في التعبير عن رأيي الشخصي حول المقال فأجيز لكم بان مقال صلاح بدر الدين كان ناقصا واكتمل بالردود والتعليقات العشوائية لبعض كتابنا من الايزديين أو المحسوبين عليهم ،وهنا لابد لي من السؤال لبعض للإخوة من معارضي المقال : أليس الغزو العشوائي والكاسح في الرد هو دليل على جزء من ما جاء في المقال وتجسيد للعنصرة والتحيز ؟؟ كما لابد لي من طرح سؤال أخر آلا وهو: هل بالفعل ان السيد هوشنك و السيد آري في حاجة لمن يدافع عنهم ويرد على من شهر بهم ان حدث ذلك؟
فكما رأيت المقال من منظوري فان الأستاذ صلاح بدر الدين قد وضع النقاط على الحروف ولم يخرج عن المصلحة العامة لمسيرة الديمقراطية في كوردستان التي نحن جزء من مكونها جغرافيا وتاريخيا وقوميا ايضاً عند البعض منا ، كما ان المقال لم يتناول في سطوره الايزدية فقط بل جميع مكونات المجتمع الكوردستاني ،فالحق أقول لكم بان مقال (الغزوة الايزدية السياسية) قد رفعت الغشاوة عن أعيينا تمهيدا للنظر في الأفق وليس أمام أقدامنا بل هي بمثابة شعلة ستولد ثورة داخلية على النفس لدى المواطن الايزيدي المتفهم للحقائق والتواق للعيش في بلد تسوده الحرية و روح المحبة والتآخي في ضل المساواة والعدالة والسلام .
فلماذا لا نأخذ الجانب الايجابي من المقال ولا أقول نتغلغل بل ندخل في صلب المجتمع الكوردستاني بأصالتنا وتاريخنا وتقاليدنا متسلحين بخصائل الوفاء وحب السلام وصون العهد وغيرها من الخصال الجميلة التي يتمتع بها الايزيدي إضافة إلى الجينات الثورية التي مازلنا نحتفظ بها منذ بدء الخليقة، وهكذا فقط نظهر تميزنا بالمواطنة وليس بسلم السياسة او الدين ،وضرورة التحرر والانعتاق من القوقعة الحلزونية الضيقة التي تجمعنا بالدين والسياسة ،فالحقيقة قد فشلنا في فصل الدين عن السياسة كون ان البعد يكمن ضمن القوقعة الحلزونية- بعيد من حيث المسافة وقريب جدا من حيث الإطار- فأتمنى أن لايذهب بكم الضن بعيدا وتتصورن للحظة باني أدافع عن هذا او اقلل من شأن أخر ،بل أود العمل وفق الحكمة القائلة (إن أدرت ظهرك للشمس فلن ترى سوى ضلك *) وان اشد ما دفعني لكتابة هذه السطور هو تطرف بعض الأقلام عن صفحاتها البيضاء والتمرد على قيم النقد ولغة الحوار التي تجلت من خلال بعض التعليقات المرافقة لمقالات وردود الكاتبين صلاح الدين وهوشنك بروكا في موقع الحوار(بحزاني) ومن هذا المنبر أتوجه بالسؤال مرة أخرى لجميع الإخوة الذين شاركوا في التعليقات والمقالات : ماذا لو كان من كتب عنا ليس صلاح بدر الدين بل وفاء سلطان أو نوال السعداوي أو سلمان رشدي أو القس تيري أو القمص زكريا…والخ ؟ فهل كنتم ستحرقون الموقع أم تذبحون الكاتب؟؟ فبغض النظر عما يهدف إليه صلاح بدر الدين في مقاله ، ففي النهاية هو يعبر عن رأيه ولم يكفر آو يصدر فتوه أو يدعو لهدم قبابنا كما انه لم يقلل من شأن الديانة الايزيدية ..

كما يجب ان نضع في الحسبان بان هناك من يتطلع وعلى دراية بخلافتنا وانشقاقاتنا خصوصا حول الانتماء القومي إضافة الى تشتت رجال الدين وسط المعترك السياسي الذي شهده العراق منذ سقوط النظام وتخلي البعض منهم عن واجباته الدينية والانخراط في العمل السياسي فيجب علينا العمل بتقبل النقد والنقد الذاتي وإعادة هيكلة تنظيمنا والعمل وفق مبدأ كل حسب اختصاصه وواجباته ومراجعة الذات بعيدا عن المصالح الشخصية والاستفادة من أخطاء الماضي لصقلها وبلورتها بشكل ايجابي لصالح المجتمع الايزيدي ،وختاما أتوجه الى موقع بحزاني الحر بالشكر الجزيل على ما قدمه ويقدمه وسيقدمه من خدمات لصالح أبناء الديانة الايزدية ونقل الكلمة الحرة ، كما أرجو أن يؤخذ بنظر الاعتبار ان للديمقراطية مساوئ من حيث الكتابة والتعليق تحت أسماء مستعارة وذلك لقطع الطريق أمام من تسول له نفسه على التحريض والترويج للطائفية وتهميش الأخر وخلق الفتنة بين مكونات المجتمع العراقي والكوردستاني عامة والايزيدي خاصة وعدم السماح بنشر سموم أقلامهم وسط الصفحات البيضاء

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…