تبلورت فكرة اقامة مؤسسة ثقافية كردية تعني بشؤون الترجمة الى العربية بعد مناقشات مستفيضة في قيادة ” البارتي اليساري ” الذي تبدل اسمه الى ” حزب الاتحاد الشعبي الكردي ” منذ بداية السبعينات والتي كانت نابعة من تجربة الحركة الكردية في سوريا وجناحها اليساري تحديدا والانطباع السائد في ضرورة طرح القضية الكردية بجوانبها السياسية والتاريخية عبر الكتب والمطبوعات باللغة العربية حتى يتسنى للمثقفين العرب الاطلاع عليها وتفهمها وقد جاءت نكسة الحركة القومية في كردستان العراق عام 1975 وما تبعتها من اشاعات وحملات اعلامية من القوى المعادية عن انتهاء الكرد والقضية الكردية عاملا ضاغطا جديدا للتعجيل في تنفيذ الفكرة حتى يتم التأكيد بأن الكرد باقون وحركتهم مستمرة وما جرى في العراق عبارة عن انتكاسة وقتية وقد كلفت القيادة أمين عامها ” صلاح بدرالدين ” ورفيقه القيادي السجين الآن في دمشق ” مصطفى جمعة ” اللذان كانا يقيمان في بيروت بتنفيذ المهمة وكانا يشرفان قبل ذلك على ” الجمعية الثقافية الاجتماعية الكردية ” ومجلة – روهلات – السياسية الثقافية في بيروت وتم تعميم الأمر على كافة الهيئات الحزبية وخاصة في فروع منظمة الخارج وطلب منهم ابداء الرأي والمقترحات بهذا الشأن كما تم ابلاغ فروع المنظمة في البلدان الاشتراكية سابقا بالعمل على ترجمة كل مايتعلق بالكرد والقضية القومية الكردية وفعلا استلم مركز بيروت مخطوطات مترجمة الى العربية من موسكو وبلغراد وصوفيا وتم طباعتها في مدة زمنية قصيرة وظروف صعبة ضمن أجواء الحرب الأهلية كما تم اعادة طبع نشر كتب قديمة أخرى بعد أن نفذت من الأسواق وعلمنا أن معظم المترجمين من أعضاء أحزاب شيوعية في مصر وسوريا ولبنان الذين يقيمون في البلدان الاشتراكية سابقا وبينهم أكراد وعرب وكان البعض منهم يتلقون مبالغ معينة لقاء الأتعاب كحق مشروع رغم قيام بعضهم في مابعد باعادة طباعة مخطوطاتهم مرة أخرى دون علم وموافقة المؤسسة بهدف الربح الشخصي والمبالغ التي صرفت على المترجمين عبر مسؤول تنظيمنا في موسكو مدونة في وثائق المؤسسة بصورة مفصلة وكان المركز يقوم وبجهود شخصية جبارة باعادة صياغة المخطوطات وطبعها وتوزيعها وايصال بعضها سرا الى سوريا وتحمل كل تبعات هذا العمل الذي كان في عداد المحظورات وبعد أعوام والى أن اعيد بناء الدولة في لبنان حصل المركز على اجازة رسمية للمؤسسة حسب القوانين اللبنانية السارية .
من باب الوفاء نعترف بأن الفضل يعود في انجاز مركز بيروت لمهامه الى دعم واسناد وحماية منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية ومساهمة أصدقاء مخلصين من اليسار اللبناني ومنهم الأستاذ جورج حداد وتفاني بعض رفاقنا المخلصين من سوريا ولبنان .
بعد مرحلة لبنان ومنذ أواسط تسعينات القرن المنصرم وبعد فترة جمود خارج عن الارادة أستعيد نشاط المؤسسة وباشرت مهامها من جديد في أربيل – كردستان العراق في ظل قوانين الاقليم ودعم ورعاية حكومته الكريمة وجوابا على جحود البعض وتماديه في الانكار والتنكر والأنانية بتخيله الواهم ان مؤسسة كاوا قد فارقت الحياة أو ضلت السبيل بدونه كادعاء المدعو (سعيد الملا) ” وكيف أستغل هذا الجهد البريئ والنبيل للعبث والمتاجرة بعد ذلك ” (ولاتي مه 18 – 4 – 2010) نقول أن المؤسسة مستمرة في أداء رسالتها الثقافية ونشير فقط الى غيض من فيض انجازاتها بعجالة ومنها رغم هجرتها القسرية من لبنان والاستيلاء على ممتلكاتها ومحاولة هذا البعض (ماغيرو) في شقها على غرار انشقاقات الأحزاب وبنفس العقلية أو بيعها لبعض تجار السياسة في دمشق في احدى المراحل الا أنها تجاوزت المعوقات ولم يمض وقت طويل حتى ظهرت المؤسسة وأعيد بناءها واستعيد نشاطها في ألمانيا وعدة دول أوروبية كما تمثلت في المؤتمر العالمي لحقوق الانسان في فيننا – النمسا وكانت المنظمة الكردية الوحيدة التي دعيت رسميا الى مؤتمر – ديربن – في جنوب افريقيا بعد المشاركة في المؤتمر الاقليمي التحضيري بعمان – الاردن وشارك مندوبوها في العديد من المؤتمرات والمناسبات المحلية والاقليمية والعالمية حول حقوق الانسان والشعوب والى جانب الطباعة والنشر حيث بلغ الرقم مائة وثمانية من ضمنها ارث البدرخانيين وخويبون واولى المطبوعات التي صدرت عن الحركة القومية الكردية في بداياتها الأولى في القرن التاسع عشر والابداع النسوي في غرب كردستان تقوم المؤسسة بتنظيم الندوات الحوارية والحلقات الدراسية كجزء من وظيفتها الثقافية حسب متطلبات المرحلة التاريخية الراهنة والتي تعدت ال 400 حول مختلف القضايا الثقافية والفكرية والسياسية والقومية من لغة وتاريخ وتجربة كردستان العراق الفدرالية وأوضاع المرأة وحقوق الانسان وأحوال أجزاء كردستان الآربعة والحركة الديموقراطية والمعارضة وحركات التحرر وشؤون الارهاب والاسلام السياسي والعلاقات الكردية العربية ومسائل القوميات الكردستانية كما تقوم بدعم الفنانين والمبدعين الكرد ولاتألو جهدا في مساندة الطلبة وغيرهم وهناك العديد من المشاريع الثقافية تنتظر الانجاز والتنفيذ .
مؤسسة كاوا ليست حزبا سياسيا ولاتعمل حسب سجلات العضوية وطلبات الانتساب بل منظمة طوعية غير حكومية في صفوف حركة المجتمع المدني مفتوحة الأبواب لكل من يرغب في التفاعل الايجابي معها تديرها هيئة ادارية من كرد الأجزاء الأربعة وبينهم من واكبوها منذ بداية التأسيس تتجدد سنويا عبر اجتماعات ديموقراطية علنية موسعة لأصدقائها وأنصارها والمساهمين في تطورها الثقافي وهي ذات توجه قومي كردستاني مستقل .
مؤسسة كاوا لم تحتكر العمل الثقافي ولم تمنع أحدا للمساهمة في أداء مهامها لافي الوطن ولا في الخارج والشتات وهي مستمرة في العطاء – كثير من العمل وقليل من الكلام – ومن يريد تقديم خدمات للثقافة الكردية لاينتظر الاذن من أحد ونقول للباحثين عن أمجاد زائفة : ليس كل من تعاطى يوما ما مع حالة ثقافية أو سياسية ثم ارتد عنها يستحق لقب ” القائد المؤسس ” أما الذرائعييون العجزة من العطالة العاطلة الذين يتطاولون على مقام المؤسسة ويتناسون أفضالها حتى على شخوصهم وانجازاتها فنتركهم لحكم الشعب الكردي ومثقفيه ومبدعيه من النساء والرجال .
هولير – كردستان العراق في 25 – 4 – 2010
الهيئة الادارية
لمؤسسة كاوا للثقافة الكردية