مهام ملحّة واستحقاقات برسم الإنجاز..! بعد خمسة أعوام من انطلاقة المشروع السياسي والجماهيري أين يقف منه (حزب آزادي الكوردي) ؟…

عبد الرحمن آﭘو

ليس بخافٍ الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا الكوردي في غرب كوردستان؛ ومعاناته المزدوجة في جانبيه الوطني والقومي , , من جهة, وجملة السياسات الإنكارية والعدائية التي بلغت أوجّها والمنافية لأبسط مبادئ حقوق الإنسان… والشرائع المتّبعة, وسلكت سلوكاً غاية في القسوة والشراسة؛ يمارس بالضد من إرادة الشعب الكوردي جهاراً…! من قبل النظام الاستبدادي,… والحالة السياسية والتنظيمية التي تمثّلها الحركة التحررية الوطنية الكوردية, والتي استطاعت إلى حدٍّ ما تلبية جانب مهم من برنامجها النضالي, وآمال الجماهير الكوردية (ترتيب البيت الكوردي), و أن لا سبيل إلاّ الوحدة والاتحاد – واعتماد الحوار وقبول الآخر باعتبارهما سمتين من سمات العصر)
و تمثّلت تلك العناوين في الإعلان التاريخي عن ” المجلس السياسي الكوردي في سوريا” بتاريخ 31/12/2009م والذي ضمّ تحت لوائه تسعة أحزاب كوردية, لتمثّل الغالبية العظمى لأطرافه المؤمنة بنهج “الكوردايتي” و كخطوة مهمة على طريق إنجاز المؤتمر الوطني الكوردي وصولاً إلى المرجعية الكوردية المنشودة التي تمثّل وحدة القرار والعمل الكوردي المنظّم كآلية لتحقيق طموحات وأهداف شعبنا الكوردي في الحريّة والانعتاق…  وعند الحديث عن ” آزادي” كأحد المؤسسين للمجلس السياسي؛ و خاصةً نحن على أعتاب الذكرى الخامسة لانطلاقته؛ لا بدّ من التطرّق إلى التاريخ الفعلي لميلاد أول تنظيمٍ سياسي في غرب كوردستان في 14/6/ 1957م لأنه ” آزادي ” الامتداد الطبيعي لذلك التاريخ المشرّف ولنهج الكوردايتي, والممثّل الحقيقي لروح الخامس من آب 1965م والمعبّر عن الآمال الحقيقة لجماهير شعبنا الكوردي, وقد رافق مسيرة الحزب منذ ميلاده 1957 ومروراً بانطلاقته التصحيحية الأولى في” الخامس من آب 1965″ وحتّى انطلاقته الثانية في”21/5/2005م الكثير من المحطّات الهامة والمصيرية؛ شابتها حزمة من الصدمات؛ لكنّها لم تكن إلى حدّ القصم, أو الفناء؛ بل كانت بمثابة الترياق أو البلسم في مسيرته ؛ ليعاود من جديد وبفعالية أقوى وتصميمٍ أكبر على متابعة النضال التحرّري والوطني؛ يقيناً منه أنّ الوطن السوري ومنذ قرابة الخمسة عقود قد تحوّل إلى سجنٍ كبير يمارس فيه كلّ المحرّمات بحقّ الشعب السوري بكلّ مكوناته من ” عرب, وكورد, وآثوريين” وأنّه الدريئة الأكبر و الأكثر في تلقّي طلقات الخصم, وخناجر الغدر, والمدافع الأمين والمعبّر الحقيقي عن أهداف شعبنا, وقضيته العادلة و المشروعة باعتبارها قضية أرض وشعب له كلّ الحق في تقرير مصيره بنفسه أسوةً بشعوب العالم على قاعدة الاتحاد الاختياري الحر, وجعلها فوق كلّ اعتبار وفي اللحظة التي كانت الساحة الكوردية تشهد مزيداً من حالة التشرذم والضعف الاحتقان والتمرّد على المرير القائم , تجاه ما آلت إليها الحالة السياسية الكوردية المتمثّلة بالحركة التحّررية الكوردية منذ التأسيس؛ شكّلت الحافز الأهم لانطلاقة آزادي أواخر ربيع 21/5/2005 كاستجابة ملحّة , وضرورة مهمة للفعل النضالي الكوردي, وكحاملة موضوعية نحو لمّ الشمل, واستحقاق نضالي ضمن مسيرة شعبنا وحركتنا و ما يتطلّبه الوضع الكوردي من استحقاقاتٍ مستقبلية في الأمد القريب , وخاصّةً بعد انتفاضة شعبنا الأبي في 12/آذار/2004 واعتبارها محطّة تاريخية مهمّة في مسيرة شعبنا الشاقة , أتى آزادي كخطوة وحدوية رائدة ليس بديلاً لأحد بل كعامل زخم ورافد مهم للحركة التحرّرية الكوردية في غرب كوردستان , وهمزة وصل فاعلة بين الميلاد , ومرحلة ما بعد الانتفاضة وقد أدرك آزادي تماماً المعادلة الجديدة سواء المتعلقة بالوضع القومي الكوردي أو بالوضع الوطني ودلالاته المستجدة , أو وضع النظام وجملة ممارساته المقلقة والتصعيدية الخطيرة تجاه الشعب السوري عموماً وخاصّةً شعبنا الكوردي وصولاً إلى درجة القتل العمد , وشنّ حملات الاعتقال العشوائية المستمرّة وبوتيرة مخيفة والتي استهدفت شخصيات سياسية تاريخية من الصف الأوّل وخاصّةً من حـزب آزادي قيادةً وقواعد (الأستاذ مصطـفى جمعة القائم بأعمال سكرتير الحزب, ورفيقيه القياديين المناضلين سعدون شيخو, ومحمّد سعيد العمر والذي يعيش وضعاً صحيّاً صعباً للغاية , وكذلك رفاق الحزب الذين اعتقلوا وبشكلٍ جماعي بتاريخ 19/8/2007 في مدينة عفرين كلٌّ من الأخوة الأستاذ المناضل جهاد عبدو , والأخ المناضل عبد القادر أحمد , والأخ الأستاذ صالح عبدو , والأخ المناضل حسين محمّد, وغيرهم , وكذلك استهداف الحركة الوطنية الكوردية بالدرجة الأساس سياسياً وتنظيمياً دليلٌ على مضي النظام في سياساته العنصرية ومحاولاته البائسة للنيل من إرادة وحقّ شعبنا الكوردي , وممثليّه الحقيقيين  ولا يجب أن ننسى أنّ الشعب الكوردي ككل هو الآن مستهدفٌ بالدرجة الأولى وفي الصميم..)  وكذلك استهدافه لرموز وشخصيات كوردية , كما حصل مع الشيخ الشهيد العلاّمة محمّد معشوق الخزنوي , الذي اختطف في 10/5/2005 ومن ثمّ قتله تحت التعذيب.
دلّت تجربة آزادي ومنذ انطلاقتها في 2005 كتجربة وحدوية رائدة, والالتفاف الجماهيري الواسع حولها بما هي تجربة أثبتت ذاتها في الميدان العملي بتضحيات رفاقنا عبر المسيرة التي دعت إليها مباشرة بعد انطلاقتها في أقلّ من شهر في مدينة قامشلو بمناسبة استشهاد الشيخ الجليل محمّد معشوق الخزنوي؛ والتلبية الجماهيرية لها والتي فاقت التصوّرات, حيث أخذ آزادي – كمشروع سياسي وقومي لا يخصّ فئة أو شريحة كأملٍ لجماهير شعبنا وكنموذج حي وفاعل وعملي ومضحّي وكعنوانٍ عريض لا يمكن شطبه, ولم يكتب تاريخه بقلم رصاص حتى يمكن بمنتهى السهولة واليسر محوه, وكان دائماً محلّ ترصّدٍ وتقصّد – صكوك شرعيته من تضحياته ونضاله العملي, وأصبح رافعة نضالية بجدارة, بينما حاول النظام البعثي وبشتّى الوسائل تأليب أخوة النضال على آزادي, لكن رفاقه أثبتوا إدراكهم ووعيهم  لطبيعة المرحلة, ومخططات النظام الجائر… يقيناً منهم أنّه هناك صيادٌ شرسٌ يحاول الاصطياد في المياه العكرة…!
لقد اكتسب آزادي ومن خلال مسيرته القدرة والقوّة والمناعة للتكيّف حسب الظروف والمستجدّات , فهو على تجدّدٍ دائم , وتطوّر ملموس , وهو الأقدر على تنفيذ مسؤلياته ومهامه حتّى في أحلك الظروف؛ سواء أكانت ذاتية أم كانت موضوعية.

إنّ الوضع الناشئ اليوم يتطلّب منّا جميعاً أن نسرع في توحـيد الطاقات وتكويم الجهود ورص الصفوف والتوحّد قدر الإمكان , للوقوف في وجه آلة القمع والتنكيل , والوقوف معاً في وجه الممارسات اللا إنسانية التي تمارس بحقّ خيرة أبناء شعبنا الأبي , والتي تترجم اليوم بصيغٍ أكثر عدائية, وبشراسة لا مثيل لها, فالوحدة عامل قوة وسفينة النجاة لأنّها من أساسيات نهج “الكوردايتي”, وعلينا قبول الآخر؛ لأنّنا نطالب الآخر الخصم الشرس بقبولنا, وأن نكون ديمقراطيون حتّى نطالب الخصم و الآخرين بالديمقراطية , وإلاّ ستكون المعادلة غير مفهومة حقيقةً…! سيواصل الحزب مسيرته مهما بلغ الثمن, وسيكون عند حسن ظنّ المخلصين والغيورين على قضيتنا المقدّسة, وسيتابع  نضاله في سياقات العمل الجماعي, وفق عقلية جمعية للوصول إلى تحقيق أهداف شعبنا الكوردي في الحرّية والخلاص.
  20/5/2010

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…