أعتقد أن البارزاني التقى بأعضاء BDP(حزب السلام والديموقراطية) أيضاً .
يوضِّح البارزاني بوجوب مساندة AKP(حزب العدالة والتنمية) لأن مواقفه أكثر إيجابية من القضية الكردية مقارنة بالحكومات الأخرى ، ولهذا يجب مساندته .
ولكن التطورات الأخيرة أمام الأنظار ، حيث المداهمات والاعتقالات في الميدان .
كان يجب أن يُقال للبارزاني ؛ “إنكم في الحقيقة بقولكم هذا تُحرِجون AKP في هذا الموضوع ” ، فليس في الميدان حل وما إلى ذلك .
إن موقف البارزاني هذا لن ينفع AKP في شيء ، كما لن ينفع البارزانيين أيضاً ، فهؤلاء كانوا يأتون إليَّ في السابق ويطلعونني على صور الرؤوس المقطوعة قائلين لقد فعلوا كذا … وكذا ، وقد حذرتهم كثيراً ، والآن أيضاً أحذرهم ، فإن لم يفكروا بعقل سليم فسيحدث ما هو أسوأ ، ستحدث خمسون حلبجة أخرى ، فكيف لا يرون ذلك ؟ فمن قبل أوضحت أهمية الكونفراس أو المؤتمر الوطني مرات عديدة ، وقلت بالمبادئ النظرية الخمسة ومقترحاتي العملية الثلاث ، فيمكنهم أن يتخذوا ذلك أساساً ، فإن لم يعملوا على هذا الأساس فالمسؤولية على عاتقهم.
يوضِّح البارزاني بوجوب مساندة AKP(حزب العدالة والتنمية) لأن مواقفه أكثر إيجابية من القضية الكردية مقارنة بالحكومات الأخرى ، ولهذا يجب مساندته .
ولكن التطورات الأخيرة أمام الأنظار ، حيث المداهمات والاعتقالات في الميدان .
كان يجب أن يُقال للبارزاني ؛ “إنكم في الحقيقة بقولكم هذا تُحرِجون AKP في هذا الموضوع ” ، فليس في الميدان حل وما إلى ذلك .
إن موقف البارزاني هذا لن ينفع AKP في شيء ، كما لن ينفع البارزانيين أيضاً ، فهؤلاء كانوا يأتون إليَّ في السابق ويطلعونني على صور الرؤوس المقطوعة قائلين لقد فعلوا كذا … وكذا ، وقد حذرتهم كثيراً ، والآن أيضاً أحذرهم ، فإن لم يفكروا بعقل سليم فسيحدث ما هو أسوأ ، ستحدث خمسون حلبجة أخرى ، فكيف لا يرون ذلك ؟ فمن قبل أوضحت أهمية الكونفراس أو المؤتمر الوطني مرات عديدة ، وقلت بالمبادئ النظرية الخمسة ومقترحاتي العملية الثلاث ، فيمكنهم أن يتخذوا ذلك أساساً ، فإن لم يعملوا على هذا الأساس فالمسؤولية على عاتقهم.
في الحقيقة المسألة ليست مسألة “غزة” ، بل المسألة هي الألاعيب التي تحاك على كردستان ، وما غزة سوى قناع ، إنهم بغزة يتسترون عل الألاعيب الجارية على كردستان ، فالعاصفة تعصف بكردستان .
إنني أتطرق إلى أورفا من حين لآخر نظراً لأنها مثال نموذجي ، وأوضحها نظراً لأنني عارف بها ، فأورفا لوحدها تساوي مائة غزة ، حيث يُهجَّرعشرات الآلاف من الأطفال والنساء من أورفا يومياً إلى البحر الأبيض والبحر الأسود ، وكما قلت سابقاً يتم ترك هذه الأرض الخصبة بدون ماء وهي القادرة على إشباع عشرة ملايين ، وتفرض عليهم الهجرة كل يوم ، فما يعانيه هؤلاء الناس حيثما يذهبون أفظع من غزة بمائة ضعف .
أولاً أقول ؛ إسرائيل لن تستطيع العيش في هذه المنطقة من دون الأكراد ، فهي ستختنق .
وهي تسعى إلى مشروع لهذه الغاية منذ عشر سنوات ، فهي تدفع إلى تأسيس دويلة قومية صغيرة في الجنوب لأنها تشعر بالحاجة إلى ذلك .
وتركيا فهمت ذلك حديثاً ، وعندما فهم الذين يحكمون تركيا خطر هذا المشروع غضبوا كثيراً .
وثانياً يجب رؤية ما يلي ؛ أميريكا وإسرائيل اللتان كانتا تدعمان تركيا في إنكار وجود الأكراد وإبادتهم بدون قيد أو شرط حتى الآن ، تسحبان دعمهما هذا .
وهذا التحالف بين تركيا وسوريا وإيران ربما يتقوَّض الآن ، ولا أستطيع الجزم ، ولكن تعلمون أن رئيس الدولة السورية بشار الأسد في تصريحه في استانبول قال ؛ “الأمر غير ممكن بالإنكار ، بل يجب الاعتراف بهم” .
إن هذا مهم وربما هذا التحالف آخذ بالتصدع ، فإيران تنسحب ، وسوريا لن تنزلق إلى هذه اللعبة ، وهكذا سيلقون بكامل العبء على كاهل تركيا ، هذه هي المسألة الأساسية ، وغزة هي من أجل تغطية ذلك .
فمن قبل سمحوا لتركيا بالتحامل من أجل غزة وسمحوا لها بالتدخل ، ولكن لم يساندوها في حادث غزة الأخير هذا ، فقد اعتقد AKP أن الولايات المتحدة لن تساند إسرائيل ، ولكن حدث العكس ، وذلك هو سبب غضب غزة ، فقد انصدم AKP .
إنهم لم يتوقعوا ، فماذا سيفعلون غير ذلك ؟ فهم ليسوا في وضع شن حرب على إسرائيل .
وسيتململون في حادث غزة هكذا وبعد عدة تصريحات سيحصل التفاهم وينصاعون لإسرائيل .
ووجود العلم التركي فقط في زيارة البارزاني لأنقرا هي رسالة لإسرائيل ، حيث أنهم يقيِّمون البارزاني بالقول أنه يهودي .
إن رؤية الدولة هي أن البارزاني هو ممثل لإسرائيل .
فمثلما أجلست إسرائيل السفير التركي على مقعد منخفض ووضعت العلم الإسرائيلي فقط على الطاولة ، هؤلاء أيضاً وضعوا العلم التركي فقط رداً على إسرائيل ، فمثلما أهانت إسرائيل الأتراك يقوم الأتراك أيضاً بإهانة الأكراد في شخص البارزاني ، إن هذا أمر حدثَ عن وعي وإدراك .
أعتقد أن مراحل المؤامرة الأربع التي شرحتها في الأسبوع الماضي لاقت اهتماماً في الإعلام ، كما أن الإعلام اليميني أيضاً أبدى اهتماماً وتناوله كثيراً حسب كلام الرفاق .
قلت بإن لوبي الحرب سيُنهي أردوغان ، ويبدو حادث “قيليجداروغلو” هذا وكأنه جزء من هذا الأمر .
لقد تعرَّض الأرمن للإبادة العرقية الجسدية لأنهم عقلاء ، بينما تركوا الأكراد لحياة تترنح ظروفها بين الحيوان والإنسان ، فالأكراد مشتتون جداً ولا تنفع معهم الإبادة الجسدية ولهذا يطبقون عليهم الإبادة العرقية الثقافية والإبادة في الهوية ، ويفعلون ذلك كل يوم ، فهل بقي شعب لا يمارس التعليم بلغته الأم في هذا العصر ؟ فحتى القبائل في الأماكن النائية في أفريقيا تمارس التعليم بلغتها الأم ! فإذا كنتَ عاجزاً حتى عن التعبير عن ذلك في البرلمان ، وعن ممارسة سياسة هذا الأمر ، فكيف أشعر بالإحترام نحوك ؟ .
عليك أن تُخبِر البارزاني وتقول بأن الخطر كبير ، وعليك أن تلتقي به لعشرات بل ومئات المرات وتعقد الاجتماعات ، وتعرف ما بين يديك من قوة ، عليك أن تقول للبارزاني والطالباني بأن ما يجري ليس لصالحكم أيضاً ، حيث يجب أن يفهم البارزاني والآخرون أيضاً بأن الأمور لن تمضي بالجري وراء المصالح الصغيرة هكذا ولا يمكن تطوير سياسة لصالح الأكراد ، فبهذه المصالح الصغيرة ربما تُنقِذ اليوم ولكن غداً ستواجهك الكارثة ، وأنا أفكر أحياناً ؛ لماذا لا تسير الأمور ، ولماذا نمطهم هكذا ؟ أفكر في هذا كثيراً .
يقولون بأرسال هيئة على مدى شهور أو سنين ، بينما الآخرون يلتقون يومياً ، وأنتم لا تستطيعون الالتقاء فيما بينكم حتى مرة واحدة على مدى شهور وسنين ، أنا أغضب كثيراً ، والنتيجة التي توصلت إليها هي ؛ لا أعرف مدى ثقافة المثقف الكردي ، ولكن المثقف والسياسي الكردي يجهل طبيعته وهو ليس متسالماً مع طبيعته ، والأهم من ذلك أعتقد أنه يخاف من مواجهة طبيعته وواقعه ، أتوصل إلى هذه النتيجة ، وهذا الوضع يسفر عن شخصية إنفصامية هكذا .
أحد المفكرين الفرنسيين يقول بأن الرأسمالية ذاتها تسفر عن بروز شخصيات مصابة بالإنفصام ، ولكن ليس في كردستان رأسمالية متطورة ، وأنا لا أفهم كيف تظهر هذه الشخصيات المصابة بالإنفصام .
أكاديميات السياسة مهمة ، هم يقولون لا كوادر لدينا ، ثم يتباطأون إلى هذه الدرجة ، أنا لا أفهم ! لقد أنشأ AKP ما يقارب الثلاثمائة أكاديمية ، فلماذا أطالب بهذه الأكاديميات ؟ ناقشوا الأمر على المستوى المحلي ، وليناقشه المثقفون والمفكرون والسياسيون المحليون العارفون بهذا الموضوع ، وليناقشوه بكافة الأشكال وليأخذوا كافة الاحتمالات بعين الاعتبار ، وليتم انتاج السياسة هكذا ، فليس من وقت يمكن إضاعته ، فليستعجلوا .
أنا أسمي هذا بالمسار الدستوري الديموقراطي ، فليكثفوا أنشطتهم وليُنفذوها ، وليشتركوا مع القوى الديموقراطية الأخرى ضمن إطار الدستور الديموقراطي في أقرب وقت ، “فاليوم هو يوم السياسة العملية” .
أعتقد أن KCK استخدم نفس جملتي وقالوا ؛ “مقاومة تحقيق حرية حماية الوجود” ، إنهم في وضع الدفاع الفعَّال ، وأعتقد أنهم اتخذوا بعض القرارات وسيعلنونها على الرأي العام خلال عدة أيام .
هؤلاء يقولون الآن بأنهم سينفذون الحكم الذاتي الديموقراطي ، ذلك يعني أن لديهم عشرات بل ومئات التموقعات في كل مكان إبتداء من “آمانوس” إلى “كاجكار” ، لقد انتقدتهم في الماضي كثيراً ، حيث لم تكن حربهم على النمط الذي ارتأيته في أي وقت ، ولكن كان لديهم النمط الخاص بهم للحرب ، ووصلوا إلى هذه الأيام بنمطهم هذا .
فهم ربما لم يستطيعوا تطوير النمط الذي أردته أنا ولكنهم أثبتوا أنهم لن يُقهروا بنمط المقاومة التي طوروها بذاتهم .
“جواد أونيش” (معاون مستشار MIT سابقاً) يوضح بضرورة الالتقاء مع أوجالان وPKK و BDP من أجل حل القضية .
وأنا وجهتُ النداء مرات عديدة ، وكتبتُ الرسائل ، وأعطيتهم خارطة الطريق ولكن لا يتم إلقاء أية خطوة .
حسناً ، التشخيص صحيح ولكن ماذا سيحدث بعدها وكيف ستُحل ؟ إنهم لا يعرضون موقفاً ثابتاً ولا يلقون أية خطوة ولو صغيرة من أجل الحل ، لقد كتبتُ وأعطيتها كلها للدولة ، وقلت بأنه يمكن حلها هكذا … وهكذا ، وهاكم خريطة الطريق ولكن ليست هناك أية خطوة صغيرة ولا أية دلالة صغيرة على الحوار .
إن لدى المثقفين الليبراليين قناعة عامة بأن AKP سيحقق الحل .
كلا ، على العكس تماماً الذي يعرقل الحل هو AKP بالذات .
فهو خائف على نفسه ومشغول بهمه الخاص ولهذا السبب يريد حماية سلطته المهيمنة ، والتعديل الدستوري هذا يهدف إلى ذلك ولا علاقة له بالديموقراطية ، فلا علاقة لـAKP بالديموقراطية ، يجب فهم هذا الأمر بشكل جيد .
فمثلما قام CHP(حزب الشعب الجمهوري) بتغيير الدستور بعد 1921 وعَبَرَ إلى دستور 1924 واستمر بهيمنته على مدى ثمانين عاماً ، يريد AKP أن يفعل ذلك منذ 2002 ، أي يريد أن يقوم في ثماني سنوات بما أراد CHP القيام به في ثمانين عاماً ، مما يعني أن AKP يُقلّد CHP بشكل سيء .
لقد تطرقتُ إلى مصطفى كمال من أجل ما يلي ؛ إنه كان في تحالف مع الأكراد فيما بين 1916 ـ 1924 ، وقلت بأن دستور 1921 كان مختلفاً نسبياً لهذا السبب ، فقد كانت هناك بعض المواد الديموقراطية في ذلك الدستور ، كالحكم الذاتي ، ولكن فاتت هذه الفرصة أيضاً .
كل الدساتير التي جاءت بعد 1921 بما في ذلك الدستور الراهن هي دساتير الانقلابات ، فبعد أن تمت محاصرة مصطفى كمال من جانب الرأسمال اليهودي والانكليز والقضاء على نفوذه ، تأسست هيمنة CHP بدستور 1924 ، وفي عام 2002 تولى AKP هذه الهيمنة ، والاستمرار بسلطة الهيمنة غير ممكن سوى بالفاشية ، وهذا ما يقوم به AKP .
وعندما يفعل ذلك فهو يحصل على دعم الرأسمال الذي يتخذ من قونية ـ قيصري مركزاً والرأسمال العربي السعودي كرأسمالية العولمة ، أي يبقى الجوهر كما هو ويتم تغيير الشكل فقط .
أنا حتى الآن كنت أقول بأن البيروقراطية الأوليغارشية هي العقبة أمام الحل ، والآن أسمي ذلك بالأوليغارشية السياسية ، وأنا لا أستخدم الأوليغارشية السياسية بمعنى السلطة فقط ، بل أضم إليها المعارضة السياسية أيضاً ، فهم أيضاً مسؤولون عن هذا التوجه .
عندما ننظر إلى التعديلات الدستورية فلا نجد فيها أي محتوى ديموقراطي ، وليس فيه أي تطور بشأن الأكراد ، بل حتى ليس فيها الحد الأدنى من الظروف الديموقراطية ، فقد كان إزالة حاجز عشرة بالمائة والديموقراطية الداخلية في الحزب بمثابة خطوة ، فحتى تلك الخطوة لم يستطيعوا إلقاءها .
أي لم يتم إلقاء أية خطوة من أجل الحل ، فقد عرقل AKP الحل منذ البداية .
ففي عام 2001 ـ 2002 كنا على وشك الحل ، فقد كان “أجويد”(رئيس وزراء راحل) يريد الحل ، حيث جاؤوا من طرف أجويد وهيئة الأركان والتقينا ، وقطعنا مسافة كبيرة بحيث وصلنا إلى عتبة الحل تماماً ، وكان سيُستصدرُ عفو وما شابه ذلك ، وفي هذا السياق تماماً دخل لوبي الحرب على المسار ، وقاموا بتحييد أجويد ، وفي السياق نفسه قام الإتحاد الأوروبي بالإعلان عن PKK تنظيماً إرهابياً .
هؤلاء الذين لم يعلنوا عن PKK كإرهابي على مدى حربه لعشرين سنة ، أعلنوا إرهابيته عندما دخل في مسار السلام والحل تماماً .
هذا الأمر لم يكن بالصدفة ، لقد كان في وقت وصلت فيه الأمور إلى عتبة الحل ، وكان سيُستصدر العفو ، ولكنهم حولوه إلى عفو عن المجرمين العدليين .
لقد انسحب MHP(حزب الحركة القومية) من الحكومة بهدف عرقلة المسار ، فقد خنع MHP لهذه السياسات الإمبريالية ، بل وتحرك باسم الإمبريالية .
كما قالوا لـ”كيفيريكوغلو”(رئيس هيئة الأركان حينذاك) ؛ “إنك تقوم بأعمال من دون إعلامنا بها” ، كما قاموا بمحاولة لإغتياله في قبرص ، ففي تلك الفترة كانت هناك إرادات للحل سواء في الدولة أو في الجيش ولكن لوبي الحرب عرقلها .
مع مجيء AKP إلى السلطة انقطعت اللقاءات بشأن الحل تماماً .
ثم قمت بكتابة رسائل إلى “غول” عندما كان رئيساً للوزارة ، وإلى أردوغان فيما بعد .
وقلت “ما دامت قواتنا في الخارج ومادامت مرحلة وقف الإشتباك سارية ، لنقم بحل هذا الأمر” ، ولكنهم لم يهتموا .
وبعدها تطور مسار الأول من حزيران كما تعلمون ، فلو انصاع AKP للحل لما أستطاع الجيش أن يكون عقبة .
إن AKP سلطة سياسية .
أنتَ السلطة السياسية والجيش سيفعل ما تطلبه لأن المسؤولية السياسية تقع على عاتقك ، وعندما لا تقوم السلطة السياسية بمهامها ولا تلعب دورها ، فإن الجيش سيفعل ما يحلو له .
إن AKP متفاهم مع الجيش في موضوع الاستمرار في اللاحل ، فقد توافقا على أساس “لا تتدخل في شؤوني وأنا لن أتدخل في موضوع تحاملك على الأكراد” .
ولنأتِ إلى يومنا ، إذا لم يأتِ مسار الحوار والحل فسيأتي الإشتباك التركي ـ الكردي الذي يريدونه ، وليس هناك من يدرك هذا الخطر .
والآن أنا أشبه هذا الأمر بما تمت معايشته في روسيا عام 1918 ، وبما تمت معايشته في فرنسا بعد عام 1789 أي في أعوام 1791 من فترات الحرب الداخلية .
معلوم أن دماء كثيرة سالت هناك في فترات الحرب الداخلية تلك .
فيمكن أن يتعمق الاشتباك التركي ـ الكردي .
وأنا أقوم بمتطلبات مهمتي التاريخية وأحذر الجميع .
إذا استمرت الأوضاع هكذا وهم يقولون بالحكم الذاتي الديموقراطي أصلاً ، ويقولون بأننا سننفذ ذلك ، والخطوة التالية لذلك قد تفتح المجال أمام المسار الدموي الذي يؤدي إلى الإعلان عن كردستان شبه المستقلة بعد الحصول على دعم كل من سوريا وإيران والقوى الأخرى ، وستُهدر دماء كثيرة ، ويموت أناس كثيرون ، فهاهم يقولون أن لدينا مليون جندي ونحن أقوياء ويمكننا الانتصار ، وربما ينتصرون ، ولكنني أعرف PKK .
إنه سيقاوم ولا يُقهر .
ولكن هذا ليس خياري .
فأنا كنت قد قلت بالجمهورية الديموقراطية والأمة الديموقراطية والوطن الديموقراطي والدستور الديموقراطي .
فخياري هو الحل الدستوري الديموقراطي دون إراقة الدماء .
فالحل هي النقطة التي سيتم الوصول إليها في نهاية المآل حتى ولو أريقت دماء كثيرة .
فالحل سيكون الغالب .
وأنا أجهد من أجل تحقيق الحل من دون كل هذه المعاناة ودون إراقة كل هذه الدماء .
ولهذا أقول للمنتمين إلى BDP أن يكثفوا من أنشطتهم بشأن الدستور الديموقراطي ، وأن يلتقوا بالجميع في هذا الإطار ، فيمكنهم عقد التحالف في موضوع الدستور الديموقراطي مع كل من يتصرف بشكل مبدئي ضمن إطار الدستور الديموقراطي ، فإذا انصاع AKP لهذا الأمر فليكن معه ، وإذا انصاع CHP لهذا الأمر فليكن معه ، بل حتى يمكن مع MHP على أساس المبادئ إذا كان مهتماً بالمبادئ .
سيكون ذلك تشبيهاً فظاً ولكنني أشبه الوضع القائم بعلاقة الزواج ، إنها علاقة زوجية إلى درجة أنه يتم تنفيذ كل ما يطلبه الزوج ، إنه يضرب من الصباح إلى المساء ولا يصدر صوت المرأة .
فلا فائدة حتى للرجل من مثل هذا الزواج ، لأنه يصيبه بالبلادة ، كما لن تكون هناك طمأنينة في بيت تُضرب فيه المرأة كل يوم ، فإما أن لا تعترض على هذا الزواج وتبقى خانعاً ، وإما أن تقوم بما يتطلبه الرفض إذا لم تقبله .
أحيي حركة المرأة ، عليهن عدم الإنشغال بي فأنا سأحافظ على صحتي رغم كل الصعوبات وأتمنى لهن النجاح في أنشطتهن .
هناك الرسائل الآتية من السجون ، من سجن باتمان ، ومن سجن آديامان ، ومن سجن أولتو في أرضروم ، ومن سجن ألبيستان ، ومن سجون كريكاله وتكيرداغ وأديرنه ودياربكر وسجن كالكاندره في ريزه ، وسجن كريكلار في إزمير ومن سجون أخرى عديدة .
أبعث إليهم جميعاً بتحياتي فرداً فرداً .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في باتمان ودنيزلي .
تحياتي إلى الجميع .
طابت أيامكم .
إنني أتطرق إلى أورفا من حين لآخر نظراً لأنها مثال نموذجي ، وأوضحها نظراً لأنني عارف بها ، فأورفا لوحدها تساوي مائة غزة ، حيث يُهجَّرعشرات الآلاف من الأطفال والنساء من أورفا يومياً إلى البحر الأبيض والبحر الأسود ، وكما قلت سابقاً يتم ترك هذه الأرض الخصبة بدون ماء وهي القادرة على إشباع عشرة ملايين ، وتفرض عليهم الهجرة كل يوم ، فما يعانيه هؤلاء الناس حيثما يذهبون أفظع من غزة بمائة ضعف .
أولاً أقول ؛ إسرائيل لن تستطيع العيش في هذه المنطقة من دون الأكراد ، فهي ستختنق .
وهي تسعى إلى مشروع لهذه الغاية منذ عشر سنوات ، فهي تدفع إلى تأسيس دويلة قومية صغيرة في الجنوب لأنها تشعر بالحاجة إلى ذلك .
وتركيا فهمت ذلك حديثاً ، وعندما فهم الذين يحكمون تركيا خطر هذا المشروع غضبوا كثيراً .
وثانياً يجب رؤية ما يلي ؛ أميريكا وإسرائيل اللتان كانتا تدعمان تركيا في إنكار وجود الأكراد وإبادتهم بدون قيد أو شرط حتى الآن ، تسحبان دعمهما هذا .
وهذا التحالف بين تركيا وسوريا وإيران ربما يتقوَّض الآن ، ولا أستطيع الجزم ، ولكن تعلمون أن رئيس الدولة السورية بشار الأسد في تصريحه في استانبول قال ؛ “الأمر غير ممكن بالإنكار ، بل يجب الاعتراف بهم” .
إن هذا مهم وربما هذا التحالف آخذ بالتصدع ، فإيران تنسحب ، وسوريا لن تنزلق إلى هذه اللعبة ، وهكذا سيلقون بكامل العبء على كاهل تركيا ، هذه هي المسألة الأساسية ، وغزة هي من أجل تغطية ذلك .
فمن قبل سمحوا لتركيا بالتحامل من أجل غزة وسمحوا لها بالتدخل ، ولكن لم يساندوها في حادث غزة الأخير هذا ، فقد اعتقد AKP أن الولايات المتحدة لن تساند إسرائيل ، ولكن حدث العكس ، وذلك هو سبب غضب غزة ، فقد انصدم AKP .
إنهم لم يتوقعوا ، فماذا سيفعلون غير ذلك ؟ فهم ليسوا في وضع شن حرب على إسرائيل .
وسيتململون في حادث غزة هكذا وبعد عدة تصريحات سيحصل التفاهم وينصاعون لإسرائيل .
ووجود العلم التركي فقط في زيارة البارزاني لأنقرا هي رسالة لإسرائيل ، حيث أنهم يقيِّمون البارزاني بالقول أنه يهودي .
إن رؤية الدولة هي أن البارزاني هو ممثل لإسرائيل .
فمثلما أجلست إسرائيل السفير التركي على مقعد منخفض ووضعت العلم الإسرائيلي فقط على الطاولة ، هؤلاء أيضاً وضعوا العلم التركي فقط رداً على إسرائيل ، فمثلما أهانت إسرائيل الأتراك يقوم الأتراك أيضاً بإهانة الأكراد في شخص البارزاني ، إن هذا أمر حدثَ عن وعي وإدراك .
أعتقد أن مراحل المؤامرة الأربع التي شرحتها في الأسبوع الماضي لاقت اهتماماً في الإعلام ، كما أن الإعلام اليميني أيضاً أبدى اهتماماً وتناوله كثيراً حسب كلام الرفاق .
قلت بإن لوبي الحرب سيُنهي أردوغان ، ويبدو حادث “قيليجداروغلو” هذا وكأنه جزء من هذا الأمر .
لقد تعرَّض الأرمن للإبادة العرقية الجسدية لأنهم عقلاء ، بينما تركوا الأكراد لحياة تترنح ظروفها بين الحيوان والإنسان ، فالأكراد مشتتون جداً ولا تنفع معهم الإبادة الجسدية ولهذا يطبقون عليهم الإبادة العرقية الثقافية والإبادة في الهوية ، ويفعلون ذلك كل يوم ، فهل بقي شعب لا يمارس التعليم بلغته الأم في هذا العصر ؟ فحتى القبائل في الأماكن النائية في أفريقيا تمارس التعليم بلغتها الأم ! فإذا كنتَ عاجزاً حتى عن التعبير عن ذلك في البرلمان ، وعن ممارسة سياسة هذا الأمر ، فكيف أشعر بالإحترام نحوك ؟ .
عليك أن تُخبِر البارزاني وتقول بأن الخطر كبير ، وعليك أن تلتقي به لعشرات بل ومئات المرات وتعقد الاجتماعات ، وتعرف ما بين يديك من قوة ، عليك أن تقول للبارزاني والطالباني بأن ما يجري ليس لصالحكم أيضاً ، حيث يجب أن يفهم البارزاني والآخرون أيضاً بأن الأمور لن تمضي بالجري وراء المصالح الصغيرة هكذا ولا يمكن تطوير سياسة لصالح الأكراد ، فبهذه المصالح الصغيرة ربما تُنقِذ اليوم ولكن غداً ستواجهك الكارثة ، وأنا أفكر أحياناً ؛ لماذا لا تسير الأمور ، ولماذا نمطهم هكذا ؟ أفكر في هذا كثيراً .
يقولون بأرسال هيئة على مدى شهور أو سنين ، بينما الآخرون يلتقون يومياً ، وأنتم لا تستطيعون الالتقاء فيما بينكم حتى مرة واحدة على مدى شهور وسنين ، أنا أغضب كثيراً ، والنتيجة التي توصلت إليها هي ؛ لا أعرف مدى ثقافة المثقف الكردي ، ولكن المثقف والسياسي الكردي يجهل طبيعته وهو ليس متسالماً مع طبيعته ، والأهم من ذلك أعتقد أنه يخاف من مواجهة طبيعته وواقعه ، أتوصل إلى هذه النتيجة ، وهذا الوضع يسفر عن شخصية إنفصامية هكذا .
أحد المفكرين الفرنسيين يقول بأن الرأسمالية ذاتها تسفر عن بروز شخصيات مصابة بالإنفصام ، ولكن ليس في كردستان رأسمالية متطورة ، وأنا لا أفهم كيف تظهر هذه الشخصيات المصابة بالإنفصام .
أكاديميات السياسة مهمة ، هم يقولون لا كوادر لدينا ، ثم يتباطأون إلى هذه الدرجة ، أنا لا أفهم ! لقد أنشأ AKP ما يقارب الثلاثمائة أكاديمية ، فلماذا أطالب بهذه الأكاديميات ؟ ناقشوا الأمر على المستوى المحلي ، وليناقشه المثقفون والمفكرون والسياسيون المحليون العارفون بهذا الموضوع ، وليناقشوه بكافة الأشكال وليأخذوا كافة الاحتمالات بعين الاعتبار ، وليتم انتاج السياسة هكذا ، فليس من وقت يمكن إضاعته ، فليستعجلوا .
أنا أسمي هذا بالمسار الدستوري الديموقراطي ، فليكثفوا أنشطتهم وليُنفذوها ، وليشتركوا مع القوى الديموقراطية الأخرى ضمن إطار الدستور الديموقراطي في أقرب وقت ، “فاليوم هو يوم السياسة العملية” .
أعتقد أن KCK استخدم نفس جملتي وقالوا ؛ “مقاومة تحقيق حرية حماية الوجود” ، إنهم في وضع الدفاع الفعَّال ، وأعتقد أنهم اتخذوا بعض القرارات وسيعلنونها على الرأي العام خلال عدة أيام .
هؤلاء يقولون الآن بأنهم سينفذون الحكم الذاتي الديموقراطي ، ذلك يعني أن لديهم عشرات بل ومئات التموقعات في كل مكان إبتداء من “آمانوس” إلى “كاجكار” ، لقد انتقدتهم في الماضي كثيراً ، حيث لم تكن حربهم على النمط الذي ارتأيته في أي وقت ، ولكن كان لديهم النمط الخاص بهم للحرب ، ووصلوا إلى هذه الأيام بنمطهم هذا .
فهم ربما لم يستطيعوا تطوير النمط الذي أردته أنا ولكنهم أثبتوا أنهم لن يُقهروا بنمط المقاومة التي طوروها بذاتهم .
“جواد أونيش” (معاون مستشار MIT سابقاً) يوضح بضرورة الالتقاء مع أوجالان وPKK و BDP من أجل حل القضية .
وأنا وجهتُ النداء مرات عديدة ، وكتبتُ الرسائل ، وأعطيتهم خارطة الطريق ولكن لا يتم إلقاء أية خطوة .
حسناً ، التشخيص صحيح ولكن ماذا سيحدث بعدها وكيف ستُحل ؟ إنهم لا يعرضون موقفاً ثابتاً ولا يلقون أية خطوة ولو صغيرة من أجل الحل ، لقد كتبتُ وأعطيتها كلها للدولة ، وقلت بأنه يمكن حلها هكذا … وهكذا ، وهاكم خريطة الطريق ولكن ليست هناك أية خطوة صغيرة ولا أية دلالة صغيرة على الحوار .
إن لدى المثقفين الليبراليين قناعة عامة بأن AKP سيحقق الحل .
كلا ، على العكس تماماً الذي يعرقل الحل هو AKP بالذات .
فهو خائف على نفسه ومشغول بهمه الخاص ولهذا السبب يريد حماية سلطته المهيمنة ، والتعديل الدستوري هذا يهدف إلى ذلك ولا علاقة له بالديموقراطية ، فلا علاقة لـAKP بالديموقراطية ، يجب فهم هذا الأمر بشكل جيد .
فمثلما قام CHP(حزب الشعب الجمهوري) بتغيير الدستور بعد 1921 وعَبَرَ إلى دستور 1924 واستمر بهيمنته على مدى ثمانين عاماً ، يريد AKP أن يفعل ذلك منذ 2002 ، أي يريد أن يقوم في ثماني سنوات بما أراد CHP القيام به في ثمانين عاماً ، مما يعني أن AKP يُقلّد CHP بشكل سيء .
لقد تطرقتُ إلى مصطفى كمال من أجل ما يلي ؛ إنه كان في تحالف مع الأكراد فيما بين 1916 ـ 1924 ، وقلت بأن دستور 1921 كان مختلفاً نسبياً لهذا السبب ، فقد كانت هناك بعض المواد الديموقراطية في ذلك الدستور ، كالحكم الذاتي ، ولكن فاتت هذه الفرصة أيضاً .
كل الدساتير التي جاءت بعد 1921 بما في ذلك الدستور الراهن هي دساتير الانقلابات ، فبعد أن تمت محاصرة مصطفى كمال من جانب الرأسمال اليهودي والانكليز والقضاء على نفوذه ، تأسست هيمنة CHP بدستور 1924 ، وفي عام 2002 تولى AKP هذه الهيمنة ، والاستمرار بسلطة الهيمنة غير ممكن سوى بالفاشية ، وهذا ما يقوم به AKP .
وعندما يفعل ذلك فهو يحصل على دعم الرأسمال الذي يتخذ من قونية ـ قيصري مركزاً والرأسمال العربي السعودي كرأسمالية العولمة ، أي يبقى الجوهر كما هو ويتم تغيير الشكل فقط .
أنا حتى الآن كنت أقول بأن البيروقراطية الأوليغارشية هي العقبة أمام الحل ، والآن أسمي ذلك بالأوليغارشية السياسية ، وأنا لا أستخدم الأوليغارشية السياسية بمعنى السلطة فقط ، بل أضم إليها المعارضة السياسية أيضاً ، فهم أيضاً مسؤولون عن هذا التوجه .
عندما ننظر إلى التعديلات الدستورية فلا نجد فيها أي محتوى ديموقراطي ، وليس فيه أي تطور بشأن الأكراد ، بل حتى ليس فيها الحد الأدنى من الظروف الديموقراطية ، فقد كان إزالة حاجز عشرة بالمائة والديموقراطية الداخلية في الحزب بمثابة خطوة ، فحتى تلك الخطوة لم يستطيعوا إلقاءها .
أي لم يتم إلقاء أية خطوة من أجل الحل ، فقد عرقل AKP الحل منذ البداية .
ففي عام 2001 ـ 2002 كنا على وشك الحل ، فقد كان “أجويد”(رئيس وزراء راحل) يريد الحل ، حيث جاؤوا من طرف أجويد وهيئة الأركان والتقينا ، وقطعنا مسافة كبيرة بحيث وصلنا إلى عتبة الحل تماماً ، وكان سيُستصدرُ عفو وما شابه ذلك ، وفي هذا السياق تماماً دخل لوبي الحرب على المسار ، وقاموا بتحييد أجويد ، وفي السياق نفسه قام الإتحاد الأوروبي بالإعلان عن PKK تنظيماً إرهابياً .
هؤلاء الذين لم يعلنوا عن PKK كإرهابي على مدى حربه لعشرين سنة ، أعلنوا إرهابيته عندما دخل في مسار السلام والحل تماماً .
هذا الأمر لم يكن بالصدفة ، لقد كان في وقت وصلت فيه الأمور إلى عتبة الحل ، وكان سيُستصدر العفو ، ولكنهم حولوه إلى عفو عن المجرمين العدليين .
لقد انسحب MHP(حزب الحركة القومية) من الحكومة بهدف عرقلة المسار ، فقد خنع MHP لهذه السياسات الإمبريالية ، بل وتحرك باسم الإمبريالية .
كما قالوا لـ”كيفيريكوغلو”(رئيس هيئة الأركان حينذاك) ؛ “إنك تقوم بأعمال من دون إعلامنا بها” ، كما قاموا بمحاولة لإغتياله في قبرص ، ففي تلك الفترة كانت هناك إرادات للحل سواء في الدولة أو في الجيش ولكن لوبي الحرب عرقلها .
مع مجيء AKP إلى السلطة انقطعت اللقاءات بشأن الحل تماماً .
ثم قمت بكتابة رسائل إلى “غول” عندما كان رئيساً للوزارة ، وإلى أردوغان فيما بعد .
وقلت “ما دامت قواتنا في الخارج ومادامت مرحلة وقف الإشتباك سارية ، لنقم بحل هذا الأمر” ، ولكنهم لم يهتموا .
وبعدها تطور مسار الأول من حزيران كما تعلمون ، فلو انصاع AKP للحل لما أستطاع الجيش أن يكون عقبة .
إن AKP سلطة سياسية .
أنتَ السلطة السياسية والجيش سيفعل ما تطلبه لأن المسؤولية السياسية تقع على عاتقك ، وعندما لا تقوم السلطة السياسية بمهامها ولا تلعب دورها ، فإن الجيش سيفعل ما يحلو له .
إن AKP متفاهم مع الجيش في موضوع الاستمرار في اللاحل ، فقد توافقا على أساس “لا تتدخل في شؤوني وأنا لن أتدخل في موضوع تحاملك على الأكراد” .
ولنأتِ إلى يومنا ، إذا لم يأتِ مسار الحوار والحل فسيأتي الإشتباك التركي ـ الكردي الذي يريدونه ، وليس هناك من يدرك هذا الخطر .
والآن أنا أشبه هذا الأمر بما تمت معايشته في روسيا عام 1918 ، وبما تمت معايشته في فرنسا بعد عام 1789 أي في أعوام 1791 من فترات الحرب الداخلية .
معلوم أن دماء كثيرة سالت هناك في فترات الحرب الداخلية تلك .
فيمكن أن يتعمق الاشتباك التركي ـ الكردي .
وأنا أقوم بمتطلبات مهمتي التاريخية وأحذر الجميع .
إذا استمرت الأوضاع هكذا وهم يقولون بالحكم الذاتي الديموقراطي أصلاً ، ويقولون بأننا سننفذ ذلك ، والخطوة التالية لذلك قد تفتح المجال أمام المسار الدموي الذي يؤدي إلى الإعلان عن كردستان شبه المستقلة بعد الحصول على دعم كل من سوريا وإيران والقوى الأخرى ، وستُهدر دماء كثيرة ، ويموت أناس كثيرون ، فهاهم يقولون أن لدينا مليون جندي ونحن أقوياء ويمكننا الانتصار ، وربما ينتصرون ، ولكنني أعرف PKK .
إنه سيقاوم ولا يُقهر .
ولكن هذا ليس خياري .
فأنا كنت قد قلت بالجمهورية الديموقراطية والأمة الديموقراطية والوطن الديموقراطي والدستور الديموقراطي .
فخياري هو الحل الدستوري الديموقراطي دون إراقة الدماء .
فالحل هي النقطة التي سيتم الوصول إليها في نهاية المآل حتى ولو أريقت دماء كثيرة .
فالحل سيكون الغالب .
وأنا أجهد من أجل تحقيق الحل من دون كل هذه المعاناة ودون إراقة كل هذه الدماء .
ولهذا أقول للمنتمين إلى BDP أن يكثفوا من أنشطتهم بشأن الدستور الديموقراطي ، وأن يلتقوا بالجميع في هذا الإطار ، فيمكنهم عقد التحالف في موضوع الدستور الديموقراطي مع كل من يتصرف بشكل مبدئي ضمن إطار الدستور الديموقراطي ، فإذا انصاع AKP لهذا الأمر فليكن معه ، وإذا انصاع CHP لهذا الأمر فليكن معه ، بل حتى يمكن مع MHP على أساس المبادئ إذا كان مهتماً بالمبادئ .
سيكون ذلك تشبيهاً فظاً ولكنني أشبه الوضع القائم بعلاقة الزواج ، إنها علاقة زوجية إلى درجة أنه يتم تنفيذ كل ما يطلبه الزوج ، إنه يضرب من الصباح إلى المساء ولا يصدر صوت المرأة .
فلا فائدة حتى للرجل من مثل هذا الزواج ، لأنه يصيبه بالبلادة ، كما لن تكون هناك طمأنينة في بيت تُضرب فيه المرأة كل يوم ، فإما أن لا تعترض على هذا الزواج وتبقى خانعاً ، وإما أن تقوم بما يتطلبه الرفض إذا لم تقبله .
أحيي حركة المرأة ، عليهن عدم الإنشغال بي فأنا سأحافظ على صحتي رغم كل الصعوبات وأتمنى لهن النجاح في أنشطتهن .
هناك الرسائل الآتية من السجون ، من سجن باتمان ، ومن سجن آديامان ، ومن سجن أولتو في أرضروم ، ومن سجن ألبيستان ، ومن سجون كريكاله وتكيرداغ وأديرنه ودياربكر وسجن كالكاندره في ريزه ، وسجن كريكلار في إزمير ومن سجون أخرى عديدة .
أبعث إليهم جميعاً بتحياتي فرداً فرداً .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في باتمان ودنيزلي .
تحياتي إلى الجميع .
طابت أيامكم .
9 حزيــــــــــران 2010