جريدة صوت الكورد *
رغم جميع المحاولات التي أقدمت عليها الحركة الوطنية الكوردية في سوريا ومنذ تأسيسها لم تحقق من طموحاتها ما يمكن الاعتداد به ولم تثمر عن نضالاتها المريرة أية المكاسب الملموسة بخصوص الأهداف التي كانت تنادي بها على امتداد الفترات النضالية التي مرت بها منذ تأسيسها, بل بقيت بقيت هذه الأهداف جميعها أحلاما و أماني , وهي دائما تؤول بالفشل و بتسليط الضوء على الواقع المأسوي لشعبنا الكوردي من جهة, و على حركته السياسية من جهة أخرى ففي الوقت الذي تزداد فيه النزعات الداعية إلى تشديد من وتيرة الإجراءات الشوفينية , لتضيف كل يوم حلقة جديدة من حلقات هذه الإجراءات والتدابير , و التي تلحق الأذى بالوحدة الوطنية وتوفر الأرضية لمزيد من الاحتقان والتوتر نرى في الجانب الآخر مبلغ ما آل إليه وضع الحركة السياسية الكوردية
ولا يخفى أن واقع الحركة الوطنية الكوردية لم يعد يبعث الطمأنينة في النفس ولا التفاؤل بما يحقق الطموحات التي توحد العمل النضالي المشترك و برؤى سياسية تجسد التفاعل بين الطرح و الممارسة بل مؤشرات إلى مزيد من التفكك و الاختلاف نظريا , نرى بأن الأهداف واحدة , والقواسم المشتركة الجامعة أكثر من تلك التي تفرق الشمل وتبعثر , وتشتت , فالكل ينتظر ويتطلع إلى رؤية ديمقراطية عادلة , ومواطنة متكافئة , وحس وطني من شأنه أن يجمع الأطياف المكونة للمجتمع السوري, وكل التنظيمات تتفق على وجود الشعب الكوردي في سوريا على أرضه التاريخية و أن الشعب الكوردي في سوريا يتمتع بخصوصية و صفات الشعب و ليس صفات الأقليات , وتدعو إلى الإقرار الدستوري بهذا الوجود , والكل يدرك أن التعددية المفرطة والانقسام الشديد في الحركة لا يستندان إلى الاختلاف في الأهداف الاستراتيجية و لا إلى الموقف الوطني المسؤول , ولا يمت إلى الموضوعية والقناعات الراسخة بصلة و لا إلى الاختلاف في أسلوب النضال السياسي للفصائل الكوردية في سوريا.
إن هذا الكم الهائل من التنظيمات الكوردية لا يعبر بأية صورة عن واقع الشعب الكوردي في سوريا و لا يخدم تطلعاته و طموحاته و إنما يعبر عن وعي سياسي و سيطرة الأنانية الشرقية و المؤطرة في الأنا و بحكم التجربة الطويلة و المريرة لأي متتبع لواقع الحركة المتشرذم وأن اخترق الحاجز صعب و تدارك العلاج بالحوار من اجل الحوار عبث, و لم يعد يجدي نفعا لما أفرزته التعددية المفرطة لدى البعض من ردود أفعال عكسية تمثلت في رؤى سياسية معتبرة أن التقارب بين الفصائل الكوردية من بعضها هو احتواء و تمايل و أقرب إلى النموذج الشمولي في السياسة و الثقافة و مشروع سياسي استقوائي , و أن الالتزام بالثوابت القومية و الوطنية في رأيهم هو تجاهل للخصوصية السياسية و هل الاختلاف في رؤية سياسية واحدة تستدعي خلق حواجز صعبة الاختراق بين التنظيمات الكوردية و لا سيما إذا كانت هذه الرؤية من مستلزمات المرحلة القادمة ومن ضروراتها وطموحاتها ؟! و هل إثارتها و جعلها ذريعة لعدم التقارب تخدم المصالح القومية و الوطنية ؟! فإذا أيقنا بأن النضال السياسي ليس مستقرا بل منقطعا فعلينا أن ندرك بأن هذه المرحلة المنفصلة تكون متتالية و لا يجوز القفز على المرحلة دون المرور بها كمن يخلط بين الحاضر و المستقبل في المنظور و يختبئ وراء شعارات لتمريرها على الجماهير و لعل استمرارية البعض في المنهجية القائمة على تأويل التعددية في مواجهتنا لوحدة الكلمة و انتهاك خصوصيات العمل النضالي السياسي و عدم الاكتراث بمستلزمات المرحلة يدفع بنا إلى أن نتجاوز نقاط الضعف و أن نجد حالة صحية و نعالج العقبات التي أدت إلى هذا الانفكاك و منها :
· عدم مشاركة النخب المستقلة الهم السياسي مما نخلق هوة سحيقة ثقافية في المجتمع .
· الخصوصية الشرقية المؤطرة في (الأنا) و اعتبار التحزب هدفا و ليس وسيلة نضالية .
· الرؤية الضبابية غير واضحة المعالم و إضفاء صفة الشرعية على التعددية المفرطة , و اعتبارها رؤى تجسد الحقائق وقيم التنوع
· وجود جميع التنظيمات بهيكلية تنظيمية بحتة و هنا بيت القصيد .
و إيمانا منا بأنه ليس كل الوسائل تبررها الغاية , و لطالما أن التحزب هو وسيلة وليس غاية منشودة مما يرفض التأويل بهذه التعددية المفرطة , وإن هي إلا فوضى سياسية وقفز فوق الواقع و لا تعبر عن مصالحنا العليا وطموحات الجماهير , وهذه الأسباب مجتمعة تحد من التقارب إذ لا بد من وقاية أي تنظيم من أي تفكك قد يعتدي على كيانه , وتعويق تحويل النضال السياسي إلى مرحلة النضج السياسي , والذي يفتح المجال واسعا أمام المناضلين في الحركة الوطنية الكوردية لتؤدي واجبات مدنية , بالإضافة إلى واجباتها السياسية بحيث يشمل التنظيم الواحد أو تشمل الحركة بأسرها مختلف الفعاليات والصيغ المدنية المعبرة تنظيميا عن مصالح المهنيين والعمال والمعلمين ….
و إلى غير ذلك من الأنشطة الاجتماعية التي تقي الحركة من أي انقسام أو شرخ بينها و بين الجماهير , و علينا أن ندرك بأن المعلم الأكبر هو التجربة و التاريخ الذي نستنبط منه الشواهد التي تثبت عدم جدوى الحوار من أجل الحوار الذي هو مضيعة للوقت و هدر للطاقات فقد بات واضحاً أن الجماهير تعيش حالة استياء تجاه الواقع الذي يحتاج إلى تغيير شامل في مجمل البنى الفكرية التنظيمية, إلى بناء و تنظيم مؤسساتي قادر على استيعاب معظم الفعاليات السياسية و الثقافية و الفكرية و الاجتماعية ووضع أسس صحيحة لها و لخلق تجربة رائدة في هذا المجال قادرة على الدفاع الحقيقي عن حقوق الشعب الكوردي في سوريا و قادرة على التعبير بصدق عن واقع الشعب الكوردي في مرحلته الراهنة و مستقبله المنظور , وهو ما نطمح إيه من أي تحرك سياسي منشود , سواء كان ذلك في إطار التنظيم الواحد أو في إطار المرجعية الشاملة المطلوبة , وعدم إلهاء الجماهير بأطر وقوالب جاهزة , لا تكاد تولد إلا حالة من التكرار , واجترار التجارب غير المجدية بل العقيمة والمتراوحة في مكانها , وهو ما لا يلبي من الطموح أقله , بانتظار الجدية والمراجعة الحاسمة والمبدئية البعيدة عن منطق المناورة والالتفاف والتعويق .
إن هذا الكم الهائل من التنظيمات الكوردية لا يعبر بأية صورة عن واقع الشعب الكوردي في سوريا و لا يخدم تطلعاته و طموحاته و إنما يعبر عن وعي سياسي و سيطرة الأنانية الشرقية و المؤطرة في الأنا و بحكم التجربة الطويلة و المريرة لأي متتبع لواقع الحركة المتشرذم وأن اخترق الحاجز صعب و تدارك العلاج بالحوار من اجل الحوار عبث, و لم يعد يجدي نفعا لما أفرزته التعددية المفرطة لدى البعض من ردود أفعال عكسية تمثلت في رؤى سياسية معتبرة أن التقارب بين الفصائل الكوردية من بعضها هو احتواء و تمايل و أقرب إلى النموذج الشمولي في السياسة و الثقافة و مشروع سياسي استقوائي , و أن الالتزام بالثوابت القومية و الوطنية في رأيهم هو تجاهل للخصوصية السياسية و هل الاختلاف في رؤية سياسية واحدة تستدعي خلق حواجز صعبة الاختراق بين التنظيمات الكوردية و لا سيما إذا كانت هذه الرؤية من مستلزمات المرحلة القادمة ومن ضروراتها وطموحاتها ؟! و هل إثارتها و جعلها ذريعة لعدم التقارب تخدم المصالح القومية و الوطنية ؟! فإذا أيقنا بأن النضال السياسي ليس مستقرا بل منقطعا فعلينا أن ندرك بأن هذه المرحلة المنفصلة تكون متتالية و لا يجوز القفز على المرحلة دون المرور بها كمن يخلط بين الحاضر و المستقبل في المنظور و يختبئ وراء شعارات لتمريرها على الجماهير و لعل استمرارية البعض في المنهجية القائمة على تأويل التعددية في مواجهتنا لوحدة الكلمة و انتهاك خصوصيات العمل النضالي السياسي و عدم الاكتراث بمستلزمات المرحلة يدفع بنا إلى أن نتجاوز نقاط الضعف و أن نجد حالة صحية و نعالج العقبات التي أدت إلى هذا الانفكاك و منها :
· عدم مشاركة النخب المستقلة الهم السياسي مما نخلق هوة سحيقة ثقافية في المجتمع .
· الخصوصية الشرقية المؤطرة في (الأنا) و اعتبار التحزب هدفا و ليس وسيلة نضالية .
· الرؤية الضبابية غير واضحة المعالم و إضفاء صفة الشرعية على التعددية المفرطة , و اعتبارها رؤى تجسد الحقائق وقيم التنوع
· وجود جميع التنظيمات بهيكلية تنظيمية بحتة و هنا بيت القصيد .
و إيمانا منا بأنه ليس كل الوسائل تبررها الغاية , و لطالما أن التحزب هو وسيلة وليس غاية منشودة مما يرفض التأويل بهذه التعددية المفرطة , وإن هي إلا فوضى سياسية وقفز فوق الواقع و لا تعبر عن مصالحنا العليا وطموحات الجماهير , وهذه الأسباب مجتمعة تحد من التقارب إذ لا بد من وقاية أي تنظيم من أي تفكك قد يعتدي على كيانه , وتعويق تحويل النضال السياسي إلى مرحلة النضج السياسي , والذي يفتح المجال واسعا أمام المناضلين في الحركة الوطنية الكوردية لتؤدي واجبات مدنية , بالإضافة إلى واجباتها السياسية بحيث يشمل التنظيم الواحد أو تشمل الحركة بأسرها مختلف الفعاليات والصيغ المدنية المعبرة تنظيميا عن مصالح المهنيين والعمال والمعلمين ….
و إلى غير ذلك من الأنشطة الاجتماعية التي تقي الحركة من أي انقسام أو شرخ بينها و بين الجماهير , و علينا أن ندرك بأن المعلم الأكبر هو التجربة و التاريخ الذي نستنبط منه الشواهد التي تثبت عدم جدوى الحوار من أجل الحوار الذي هو مضيعة للوقت و هدر للطاقات فقد بات واضحاً أن الجماهير تعيش حالة استياء تجاه الواقع الذي يحتاج إلى تغيير شامل في مجمل البنى الفكرية التنظيمية, إلى بناء و تنظيم مؤسساتي قادر على استيعاب معظم الفعاليات السياسية و الثقافية و الفكرية و الاجتماعية ووضع أسس صحيحة لها و لخلق تجربة رائدة في هذا المجال قادرة على الدفاع الحقيقي عن حقوق الشعب الكوردي في سوريا و قادرة على التعبير بصدق عن واقع الشعب الكوردي في مرحلته الراهنة و مستقبله المنظور , وهو ما نطمح إيه من أي تحرك سياسي منشود , سواء كان ذلك في إطار التنظيم الواحد أو في إطار المرجعية الشاملة المطلوبة , وعدم إلهاء الجماهير بأطر وقوالب جاهزة , لا تكاد تولد إلا حالة من التكرار , واجترار التجارب غير المجدية بل العقيمة والمتراوحة في مكانها , وهو ما لا يلبي من الطموح أقله , بانتظار الجدية والمراجعة الحاسمة والمبدئية البعيدة عن منطق المناورة والالتفاف والتعويق .
* الجريدة المركزية للبارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا العدد (351) آب 2010