أمجد عثمان
amjad_ib@hotmail.com
amjad_ib@hotmail.com
قبل عامين وفي ظرف مشابهٍ تماماً لظرفه المتأزم حالياً، زار السيد عبد الحميد درويش إقليم كوردستان العراق في محاولة للتغطية على ما جرى في اجتماع المجلس العام للتحالف، وما نسب إليه في حينه من تهكم على القيادات الكوردية في كلٍ من أربيل والسليمانية.
وبرغم أن زيارته الحالية استهلت بالمشاركة في افتتاح أعمال المؤتمر الثالث للإتحاد الوطني الكوردستاني الذي أتمنى أن تكلل أعماله بالنجاح، لكن لا يمنع أنها تندرج في ذات السياق السابق إذا ما استوعبنا أن القيادات الكوردستانية باتت ورغم انشغالاتها على دراية بأية أزمة تنشب داخل البيت السياسي الكوردي في سوريا.
ومن ناحية أخرى فإن الرجل شعر بعزلة وبضغوطات كثيرة مؤخراً بدءاً من انهيار التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا وخسارته لحلفاء الأمس، وفشل اجتماع “جولبستان” الذي دعا إليه كل من السيد عبد الحميد درويش وحليفه الوحيد حزب الوحدة الديمقراطي في إطار إعلانهما عن التحضير لعقد مؤتمر وطني كردي وتأسيس المرجعية الكردية، وانكفاء المستقلين، ولاحقاً بقاء كل من الحزب الديمقراطي التقدمي وحليفه خارج دائرة الإعلان عن تأسيس المجلس السياسي الكردي، ومؤخراً الإعلان عن “حركة الإصلاح” في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي ومطالبتها باستقالة السكرتير عبد الحميد درويش بناءً على اتهامها له بالفساد، وبالتأسيس على ما سبق فإن حاجته لزيارة الإقليم باتت مفهومة إذا أخذنا في الاعتبار أيضاً أن فتوراً ما يهدد علاقته بالكثير من أصدقائه في أوساط القوى الديمقراطية والوطنية في الساحة السورية ممثلة بإعلان دمشق بعد حملة الاعتقالات التي طالت معظمهم، ولعل هذا ما يفسر التصريح الأخير لرئيس حزب الوحدة الديمقراطي السيد “إسماعيل عمر” حين قال بأن “إعلان دمشق موجود، لكنه يعاني من صعوبات شأنه في ذلك شأن باقي أحزاب المعارضة السورية” فهي بهذا من باب التغطية على فشل إعلان دمشق عموماً من ناحية ومن ناحية أخرى هي محاولة لإشغال أكبر مساحة ممكنة من الفراغ الذي تركه عبد الحميد درويش وبالتالي لعب أدواراً أهم في أوساط القوى العربية جرّاء انشغال درويش بأزماته الخاصة.
لكن ما هي الأبعاد الأكثر أهمية من مسألة التغطية والتي يمكن استشفافها من نوعية هكذا زيارات إلى إقليم كردستان العراق؟
إن ولادة “حركة الإصلاح” التي أثارت العديد من مسائل الفساد داخل الحزب، قد أحرجت السيد عبد الحميد درويش لا فيما يتعلق بأصدقائه في إقليم كردستان وحسب بل وداخل حزبه وأمام رفاقه أيضاً، وهو يحاول ترميم الصورة من خلف الحدود وبين أصدقائه في إقليم كردستان وبالتالي يرمي إلى شرعنة إجراءاته إزاء رفاقه في الحزب، وبمعنىً أكثر دقة فهو من خلال زجه للإتحاد الوطني الكردستاني في غمار مشهدي الأزمة والعزلة اللذين يعيشهما السيد حميد يهدف إلى اختطاف العملية الإصلاحية، وسواء أنجح أم لا فالزيارة تبقى في حدود الآليات الممكن استثمارها إعلامياً للتأثير على أعضاء حزبه واستمالتهم فيما يخص مشكلة الإصلاح التي يواجهها منذ شهور.
بإمكاننا إذاً قراءة زيارته لإقليم كردستان في سياق حالة من حالات الإستقواء بالخارج والبحث عن الشرعية خلف الحدود، لكن أليس البحث عن الشرعية خلف الحدود كالضرب في حديد بارد؟
ربما أكثر ما واجهته حركة الإصلاح من انتقادات كان ذلك النقد “الضيعجي” الذي تشدق أصحابه بجدلية الإصلاح من الداخل والإصلاح من الخارج واستحالة المطالبة بالإصلاح خارج (حدود) الحزب، فهل بات واضحاً لهم الآن مفهوم الداخل والخارج في مقام وتقييم هذه الحدود وتصنيفاتها؟
السيد عبد الحميد درويش كما هو معروف عنه تربطه علاقات وصداقات قديمة بالقيادات الكردية في كردستان العراق لكن حسب ما يبدو فقد دخل مرحلة استهلاك لما تبقى من تلك الصداقات عوضاً عن تجديدها وتوسيع دائرتها، إثر تكرار الأزمات التي مر بها خلال السنوات القليلة الماضية كما ذكرت أعلاه.
لكن ما هي الأبعاد الأكثر أهمية من مسألة التغطية والتي يمكن استشفافها من نوعية هكذا زيارات إلى إقليم كردستان العراق؟
إن ولادة “حركة الإصلاح” التي أثارت العديد من مسائل الفساد داخل الحزب، قد أحرجت السيد عبد الحميد درويش لا فيما يتعلق بأصدقائه في إقليم كردستان وحسب بل وداخل حزبه وأمام رفاقه أيضاً، وهو يحاول ترميم الصورة من خلف الحدود وبين أصدقائه في إقليم كردستان وبالتالي يرمي إلى شرعنة إجراءاته إزاء رفاقه في الحزب، وبمعنىً أكثر دقة فهو من خلال زجه للإتحاد الوطني الكردستاني في غمار مشهدي الأزمة والعزلة اللذين يعيشهما السيد حميد يهدف إلى اختطاف العملية الإصلاحية، وسواء أنجح أم لا فالزيارة تبقى في حدود الآليات الممكن استثمارها إعلامياً للتأثير على أعضاء حزبه واستمالتهم فيما يخص مشكلة الإصلاح التي يواجهها منذ شهور.
بإمكاننا إذاً قراءة زيارته لإقليم كردستان في سياق حالة من حالات الإستقواء بالخارج والبحث عن الشرعية خلف الحدود، لكن أليس البحث عن الشرعية خلف الحدود كالضرب في حديد بارد؟
ربما أكثر ما واجهته حركة الإصلاح من انتقادات كان ذلك النقد “الضيعجي” الذي تشدق أصحابه بجدلية الإصلاح من الداخل والإصلاح من الخارج واستحالة المطالبة بالإصلاح خارج (حدود) الحزب، فهل بات واضحاً لهم الآن مفهوم الداخل والخارج في مقام وتقييم هذه الحدود وتصنيفاتها؟
السيد عبد الحميد درويش كما هو معروف عنه تربطه علاقات وصداقات قديمة بالقيادات الكردية في كردستان العراق لكن حسب ما يبدو فقد دخل مرحلة استهلاك لما تبقى من تلك الصداقات عوضاً عن تجديدها وتوسيع دائرتها، إثر تكرار الأزمات التي مر بها خلال السنوات القليلة الماضية كما ذكرت أعلاه.
لعلي من المتفاجئين بعقلية السيد عبد الحميد درويش تلك العقلية التي تجهد دونما ملل في إدانة الضحية، فيدين المعتصمين ويدين المتظاهرين ويدين ببراعة المعتقل السياسي خصوصاً إذا ما كان من رفاقه، حتى الشهداء يمكنه إدانتهم إذا لزم الأمر وسيبدأ بلا شك عقب جلسة افتتاح المؤتمر الثالث للإتحاد الوطني الكردستاني مهمته في إدانة المبعدين من حزبه وإدانة المطالبين بالإصلاح، لكن إن كنتُ أحد الذين غرهم السراب يوماً ما، فهل يغرّنّ اليوم أحد؟.