طرح الأستاذ محمد سعيد آلوجي، مشروعا يرسم خطوطا لإعادة اللحمة والوحدة بين أطراف البارتي، وللغاية نفسها ستقام ندوة ليل السبت 2010/8/14تضم أطراف البارتي لمناقشة المشروع، وإثارة مسائل من شأنها تقريب وجهات النظر… من جانبي لم أقف عند المشروع – هذا الجهد الذي بذله السيد الآلوجي مخلصا- بقراءة كاملة يبدو لي أن وحدة البارتي هاجسه، كما لاحظت ذلك في مقالات أخرى له..
– لابد أولا من كسر هذا الحاجز بين الأطراف، وترجمة ذلك تكون باللقاءات والزيارات المتبادلة بين القيادات بين سائر الأطراف لتصفية الأجواء..
ومثل هذه اللقاءات ستولد الرغبة لدى الأطراف وتمهد لمناقشة الطريق للوحدة المنشودة..
وخيرهم من يبادر إلى هكذا لقاءات..
– كما ينبغي أخذ حجم كل طرف بالحسبان عند المضي باتجاه الوحدة، وفي الوقت نفسه على الكبير حجما ألا يتعالى على سواه من الأطراف، والأقل حجما عليه ألا يتطاول فوق حجمه، على الطرفين شيء كبير من التواضع والتنازل..
– الوحدة تبنى بالنيات المخلصة وبها فقط، وليست بالمشاريع..
أي بالرغبة الصادقة في الوحدة قبل أي شيء..
– عندما تصفو الأجواء وتتلاقى أو تتقارب وجهات النظر يمكن الاتفاق على عدد أعضاء اللجنة المركزية لكل طرف آخذين حجم كل طرف بالحسبان..
وبالتالي على كل طرف التقيد بما اتفق عليه دون التحايل في خرقه..
وبعد المؤتمر يمكن لملمة كل الأعضاء في سائر الهيئات بروح رفاقية محبة…
– على قادة الفصائل أن يبدوا تواضعهم، واستعدادهم لبذل ما بوسعهم لإنجاز هذا العمل النبيل، وألا تأخذهم الذاتية والعنجهية، فالقوي فيهم هو القوي بحزبه وليس بأهله ولا بمؤهلاته..
– المسؤول الضعيف الذي شغل منصبا كبيرا على غير قياسه هو لن يكون متحمسا لمشروع الوحدة وسيحول دون إنجازها، وسينظر إليها بعين الريبة والشك..فلا بد من معالجة هكذا حالات بزرع الطمأنينة في نفس كافة الرفاق..
– يمكن أن تعقد جلسات تضم أعضاء اللجنة المركزية لكافة الأطراف أو أكثريتها لمرات، لإضفاء جوّ حميمي من الصفاء، ويمكن أن يناقشوا فيها مسائل عديدة هم متفقون أصلا عليها، المهم بناء جسور من الثقة بين الأعضاء..
– الذاتية المفرطة أو الأنا المتضخمة لدى بعضهم هي عقدتهم، وهي التي تجعلهم في صورة غير صورتهم فيفقدون توازنهم وهي من الأسباب التي تحول دون إقامة أي وحدة.
فقليلا من التواضع فإنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ بطول الجبال..
ووحدة حزبك أهم منك وأرفع..
– المؤتمرات عبارة عن خاتم يقرّ ما تم الاتفاق عليه مسبقا ببصمته، وهنا يحضرني قول لينين: (المؤتمرات لا تبدع الجديد بقدر ما تثبت نتائج ما تمت صياغته) أي ترجمة ما تم الاتفاق عليه..
أما ترك الأمور للمؤتمر، وإضمار بعضهم نيّة إسقاط هذا وإنجاح ذاك هذا لن يكون السبيل إلى الوحدة..
أي بعبارة أخرى، ينبغي أن ينجز كل شيء يتفق حوله قبل المؤتمر وليس في داخل المؤتمر، والمؤتمر بالتالي يقرّ ما تم الاتفاق عليه..
وعلى الجميع بالتالي الالتزام به..
– إن أية وحدة لن تحقق إلا أن تمهد لها باللقاءات الودية المتبادلة، والسعي الجاد المخلص، والنيات الحسنة والرغبة الصادقة والاستعداد لشيء من التضحية والتنازل، والاتفاق على كل شيء في لقاءات حميمية، وهذا قد يأخذ وقتا طويلا فلابأس به..
أما غير ذلك فكل شيء يبقى من باب المزايدة والتحايل ليس إلا ولن يكتب للوحدة النجاح ..
السؤال الأخير والخطير في آن هو : هل صحيح أن هناك رغبة أكيدة لدى كافة أطراف البارتي في الوحدة..؟ هذا لن يستطيع أن يجيب عليه إلا الأطراف أنفسهم..
وهذا ما أشك فيه، وهي التي تحول دون التضحية عندهم..
لكن خلاصة ما قلناه هي.اللقاءات وتبادل الزيارات أولا وكسر الحاجز النفسي بين الأطراف، وتحدي الواقع ومن ثم البحث في الوحدة..
ويمكن أن ينجز أي مشروع بعد ذلك وليس أن نمضي لمناقشة مشروع وليس ما بيننا حتى السلام..
والسلام