تعقيب على رد حول مقالة «الكرد السوريون – ما الحل»

حسين عيسو

حين كتبت مقالتي قلت أن الردود ستكون نوعا من الاستهزاء من قبل بعض المستفيدين وأتباعهم حتى لا يَدَعوا مجالا لنا للتفكير في ما نعانيه من مآسي , وهذا ما حصل فعلا فبعد نشر المقال بلحظات كان الرد وكأنه كان ينتظر , لم أر فيه أي نقد لما ذهبت إليه وإنما كمحاولة لتشتيت ذهن القارئ بين ما كتبته والرد باتهامات بعيدة عن نص المقالة.

يعلم السيد ميم أو بشير , كما كتب اسمه بعد نشر مقالته ثم اكتشافه أن مقالة دون اسم حتى لو كان مستعارا لن يكون في مصلحة الكاتب “صفر” أو حتى الموقع الذي نحترمه “ولاته مه”
 وبما أن ما يكتب يعبر عن آراء أصحابها , فمن سيكون مسئولا عن مقالة بدون اسم , المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع لذا أسرع السيد ميم الى اضافة اسم بشير سليمان الى المقالة بعد نشرها , وهي عندي ما زالت غفلا من الاسم , ومع أني لست ضد من يكتب باسم مستعار , شرط أن تكون الرسالة ضد سلطة جائرة , لا ضد شخص ضعيف مثلي , انما لا يهم , فليكتب بأي اسم يشاء .

ماذا انتقد السيد ميم ولنقل بشير : قال أن قصدي هو الإساءة الى القائد الحزبي فلان ولمصلحة فلان , كي ينشروا لي في نشرتهم الحزبية , أود أن أذكر السيد ميم بأني لم أرغب يوما بنشر مقالاتي في أي نشرة حزبية , حتى لا يحسب ذلك علي , كوني إنسان مستقل برأيي , ولست تابعا لأحد , وأنتقد الحزب الفلاني اليوم وأكون مع رأيه غدا إذا رأيته صحيحا , وهذه عقيدتي كشخص لي رأي مستقل , مرة نشر لي مقال في نشرة أحد الأحزاب مع حذف بعض الكلمات فطلبت منهم فورا عدم نشر شيء لي بعد اليوم , وأصر بأنني لا أرغب أن ينشر لي في أي نشرة حزبية وأكرر ذلك لأنها ليست لمصلحتي , ولأني لست تابعا الا لرأيي , وهناك أكثر من موقع معروف طلبوا مني أن أكتب لهم بشكل خاص , رفضت ذلك , فقط لعلم السيد بشير؟ , أما بخصوص قائده الذي تغرب , لأنه كان مستهدفا في حياته , أرجو فقط أن لا يستغبينا السيد ميم , ويثبت لنا ذلك , مع علمي أن آخر مرة خرج فيها من البلد , لم يقل له أحد شيئا , سوى تصريح لا يجوز أن يدلي به قائد حزبي , ثم احترنا !!!, هل هو مستهدف , أم أنه يعاني من مرض عضال , فأي منها تريدنا أن نصدق , واذا كان مريضا , فلماذا عائلته كلها مقيمة ومجنسة هناك معه منذ أعوام , أذكر حين مرض المرحوم نذير مصطفى , لم يأخذ عائلته معه , فلماذا كل هذا الكذب والدجل علينا , أؤكد على وجوب إعطائنا اثباتا , ان كان قائدك قد تعرض لمحاولة اغتيال يوما , مع علمي أن زعيما كبيرا مثل المرحوم أوصمان صبري توفي وحيدا ولم يستهدف , وهذا ليس انقاصا من قيمة قادة أحزابنا الكردية , أو نظافة يد السلطة , وانما لأنها لا ترى في أحزابنا خصما يجب التخلص , الا قائدك , ان كان ذلك صحيحا فنرجو أن تقدم لنا الإثبات , والا فيجب أن تعتذر من الثلاثة ملايين كردي في سوريا لمحاولتك الاستهتار بعقولنا , والاستهتار الأكبر هو أنك حين فشلت في عملك الذي درست من أجله تحولت الى عمل كان المفروض فيه أن يكون إنسانيا ففرقت بين إنسان وآخر وسجلت بذلك نقطة في غير صلح أهلك , “سنناقشه بالتفصيل في ردي القادم شرط أن تكون جريئا وتكتب اسمك الصريح , لماذا تخاف وأنت لم تكتب ضد أحد غيري , وأنا أعرفك جيدا , أو نترك ذلك الى أن نلتقي يوما” , ألا يعتبر ذلك مخالفة لضميرك كما أرجو أن تعتذر عنه لنا نحن القراء .
حين ذكرت اللامبالاة قلت أنها أصابتنا بسبب عدم رؤية نور في آخر النفق , وهذا الكلام أذكره باستمرار أما بالنسبة لقراء مقالاتي اطمئن بأن مقالة “الكرد السوريون – الى أين” وحدها وفي موقع واحد هو “ولاتي مه” وصل عدد قرائها الى أكثر من مئتين وستين قارئا , عدا المواقع العديدة الأخرى التي نشرت مقالتي , ولكن قصدي الذي كان يجب أن تفهمه , هو الردود الناقدة لم أقول , لماذا لم ينتقدني أحد , ولماذا لا نستخدم النقد , لماذا لا ينتقد أحدنا أخطاء الآخر , لعلنا نصل الى حل لما نحن فيه من مصائب , “قد لا تحس بها أنت !!!”, والسبب كما قلت هو الإحباط , نعم يا سيدي “حلم اليقظة” هو أن تنتقل الى اللاواقع وبعيدا عن الواقع المأساوي , وقد يكون فيها فائدة حسب علم النفس , شرط ألا تصل الى مرحلة تصديق ما تحلم به , هنا يصبح مرضا لا بد من علاجه , لست منظّرا وإنما أنا واحد من هذا الشعب الذي عانى ويعاني من استهتارك وقائدك وأمثاله “لا أقصد الكل هنا” بعقولنا , ويجب أن يقف أمثالكم عند هذا الحد , أما بخصوص العلة فهي مجودة فينا جميعا , ولذا لا بد من البحث عن حل لمآسينا التي أغلبها وأكرر مرة أخرى من قيادات انتهازية استغلت دماءنا وآلامنا في سبيل مصالحها الرخيصة , ولن يكون هنالك حل مادام بيننا أتباع ومريدون , وحين ينتهي دور الطبالين سنكون على يقين أننا وصلنا الى الحقيقة .
آسف على الإطالة , مرة أخرى أخرجنا السيد ميم أو بشير من الموضوع الذي حاولت طرحه فنجح في ذلك , وهو المطلوب من مقاله للأسف , أكرر ما قلته في مقالتي , وأهيب بكل صاحب ضمير أن يقف أمام الواقع وينتقد ما نحن فيه بموضوعية وجرأة .
 وأخيرا أتمنى أن نجعل من النقد مهمة كل واحد منا .


الحسكة في 14/06/10

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…