في الذكرى الأولى لتأسيس جريدة (صوت الديمقراطي)

  علي شمدين *
بحلول الثاني والعشرين من نيسان الجاري ، ذكرى عيدالصحافة الكردية ، تكون جريدتنا (صوت الديمقراطي ) قد طوت عاما على صدور عددها (الصفر) ، وتكون اعدادها قد بلغت (17) عددا (0-16) .

حيث قرر مكتب السليمانية لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في 22/4/2009 ، الاستفادة من هذا المناخ الواسع من الحرية الذي يعيشه اقليم كردستان ، باصدار جريدة باسم (صوت الديمقراطي) احتفاءا بحلول الذكرى الـ(111) لعيد الصحافة الكردية ، واستجابة لحاجة ملحة لوجود منبر ملتزم بنقل الخطاب السياسي الكردي الذي يتضمن الدعوة الى بناء نظام ديمقراطي تعددي يضمن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في سوريا ، ووجود فسحة اعلامية للمهتمين بالشأن الكردي السوري للتعبير عن آرائهم وافكارهم ، وصوتا لمعاناة الجماهير الكردية في سوريا لدى الرأي العام السياسي والثقافي الكردستاني ، الذي مازل يجهل مع الاسف الشديد الصورة الحقيقية للقضية الكردية في سوريا وخصوصياتها النضالية ..
ومن هنا فقد اخذت (هيئة التحرير) على عاتقها مسؤولية ادارة هذا المشروع الاعلامي وانجاحه بامكانت متواضعة ، فعملت ومنذ العدد (صفر) على اصدار هذه الجريدة بطباعة حديثة وبحلة جميلة وباخراج فني يليق بها ، وبصفحات من القطع الكبير موزعة على (10) صفحات داخلية بالابيض والاسود ، وصفحتي الغلاف ملونتين ، كما تقرر اصدارها باللغتين العربية والكردية (اللهجتين الكرمانجية والسورانية) بهدف تغطية مساحة اوسع من القراء والمتابعين للشان السياسي الكردي ..
لقد ركزت (صوت الديمقراطي) في اعدادها المتتالية على محاور سياسية وبخطاب موضوعي وواقعي بعيدا عن لغة المهاترات والاتهامات ولغة التخوين التي لايستفيد منها سوى خصوم الشعب الكردي ، فالى جانب التركيز على معاناة شعبنا الكردي في سوريا في المجالين الوطني والقومي ، ودعم النضال السلمي الديمقراطي للحركة السياسية الكردية في سوريا عموما والتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا خصوصا ، من اجل رفع الاضطهاد القومي والسياسات الشوفينية والعنصرية الجارية بحق الشعب الكردي في سوريا وفضحها امام الرأي العام ، والدعوة الى التضامن مع النضال الوطني المشترك الذي تخوضه القوى السياسية الكردية والعربية والآثورية في اطار (اعلان دمشق) الذي يناضل سياسيا من اجل التغيير الديمقراطي في سوريا وحل القضية الكردية في سوريا حلا ديمقراطيا عادلا ، الى جانب كل ذلك ركزت (صوت الديمقراطي) على التجربة الفيدرالية الديمقراطية في كردستان العراق وساهمت في دعم هذه التجربة والدفاع عنها بدون تردد ايمانا منها بان نجاحها انما هو نجاح لقضية الشعب الكردي في كل مكان ، كما انها ركزت ايضا على القضية الكردية في الاجزاء الاخرى وعملت على عرض الكثير من جوانبها السياسية والنضالية على صدر صفحاتها ..
وقد ركزت (صوت الديمقراطي) على الاخبار السياسية والثقافية والفنية الآنية على الساحة الكردية والكردستانية ، ونشرت المقالات السياسية المهتمة بالشأن الكردي ، كما نشرت في سلسلة من الحلقات وثائق عن مأساة المجردين من الجنسية نتيجة الاحصاء الاستثنائي لعام 1962 وغيرها من المشاريع العنصرية التي تدفع بالكرد نحو الهجرة والتشرد والحرمان ، ولم تخل اعدادها  من الرسوم الكاريكاتيرية التي خص الجريدة بها رسام الكاريكاتير الكردي (كاميران شمدين) والتي تناولت مختلف المجالات السياسية ، فضلا عن المقابلات الصحفية والتقارير الخبرية حول نشاطات الحركة السياسية الكردية في الداخل والخارج ، وخاصة النشاطات المشتركة لمكتب السليمانية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بالتعاون مع ممثليات الاحزاب الكردية والكردستانية في كردستان العراق ..
وقد استقطبت (صوت الديمقراطي) وخلال وقت قصير دائرة مقبولة من القراء ، وخاصة في الوسطين السياسي والثقافي في كردستان العراق ، او عبر الانترنيت كونها تنشر على الموقع الالكتروني (dimoqrati.net)  ، كما انها استقطبت مجموعة جيدة من الكتاب باللغتين العربية والكردية ومن مختلف اجزاء كردستان ، الذين اغنوا الجريدة بمقالاتهم وآرائهم ورفعوا من مستواها ..
وبحلول الذكرى (112) للصحافة الكردية ، والذكرى  الأولى لصدور (صوت الديمقراطي) ، لابد لنا ان ننحني باجلال للرواد الاوائل الذين دفعوا الكثير من سعادة اولادهم ومستقبلهم وهم يدشنون هذا الطريق الوعروالملئ بالصعاب والمتاعب  في عالم الصحافة ، هذه الطريق التي لم تكن مفروشة بالورد والرياحين بكل تأكيد كما كان يخيل للبعض ،  كما لابد من التوجه بالشكر والتهنئة للقراء الاعزاء الذين مازالوا يتابعون الصحافة المقروءة بين  هذه الامواج المتلاطمة من الاعلام المرئي والمسموع الملئ بالمواد الاعلامية التجارية والمضللة ، والتي تتقاذف الرأي العام وتدفعه نحو دوامات من المواضيع الرخيصة والهابطة ..


أجل ، لابد في هذه المناسبة العزيزة من كلمة شكر لهيئة التحرير التي عملت بكل تصميم ورغم تواضع الامكانات على اصدار هذه الجريدة بشكل نصف شهري وبهذه الحلة الملفتة والمستوى الاعلامي المقبول ، وكذلك للعاملين في مجال التصميم والطباعة والتوزيع باقة ورد جميلة ، وكل عام وقرائنا الأعزاء بخير ..
السليمانية 20/4/2010
————————–

*- رئيس التحرير

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد إذا كان الاستثمار من الأمور الهامة التي تأخذها بعين الاعتبار أيُّ دولة أو حكومة سواءً أكانت متطورة وشبه مستقرة أم خارجة لتوها من الحرب ومنهكة اقتصادياً؛ وبما أنَّ معظم الدول تشجع على الاستثمار الأجنبي المباشر بكونه يساهم بشكلٍ فعلي في التنمية الاقتصادية، ويعمل على تدفق الأموال من الخارج إلى الداخل، ويجلب معه التقنيات الحديثة، ويعمل على توفير…

من أجل إعلامٍ حرّ… يعبّر عن الجميع نقف في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، نحن، الصحفيين والكتاب الكرد في سوريا، للتأكيد على أن حرية الكلمة ليست ترفاً، بل حقٌ مقدّس، وضرورة لبناء أي مستقبل ديمقراطي. لقد عانى الصحفيون الكرد طويلاً من التهميش والإقصاء، في ظلّ الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة ولاسيما نظام البعث والأسد، حيث كان الإعلام أداة بيد النظام العنصري لترويج…

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* في الوقت الذي تتكشف فيه يوميًا أبعاد جديدة للانفجار الذي وقع في أحد الموانئ الجنوبية لإيران يوم 26 إبريل 2025، يتردد سؤال يعم الجميع: من هو المسؤول عن هذه الكارثة؟ هل كانت متعمدة أم عيرمتعمدة؟ هل يقف وراءها فرد أو تيار معين، أم أنها عمل قوة خارجية؟ سؤال لا يزال بلا إجابة حتى الآن!   التكهنات…

إبراهيم اليوسف يبدو التدوين، في زمن باتت الضوضاء تتكاثر فيه، وتتراكم الأقنعة فوق الوجوه- لا كحرفة أو هواية- بل كحالة أخلاقية، كصرخة كائن حرّ قرّر أن يكون شاهداً لا شريكاً في المذبحة. التدوين هنا ليس مجرد حبرٍ يسيل، بل ضمير يوجّه نفسه ضد القبح، حتى وإن كان القبح قريباً، حميماً، أو نابعاً من ذات يُفترض أنها شقيقة. لقد كنتُ- وما…