لقد تعرض حزبنا الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا الى جملة من الانتكاسات الداخلية , جراء صعود عدد من رفاقنا الى القيادة المركزية والمكتب السياسي، عن طريق التكتلات وبمساندة واضحة من سكرتير الحزب، فمنذ مؤتمرنا الحادي عشر ومروراً بمؤتمراتنا اللاحقة التي أخذت شكلاً من الاقصاء المتعمد , و البعيد كل البعد عن الضوابط الحزبية المتبعة وفق نظامنا الداخلي الذي أقرته مؤتمراتنا تباعاً .تم إبعاد العديد من كوادرنا الحزبية بغير وجه حق , وأهمال الأخرين بصمت متعمد , وتضييق الخناق على البعض الأخر من خلال ممارسات قل نظيرها في المسالك والتقاليد الحزبية المتبعة, من خلال تشويه سمعته , أو تلصيق تهمة ضده، دون معرفة مصدرها ومن دون أن يكلف السكرتير عناء التحقيق.
وفي هذا السياق، يعد موضوع مكتب السليمانية كمثال شاخص يعبر عن الخلل التنظيمي، ليس كإشكالية متصلة بتضارب التصورات وتباين الاراء، بل من منطلقات تدابير التغطية والتمويه والتلفيق، لخدمة المصالح الدنيا.
ودعواتنا للتحقيق في المشكلة كوني كنت عضواً في الهيئة الإدارية لمكتب السليمانية، كانت ضحية الثقافة الرعوية المتفشية في القيادة، والتي لا يحول معها اي حائل، من قبيل الاصرار او حتى طرح مشكلة مكتب السليمانية التي وصفها البعض بالفضيحة، من قبل المكتب السياسي.
المشكلة أثيرت في بادئ الأمر حين أنكر مسؤول المكتب في السليمانية “علي شمدين” وجود مستحقات مالية لرفاقنا الطلبة, وبالتنسيق مع صلاح درويش، للاستيلاء على المستحقات، التي اعلنت لكليهما سابقا ولاحقا في موضوع التستر، رفضي القاطع لهذا الموضوع، وبعد ان كشف الموضوع من قبل الطلاب، حاولا استغلال المشكلة في تصفيات حزبية تارة وانتقامية تارة اخرى، من خلال لجؤوهم الى تغطية سطوهم على رواتب الطلبة التي تنم عن عدم المسؤولية، بالاستهتار بعقول الرفاق وايهامهم ، مرة بان مشكلة الامتناع عن دفع مستحقات الطلبة إنما هو كذب وافتراء، ومرة اخرى تم لصق التهمة باحدهم، كل هذا جعل التيه غالبا على اظهار السلوك اللامسؤول .
وبعد محاولات زجي في هذه المتاهة المفتعلة و لأبعادي من الحزب بطريقة أو بأخرى لفعل مايحلو لهم دون رقيب او حسيب, ارتايت كتابة تقرير مفصل إلى المكتب السياسي للحزب حول هذا الموضوع، مرفقا باستقالتي، طلبت خلالها تشكيل لجنة للتحقيق في ذلك .
ليتضح لي فيما بعد إن الأمر حبك بين علي شمدين ومجموعته المتكتلة الذين قرروا الصمت على التقرير، ورفضوا تشكيل لجنة للتحقيق مع عدم قبولهم للأستقالة .
لذلك قررت تجميد نشاطاتي الحزبية لكي لا أكون شريكاً فيما يجري بين الرفاق.
وبعد مرور سنتين ونصف زار سكرتير الحزب اقليم كوردستان , حيث التقينا به وبعد إلحاح طويل من قبلي لمناقشة كل ماجرى في مكتب السليمانية .
تم اللقاء بوجود عضو اللجنة المركزية “عمر جعفر” و مسؤول المكتب “علي شمدين” .
وتناقشنا خلال اللقاء جميع التفاصيل، منذ بداية وصول علي شمدين الى السليمانية ووصولاً الى ترتيب اللقاء، ولم يتفوه او يعترض علي شمدين خلال النقاش على أي جملة, فقط تفوه بجملة واحدة وهي :(قد يكون أدائي جاء بشكل خاطئ) .
من جهته سكرتير الحزب ختم اللقاء بجملة وجهها لي قائلا:(انك أستطعت أن توقف هذه المهزلة , ولكنك لم تفعل).
عندها ايقنت ان جريمتي هي رفضي أن أكون شريكاًً ل(علي شمدين) في التغطية على اختلاسه استحقاقات الطلبة الدارسين في السليمانية، وبهذا النهج البعيد كل البعد عن الأخلاق المدنية والحزبية .
ولكي لا أدخل في متاهات علي شمدين وادعاءاته المتلاحقة قررت الابتعاد عن السليمانية لفترة سنة كاملة, الى أن جاء سكرتير الحزب مؤخراً إلى إقليم كردستان فالتقيت به عدة مرات دون ان نتعرض لأي موضوع داخلي , وتمت اللقاءات في اطار الاحترام المتبادل .
وعند مسائلتي له في اللقاء الأخير , هل لديه ما يمكن أن يناقشه معي؟ فرد علي بشكل مرتبك : كلا , اذهب الى عملك واتمنى لك الخير .
كان الجواب صدمة بالنسبة الي.
فالحزب غارق في كل هذه المشاكل والسكرتير يغني على ليلاه .
فعشرات الكوادر الحزبية يبتعدون عن الحزب فبئس الحياة عندما تفتقد فيها سمات جليلة , مليئة بالقيم النضالية ونكران الذات .
بئس الحياة عندما يتنكر الأخر جمال قيمك النضالية , كأنما يعيش في عالم أخر .
وختاماً أعلن للملأ ولرفاقنا في الحزب وللرأي العام الكردي:
أن حزبنا الذي كان ولا يزال مدرسة للقيم النضالية من أجل تحقيق أهداف شعبه يمر الآن بأزمة خانقة مردها مجموعة من الأشخاص الفاسدين الذين لاتهمهم سوى تحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة.
وهنا أناشد كل الرفاق والمخلصين أن لا يقفوا وقفة المتفرجين على كل مايجري داخل حزبنا وان لا يوافقوا على التمزيق والتفريق .
فالوقت لم ينتهي بنا للرجوع عن الأخطاء والعودة الى الصواب ..
كما أنني أضم صوتي إلى صوت الرفاق في حركة الإصلاح في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وأقف معهم في وقفتهم الشجاعة وبكل مايبذلونه من جهود ومساعي لتقويم مسار الحزب والحفاظ عليه موحداً قوياً
نعم يداً بيد إلى الإصلاح البيني , فبئس التشرذم والتكتلات المشبوهة، من أجل تحقيق مصالح تبعد كل البعد عن مصالح شعبنا وأمانيه .
فمن يتمسك بالقيم النضالية أقوى من كل المؤمرات , والحقيقة تبدو رمادية اللون في بداية ظهورها ولكن تسطع أنوارها عندما تنتفض من غبار المتاَمرين
عشتم وعاشت قضية شعبنا العادلة
المخلص لكم