بيان بمناسبة الذكرى الـ / 45/ لانطلاقة الحزب اليساري الكردي في سوريا

 أيها العمال والفلاحون والمثقفون الثوريون أيها الوطنيون والتقدميون والديمقراطيون يا أبناء وبنات شعبنا الكردي الأبي
 في الـ /5/ من شهر آب من هذا العام, تمر الذكرى السنوية الـ/45/ لانطلاقة الحزب اليساري الكردي في سوريا, وبهذه المناسبة السعيدة, تتقدم اللجنة المركزية للحزب اليساري الكردي إلى أبناء شعبنا الكردي في سوريا, وإلى كافة قواعد الحزب وقواعده وكوادره وجماهيره, وإلى كل الوطنيين والتقدميين والديمقراطيين في البلاد بأحر التحيات القلبية متمنية لهم جميعاً الصحة والسعادة, وتتعهد بمزيد من النضال من أجل إزالة الاضطهاد القومي بحق الشعب الكردي في سوريا, وتأمين حقوقه القومية والديمقراطية, ومن أجل بناء سوريا ديمقراطية ومزدهرة وخالية من كل اضطهاد قومي واجتماعي .

لقد انبثق الحزب اليساري الكردي في سوريا في معمان النضال من رحم الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا من أجل تأمين الحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكردي في كونفراس/5/آب 1965 الذي جاء كضرورة موضوعية يمليه واجب تجذير نضال الشعب الكردي, بعد أن تجمد واقعياً الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا, وشلت قيادته وأصبح الحزب عبارة عن مجموعة من الكتل المتنافسة, وعجزت القيادة القديمة ممن حل هذه المشاكل بأسلوب ديمقراطي وفق الشرعية الحزبية ونظام الحزب الداخلي, هذا من جهة, ومن جهة أخرى, فقد كانت هذه الانطلاقة استجابة مع الظروف الجديدة في الحياة السياسية في العالم وفي المنطقة وفي سوريا تحديداً بسبب الأفكار الاشتراكية والتقدم الاجتماعي, وفي أن بتقدم العمال والفلاحون والمثقفون الثوريون الكرد الصفوف في نضال شعبهم الكردي.

لقد شكلت انطلاقة الحزب اليساري الكردي في سوريا منعطفاً هاماً في نضال الشعب الكردي في سوريا, وسرعان ما التفت حوله أوسع الجماهير الشعبية, واستطاع الحزب الوليد أن يشهد نضالاً حازماً في الدفاع عن الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا وضد المشاريع الشوفينية التي طبقت بحق وبخاصة مشروعي الحزام العربي والاحصاء الاستثنائي لعام1962 وغيرها من الاجراءات والتدابير والقوانين الاستثنائية, وضد الافكار العشائرية وبقايا الإقطاع.

ويشكل حزبنا اليوم أحد الأطراف الرئيسية في الحركة الوطنية الكردية وفي الساحة الوطنية السورية, ويناضل من أجل إزالة الاضطهاد القومي بحق الشعب الكردي وتأمين حقوقه القومية والديمقراطية, ومن أجل الديمقراطية لكامل الوطن السوري وحماية حقوق الإنسان, وضد كافة أشكال الاستغلال وتحسين المستوى المعيشي للجماهير الشعبية, وبناء سوريا ديمقراطية مزدهرة.


أيها الوطنيون والتقدميون والديمقراطيون تمر سوريا اليوم بأزمة سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة, بسبب غياب الحريات الديمقراطية وسياسة القمع وحملات الاعتقال الواسعة, وسحب السياسة من المجتمع, وبسبب التدهور في الوضع الاقتصادي, وانتشار البطالة والهجرة الداخلية والخارجية والفساد واتساع رقعة الفقر, وبسبب سياسات التمييز بين المواطنين واضطهاد الشعب الكردي في سوريا وحرمانه من حقوقه القومية والديمقراطية, وتتحمل السلطة المسؤولية الرئيسية عن كل ذلك, كما أن المعارضة ليست أحسن حالاً, فهي الأخرى مأزومة, وضعيفة, ورؤاها غير ناضجة.


يا أبناء وبنات شعبنا الأبي: يخوض الحزب اليساري الكردي في سوريا نضاله القومي ضد المشاريع الشوفينية والعنصرية وبخاصة مشروعي الحزام العربي والاحصاء الاستثنائي لعام 1962والمرسوم التشريعي رقم /49/ لعام 2008ومحاولات تجريد الفلاحين الكرد من أراضيهم الزراعية وغيرها من القوانين والتدابير الاستثنائية الرامية إلى عرقلة التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للشعب الكردي, كما يناضل من أجل تأمين حقوقه القومي والديمقراطي وإلى جانب هذا النضال القومي يخوض حزبنا نضاله الوطني على الساحة السورية جنباً إلى جنب مع كل الوطنية والديمقراطية في البلاد من أجل إلغاء احتكار السلطة بإطلاق الحريات الديمقراطية, واطلاق سراح السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي, ومن أجل تحسين المستوى المعيشي للجماهير الشعبية ومحاربة الفساد, وإيجاد حل ديمقراطي للمسألة الكردية في سوريا, ويؤكد الحزب على قناعته ببناء تيار وطني ديمقراطي يجمع في صفوفه كل القوى والأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية والثقافية.
وإذ يعتبر حزبنا إقامة المجلس السياسي الكردي في سوريا خطوة هامة لتعزيز نضال الشعب الكردي في سوريا, فإنه يولي أهمية كبرى إلى حمايته,غير أنه لا يعتبره نهاية المطاف أو غاية بحد ذاته, وأنه لابد من تطوير هذا الوليد لكي يأخذ مكانه المناسب على الساحتين القومية الكردية والوطنية السورية, خاصة أن وثيقة المجلس تؤكد على ذلك, وقد كان هذا التوجه موجوداً منذ بداية تأسيس المجلس, ولهذا فإننا ندعوا كافة أطراف هذا المجلس بالعمل الجدي من أجل تطويره وتنفيذه ميثاقه, بما في ذلك بناء هيئة تمثيلية عبر مؤتمر وطني, وندعوا الأطراف الموجودة خارج إطار المجلس بالمساهمة الجدية في هذا التوجه, ونعتبر كل الحجج والذرائع التي تؤخر هذا العمل مجرد عقبات توضع أمام نضال الشعب الكردي فكل الأحزاب والهيئات والمجالس يجب أن تكون أدوات نضالية وليست مجرد مزهريات للزينة توضع على الموائد .

وإلى جانب الخط السياسي للحزب فإنه يولي أهمية كبيرة إلى خطر الفكري المتمثل بالماركسية, ويعتبر التقريران الفكريان المقدمان إلى المؤتمر الحادي عشر والمؤتمر الثاني عشر للحزب واللذان يركزان على التجديد الفكري في الحزب ذروة ما توصل إليه العقل الجمعي في الحزب خاصة أنه إذا كفت الماركسية عن تجديد نفسها فإنها تكف أن تكون ماركسية لينينية, وإضافة كل ما هو قيم وإيجابي وتقدمي في تراث الشعب الكردي إلى فكر الحزب, وحيث أن النظرية ليست جسداً بدون روح فيجب تطبيقها وفقاً للظروف الشخصية لشعبنا الكردي وتطويره بشكل عام وتطوير نضال حركته السياسية.

يدين الحزب الحرب العدوانية التي يشنها الجيش التركي على الشعب الكردي بحجة القضاء على حزب العمال الكردستاني, ويعتبر هذه الحرب تراجعاً رسمياً من حزب العدالة والتنمية عن قراراته بإيجاد حل ديمقراطي للمسألة الكردية في تركيا, ويؤكد الحزب على أنه ليست فقط هذه الحملة ستمنى بالفشل, وإنما لأن كل محاولات جل المسألة الكردية في تركيا بالسلاح ستفشل, وأن الحل يمر عبر الحوار للوصول إلى حل سلمي للمسألة الكردية في تركيا, كما يدين الحزب أيضاً سياسة القمع والإعدامات بحق مناضلي الشعب الكردي في كردستان إيران وأن النظام الإيراني بمواقفة الإجرامية هذه لن يحصد سوى نهوض الشعب الكردي في كردستان إيران وكل الشعوب الإيرانية للإطاحة بالاستبداد, ويساند حزبنا تمسك الشعب الكردي بحقوقه القومية في العراق التعددي والفيدرالي, والتمسك بالدستور بما في ذلك المادة/ 140/ لحل أوضاع المناطق المتنازعة عليها وبخاصة كركوك وخانقين وسنجار وشيخان ومخمور وغيرها, ويساند حزبنا أيضاً نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه القومية وبناء دولته الوطنية وعاصمتها القدس .

ويشكر الحزب كل من ساهم في انجاز هذا اليوم وكل من سيشارك في ترسيخ مسيرة /5/ آب والعمل على انجاز مهامه و تحقيق أهدافه.
 الخلود لشهداء الحزب عاش كونفرانس/5/ آب1965
عاش نضال حزبنا المجيد
 القامشلي في 5 آب 2010
اللجنة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف ليس خافياً أن سوريا ظلت تعيش، بسبب سياسات النظام، على صفيح ساخن من الاحتقان، ما ظل يهدد بانفجار اجتماعي واسع. هذا الاحتقان لم يولد مصادفة؛ بل كان نتيجة تراكمات طويلة من الظلم، القمع، وتهميش شرائح واسعة من المجتمع، إلى أن اشتعل أوار الثورة السورية التي عُوِّل عليها في إعادة سوريا إلى مسار التأسيس ما قبل جريمة الاستحواذ العنصري،…

صديق شرنخي كردنا الاعزاء، هل يمكن ان نفكر خارج هذه البروباكندا التي اسمها وحدة الحركة وثم توحيد الموقف الكردي وثم تشكيل وفد مشترك الى اخرما يرد من أمان، والتي اطرنا بها اهدافنا في الخروج من هذه المحنة التي اسمها ايصال طلبنا المشروع الى دمشق لصيانة الحق الكردي المشروع بصيغة جماعية، انها احلام لن تتحقق! لو تحققت يوما سيكون هذا…

السيد ممثل الولايات المتحدة الأمريكية السيد ممثل دولة فرنسا السادة ممثلي التحالف الدولي تحية طيبة وبعد؛ بداية نُقدّر عالياً جهودكم الرامية لتوحيد الموقف السياسي الكوردي في سوريا، ونكتب إليكم هذه الرسالة بخصوص أفراد عوائلنا المختفين قسرياً في سجون قوات سوريا الديمقراطية. السادة الكرام، لا يزال مصير أفراد عوائلنا في سجون قوات سوريا الديمقراطية مجهولاً منذ لحظة اختطافهم ولحين كتابة هذه…

شكري بكر من أشرف على حركة الإنشقاقات في صفوف الأحزاب الكوردية عبر بعض الأدوات لن يدع الحركة في العودة إلى الوحدة مرة أخرى ، وبنفس الوقت من كان مساهما في شق الأحزاب لم يعد يتوحد مرة أخرى ، وإلا لماذا إنشقوا ؟. أعتقد أن دوافع الإنشقاق عديدة منها : 1 – الخضوع للضغوطات الخارجية إن كان من جانب النظام…