مرة أخرى حول غزوة – الأزيدية السياسية –

صلاح بدرالدين

– 1 –
 موضوع بحثنا يشمل علاقة الدين بالسياسة والقومية والسلطة وهو قديم ظهر في القرون الوسطى باوروبا وكان سببا في اندلاع ثورات وحدوث مجازر ومواجهات ومازال قائما في الشرق عندما تجلى في المرحلة العثمانية وحينا تحت غطاء المسألة الشرقية والمسألة اليهودية وحركات الاخوان المسلمين انتهاء بالقاعدة وطالبان لذلك من العبث – شخصنة – الموضوع وتحويله الى مادة للتقريع والشتيمة فرغم أن السيد هوشنك بروكا وآخرون شنوا التهجم الشخصي علي أكثر ما تناولوا الموضوع الأساسي وهذا دليل العجز والهروب الى الأمام الاأنني أنأى بنفسي عن الاساءة لأي كان بل وأحترم كل انسان مهما خالفني الرأي
ولاأرى أن وظيفتي هي فحص – جينات –الناس بل علي أن أتناول النصوص وليس النفوس متفهما في الوقت ذاته موروث الضياع الهوياتي التاريخي – للكرد عموما وليس لفئة معينة وتجاذب بين استقطابي الدين والقومية في مجتمع كردستان و مرحلة التشكل والنضوج دينيا وقوميا التي نعيشها جميعا هذا من جهة ومن الجهة الأخرى فان الزي الشعاراتي العلمانوي لن يغطي عورات حاملي لواء – الأزيدية السياسية – فموجة انحياز بعض اليساروجله من – اللادينيين – او – الملحدين – ( وهذه هي المفارقة ) لدى العرب والترك والفرس نحو الاسلام السياسي والطائفيتين السياسيتين الشيعية والسنية باتت بضاعة رائجة – أو نحو المسيحية السياسية وفي اسرائيل صوب اليهودية السياسية والموجة تتلاطم في ساحة الشرق الأوسط وعلينا عدم تجاهل ( العقد الموروثة ) – في مجتمعنا المحكوم من الآخر منذ قرون عقدة الخوف والحذر من الآخر وكان لها مبرراتها في العقود الماضية خلال أسلمة شعب كردستان وفي ظل الامبراطورية العثمانية والتي بدأت بالانتفاء والانحسار في مرحلة النهوض القومي في سائر أجزاء كردستان وعقدة الأصالة والتفوق باعتبار امتياز التمسك بالدين القديم وانحراف الغالبية الساحقة من الكرد نحو الاسلام ثم عقدة الأقلياوية والدور المحدود في الحركة القومية والاصطدام بالواقع الكردستاني الذي يبدو أنه لايأخذ ذلك بالجدية والاعتبار نعم مثل سائر شعوب العالم تجد بين أتباع كل الديانات في كردستان أخيارا وأشرارا مناضلين وخنوعين شهداءا وفرسانا وهناك من الكرد أزيديين ومسلمين ومسيحيين من أصبحوا ضحايا قديما وحديثا عندما كان الكرد تحت سيطرة الآخرين باستهداف فئات منهم كأتباع الديانتين الأزيدية والمسيحية أو من خلال حملات الابادة الجماعية أو حلبجة أو عمليات الأنفال واستهداف البارزانيين أما الآن وفي كردستان العراق حيث الكرد يحكمون أنفسهم بأنفسهم فلا يمكن حصول أمر من هذا القبيل ولافضل لمكون على آخر الا بالانصهار في بوتقة الوحدة الوطنية والمساهمة في تحقيق المشروع الكردستاني الديموقراطي في ظل الاقليم الفدرالي عراقيا وفي المجال الأرحب في حركة التحرر القومي الكردستاني .
 – 2 –
 تصويرعنوان مقالتي _ غزوة الأزيدية السياسية – على أنه غزوة أزيدية ضد كردستان من جانب البعض من – المتلاعبين بالألفاظ – يدعو الى القرف والاستهجان وهذا بحد ذاته استغلال شنيع لأشقائنا من أتباع الديانة الأزيدية الكرام ومحاولة رخيصة لاستثارة الغرائز والعداوات في غير محلها وخلط الأوراق ونقل الصراع مع أعداء الكرد عموما الذين يريدون الشر لنا جميعا وتقسيم مجتمع كردستان وقد يكون البعض من ذوي النيات الحسنة اختلط عليه الأمر ولكن بعد قراءة المقالة المنشورة في – الحوار المتمدن ومواقع أخرى  – تبين للجميع ماعدا بعض ذوي الأغراض الخاصة أن المسألة تتعلق با الأزيدية الدينية السياسية أو من يهدف استثمار ذلك الدين لأغراض سياسية كما في الاسلام والمسيحية واليهودية حيث ليست هناك ديانة محصنة فالفكر الديني المسيس في جوهره أينما كان ولدى أية ديانة كانت صغيرة أو كبيرة يعادي الاصلاح والديموقراطية والتقدم خاصة وأنني شخصت حالات ثلاث ( بيانان ومقالة ) تدخل في باب الثقافة حدثت في شهر آب المنصرم وتناولتها ثقافيا أيضا والغزوة هنا كلمة مجازية تعني ظاهرة ثقافية أو توجهات مضادة وليس غزوا عسكريا كما اراد البعض تصويرها لاستثارة الحساسيات والعصبيات وكان الأولى بصاحبنا – اللاديني العلماني – أن لايهبط الى هذا المستوى والأسلوب حيث أكد حدسي في مسألة تسكع البعض على الدين لتحقيق غرض سياسي ( لادينية من جانب وتقمص الحرص من جانب آخر ) أي ” برمائي ” فمنذ أكثر من عقدين وأنا ملم بالكتابة النقدية حول ظاهرة أو غزوة أو تحديات الاسلام السياسي وارهابه كما ألفت كتابا حول الموضوع تحت عنوان : ” الكرد بين ارهاب الدولة القومية والاسلام السياسي ” ( منشورات رابطة كاوا للثقافة الكردية – هولير – 2005 ) .


 – 3 –
 يبدو أن هناك من الذين قاموا بالرد أختلطت عليهم الأمور وتسرعوا اعتمادا للفهم الخطأ لعنوان مقالتي من دون قراءة النص وهناك من أحترم ملاحظاتهم وأرى من الواجب علي الاجابة على تساؤلاتهم المشروعة مثل السادة – اسماعيل جعفر وبير خدر آري وعلي سيدو – وأمام الاتهامات والتجريح والتطاول والشتائم من – محاوريي – الأفاضل وبكل أسف كان بينهم – مهرجون ومقتنصوا فرص – أقول ان كنتم لجأتم الى – شخصنة – الموضوع والتركيز علي فقط فهذا يدل على عجزكم أولا عن الحوار الثقافي والفكري الحضاري واستخفافكم بموضوع مصيري يخص الكرد عامة وأتباع الديانة الأزيدية الكرام على وجه الخصوص ثانيا واستغفالكم لعقول القراء ثالثا والأكثر عارا هو اعتباري عدوا لأشقائي وأخواتي الأزيديين ومناهضا لحقوقهم المشروعة ومطالبهم وفي سبيل اسكات تخرصات – المزايدين – أقول : لاأريد هنا العودة للتاريخ وصلات النسب في عائلتي بين المسلمين والأزيديين الكرد حتى لايفسر بطريقة أخرى ولكن أقول أحتفظ بذكريات نضالية مع كوادر متقدمة في حزبي – الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا – الذي كنت منضويا فيه طيلة أربعة عقود وكان المناضل – شمو – من أعمدة كونفرانس الخامس من آب عام 1965 ومن قادة اليسار القومي الديموقراطي واستذكر بالخيرالعشرات من رفاقي الأعزاء المتواجدين في الوطن والمهجر وهم من أتباع الديانة الأزيدية الكريمة وأتمتع بعلاقات الاحترام والصداقة مع الكثيرين من أبناء قومي في الاقليم من أمراء وشيوخ وكوادر حزبية وموظفين ساميين ومثقفين وكنت وعبر مؤسسة كاوا – عندما كانت لاجئة ومنفية في بيروت – ومنذ أواسط سبعينات القرن الماضي أول من ترجم وطبع ونشر مؤلفات عمالقة المثقفين القوميين الديموقراطيين العلمانيين من أتباع الديانة الأزيدية ” الراحلون عرب شمو والبروفيسور شاكرو محوي وجاسم وأورديخان جليل والدكتور جليلي جليل طال عمره ” وأقمنا لبعضهم عشرات الندوات في أوروبا وهولير ومن دواعي اعتزازي أننا في مؤسسة كاوا للثقافة الكردية أول من نظمنا مهرجانا بعنوان : ” مهرجان الثقافة الأزيدية الكردية ” وليومين متتالين في مقر الرابطة بأربيل بتاريخ 10 – 11 – 9 – 2002 من أهم فعالياته تقديم ثلاث ندوات من جانب كل من : – د خيري بوزاني و د خيري شيخاني و السيد ريسان حسن- وبحضور النخب الثقافية والسياسية واختتم المهرجان بعروض فنية لفرقة – شاليا – الرائعة وقد سجلت هذه النشاطات كمبادرة أولى بتاريخ اقليم كردستان العراق وأدت الى جلب انتباه مواطني الاقليم الى هذه الفئة الأصيلة من بني قومنا كما أريد التنويه بالتعاون المشترك مع المثقف عزالدين باقصري في نطاق – جمعية الصداقة الكردية العربية – كما قدمت الرابطة التي أشرف عليها ( لعلم المتباكين على شنكال ) بعقد العديد من الندوات حول – شنكال – ومعاناة أتباع الديانة الأزيدية من الشوفينية والتهجير والاغتيالات في مناطق الموصل وغيرها ومن بينها اقامة ندوة بتاريخ 28 – 8 – 2007 لوزير الاقليم د دخيل سعيد تحت عنوان : ” التعريب في شنكال والحل ” وندوة أخرى 15 – 5 – 2007 لابن شنكال البار الاعلامي – كفاح محمود كريم – تحت عنوان : ” شنكال في التاريخ ” كما كتبت مرارا حول تفجيرات شنكال وغيرها وهذا غيض من فيض اهتماماتنا بقضايانا القومية والمصيرية .


 – 4 –
 في مقالتي الأولى ناقشت كتابات السيد هوشنك بروكا كما يعرف القراء من خلال الوقائع الثلاث في اشكالية تسييس الديانة الأزيدية اما 1 – صوب قومية مستقلة بذاتها أو 2 – تعريبها ( وذكرت أن من حق أي كان اعادة النظر في هويته ) أو 3 – الانطلاق من الأزيدية كدين للحكم على النظام السياسي في الاقليم الكردستاني بالأصولية الاسلامية وفي مقالته الجوابية – الانفعالية الشتامة – يحاول الكاتب التراجع خطوة ولكن بصورة خجولة ” لا يُنكر أن هناك البعض الإيزيدي السياسي حصراً، ممن يحاول اللعب بالورقة الإيزيدية، والعوم بها بعكس التيار، وعلى الضد من مصلحة الإيزيديين أنفسهم، في كونهم “أكراداً أصلاء”” وهو اعتراف ضمني بالخطأ والتجاوب مع رؤيتي من دون أن تبلغ الجرأة الأدبية به الى الاعتراف الصريح ” أتفق مع الكاتب ( معي ) جزئياً، بأنّ قضية لاعلمانية كردستان لا يمكن اختزالها في تصريحات وزير أو تصرفاته، كوزير مسلم مع الأديان الأخرى ” ( الحوار المتمدن 7 – 9 – 2010 ) وقد يتابع القراء قريبا كتابات أخرى للسيد بروكا يقول فيها أن الوزارة والوزير ليسوا أصولييين ولكن هناك موظفون أصولييون .

وهنا أحيل القراء الى ماكتبه السيد بروكا قبل ستة أيام من مقالته الأخيرة ” كردستان المسيار 1 – 9 – 2010 ( عن “كردستان الحرة”، و”مؤسساتها الديمقراطية”، و”الفصل العلماني” المفترض سلطاتها، وسوى ذلك “حدوتات” كرديات،( – جمهورية نقية في دينها الواحد، ونبيها الواحد، وكتابها الواحد الأحد، العالي فوق كل كتاب.
 هناك، وجدت نفسي وجهاً لوجه، مع “كردستان إسلامية”، مختزلة في شخصية وزير أوقافها؛ وزير لا يرى الدين إلا واحداً، وهو دينه الإسلام.

لقاء مع هوشنك بروكا 28 – 8 – 2010 ) انتهى الاقتباس – وحتى أكون صادقا في تشخيصي لمنطلقات السيد بروكا واختبائه في العباءة الدينية في نقده للادارة الكردستانية بل وصمها بالأصولية الاسلامية أورد عينات من مصطلحات وتعبيرات تعود الى الثقافة الدينية ولايستخدمها أي كاتب علماني – لاديني – تقدمي ديموقراطي ومنها : ( كردستان المسيار- “رّب الحزب”، و”ربّ الدين”، و”رّب العشيرة”.منارات الجوامع، “كردستان المسيار”؛ كردستان متزوجة من ثلاث نصوصٌ من القرآن والسنة النبوية.

المتعة في اول الاسلام صحيحي البخاري أن النبي قال: استمتعوا من هذه النساء والاستمتاع عندنا يومئذ التزويج”.

الحزب والدين والعشيرة.

“قريش كردستان” الممثل ب”آل بارزان”،.

، والجامعة في الجامع، “متعةٍ محجبة أو مخمّرة أو مبرقعة”.

وزارة الأوقاف والشئون الدينيةالوزير المسلم”وزارةً إسلامية خالصة”،إنما الدين عند الله الإسلام”.هولير الأوقاف هولير الوزير الواحد للدين الواحد”؛الأقليات اللامسلمة أهلاً للذمة جمهورية كردستانٍ إسلامية”، جمهورية نقية في دينها الواحد، ونبيها الواحد، وكتابها الواحد الأحد، العالي فوق كل كتاب.الوقفين المسيحي والإيزيدي – الدين الحلال الإسلام، أو الدين الفوق، والدين الحرام كل من هو خارج عن الإسلام وعليه، أو الدين التحت (اللادين).

لا شرعية ولادينية”كردستان تمشي بأقل من نصف دين،: دين رجعي،حزب رجعي،عشيرةرجعية،دين الغالبية المسلمة المبادئ الإسلامية”دولة دينية هي دولة تقسّم الدين إلى “دين فوق” و”دين تحت”، “دين أساسي” و”دين ثانوي”، “دين حلال” و”دين حرام”.فكيف يمكن لدولة تعتمد على هكذا دينٍ، كمصدرٍ أساسٍ في تشريعها، وتقول في الآن ذاته، بأنها دولة مدنية، ودولة حقوق إنسان ومساواة وحرية وديمقراطية، وما شابه؟سجن “الدولة المدنية” في عباءة “الدولة الدينية”.محكومة بثلاث عصبيات تزواجت فيما بينها، على سنة السلطة ورسولها، هي عصبية الحزب والدين والعشيرة تركيبة الأحزاب الكردية في كردستان الراهنة، هي تركيبة عشائرية ودينية بإمتياز العقل الديني، هو “عقل حاكم” في كردستان وعقل “إنما الدين عند الله الإسلام”.الشارع الكردستاني ومؤسساته الرسمية، بمسلميه ولامسلميه، كله، صائمٌ هذه الأيام، وفقاً لأوامر الحكومة المحروسة، التي تتخذ من الإسلام مصدراً أساسياً من مصادر تشريعها”دينٍ جيد” ضد “دينٍ سيء”، أو “صلاةٍ حقيقية” ضد “صلاةٍ مزيفة”، أو “كتابٍ سماوي” ضد “كتابٍ أرضي”دار السلم” ضد “دار الحرب”.الشارع الكردستاني، هو شارع مسلمٌ بإمتياز.

هو شارعٌ مسلمٌ في عقله وروحه وجسده.

هو بالإجمال شارع إسلامي(بل إسلاموي في بعضٍ غير قليل من جهات كردستان)، قلباً وقالباً.

“السلام عليكم” يغزو العقل الكردي المسلم، في كردستان، على حساب “روز باش”.نعم وجدت هناك ( شنكال )مدّاً أصولياً إسلاموياً، يتجذر في كردستان وجدت هناك إسلاماً يزحف إلى العقل الكردي، المسلم، هناك، هو سيد المكان والزمان في آن.المسلم، هو من “يشيل” و “يحط”.زحف الأكثرية المسلمة إلى جغرافيا الأقليات الأخرى .

– الشارع الكردستاني ومؤسساته الرسمية، بمسلميه ولامسلميه، كله، صائمٌ هذه الأيام، وفقاً لأوامر الحكومة المحروسة،- نعم وجدت هناك ( شنكال )مدّاً أصولياً إسلاموياً، يتجذر في كردستان وجدت هناك إسلاماً يزحف إلى العقل الكردي، المسلم، هناك، هو سيد المكان والزمان في آن.- المسلم، هو من “يشيل” و “يحط”- زحف الأكثرية المسلمة إلى جغرافيا الأقليات الأخرى – ….الخ ) – انتهى الاقتباس – وهنا أتساءل : ماذا يعني أن يدس ( لاديني حسب توصيفه لنفسه ) أنفه في شؤون الديانات – الأزيدية والمسيحية والاسلامية – ويتعامل معها بهذه الصورة الفجة الاستفزازية انها مدعاة المزيد من الاستفهامات أولا وتجاوز وتجاهل لدور وموقع المرجعيات والمجلس الروحاني الأزيدي ورجال الدين الأفاضل ثانيا بل ومصادرة لرسالتهم السلمية وواجباتهم تجاه رعاياهم في التواصل والتحاور والتنسيق مع حكومتهم التي يعتبرونها معبرة عن آمالهم وطموحاتهم .
 – 5 –
 يريد السيد هوشنك بروكا أن يوهمنا بكل مكابرة وتكبر واحتقار للآخرين ومن – ملجئه الأوروبي – بأنه المحرر والمهدي المنتظر متقمصا زورا شخصية ( روبن هود ) فيكتب : ( كتبت ولاأزال أكتب ضد الدكتاتور في سوريا … أليس ما يجري في كردستان الآن، هو شيء أو بعضٌ كثير من هذا القبيل؟ ) – 24 – 8 2010 الحوار المتمدن – انه قمة الجهالة والتردي الثقافي والجحود عندما يتم المقارنة بين نظام استبدادي حول سوريا الى سجن كبير والسوريين رهينة فيه وغاصب لجزء من كردستان يتجاهل الوجود الكردي ويمارس الاضطهاد والتعريب والتهجير ونظام كردستاني فدرالي برلماني في تجربته الوليدة يكفل حرية الرأي والاعلام والعقائد والسوق الاقتصادية ويوفر الأمن والأمان والاستقرار لجميع المواطنين ويشكل بالتالي أملا لتحقيق حلم تقرير المصير طال انتظاره وهناك فرق شاسع بين أنك قد كتبت مقالة في يوم ما بخصوص الوضع السوري وأنت في أقاصي أوروبا قد لم يسمع بها أحد أو ضاعت في بحر مئات المقالات اليومية من المثقفين الكرد والعرب ضد الاستبداد – ومن المرجح ان أجهزة النظام لم تسمع بها وبالتالي لم تعلن النفير العام خوفا من تأثيراتها على الجماهير – وبين أن تهاجم الادارة الكردستانية وأنت في شنكال ودهوك وهولير من دون أن يسائلك أحد أليس ذلك كافيا لدحض مقارنتك غير العادلة ؟ واذا كنت مختصا في السيرة الذاتية لمن يخالفك الرأي وبارعا في تشويه تاريخ الآخر المقابل فلماذا لاتتحفنا بسرد بعض من تاريخك النضالي الطويل ! واختراعاتك العلمية وتضحياتك الجسام والأعوام التي قضيتها في سجون نظام الاستبداد السوري ودورك في الحركة القومية الديموقراطية في غرب كردستان ؟ هل تعتقد أنك قادر على تضليل بعض الناس الطيبين الى مالانهاية ؟.
 – 6 –
 لست ناطقا باسم جهة أو حزب أو جماعة كما ألمح اليه البعض ولكنني كسائر القوميين الوطنيين الديموقراطيين من حقي أن أشعر بأن النظام السياسي في هولير ليس أصوليا وأن الحزبين الرئيسيين الحاكمين ليسا أصوليين لا اسلاميا ولا قوميا ومنجزات اقليم كردستان العراق تجسد جزءا من حلمنا وطموحاتنا التاريخية وعلينا صيانتها وتطويرها وتعميقها بالفكر والمعرفة والنقد البناء والقول الحسن والتعاون في حل معضلات هذه التجربة الديموقراطية الفتية وما أكثرها وقد تشكل أوضاع بني قومنا – الأزيديين – و – الفيليين – و – الشبك – في مقدمة الأمور المطروحة للنقاش والمعالجة ليس بالابتعاد صوب العزلة ومعاداة الكيان الكردستاني وتغيير الهوية والانتماء وتفضيل العقائد الدينية والمذهبية وليس عبر شحنات الاثارة وتسجيل المواقف العبثية التي ابتليت بها ساحتنا الثقافية أيضا جنبا الى جنب وفي نفس توقيت استهداف التجربة الفدرالية من جهات أخرى معادية في الداخل العراقي والجوار فهل ستتحمل الادارة الكردستانية الوليدة كل ذلك والى أية درجة يمكنها الصمود ؟ نعم الكل مسؤول عن الاصلاح والاعمار والبناء والتطوير والترسيخ : الحكومة بالدرجة الأولى والمعارضة والأحزاب وحركات المجتمع المدني والبرلمان والمثقفون والاعلام نعود لنقول أن من جملة المخاطر المحدقة هو الخطاب الثقافي – المثير – ومضمونه في : شتم الرموز التاريخية والعدمية ورفض التاريخ والاستهتار بالقيم المجتمعية ونفي رؤا الآخر المخالف وتحقير الانسان والمزاجية المفرطة والقفز فوق قوانين التطور واستباق وحرق المراحل والتطرف والمغامرة والهروب الى أمام والتهرب من الحوار العقلاني الحضاري وعدم الاعتراف بالخطأ أو ممارسة النقد الذاتي والتهويل فهل شعبنا بحاجة الى هكذا ثقافة ؟
 – 7 –
 اقتراح
 لقد وافقت الهيئة الادارية لمؤسسة كاوا للثقافة الكردية على اقتراحي بعقد حلقة دراسية أو ندوة موسعة حول هذا الموضوع المطروح للنقاش والطلب من ” مركز لالش الثقافي ” للمشاركة في دعوة عدد من المتحاورين للقاء في مركز مؤسسة كاوا بأربيل عاصمة اقليم كردستان وفي الوقت الذي أسامح فيه عن طيبة خاطر كل من أساء الي شخصيا وتطاول وتجاوز حدود أدب التعامل في الردود والتعليقات أدعو الجميع وبدون استثناء الى المشاركة في هذه الفعالية الحوارية المنشودة .
 
 ملاحظة : التزاما باحترام الرأي الآخر تم نشر بعض الردود على مقالتي في موقعنا ” http://www.kurdarab.org

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…