مضمون الرسالة هو التالي:
إلى جميع الأعزاء
لمعلوماتكم: أنا منظم المظاهرة أمام السفارة السورية في السبت القادم في بروكسل للفت أنتباه السلطات المعنية بحالة سجناء الرأي والمدافعين عن حقوق الأنسان في سوريا.
أنا تحت تصرفكم إذا كنتم ترغبون في مناقشة فرصة أخرى للقيام بنشاط للدفاع عن حقوق الشعب الكردي في أية لحظة هذا العام, ولكن ليس السبت المقبل, شاغلنا الرئيسي هي حالة المدافعين عن حقوق الأنسان, من الكرد وغير الكرد وأنا لن أتقبل أية شعارات.
مع أفضل التحيات,
صوفي أوجيان
ولكي أوضح بعض النقاط المهمة في هذه المسألة, يجب أن أدخل في بعض التفاصيل الحدثية التي جرت في الأيام الماضية تعقبا على دعوة العفو الدولية للحضور إلى التظاهرة.
للأسف, ” في السياسة: الكردي أخر من يعلم, وآخر من يفكر, وأخر من يعمل”.
لم أقتبس هذه المقولة من أحد, إنما هي واقع ملموس نعايشه العامة من الكرد كل يوم وقد أستنبتطه من خلال تجربتي الشخصية في السياسة في الفترات السابقة والتي لازالت مستمرة لهذا اليوم.
هنا أتفضل بالحديث عن مجريات الأحداث بخصوص التظاهرة:
في البداية أود أن أوضح للأعزاء على أن كلامي ليس موجها لأي شخص أو تنظيم أو حزبا على وجه التحديد, أنما هو ردا توضحيا على القرار الذي أتخذته هيئة العمل المشترك في ألمانيا في الأنسحاب من الأعتصام المقرر القيام به برلين, ودفاعا عن حق صوفي أوجيان منظم التظاهرة في بروكسل.
قبل يومين من الأن, أتصل بي هاتفيا أحد الأصدقاء ليعلمني على حصوله على رسالة صوفي الألكترونية والتي مضمونها في الأعلى كما ذكرت, وبدأنا بطرح التكهنات حول صدقية الرسالة وفحواها والمقصد السياسي الذي يقف خلفها بخصوص هذا الخبر.
وبعد التباحث بشكل منطقي قررنا الاتصال بها للاستعلام حول ماهية الرسالة وغاياتها.
وبالفعل لقد قمت بالاتصال بها على هاتفها النقال والمذكور رقمه في أسفل رسالتها, وأستفسرت حول الموضوع فأقرت بصدقية الرسالة, وقالت:
لقد راسلني البعض من الكرد بخصوص هذه التظاهرة يسألونني حول اللافتات والشعارات فكان جوابي لهم بهذا الشكل.
أنا عضو طوعي في منظمة الأمنستي ( أي لا تتقاضى راتبا ) لقد قمت بالدعوة لهذه التظاهرة بشكل فردي وطوعي وعندما علم بعض أعضاء الأمنستي في لندن و واشنطن بالأمر, وجدوها بالفكرة الجيدة, فقاموا بالأمر المماثل, هكذا كان الأمر.
ما أتمناه من الكرد أن يتظاهروا لأجل قضية محددة, والتي دعونا إليها بخصوص سجناء الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان, أكراد كانوا أم عرب, فأنا لا أتمنى أن يخرج المتظاهرون والأحزاب لأجل القضايا القومية التمييزية في يوم السبت, بالرغم من معرفتي بحقهم الديمقراطي للتظاهر لأجل أي شيء يناضلون له, ولكنني لا أريد أن تختلط الأمور في هذه المسألة مابين شعارات الكرد والعرب, دعونا نركز على قضية واحدة الأن وأنا مستعدة لفعل أي نشاط لأجل قضية الكرد القومية في أي وقت آخر.
وكلامي موجه للكرد والعرب وأشكرهم على دعمهم لهذه التظاهرة.
بهذا الشكل كان كلام صوفي على الهاتف خلال الحديث الذي أجريته معها بهذا الخصوص.
الأن ماهي المشكلة؟ المشكلة تكمن في ذهنية قراءة هيئة العمل المشترك وفهمها لهذه المسألة, من خلال عدم التفريق بين القضايا السياسية والقضايا الحقوقية للشعب الكردي في سوريا وفي المهجر, وهذه تعتبر بحد ذاتها معضلة, تلزمها دراسات وتحليلات ونتائج قد لا تؤدي بالضرورة إلى الحلول المثلى للقضايا العالقة.
إن الشيء الذي أريد أن أركز عليه في هذه المسألة, هو “عدم أستباق الأمور”.
ففي الأيام الماضية, سارع كل من حيث أرتوى من أقلام وتنظيمات وأحزاب في التسابق للأعلان عن مساندتهم ودعمهم لهذه التظاهرة, والبعض منهم بدأ بالتحليل والسرد وبلوغ النتائج من دون معرفتهم في صدقية الخبر, وبدأت المواقع الألكترونية الكردية (مشكورين) في نشرها.
فهنا ألقي اللوم على الناشر الأول بعد الترجمة وقبل تنقل الخبر في المواقع الكردية.
أن نشر الخبر على أنه دعوة من منظمة العفو الدولية, لهو لغط كبير, بحق المنظمة وبحق العاملين فيها.
يجب التعامل في مثل هذه الأمور على الترجمة الصحيحة, فالمنظمة لم تصدر ولغاية الآن أي دعوة رسمية للتظاهرة وأنما كانت بدعوة من قبل البعض العاملين فيها طوعيا.
وهي لأجل الدفاع عن سجناء الرأي والمدافعين عن حقوق الأنسان في السجون السورية.
فالفرق الأولي يكمن هنا, هل كانت الدعوة بأسم المنظمة رسميا؟, أم بأسم البعض العاملين فيها؟
إلى حين التأكد من الدعوة وصدقيتها, خرج الأمر عن السيطرة, وكان ما كان, فكما ذكرت أعلاه في مسألة “أستباق الأمور”.
لم يدع الكردي الفرصة في هذا المجال للتأكد, وهنا من نلوم؟ نلوم المواقع الكردية؟ أم نلوم الأقلام؟ أم نلوم التنظيمات والأحزاب؟, بالتأكيد سيلقى اللوم على الكردي على ذهنيته وتعامله البسيط في مثل هذه الأمور.
فأنا لا أفهم هذه المسألة؟, كيف يكون لتنظيم يجمع تحت مظلته أحزاب وتنظيمات وجمعيات وشخصيات مستقلة, أن يصدر إعلان أنسحابه من التظاهر بهذه السذاجة, حتى من دون العودة إلى أولوية الأمور؟, وكأن المعتقلين الكرد في السجون السورية هم ليسوا بمعتقلي حرية الرأي وهم ليسوا بمن يقف في خط الدفاع الأول لحماية حقوق الأنسان وكأن القضية الحقوقية في جوهرها ليست بالقضية السياسية.
فماذا بشأن المعتقل عبد الحفيظ عبد الرحمن؟, أليس هو الكردي الوحيد حاليا المدافع عن حقوق الإنسان رسميا, قابعا في سجون النظام.
أوا لا يستحق عبد الحفيظ الحضور لأجله في نظرتكم؟, ألم تفكروا بسلبية هذا القرار الأعتباطي المبنى على ردود الأفعال, وكأن مقال غسان المفلح قد أباد القومية الكردية (عذرا من غسان), فأنا لست هنا بصدد الدفاع عن غسان المفلح ومقاله, فبالنهاية هو كاتب ويعتبر نفسه معارضا للنظام الحاكم في دمشق, ولديه القدرة الكافية للدفاع عن أرائه وتوجهاته.
إنما أنا هنا, لأدافع عن حق صوفي أوجيان التي لاتفهم لغتكم وما كتب عنها من دون التوضيح لرسالتها, فاليوم هذه الآنسة التي سخرت جهدها للدفاع عن قضايا حقوق الأنسان ومعتقلي الرأي في سجون النظام يجب أن تكافىء على مثل هذه الأمور, لا أن يشهر برسالتها بشكل سلبي على أنها لا تقف مع حقوق الشعب الكردي وشعاراته.
إن إعلانكم للانسحاب يعتبر إجحافا بحق جميع الكرد, ويعبر عن مدى فهمكم البسيط للأمور.
فمن الأفضل, وهذا ما أتمناه منكم, أن تتبنوا قرار بالاعتذار لصوفي أوجيان ولجميع معتقلي الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان في سجون النظام كردا كانوا أم عربا