الدكتور شمدين شمدين
قال تعالى (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) ص ،لكن هذه المرة لم تكن الأنفال أي الغنائم لله والرسول بل كانت لطغمة حكمت العراق بالحديد والنار وجعلت من ارض العراق الخيرة مزرعة يتزعرن في ربوعها أزلام النظام وأعوانه وأهله ، هذه الأرض التي حولها النظام إلى ساحة حرب لثمان سنوات ذاق خلالها الشعب العراقي أقسى درجات الظلم والشر ، حتى ندر أن تجد عائلة عراقية ليس فيها شهيد أو مفقود أو سجين
وبعد السنوات الثما ني من الحرب القذرة ، لم تشبع كل الدماء العراقية نهم النظام ،فبدأ حملة شعواء اسماها الأنفال ضد أبناء الوطن العراقي من الكرد الذين اتهمهم النظام بالعمالة لإيران ،وكأن النظام حاكم عادل ليوزع صكوك الوطنية على مواطنيه ،وهو لم يسأل نفسه ذات يوم لماذا ياترى لا يشعر الكردي بانتمائه إلى الوطن العراقي كما يزعم ، لماذا يضع الأكراد أيديهم بأيدي أعداء العراق كما يزعم النظام العراقي السابق ، أين هي الوحدة الوطنية التي تغنى بها النظام العراقي طيلة فترة طغيانه على أكتاف وظهور العراقيين ، أم إن كل ما قيل عن المساواة والإخاء بين أبناء الشعب والعدالة الاجتماعية ،كانت شعارات كاذبة وزائفة وان النظام لم ولن ينظر إلى الكرد إلا على أنهم خونة وعملاء للخارج وطلاب انفصال .
لا بالطبع الكردي العراقي ليس كذلك أبدا ،فهو يتمتع بشعور الولاء والانتماء إلى الوطن العراقي ، ولكن ليس وطن صدام حسين ،هذا الوطن الذي جعل الكردي أسير كوابيس السجن والقتل والتعذيب والإبادة الكيميائية على أيدي طغاة المزرعة الوطن ، هذا الوطن الذي يحمل ذكريات التهجير على رؤوس الجبال في ظل البرد القارس والثلوج القاتلة ، حين كان ينادي الأطفال أمهاتهم : اماه000 أكاد أموت من البرد 00 أماه احمليني ، لقد تعبت000 أماه كم أنا جائع، وتبكي الأم لتتذكر كل عذابات الشعب الكردي تبكي لتنشد مع بكائها الحزين ، نم ياطفلي العزيز نم ،فغدا سيأتي والدك بسمك دجلة الطازج ،غدا ستلعب مع أصدقائك بين ربوع عقرة وراوندوز سنرجع غدا بني العزيز إلى كردستان ، لنغني في القرية الوادعة ها نحن عائدون وسيستقبلنا والدك بالفرح والسعادة ، نم يا بني وأنسى رائحة الخردل والسيانيد ، نم فحتما ستنبلج شمس الحرية قريبا ، هكذا كانت تنشد المرأة لابنها المشتاق إلى والد مؤنفل مفقود أو مقتول أو سجين في صحارى السماوة ،وبعد كل هذه العذابات ينبري احد المتهمين في المحكمة الموقرة ليبرر قتل الأطفال والنساء وإبادة القرى الكردية،هذه الممارسات التي تعتبر تطهيراً عرقيا بحق الكرد، وشكلا من أشكال الاضطهاد والتمييز العنصري ، يتبجح هذا المجرم ليقول إن هؤلاء ساندوا أعداء العراق أي إيران ولولا تدخلنا لاحتلت بغداد ، أي زور هذا الذي يبرر للطغاة إبادة شعوبهم بحجج واهية ، لو كان الأمر بهذه البساطة لأُبيد الجنس البشري عن وجه البسيطة ولكن الحمد لله ، ليس كل الزعماء طغاة وليس كل القادة كصدام وأزلامه .
مع بدء محاكمة الطاغية وأعوانه عن حملات الأنفال القذرة التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء الكرد والتي مثلت أبشع أشكال الإبادة الجماعية ، مع بدء هذه المحاكمة التي ستظهر حتما الوجه الأكثر وحشية ودموية لأقسى وأشرس طغاة العصر ، ينتظر اهالى المؤنفلين الثأر والقصاص ممن يتم الأطفال وثكل النساء واباد المئات من القرى الوادعة الجميلة ، حرق أشجارها وأزهارها ، وقتل عصافيرها وطيورها ، جعلها أرضا محروقة تهيم فيها الأشباح وتبني الذئاب لنفسها أوكار الخداع والرزيلة ، اليوم ينتظر ضحايا الأنفال الكرد من ينصفهم ويعيد لأبنائهم الابتسامة التي فقدوها منذ ما يقارب العشرين عاما ، رغم أن هذا الأمل صعب المنال مع كل العذاب والألم الذي عاناه هؤلاء .
في الدول المتقدمة عندما يتعرض الناس والجماعات لمشاكل وقضايا تؤثر على توازنهم النفسي ، يقوم الأطباء والخبراء بإعادة التأهيل النفسي للضحايا ، يا ترى هل اهتم احد ما من المجتمع الدولي الذي ظل لسنوات طويلة يساند النظام ، هل اهتم احد ما بنفسية أهالي المؤنفلين ، هل فكروا بإعادة تأهيلهم نفسيا كي يصبحوا أشخاصا أصحاء نفسيا وبدنيا ،ويشاركوا في صنع مستقبل العراق الجديد القائم على العدالة والمساواة بين جميع مكوناته ، ربما لم يهتم احد ما بعد بهؤلاء ، ولكن نحن على ثقة تامة أن هذه المحكمة ستكون البداية الجيدة لإنصاف هؤلاء المؤنفلين وذويهم ، وإزالة الذكريات المرة التي مازالت عالقة في أذهانهم وستبين هذه المحكمة حتما إن من لا يملك أي شعور بالوطنية لا يجوز له أن يوزع صكوك الوطنية والعمالة على الآخرين ، وان الشعور الوطني ليس مجرد شعارات تعلق على الجدران وإنما هو إحساس داخلي ،ينمو ويكبر مع وجود المساواة والكرامة الإنسانية والعدالة بين مختلف أبناء الوطن الواحد ، وهذا بالذات ما كان مفقودا في العراق زمن صدام حسين وأزلام نظامه.
لا بالطبع الكردي العراقي ليس كذلك أبدا ،فهو يتمتع بشعور الولاء والانتماء إلى الوطن العراقي ، ولكن ليس وطن صدام حسين ،هذا الوطن الذي جعل الكردي أسير كوابيس السجن والقتل والتعذيب والإبادة الكيميائية على أيدي طغاة المزرعة الوطن ، هذا الوطن الذي يحمل ذكريات التهجير على رؤوس الجبال في ظل البرد القارس والثلوج القاتلة ، حين كان ينادي الأطفال أمهاتهم : اماه000 أكاد أموت من البرد 00 أماه احمليني ، لقد تعبت000 أماه كم أنا جائع، وتبكي الأم لتتذكر كل عذابات الشعب الكردي تبكي لتنشد مع بكائها الحزين ، نم ياطفلي العزيز نم ،فغدا سيأتي والدك بسمك دجلة الطازج ،غدا ستلعب مع أصدقائك بين ربوع عقرة وراوندوز سنرجع غدا بني العزيز إلى كردستان ، لنغني في القرية الوادعة ها نحن عائدون وسيستقبلنا والدك بالفرح والسعادة ، نم يا بني وأنسى رائحة الخردل والسيانيد ، نم فحتما ستنبلج شمس الحرية قريبا ، هكذا كانت تنشد المرأة لابنها المشتاق إلى والد مؤنفل مفقود أو مقتول أو سجين في صحارى السماوة ،وبعد كل هذه العذابات ينبري احد المتهمين في المحكمة الموقرة ليبرر قتل الأطفال والنساء وإبادة القرى الكردية،هذه الممارسات التي تعتبر تطهيراً عرقيا بحق الكرد، وشكلا من أشكال الاضطهاد والتمييز العنصري ، يتبجح هذا المجرم ليقول إن هؤلاء ساندوا أعداء العراق أي إيران ولولا تدخلنا لاحتلت بغداد ، أي زور هذا الذي يبرر للطغاة إبادة شعوبهم بحجج واهية ، لو كان الأمر بهذه البساطة لأُبيد الجنس البشري عن وجه البسيطة ولكن الحمد لله ، ليس كل الزعماء طغاة وليس كل القادة كصدام وأزلامه .
مع بدء محاكمة الطاغية وأعوانه عن حملات الأنفال القذرة التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء الكرد والتي مثلت أبشع أشكال الإبادة الجماعية ، مع بدء هذه المحاكمة التي ستظهر حتما الوجه الأكثر وحشية ودموية لأقسى وأشرس طغاة العصر ، ينتظر اهالى المؤنفلين الثأر والقصاص ممن يتم الأطفال وثكل النساء واباد المئات من القرى الوادعة الجميلة ، حرق أشجارها وأزهارها ، وقتل عصافيرها وطيورها ، جعلها أرضا محروقة تهيم فيها الأشباح وتبني الذئاب لنفسها أوكار الخداع والرزيلة ، اليوم ينتظر ضحايا الأنفال الكرد من ينصفهم ويعيد لأبنائهم الابتسامة التي فقدوها منذ ما يقارب العشرين عاما ، رغم أن هذا الأمل صعب المنال مع كل العذاب والألم الذي عاناه هؤلاء .
في الدول المتقدمة عندما يتعرض الناس والجماعات لمشاكل وقضايا تؤثر على توازنهم النفسي ، يقوم الأطباء والخبراء بإعادة التأهيل النفسي للضحايا ، يا ترى هل اهتم احد ما من المجتمع الدولي الذي ظل لسنوات طويلة يساند النظام ، هل اهتم احد ما بنفسية أهالي المؤنفلين ، هل فكروا بإعادة تأهيلهم نفسيا كي يصبحوا أشخاصا أصحاء نفسيا وبدنيا ،ويشاركوا في صنع مستقبل العراق الجديد القائم على العدالة والمساواة بين جميع مكوناته ، ربما لم يهتم احد ما بعد بهؤلاء ، ولكن نحن على ثقة تامة أن هذه المحكمة ستكون البداية الجيدة لإنصاف هؤلاء المؤنفلين وذويهم ، وإزالة الذكريات المرة التي مازالت عالقة في أذهانهم وستبين هذه المحكمة حتما إن من لا يملك أي شعور بالوطنية لا يجوز له أن يوزع صكوك الوطنية والعمالة على الآخرين ، وان الشعور الوطني ليس مجرد شعارات تعلق على الجدران وإنما هو إحساس داخلي ،ينمو ويكبر مع وجود المساواة والكرامة الإنسانية والعدالة بين مختلف أبناء الوطن الواحد ، وهذا بالذات ما كان مفقودا في العراق زمن صدام حسين وأزلام نظامه.