نائب سكرتير الحزب اليساري الكردي (صالح كدو) : المجلس السياسي حقق خطوة نوعية في خضم وضع مأساوي عنوانه التشتت والانقسام

أجرى الحوار: حسين أحمد
Hisen65@gmail.com

سياسياً من هو صالح كدو..؟!

  إنني كردي يساري بحيث تجري الكردايتي في عروقي ولي شرف أن أكون وطنياً سورياً.

إن حياتي السياسية لا تختلف كثيراً عن تاريخ العديد من الرفاق الذين كرسوا حياتهم في خدمة قضية شعبهم وبلدهم وأمنية تحقيق الأهداف السياسية لا تفارقهم ، فقد انتسبت إلى صفوف البارتي عام 1963 بينما كنت في السابعة عشر من العمر ، حيث خضت العمل السياسي في المنظمات الطلابية وتابعت النضال منذ ذلك التاريخ رغم كل العقبات والصعوبات التي لم تنل من عزيمتي .

لم ينتابني اليأس والإحباط سوى أثناء الصراعات الكردية الكردية ، لأنني كنت ولا أزال أثق بأنه لا فائز في مثل هذه الصراعات التي ألحقت أفدح الأضرار بحركتنا وشعبنا.

إنني سأبذل كل ما بوسعي من أجل توطيد الخطاب الكردي وتعزيز دور الحركة الكردية على أرضية وطنية وتعميق النهج الوحدوي وصولاً إلى توحيد الفصائل المتجانسة سياسياً وفكرياً .

والآن كما تعلمون إنني في قيادة حزب اليساري الكردي .
أكد المجلس السياسي استعداده للعمل من أجل انعقاد مؤتمر وطني كردي وبمشاركة الفعاليات (الاجتماعية والثقافية والمهنية والقانونية)، إذا ما هي سبل الاتفاق الممكنة مع المجلس العام للتحالف للعمل من أجل تحقيق الهدف المشترك ..؟؟
إن المجلس السياسي هو بمثابة إطار للفصائل الكردية المنضوية في هذا المجلس .

فالخطوة الأولى بدأت نحو لملمة الأحزاب لأن الأزمة نابعة في حقيقتها من الخلافات القائمة بين هذه الأحزاب ، وقد اعتمد المجلس السياسي الرؤية المشتركة مع تعديلات طفيفة والتي اعتمدها الأطر الثلاثة (التحالف – الجبهة – التنسيق) أما حول الاتفاق مع المجلس العام للتحالف فأن المجلس السياسي يرى بإن التحالف الذي كان قوامه أربع أحزاب كردية قد انتهى من الناحية الدستورية لان حزبان فقط إنفردا بالمجلس العام ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن المجلس السياسي هو مجلس الأحزاب وليس مجلس المستقلين ، من هنا فقد أكدنا للإخوة في حزب الوحدة والتقدمي بإن المجلس السياسي مفتوح على مصراعيه أمامهما .

ثمة رؤيتان لـ (المجلس العام للتحالف , المجلس السياسي) بينهما الكثير من النقاط المشتركة ،وهدف كلاهما هو الوصول إلى مرجعية كردية عبر مؤتمر وطني كردي, إذا لماذا يتم تجاهل فحوى الرسالة التي قدمها لكم المجلس العام للتحالف ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا التجاهل ..؟َ
في الحقيقة كما قلت في الرد على السؤال الثاني فإن المجلس السياسي لم يعترف بالمجلس العام كمؤسسة شرعية وهي لازالت قائمة على أنقاض الخلافات التي نشبت في التحالف وأدت إلى تمزيقه ، من هنا فإن هذا المجلس لم يعد يمثل شريحة مستقلة ، بل انحازت بشكل كامل إلى جانب أحد أطراف الخلاف في التحالف مما فقد مصداقيته من جانب الطرف الآخر .

أما بخصوص المرجعية الكردية أعتقد بان انضمام الأشقاء الآخرين إلى المجلس السياسي الذي يشكل أكبر تجمع سياسي كردي على الساحة السورية ، سيكون عاملاً مساعداً من أجل إنجاز المؤتمر الوطني الكردي وبناء المرجعية الكردية

بين الإطارين  ” المجلس السياسي و المجلس العام للتحالف ” ثمة أحزاب أخرى, ما رؤيتكم في المجلس السياسي بخصوص هذه الأحزاب وهل من الممكن مشاركتهم في المجلس السياسي أم إنكم لا تعترفون بهم أساسا كأحزاب أو أن هناك أطراف ضمن ” المجلس ” تضع (فيتو) على مشاركة هذه الأحزاب لأسباب تخصها..


كما تعلمون المجلس السياسي يتكون من تسعة أحزاب كردية ، وهنالك خلافات في العديد من المجالات ونحن نقرّ بهذه الحقيقة في حواراتنا وقراراتنا التي تتسم في غالبيتها بطابع توافقي .

من هنا فإن مسألة الموقف من بعض التنظيمات التي لا زالت خارج المجلس قد يختلف من حزب إلى آخر .

ولكن مهما يكن الأمر فلنعطي بعض الوقت لهذا المجلس الذي يواجه تحديات كثيرة ، وأنجز خطوات جيدة خلال أربعة أشهر من عمره وهو يمضي قدماً نحو تحقيق المزيد من المنجزات وأنا متفائل بانضمام بقية الأشقاء على هذا المجلس.

بالرغم  من كل هذه السجالات السياسية داخل المجلس السياسي والمجلس العام للتحالف , ألا ترى بان الحركة الكردية لا تزال تقف على مسافة بعيدة لتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه قضاياها برؤية جدية ..!!
لا أشاطركم الرأي في وجود سجالات بين المجلس السياسي والمجلس العام ، فالأول حقق خطوة نوعية في خضم وضع مأساوي عنوانه التشتت والانقسام واستطاع أن يخلق حالة من التفاؤل والثقة بعد الإحباط والتداعيات الكثيرة ، أما بالنسبة للمجلس العام للتحالف (الشخصيات المستقلة) نأمل أن لا يعتبروا أنفسهم ملكيون أكثر من الملك ، ونحن نكن كل الاحترام للشخصيات التي حافظت على استقلاليتها في المجلس العام ولم تنحني لأحد .

في ضفة أخرى ألا ترى بان الشخصية الحزبية لا تستطيع السلطة دفعها للانشقاق إذا لم تكن هي بالأساس مهيأة للفعل الانشقاقي أم ماذا ..؟؟
لا تزال نظرية المؤامرة تلعب دورها في الحركة الكردية ولا زال البعض من قيادات الحركة الكردية تمارس سياسة تقليدية بعيدة عن الواقع .

فحالة الاستبداد التي لازالت قائمة في بعض التنظيمات الكردية ، هي التي تنتج هذه العقلية .

بكل تأكيد السلطة لا تريد حركة كردية ديمقراطية حضارية تواكب سياسة العصر لأنها تدرك بأن مثل هذه الحركة ستحقق الكثير من المنجزات .

ولكن الاستبداد والتخلف يفرزان الانشقاقات والخلافات ويساعدان في تعميقهما.


ألا ترى بان ثمة حاجة ماسة أن تتحقق إصلاحات داخلية داخل كل الأحزاب الكردية لتتماشى وتنسجم مع التطورات المرحلة.

: ما هي  رؤية الأستاذ صالح كدو في مفهوم ” الإصلاحات وكيف تكون الطريقة المثلى فيما تخص الأحزاب الكردية ..؟
مسألة تحقيق الإصلاحات داخل الحركة الكردية أمر لا يستدعي نقاشاً ، وقد تحول إلى شعار لمئات المناضلين الذين عانوا من الاستبداد والدس والتأمر .

من هنا أرى بأن الحركة الكردية قد تأخرت كثيراً في تبني الحالة المؤسساتية واعتماد التداول على قاعدة الديمقراطية .

ومن أجل إنجاح هذا المشروع داخل الحركة الكردية ، لابد من التواصل بين كافة الكوادر والمثقفين بمن فيهم أولئك الذين لم يتسنى لهم العمل ضمن الأحزاب الكردية ، فالتغيير والإصلاح صنوان لا ينفصمان .

من حيث المبدأ هل شعار ” المؤتمر الوطني الكردي في سوريا ” يشكل الحلّ الأمثل والممكن لواقع الحركة الكردية  في سوريا في ظل الظروف الراهنة ..؟؟
بتقديري المؤتمر الوطني الكردي يمثل خطوة نحو الأمام ولكنه ليس البلسم الشافي لكل معاناتنا ، دعنا نرتب بيت الحركة الكردية من الداخل ونغلق الثغرات الكثيرة هنا وهناك ونسعى من أجل خلق حالة مؤسساتية ونحترم القيم الديمقراطية بما يتوافق مع سياسة الإصلاح والتجديد ومن ثم نهيأ الأرضية المناسبة لمؤتمر وطني يتوفر فيه مقومات الديمومة والنجاح .

كلمة أخيرة تود قولها في نهاية هذا الحوار ..!!

أحييكم وأحيي موقعكم الموقر على هذا اللقاء ، متمنياً لكم كل التقدم والنجاح .

ولشعبنا تحقيق طموحاته القومية المشروعة .

كما إنني أهيب بالشباب الكرد من أجل الالتفاف حول حركتهم الكردية وضخها بالدماء الجديدة القادرة على التحديث والتغيير …………

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…