الدولة التركية تحارب الكرد من عدة جبهات

الدكتور احمد رسول

ان هذا الخطاب موجه الى جميع الأحزاب الكردستانية وقياداتها بدون استثناء, بالأخص في كردستان العراق: الاعتماد على النفس هو السبيل الوحيد للوصول الى الحق.

الصداقة عبارة عن مصالح, فإذا انتهت المصالح, تنتهي الصداقة, وينقلب الصديق الى عدو

ان الدولة التركية مصممة على رفضها حل المسألة الكردية سلميا, واجراء المفاوضات مع حزب العمال, وحركة حرية كردستان, والإقرار بالعملية السياسية الديمقراطية في موقفها تجاه القضية الكردية.

الدولة التركية ترى في اعترافها بحركة حرية كردستان تعني الاعتراف بالهوية الكردية, والحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي, وهذا يفرض عليها تغيير في الدستور التركي وتثبيت ذلك فيه, ويعني توفير الضمان الدستوري للحقوق الديمقراطية للأكراد
ان رفض الدولة التركية الحوار والمفاوضات مع حزب العمال وزعيمه عبدالله اوجلان, واتهامه بالمنظمة الإرهابية, هو رفض قطعي لحل الأزمة السياسية مع الكرد, فبدلا من احياء السلام وانهاء العمليات العسكرية, تقوم باستخدام العنف والقمع والاعتقالات, وتقود حرب الإبادة والتصفية متعددة الجوانب ضد الكرد لفرض الاستسلام عليهم وسلب ارادتهم , وهي تتعامل مع القضية الكردية بإزدواجية المعايير , فمن طرف تطرح برنامج الافتتاح الديمقراطي على الكرد, ومن طرف آخر تصعد المعركة العسكرية والامنية والسياسية ضد مؤسسات المجتمع الكردي, والتآمر على حياة الزعيم الكردي عبد الله اوجلان داخل المعتقل الانفرادي, ان كان عن طريق الاكل والشرب, أو بواسطة مواد مشعة وسامة في الحجرة الجديدة
الدولة التركية التي تقودها حزب العدالة والتنمية مصممة على الحرب كخيار  للقضاء على الوجود القومي للشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان, وبالأخص قوات حماية الشعب وحركة حرية كردستان, لانها ترى فيهم الخطر على مصالحها, ليس فقط في تركيا فحسب بل في الاجزاء الاخرى من جغرافية كردستان, والسبب الآخر ان الدولة التركية تدرك جيدا بأن حزب العمال وحركة حرية كردستان هما الضمان الوحيد والاكيد لنصرة القضية الكردية في كردستان تركيا التي بدورها تشكل العمق الاستراتيجي للاجزاء الاخرى وتعلم ايضا بأن قوات حماية الشعب مخلصة وأمينة لأهدافها وادائها في العمل النضالي الكردستاني, وتجسد استمرارية الحركة التحررية.

ان الدولة التركية تدرك ثمن السلم والديمقراطية, وهي غير مستعدة لدفع هذا الثمن, لان هذا الثمن هو نهاية العسكر ولثورة أردوغان الصامتة, واعتراف بحقوق الشعب الكردي.

ومن هذا المنطلق تحشد تركيا جميع طاقاتها بشتى الوسائل, على الصعيد الكردستاني والاقليمي والدولي لاقصاء حزب العمال من الميدان العسكري والسياسي والاعلامي وعزله عن الشعب الكردي, ومن هذا الموقف قررت محاربة الكرد من جميع الجهات ومحاور عديدة
  اولا: المحور العسكري: ان الجيش التركي حول كردستان الشمال الى ساحة حرب, حيث يسود الاحكام العرفية وحالة الطوارئ, مع انتشار رجال الامن والجندرمة وحراس القرى عملاء الدولة التركية, في المدن والقرى الكردية, ان هذه الحالة أصبحت معلقة على ارض كردستان اكثر من 25 ـ عاما.

هناك تقديرات اولية بوجود اكثر من 200 ألف عسكري تركي تشترك في الحرب القذرة ضد الكرد, وكأنها حرب اقليمية, في الفترة الاخيرة اعلنت قوات الجيش التركي ان احد عشر منطقة جبلية مناطق مغلقة, ومنعت المواطنين الكرد من الدخول اليها, وهي مؤشرات تدل على توسيع العمليات العسكرية ضد الكرد .

ان الجيش التركي يقوم بالتهجير القسري لسكان القرى, بحجة انها ساحة حرب على الكردستاني, ولكن الهدف هو التغيير الديموغرافي لسكان المنطقة.

ان المؤسسة العسكرية والدولة التركية متفقتان على قتل الكرد واختطافهم واعتقالهم وتعذيبهم وتهجيرهم وحرق قراهم.

ان السياسة العنصرية بقديمها وجديدها بماضيها وحاضرها لن تتغير تجاه مخطط صهر الكرد في البوتقة الاتاتوركية, ولكن الكرد صامدون امام هذا المخطط في اعتمادهم على ارادتهم وقوة حزب العمال وتضحيات قوات حماية الشعب واخلاص حركة حرية كردستان
ان الاتفاقيات الثنائية العسكرية والامنية والاستخباراتية مع كل من ايران, وسوريا, والعراق, وتطوير تحالفهم تشير الى مدى تفاهمهم في التصدي ضد الشعب الكردي في جميع اجزاء كردستان, وتآمرهم على الحركات الكردية التحررية وحتى على كردستان العراق.

هناك اتفاق فيما بينهم بتطويق حركة حرية كردستان وقوات حماية الشعب في المناطق الجبلية, وفرض حصار تمويني وعسكري عليهم, وقصفهم ارضا وجوا للقضاء عليهم, وفي هذا الاطار أكد الرئيس السوري استعداد بلاده لتقديم جميع انواع الدعم لتركيا في مجال مكافحة الارهاب والتصدي لحزب العمال الكردستاني ثم قال: ان تركيا لا يمكنها اقرار الارهاب او قبوله, ومن الضروري العمل على انهائه, مؤكدا على ذلك في تصريحه لجريدة الصباح التركية بأن سوريا تجري مناورات عسكرية مشتركة مع تركيا وان جيشي البلدين يتحركان بشكل مشترك وحتى مناطق شمال العراق.

ان هذا الموقف يذكرنا بدخول الجيش البعثي السوري والجيش التركي الى كردستان العراق لمواجهة الثورة الكردية آنذاك, بقيادة الزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني, فأحرقوا القرى الكردية وقتلوا الابرياء نساءا ورجالا واطفال
ان سيد الموقف في الوقت الراهن هو ارهابية هذه الدول في مشاريعها ومخططاتها العدوانية ضد الشعب الكردي, بدون استثناء جزء عن آخر .

حتى تكمل الدولة التركية الحلقة المخططة لها في تطويق اقوى قوة ثورية كردية في جبال قنديل, لجأت الى اسلوب المراوغة والمناورات السياسية مع القيادات الكردية في كردستان العراق لاستقطابهم في تفعيل المؤامرة
ثانيا : المحور السياسي:  تحاول الدولة التركية اظهار الصداقة والنية الطيبة تجاه المؤسسات الرسمية في اقليم العراق, تمهيدا لتقسيم الكرد الى فئة صالحة مسالمة تعمل في اطار المصلحة , وفئة ضالة ارهابية تطالب بالسلم والديمقراطية وانهاء الحرب, وللتأكيد على ذلك قدم الرئيس التركي غول دعوة رسمية الى الرئيس العراقي جلال الطالباني, هذا وكانت الحكومة التركية قد دعت في وقت سابق رئيس الاقليم مسعود البارزاني لزيارة الى انقرة.


يقول المراقبون والمحللون السياسيون :  ان الهدف من هاتين الدعوتين  الموجهتين  الى الرئيسين هو أن المباحثات  ستتركز حول حملة الحرب التركية المعلنة ضد حركة حرية كردستان وقوات حماية الشعب, والمحاولات المبذولة لتوريط الاقليم في هذه الحملة
على العموم هناك خلاف في الرأي والموقف بين الرئيسين تجاه حزب العمال الذي يقود الحركة التحررية في تركيا

ان موقف رئيس الاقليم ايجابية حول حل المسألة الكردية سياسيا في تركيا, حيث اكد على ان الحوار هو الحل الصحيح ولا يمكن حلها بالعنف والتجاهل, واذا ارادت الحكومة التركية ان تحلها سلميا, عليها ان تدعو ممثلي الشعب الكردي بدون استثناء, اي ممثلي الكفاح المسلح ايضا, ومن اقواله المعروفة: لاعودة للاقتتال الداخلي وانه يقف ضد تلك التوجهات والايحاءات.

ان الشعب الكردي في جميع اجزاء كردستان ينتظر من رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني تبني ما تعهد به في محادثاته مع الحكومة التركية خلال زيارته لانقرة

اما موقف رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني من الحركة الكردية وحزب العمال سلبي لاقصى الحدود, ويتبين ذلك في اعطائه منذ فترة بعيدة وقبيل زيارته الغير رسمية لانقرة, تصريحا خطيرا ومهينا ومجحفا بحق الشعب الكردي والقيادة الكردية في كردستان تركيا لجريدة حريت التركية, هذا التصريح الذي لا مكان له على ارض كردية, ولا ارضية له بين المجتمع الكردي.

يقول في تصريحه: متهما فيه حزب العمال الكردستاني بالارهابي ولم يكتفي بذلك بل زاده اساءة حسب ما نقلت الجريدة: ان محاربة الدولة التركية حاليا هو خيانة للشعب الكردي, دون مراعاة لمشاعر هذا الشعب في كردستان الشمال وفي عموم كردستان وهو يقدم في هذه الحالة شهادة حسن سلوك لحكومة أردوغان.

ومن هذا الموقع لا يتوقع الشعب الكردي ان تكون هذه الزيارة لتركيا ايجابية لصالح الكرد بل انها ستخدم مطامح تركيا
  الهدف من الحرب السياسية الحالية للدولة التركية ضد الكرد, هو فرض الاستسلام والابادة السياسية, وسلب ارادتهم الحرة, وهي تقود معركة تصفوية لقادة وسياسيي وكوادر حزب المجتمع الديمقراطي المنحل, وحزب السلام  والديمقراطية.

هناك اكثر من1500 معتقل سياسي في السجون التركية منذ عام دون تقديمهم للمحاكمة, اضافة الى ذلك المختطفين من ناشطي الكرد وقتل الصحفيين
ان ما يريده أردوغان هو ابعاد الكرد عن المعركة الانتخابية, واشغالهم بالحرب السياسية, انه يريد الحصول على الاغلبية المطلقة في البرلمان القادم على حساب الكرد, ليحقق طموحاته وهدفه في الوصول الى رئاسة الجمهورية, وهو يمهد الطريق من الآن بتغيير الدستور التركي, والمؤسسة القضائية لصالح حزبه, حتى يتمكن بحرية التصرف للسلطة والتمهيد في التفرد في حكم تركيا, وليكون آخر الباشوات العثمانيين للاسلام السياسي التركي في المنطقة, وهذا ما يقصد اردوغان من ثورته الصامتة
هناك الكثير من الحوادث المبرمجة في الاختطاف والاغتصاب والاعتداء الجسدي على النساء والاطفال, وهي في تزايد مستمر , وهناك المئات من أطفال وشباب الكرد في السجون التركية يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي, وفي المدارس الداخلية حيث يجري ابعاد الاطفال عن اهلهم وارضهم , وهذا يتم بشكل منظم ومخطط,, والهدف من وراء ذلك هو الابادة العرقية والانتقام من حركة حرية كردستان  والاكراد
والمؤامرة الاخرى هي عقد معاهدات ثنائية مع كل من سوريا وايران.

ففي سوريا تجري الاعتقالات الكيفية لناشطي الكرد وكوادر الاحزاب الوطنية على قدم وساق, يتعرضون لابشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي, الاستخبارات السورية التركية المشتركة تبحث عن عناصر حزب العمال وتعتقلهم وتسلمهم للدولة التركية.

هناك القتل الجماعي بالرصاص الحي للابرياء من ابناء شعبنا في احتفالاتهم بالعيد الوطني نوروز , كما حصل في الرقة وعفرين وسابقا في القامشلي, ناهيك عن قتل المجندين الكرد في الخدمة الالزامية .

في ايران يتعرض الكرد لابشع انواع الاضطهاد والاهانة والقمع الارهابي في ظل النظام الملالي القمعي المتطرف هذا النظام الذي لا اخلاق ولا ضمير له, لا يملكون الرحمة في قلوبهم سوى الحقد والكراهية للقوميات الاخرى.

النظام الملالي المجرم اعدم مؤخرا خمس عناصر  من ابطال ومناضلي حزب الحياة الحرة الكردي, وسمم آخرين عن طريق المأكولات, واقدم على قصف القرى الكردية في كردستان العراق مع اضرار جسيمة في الارواح والاموال والاملاك, وهو يريد الآن نقل المعركة الى كردستان ايران, لالهاء المعارضة والتغطية على سياستها الداخلية الظالمة, كما تفعل تركيا في تمشيط ارض كردستان الشمال وقصف القرى الكردية في اقليم الجنوب
ثالثا: المحور الاقتصادي الدولة التركية تحارب الكرد في جميع المجالات بخيرات ارض كردستان, وتسلح جيشها وقطعان حراس القرى والجندرمة ورجال الامن والاستخبارات بموارد واموال الشعب الكردي.

ان ارض كردستان غنية بالمعادن وببترولها الاسود وبترولها الابيض  لذلك نرى ان الدولة التركية تستغل هذه الامكانيات الضخمة من المخزون البترولي وطاقة المياه الكبيرة في ارض الكرد, لصالح ميزانية الدولة ورفاهية الاتراك, فقامت ببناء السدود بعشرات المليارات من الدولارات, في اشراكها بالرأسمال الاوروبي والامريكي والاسرائيلي وبهذا الاسلوب تمارس الضغط على هذه الدول لمعاداة الحركة الكردية التحررية في كردستان تركيا, وفي نفس الوقت تهدد سوريا والعراق بقطع المياه عنهما, وتضعهما تحت الامر الواقع, وهو محاربة الكرد بالتعاون معها في الاجزاء الاربع من كردستان.

ان حرق القرى الكردية ( اكثر من 3500 قرية ) وتهجير اهلها يدخل في اطار هذا المشروع لابعاد الكرد عن ارضهم واسكان الاتراك في المنطقة.

ارض كردستان غنية وشعبها يعيش في الفقر  والجهل والمرض ولم يبقى امام الكرد سوى الوحدة والتضامن والنضال المستميت والمستمر الى حين ان يكونوا الاصحاب الحقيقيون لخيرات بلدهم
رابعا: المحور الثقافي والحضاري للمجتمع الكردي  : ان من اولويات الدولة التركية في هذا المحور , هي القضاء على اللغة الكردية وابعاد الكرد عن لغتهم وثقافتهم , ومحو تاريخ وتراث حضارتهم القديمة في ميزوبوتاميا .ان حكومة أردوغان تعتمد في الابادة الثقابية بتطبيق مشروع فصل اطفال الكرد عن اهلهم  في المدارس الابتدائية, وادخالهم مدارس داخلية لفرض اللغة والثقافة التركية عليهم  اضافة الى ذلك تقديم كل من يدرس اللغة الكردية الى المحاكم او ادخالهم السجون.

ان ديماغوغية اردوغان العنصرية ظهرت في الميدان السياسي  في محادثاته بأنقرة مع المستشارة الالمانية, بخصوص دراسة اللغة التركية للجالية في المانيا وهو يقول: ان الذي لا يتعلم لغة الام لا يستطيع ان يتعلم لغة اخرى, والذي ينكر اصله, يرتكب خطيئة.

في الوقت نفسه يمنع الكرد من تعلم لغتهم ويرفض الاعتراف بالهوية الكردية, ولكن الكرد يجاوبونه: حتى لا نرتكب خطيئة, سوف نناضل وندافع عن الهوية الكردية وعن لغة الام الكردية لأنهما تمثلان كرامة ووجود شعبنا, ونعمل من اجل تطوير لغتنا واستخدامها في كل مجالات الحياة الاجتماعية
اما السياسة التركية الرامية الى طمس الحضارة الكردية وتخريب طبيعة كردستان وتغييرها وتهديد اهالي القرى بالرحيل بحجة بناء السدود وفتح الطرق تستهدف غمر الآثار والتاريخ الكردي تحت المياه, لذلك لا بد من توسيع الفعاليات بشتى الوسائل, واللجوء الى العمل السياسي والاعلامي على الصعيد الكردستاني والاقليمي والدولي, لمنع الدولة التركية من تنفيذ مشروعه الاجرامي ولاجل حماية هذه الآثار
الدولة التركية لا تتراجع عن الحرب كخيار للقضاء على حركة حرية كردستان وحزب العمال الكردستاني, واستعمالها لكل الاسلحة الفتاكة دون رادع اخلاقي, وهي مصممة للقضاء على اللغة الكردية وحضارة الكرد وثقافتهم, وتشارك في مخططها كل من ايران وسوريا والشوفينية العراقية المتطرفة, وبعض الجهات الكردية العميلة لها, ان هذا المخطط لا يقتصر فقط ضد كردستان الشمال وانما موجه لضرب الحركة الكردية التحررية في جميع اجزاء كردستان بما في ذلك كردستان العراق
على المجتمع الكردي في الاجزاء الاربع من كردستان بكل فئاته الساسية والمنظمات المدنية والحزبية والمؤسسات الثقافية بغض النظر عن مبادئها ومعتقداتها وايديولوجياتها بالوحدة والتضامن والتفاهم والتماسك في اطار الديمقراطية, بالتصدي لهؤلاء الذين جعلوا من انفسهم حلفاء في سياساتهم المعادية للكرد

23 ـ 5 ـ 010
 * طبيب ومحلل سياسي ـ المانيا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف إنَّ إشكالية العقل الأحادي تكمن في تجزئته للحقائق، وتعامله بانتقائية تخدم مصالحه الضيقة، متجاهلاً التعقيدات التي تصوغ واقع الشعوب. هذه الإشكالية تطفو على السطح بجلاء في الموقف من الكرد، حيث يُطلب من الكرد السوريين إدانة حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وكأنهم هم من جاؤوا به، أو أنهم هم من تبنوه بإجماع مطلق. الحقيقة أن “ب ك ك”…

شيروان شاهين سوريا، الدولة ذات ال 104 أعوام البلد الذي كان يومًا حلمًا للفكر العلماني والليبرالي، أصبح اليوم ملعبًا للمحتلين من كل حدب وصوب، من إيران إلى تركيا، مرورًا بكل تنظيم إرهابي يمكن أن يخطر على البال. فبشار الأسد، الذي صدع رؤوسنا بعروبته الزائفة، لم يكتفِ بتحويل بلاده إلى جسر عبور للنفوذ الإيراني، بل سلمها بكل طيبة خاطر…

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…