توفيق عبد المجيد
كل صباح وبعد التحرر من آثار الليل الطويل ، وبعد التهيؤ لاستقبال اليوم الجديد وتنفيذ برنامجه حسب الإمكانات المتاحة ، كنت أقوم بجولة صباحية تصفحية لبعض المواقع الألكترونية ، ثم لأهم الصحف العالمية – طبعاً في رأيي الشخصي – فأعرج على صحيفة الشرق الأوسط لأقرأ لكتاب أرتاح لمقالاتهم وتحليلاتهم ، القريبة من وجهة نظري أو المتطابقة معها تماماً.
أول الكتاب الذين كنت أنتقل بسرعة إلى زاوية ” بروفايل الشرق الأوسط وأكثر المقالات طباعة ” لأرى آخر مقالاتهم كان الأستاذ صالح القلاب وعبد الرحمن الراشد وطارق الحميد وهم يستوقفونني بجاذبية شديدة لأقرأ لهم ، لكن ومع كل أسف لم تدم هذه الحالة فحرمت من تصفح ” الشرق الأوسط ” بعد أن دب العطب في برنامج ” فك الحجب ” الذي كان يساعدني كثيراً ويسهّل مهمتي ، ويجعل هذه الصحيفة وبعض المواقع الألكترونية الأخرى في متناول اليد لأحصل على ما أبحث عنه ، وأتمتع بقراءة مقالات بعينها ، ولا أدري هل يعود السبب إلى مشكلة فنية في ذلك البرنامج ؟ أم أن عدوى الحجب استطاعت أخيراً أن تصل إليه وتنال منه ، وتوقفه عند حده .
لكن الذي سهّل مهمتي وعوضني عن خسارتي لتلك الصحف والمواقع ، أن موقعاً كردياً مازال بعيداً عن أعين الحجب أو القرصنة الألكترونية ، نشر مشكوراً مقالة قيمة للأستاذ صالح القلاب وهو موقع welate me ولا أدري تاريخ نشر المقالة في صحيفة الشرق الأوسط ، لكنها نشرت يوم 25/6/2010 في الموقع المذكور.
ولما لم أعثر على رأي معقول وموضوعي وصريح في أهم أحداث المنطقة لسبب ما ربما خارج عن الإرادة ، ارتأيت ككاتب متواضع أن أقف أمام مقالة الأستاذ صالح القلاب الذي يكن له شعبنا الكردي كل التقدير والاحترام لمواقفه الصائبة والجريئة ، ولوقوفه إلى جانب قضية هذا الشعب المظلوم العادلة في أكثر من محطة بقوله اليوم (إنه غير جائز، بل وعيب ما بعده عيب، أن ينكر العرب وجود أمة كردية في الوقت الذي أمضوا فيه هم نحو قرن بأكمله وهم يناضلون من أجل تأكيد وجود أمتهم العربية ودورها الحضاري وحقها في إقامة دولتها الموحدة.
وأيضا فإنه غير جائز، وعيب ما بعده عيب، أن ينادي العرب بتحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة للشعب الفلسطيني وينكرون على أشقائهم الأكراد هذا الحق نفسه بإقامة دولتهم القومية الواحدة في كردستان العراق وفي كردستان الإيرانية التي شهدت للحظات كأنها الحلم ولادة دولة «مهاباد» في كردستان الإيرانية) .
كما وقفت منذ فترة على حادثة أسطول الحرية في مقالة سابقة لي موسومة بـ (قافلة الحرية من وجهة نظر كردية) بعد غياب رأي مستقل شبه تام لتحليل قريب من الواقع لحقيقة تلك الحادثة ، اللهم إلا بعض الكتابات الخجولة التي لم تخرج من دوامة الدوران حول النفس ، بل حاولت التكويع والمناورة لكي تساير الآراء والتحليلات الرسمية التي لم تخرج هي الأخرى بدورها عن دائرة الظاهرة الصوتية والحرب الكلامية عبر مكبرات الصوت ووسائل الإعلام والخطابات الحماسية ، وقد صنفت في وقتها ضمن خطابات الأربعينات أو الخمسينات من القرن الماضي ، ولا أدعي أنني كنت صائباً في وقفتي وتحليلي للحادثة ، ولكني أبديت وجهة نظري فقط في حادثة ساخنة وفي منطقة ملتهبة أشغلت الرأي العام العالمي ولا زالت تتفاعل .
واليوم وبكل جرأة ، وبكل موضوعية وحكمة ، يتصدى الأستاذ صالح القلاب لأولئك الذين مازالوا يقبعون في قعر التاريخ ، ويكررون معزوفة الماضي البعيد التي اشمأزت من سماعها الآذان ، ويرددون نفس العبارات والمصطلحات ، ويلصقون التهم جزافاً بالكرد (الجيب العميل) وكأنهم خارج الزمن ، وكأن الظروف لم تتغير ، والعالم مازال عالم الحرب الباردة ، والقطبين الوحيدين ، والآخر المختلف عنهم مازال تحت مجهر الاتهام ويوسم بالخيانة والعمالة ، ولم يتحرروا من تبعات “نظرية المؤامرة ” ومازالوا ينطلقون من ثقافة الماضي السحيق التي تغلغلت في نفوسهم وعظامهم حتى بلغت النخاع ، وظلوا أسرى له وهو يسحق أول صوت سلمي معارض في ” السقيفة ” ويصادر رأي الأنصار المخالف لأصحاب الرأي الأحادي الغالب وهم يطالبون بحق مشروع ، فكان سعد بن عبادة هو الضحية التي قتلتها ” الجن ” الذين استجابوا للمهاجرين بسرعة .
فتحية إلى الكتاب النخبة ذوي العقول الكبيرة والمتفتحة وهم يناقشون الأحداث بنظرة موضوعية ويصورون “فقاعة الحياة قبل أن تنفجر” ، من أولئك الذين تحرروا من عقد الماضي بكل سلبياته ، وهم يشخصون الداء ويرسمون طريق المستقبل لشعوب المنطقة لتصل إلى مصاف الشعوب الأخرى وفي طليعتهم الأستاذ صالح القلاب ، وعبد الرحمن الراشد ، وعبد المنعم الأعسم ، وطارق الحميد ، ومنذر الفضل ، ورشيد كرمه ، وكاظم حبيب الذي وصفه الأخ والصديق كفاح كريم بأنه ( النهر العراقي الذي لا ينبع من الشمال ليصب في أقصى الجنوب ، إنه النهر الذي ينبع من نبض كربلاء ليغمر جبال كردستان حباً وعشقاً ووفاء) ، وتحية أخرى إلى كل أعضاء التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ، وبقية الكتاب الذين لم أذكر أسماءهم ، لأنهم احتلوا مكاناً في القلب الكردي لا تقوى أعتى العواصف على زحزحتهم منه ، فنالوا بجدارة وسام الأخوة الحقيقة والإنسانية الرائعة ، واستحقوا على ذلك راحة الضمير ، وشكر أبناء الشعب الكردي .
26 حزيران 2010
ولما لم أعثر على رأي معقول وموضوعي وصريح في أهم أحداث المنطقة لسبب ما ربما خارج عن الإرادة ، ارتأيت ككاتب متواضع أن أقف أمام مقالة الأستاذ صالح القلاب الذي يكن له شعبنا الكردي كل التقدير والاحترام لمواقفه الصائبة والجريئة ، ولوقوفه إلى جانب قضية هذا الشعب المظلوم العادلة في أكثر من محطة بقوله اليوم (إنه غير جائز، بل وعيب ما بعده عيب، أن ينكر العرب وجود أمة كردية في الوقت الذي أمضوا فيه هم نحو قرن بأكمله وهم يناضلون من أجل تأكيد وجود أمتهم العربية ودورها الحضاري وحقها في إقامة دولتها الموحدة.
وأيضا فإنه غير جائز، وعيب ما بعده عيب، أن ينادي العرب بتحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة للشعب الفلسطيني وينكرون على أشقائهم الأكراد هذا الحق نفسه بإقامة دولتهم القومية الواحدة في كردستان العراق وفي كردستان الإيرانية التي شهدت للحظات كأنها الحلم ولادة دولة «مهاباد» في كردستان الإيرانية) .
كما وقفت منذ فترة على حادثة أسطول الحرية في مقالة سابقة لي موسومة بـ (قافلة الحرية من وجهة نظر كردية) بعد غياب رأي مستقل شبه تام لتحليل قريب من الواقع لحقيقة تلك الحادثة ، اللهم إلا بعض الكتابات الخجولة التي لم تخرج من دوامة الدوران حول النفس ، بل حاولت التكويع والمناورة لكي تساير الآراء والتحليلات الرسمية التي لم تخرج هي الأخرى بدورها عن دائرة الظاهرة الصوتية والحرب الكلامية عبر مكبرات الصوت ووسائل الإعلام والخطابات الحماسية ، وقد صنفت في وقتها ضمن خطابات الأربعينات أو الخمسينات من القرن الماضي ، ولا أدعي أنني كنت صائباً في وقفتي وتحليلي للحادثة ، ولكني أبديت وجهة نظري فقط في حادثة ساخنة وفي منطقة ملتهبة أشغلت الرأي العام العالمي ولا زالت تتفاعل .
واليوم وبكل جرأة ، وبكل موضوعية وحكمة ، يتصدى الأستاذ صالح القلاب لأولئك الذين مازالوا يقبعون في قعر التاريخ ، ويكررون معزوفة الماضي البعيد التي اشمأزت من سماعها الآذان ، ويرددون نفس العبارات والمصطلحات ، ويلصقون التهم جزافاً بالكرد (الجيب العميل) وكأنهم خارج الزمن ، وكأن الظروف لم تتغير ، والعالم مازال عالم الحرب الباردة ، والقطبين الوحيدين ، والآخر المختلف عنهم مازال تحت مجهر الاتهام ويوسم بالخيانة والعمالة ، ولم يتحرروا من تبعات “نظرية المؤامرة ” ومازالوا ينطلقون من ثقافة الماضي السحيق التي تغلغلت في نفوسهم وعظامهم حتى بلغت النخاع ، وظلوا أسرى له وهو يسحق أول صوت سلمي معارض في ” السقيفة ” ويصادر رأي الأنصار المخالف لأصحاب الرأي الأحادي الغالب وهم يطالبون بحق مشروع ، فكان سعد بن عبادة هو الضحية التي قتلتها ” الجن ” الذين استجابوا للمهاجرين بسرعة .
فتحية إلى الكتاب النخبة ذوي العقول الكبيرة والمتفتحة وهم يناقشون الأحداث بنظرة موضوعية ويصورون “فقاعة الحياة قبل أن تنفجر” ، من أولئك الذين تحرروا من عقد الماضي بكل سلبياته ، وهم يشخصون الداء ويرسمون طريق المستقبل لشعوب المنطقة لتصل إلى مصاف الشعوب الأخرى وفي طليعتهم الأستاذ صالح القلاب ، وعبد الرحمن الراشد ، وعبد المنعم الأعسم ، وطارق الحميد ، ومنذر الفضل ، ورشيد كرمه ، وكاظم حبيب الذي وصفه الأخ والصديق كفاح كريم بأنه ( النهر العراقي الذي لا ينبع من الشمال ليصب في أقصى الجنوب ، إنه النهر الذي ينبع من نبض كربلاء ليغمر جبال كردستان حباً وعشقاً ووفاء) ، وتحية أخرى إلى كل أعضاء التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ، وبقية الكتاب الذين لم أذكر أسماءهم ، لأنهم احتلوا مكاناً في القلب الكردي لا تقوى أعتى العواصف على زحزحتهم منه ، فنالوا بجدارة وسام الأخوة الحقيقة والإنسانية الرائعة ، واستحقوا على ذلك راحة الضمير ، وشكر أبناء الشعب الكردي .
26 حزيران 2010