قلوبنا لبلادنا وأيادينا في جيوبنا …إلى حزب المستقلين ..لماذا ترعبكم هذه الأحزاب الهشة ؟

أمين عمر

جميلٌ أن يجد كل منا ، في مواقع الكترونية كردية مستقلة ، مساحة  حرة ، يطرح فيها ما يجول في ذهنه ويعتقد بفائدتها لقضية شعبه ، وجميل أن يعبر كلٌ عن رأيه ضمن حدود اللباقة مع المحافظة على مشاعر وكرامة الإنسان ، الغير الآخر ، وعدم رمي الكلام اعتباطاً والتهم جزافاً.

 جميلٌ ومفيدٌ أن يتجاوب الإخوة على ما يطرح ، فيبادر البعض لإبداء رأيه توافقاً كان أم اختلافاً ، فربما يُختم ، ويُتوج ما يكتب ، بخلاصة أو استنتاج مفيد ، أما الاختلاف فهو حق يجب احترامه من قبل الجميع ، لذا فأرى من المجدي أن أضيف بعضاً على ما ذهبت إليه سابقاً.
عندما يكون الوطن والقضية أو الإنسان الكردي مستهدفا فحالهم – المستقلين – ،حال الخامل ، الخامد ، الراكد ، لا يحرك ساكناً أمام فظاعة ما يحدث ، والحالات التي يندى لها الجبين ، كثيرة كثر أعداد الإخوة المستقلين ، ولكن لا تحرك مشاعرهم الرقيقة قيد أنملة ، ولا يطرأ تغـيّرٌ على حالهم لتؤكد سخطهم ، من  كابوس يؤرق مضجعهم ، فلا عيون تجحظ ولا أحجام تتقلص ، وأما أن  حدث وتعرض شخص احدهم ، لنقد أو ملاحظة ، من بني جلدتهم ، من الأحزاب أو غيرهم ، فتراهم يملكون طاقة تزيد عن 100 حصان بخاري ، فيحشدون الأقلام والرماح وكأنها قضية وطنية لا نصيحة أخوية أو تنبيه على تقصير ما ، ضمن دائرة ، حالة فردية ، تؤثر على المسألة الجمعية ، تراهم مشكوكين في أنفسهم ، دون تشكيك أحد بهم ، يعرفون تقصيرهم ، فأن  قصدت أحدهم بجملة ما ، ترى العشرات قد اهتزت كياناتهم من تلقاء أنفسهم .
((المستقل الكردي آه يا نيالك )) عنوان لمقالٍ سابقٍ لي ، كتبته في موضوع مماثل لما ذهبت إليه قبل أيام في –  أحزابنا الكردية لا بديل عنها – أكدت في المقال الأول بوجود استثناءات – نادرة – من المستقلين تبذل مجهودا شخصيا وتعمل في الظل ، تهتم بالثقافة واللغة والفلكلور الكردي ، يسعون للإصلاح بين الأحزاب ، وتقريب وجهات النظر والتدخل عند الخلاف ، ولتقديرنا لهم  شبهناهم بالأحجار الكريمة النادرة لقلتهم ولمعّزتهم .
 لكن أؤكد أن عمل هؤلاء الإخوة يبقى بالنهاية ، كنضال متواضع يشكرون عليه ، ولا يرقى إلى درجة إطلاق القول عليه ، بحركة نوعية أو نقطة تحول نضالية ، كقيادة الجماهير وسحبها إلى مظاهرة ما ، أو الدعوة لإضراب أو اعتصام ما ، داخل الوطن ، أي لا ينتمي إلى فئة عمل نوعي خاص أو حدث كبير يحمل طابع وتوقيع المستقلين ، وان حدث شيء خجول من هذا القبيل ، فترى عناصر الأحزاب الهشة في المقدمة ، إلا إذا اعتبر احدهم إن الندوات و” الهوبرات ” التي كانت تقيمها حزبه فيما مضى وتحت رعاية أمنية مشددة ، نضالاً، لذا فلا يغرنكم به طول المقال وعرض الكلمات.
 انتفاضة آذار الشعبية التي لم آتي على ذكرها ، في كلماتي السابقة ، لأنها خارجة عن موضوع الأحزاب والمستقلين ، فالانتفاضة ما كانت إلا صرخة عارمة لكل الشعب الكردي ، ولا تنسب إلى مستقلٍ أو متحزبٍ  ، الانتفاضة كان بركانٌ ، أطلق حممه ، الجميع ، رغم محاولات فاشلة بإدعاء جهة ما ، تنقاد بالريموت كنترول عن بعد ، بتبني القسم الأكبر منها.

وكذلك مظاهرة 86 كانت ، شعبية ، يتقدّمها أعضاء الأحزاب والإخوة المستقلين معاً ، وقيادات متقدمة في الأحزاب كالبارتي واتحاد الشعب وغيرهم ، تفاوضوا مع السلطة حتى تمكنوا من استلام جثمان الشهيد ، و لا ضير بالتذكير ، إن حزبً كان يقيم في سوريا  كـ” ضيف مدلل ” خرج بعد المظاهرة ببيان على شكل تقرير أمني لاتهام الكرد ، ليزعم قيام أطراف كردية بالفتنة ، لغايات سياسية ، و على كل حال ، فالتهمة أي –  المظاهرة –  تهمة يفتخر بها الكرد السوريين .
المستقل الذي قصدناه وجئنا على ذكره في قولنا السابق، هو من يدعي خوضه مضمار السياسة والنضال ، دون الانتساب لأي حزب كردي ، و الذي لم نرى منهم سوى، سيوف تشحذ و رماح تلمع في وجه الحركة الكردية.
 الإحصائيات الكيفية ، التي يتقدم بها الإخوة المستقلين تفيد بأن نسبتهم  تتجاوز 90% من شعبنا الكردي ، هؤلاء النخبة المزعومة من المستقلين أن أحسوا بوقوع تقصير يذكر بحق المستقل أو ذكر نقصٍ من جهته ، تراهم سارعوا لحشر وإشراك أجمع الشعب الكردي تحت رايتهم ، المستقل، – عدا المنضويين تحت راية التنظيمات – كي يتجزأ الخطأ ويتفتت النقص ، فيتهرب منه الجميع ، ولا يتحمل مسؤوليته أحد ، ويبقى دون معالجة ، فتتراكم الأخطاء ويصعب الحلول ، وأن أحسوا بدنو شيء ما ، كمنصب ٍ يشتم منه رائحة شهرة أو” فخفخة ” ، فكل مستقلٍ حينها يصبح حزبا منفرداً وقائداً مستقلاً ، وبطلاً قومياً.
 فإذا كانت نسبتهم هائلة كتلك ، والأحزاب وحدهم، المتفرقون ، وهم يد واحدة و بعيدون عن فساد وفرقة الأحزاب ، أي أحوالهم بخير وعلى أحسن ما يرام ، ونقاء تفكيرهم لا يشوبه شائبة ، فلماذا لا يستغلون تلك  القوة العارمة التي يتحدثون عنها والتي هي كافية لبناء أقوى معارضة وحركة كردية تهز ركائز السلطة ، مادامت هذه الأحزاب جبانة ولا تملك الجماهير وهشة ، فمالكم لا تتحركون وتعلنون عن حزبكم أو تجمعكم باسم المستقلين الذي سيسحب البساط من تحت الأحزاب حتى لو كان بساطا من الاسمنت والحديد ، فتوحدون هذا الشعب وتنجزون حقوقه.
  نحن لا نشكك للحظة بإخلاص أياً من الأخوة المستقلين وغيرتهم الوطنية وحسهم القومي ، ولكن ما نفع إن يكون قلوبنا لوطننا وأيادينا في جيوبنا ، وهل النيات تبنى البلاد وتحرر العباد ، قلوبكم لوطنكم ، فلا تعتقدوا إن قلوب الأحزاب للشيطان ، القلب للوطن ، وحده لا يكفي ، هذا الشعب المظلوم، يحتاج إلى من يدافع عنه ، النضال يحتاج إلى ممارسة ، وجهد ، يحتاج إلى تقديم أموال ووقت وخسائر ومخاطر على النفس ، وهذا ما نفتقده من جانبكم ، وجناباتكم.
هؤلاء الأخوة يقولون رأيهم كل يوم بهذه الأحزاب ولا يستطيعون سماع كلمة واحدة بحقهم ، الم نرى الجمعيات التي أقامها الإخوة المستقلين ، أو تجمع الجاليات باسم المستقلين ، وما كان الفرق بينهم وبين الأحزاب ، أليس الأسطوانة نفسها ، قتالاً على الهرم ، الم نراهم ضمن تحالفات بين الأحزاب ، الم يكونوا أكثر تحزبا وميلا من الأحزاب ، العديد من هؤلاء الإخوة يسمح لنفسه بشتم أي حزبٍ كان ، حتى إن كان قوامه المئات أو الألوف ، أما أية ملاحظة على تقصيره الشخصي كفرد وليس جماعة فيرفضه ، ولا نعرف أي منطق وأي شريعة يسمح للكل أفرادا …فرادى أن يشتم مجموعة كاملة ، ولا يسمح لأي من المجموعة كمجموعة أو كفرد منها ، بذكر ملاحظة على تلك الأفراد المستقلين ، وإذا كانت أحزابنا من الهشاشة والغضاضة حيث كل المنضوين تحت أي مسمى حزبي يحاولون إثبات وإبراز أسم حزبهم ، فأرى أن كل مستقل ، وهو شخص واحد يحاول إثبات أسمه الشخصي ، بحجمٍ عريض لا يقل عرضا وطولا عن مساحة أسم أي حزب ما ، وإذا كان من الصعب التأثير على قيادات عشر أحزاب كردية للتقارب بينهم ، فكيف بنا بتوحيد جيوشنا المستقلين.
وعندما كتبنا عن البعض المستقلين أو الذين يدعون أنهم مستقلين ، الذين يحاربون الأحزاب دون تقديم مشروع أو بديل ، فيقترفون الفرقة ، ويحصدون الفشل ، كل حسب مقاله ومقامه ، فهذا لا يعني أن المقصود هو كل شخص لا ينتمي للأحزاب فقسم كبير جداً من شعبنا ، لا يتدخل بشيء وينتظر، كخامة ،حتى أن يحركه طرف أو تيار ما.
قولنا لهم ، للذي يملك مشروعاً يعتقد بفائدته ونجاحه فليتفضل وليتقدم به ، المستقل الذي لديه نقد بناء يرجى منه الفائدة فليتفضل ، أما تكرار الاسطوانة نفسها، البدء بشتم قيادات الأحزاب وكل عناصرها ، فنصيحتنا له أن يراجع ويجرد حسابه ، وليقارن بين نفسه وبين أي عضو حزبي بسيط من أي حزب كان ، انتسب منذ عشرات السنين آملاً ، طامحاً في ممارسة كرديته من خلاله نضال حزبه ، فعلى الأقل يبلغ مجموع ما قدمه من أموال كاشتراكات حزبية فقط عشرات الألوف ، وليقارنه مع نفسه أو مع من  يوازيه من المستقلين وعندها فليطرح وليعلن ما قدمه، هو ، من أموال أو أفكار أو خطط للقضية .
لا زلنا ننتظر الخير والأفضل منهم وليرونا ما يصنعون وماذا يقدمون ، عسانا نلامس نضالهم فربما نكتشف أخطاءنا ونسلك طريقهم.

ملاحظة :المقال يعبر عن رأي شخصي ولا يعبر عن رأي أي حزب ما.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…