نص مداخلة الدكتور لقمان حسين في المؤتمر العام الثامن لنقابة الأطباء البيطريين المنعقد في دمشق في الفترة من 9-10 أيار 2010

أيها الضيوف الأعزاء :
أيها الزملاء :

يكتسب عقد مؤتمرنا النقابي أهمية كبيرة كونه يعتبر محطة هامة لتقييم المرحلة الماضية والوقوف على المعوقات التي تعترض المهنة وتبني توصيات وقرارات ووضع خطط وبرامج مستقبلية تؤدي إلى رفع سوية العمل النقابي وتطويره, ولا يخفى عليكم أيها الزملاء، الدور الكبير الذي من المفترض أن تلعبه النقابات في تطوير مؤسسات الدولة المختلفة كونها شريك أساسي في إدارة الاقتصاد الوطني وتطويره على مختلف الأصعدة.
 ومؤتمرنا النقابي هذا مدعو إلى مراجعة القرارات والتوصيات المتخذة في المؤتمرات السابقة وما لم ينفذ منها على وجه الخصوص و وضع الخطط الكفيلة لرفع مستوى دخل الطبيب البيطري وتنمية الثروة الحيوانية (والتي تعتبر رافدا أساسيا للاقتصاد الوطني) بالعمل على زيادة أعدادها والحفاظ على صحتها وحمايتها من الأمراض والأوبئة العابرة للحدود والقارات في وقت تجتاح فيه العالم أمراض مشتركة كثيرة تؤدي إلى كوارث بشرية واقتصادية هائلة مثل أنفلونزا الطيور – أنفلونزا الخنازير – جنون البقر وغيرها من الأمراض الخطيرة والعمل على تقديم المشتقات الحيوانية بشكل صحي إلى المواطنين.

أيها الزملاء :
ينعقد مؤتمرنا هذا وبلادنا تواجه تحديات سياسية واقتصادية وثقافية وتهديدات عسكرية من جانب العدو المتربص خلف الحدود والذي يستمر في احتلاله لأجزاء عزيزة من أرض وطننا متجاهلاً كافة العهود والمواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة, وهذا يفرض علينا مواجهتها من خلال توفير مقومات المواجهة وذالك بتقوية الوحدة الوطنية على أسس راسخة ومتينة وتوفير فرص العمل للجميع وكذالك التعليم بجميع مراحله وإفساح المجال لمشاركة جميع أفراد الشعب في عملية البناء بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والسياسية وتنمية الاقتصاد الوطني والتوزيع العادل للثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين وتبني ثقافة الإصلاح والشفافية والمواطنة وجعلها منهجا رئيسيا في إدارة وتطوير البلاد ومواجهة آفة الفساد في مؤسسات ودوائر الدولة.
أيها الزملاء:
يعيش أبناء محافظة الحسكة أوضاعا صعبة نتيجة للأوضاع المناخية التي سادت المحافظة خلال السنوات الثلاث المنصرمة ويبدو أن الأمور تأخذ نفس المنحى هذه السنة أيضا بعد أن استبشر المواطنون بموسم وفير جراء الأمطار الجيدة في بداية الموسم إلا أن آمالهم سرعان ما تبخرت بعد انحباس الأمطار خلال الشهرين الماضيين وإصابة محصول القمح بمرض الصدأ الأصفر الفطري وعلى نطاق واسع ولقد أدى سوء المواسم قي السنوات الماضية إلى هجرة كثيفة باتجاه المحافظات الداخلية وخارج البلاد, خاصة أن المحافظة تفتقر إلى بنية تحتية ومنشئات صناعية وزراعية وسياحية قادرة على تعويض التراجع في المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وكان لارتفاع أسعار المحروقات الأثر البالغ في تراجع هذا القطاع.
كما أن صدور المرسوم التشريعي رقم “49” لعام 2008 أحدث شللا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في محافظة الحسكة وتأثر به مئات الألوف من المواطنين الذين يعملون في مختلف المهن وكان من نتيجته هجرة الأيدي العاملة ورؤوس الأموال باتجاه الداخل بحثا عن العمل.
ورغم الوعود المتكررة بتعديل المرسوم وتسهيل تطبيقه إلا أن شيئا من هذا لم يحدث على ارض الواقع وتجدر الإشارة هنا إلى أن اللجنة الوزارية التي زارت المحافظة في أيار 2009 قد أوصت بتقديم التسهيلات المتعلقة به إلا أن توصياتها حتى الآن لم تدخل حيز التنفيذ.


لا بل أصدرت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي القرار رقم 2703 بتاريخ   17-3-2010 والمتضمن شطب أسماء 381 فلاحا يتوزعون على 78 قرية بدعوى عدم حصولهم على الترخيص وفقا لأحكام القانون رقم 41 لعام 2004 وتعديلاته التي لا تلحظ مصلحة هؤلاء الفلاحين متجاهلة لمبدأ الأرض لمن يعمل بها، حيث شمل هذا الإجراء 381 محضرا أي ما يساوي 30000 دونماً من أخصب الأراضي الزراعية والعائدة بالأساس لفلاحين من الكُرد السوريين.
والأسئلة المطروحة برسم القيادة هي: لمصلحة من هذه الإجراءات؟ ولماذا يتم نزع يد الفلاحين عن أراضيهم التي ورثوها أبا عن جد ورووها بعرقهم وتعتبر مصدر رزقهم الوحيد؟ ألا تتنافى هذه الإجراءات مع توصيات اللجنة الوزارية التي زارت المحافظة في أيار الماضي بناءاً على توجيهات السيد الرئيس والتي أوصت بضرورة بذل كل السبل  لتثبيت الفلاح في أرضه؟
ولأن كلمة السيد الرئيس التي ألقاها في اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي أواخر 2009 والتي وردت في التقرير السياسي المقدم لمؤتمرنا هذا قد حثت على الاهتمام اللازم بشؤون المواطنين والاهتمام بالقضايا الداخلية للوطن.

 
فإنني وبهذه المناسبة ومن على هذا المنبر النقابي أناشد سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد للقيام بزيارة إلى محافظة الحسكة والاطلاع على الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء المحافظة الذين طالما تأملوا خيراً لمعالجة أوضاعهم على مختلف الصعد.
 
أيها الزملاء:
 لقد انعكس تدهور القطاع الزراعي على أوضاع الأطباء البيطريين سلبا حيث تراجع العمل كثيرا بسبب الانخفاض الهائل لأعداد الحيوانات في المحافظة نتيجة الظروف الصعبة الآنفة الذكر, ولكوني من أبناء محافظة الحسكة وإحساساً منا بمعاناة المواطنين بغية حلها وإنعاش الحالة الاقتصادية في بلادنا فلا بد من إلغاء نتائج الإحصاء الاستثنائي لعام 1962 الذي حرم بموجبه مئات الألوف من المواطنين الكُرد السوريين من الجنسية السورية والعديد من القرارات الإدارية الخاصة ذات الطابع الاستثنائي ووقف العمل بالمرسوم التشريعي رقم 49 لعام 2008 أو على الأقل تعديله وإلغاء القرار رقم 2703 الآنف الذكر ودعم الإنتاج الزراعي وتخفيض تكاليف الإنتاج ودعم الثروة الحيوانية ومنها منشئات الدواجن وحماية الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية من الكوارث الطبيعية والإسراع في تنفيذ مشروع جر مياه نهر دجلة لري المزروعات وإقامة مشاريع زراعية وصناعية وسياحية في المحافظة لاستيعاب العاطلين عن العمل وتحديث البنية التحتية في المحافظة لجذب رؤوس الأموال والاستثمارات, ودعم الأطباء البيطريين لدورهم الفاعل في حماية الثروة الحيوانية وتعيينهم في وزارات الدولة المختلفة من خلال مسابقة خاصة.
أخيرا نتمنى لمؤتمرنا التوفيق والنجاح لما فيه خدمة بلدنا وشعبنا وإصدار التوصيات الكفيلة بالمساهمة في تحسين الإنتاج الحيواني ورفع مستوى دخل الطبيب البيطري وتقدم النقابة.

وشكرا لإصغائكم

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…