نشرة يكيتي *
لم تكن من قبيل المفاجأة تلك الرسالة الدموية التي تلقاها شعبنا هذا العام, وهو في غمرة احتفالاته بعيد نوروز, كبطاقة تهنئة من جانب النظام وأجهزته الأمنية الملطخة أيديها بدماء الأبرياء, فقد اعتدنا أن نتلقى رسائل دموية كالتي تلقيناها هذا العام في مدينة الرقة, وكانت حصيلتها شهيدان وعدد من الجرحى وعشرات المعتقلين, فلا زالت الدماء التي سالت في نوروز 2008 وراحت ضحيتها ثلاثة من الشباب الكرد لم تجف, فمسيرة نوروزنا مع هذا النظام وأجهزته القمعية كانت باستمرار ملونة بلون الدم ورائحته, فلا تكاد تمر سنة دون قرابين بشرية تحصدها آلة القمع والقتل.
فمنذ عام 1986, ومسيرة الشهادة على مذبح نوروز المحبة والحرية والسلام تكاد لا تنقطع, بل لا زالت العنصرية العمياء مصرة على الحؤول بين شعبنا وبين الاحتفال بهذا العيد القومي, وهي من أبسط الحقوق الإنسانية التي يمكن تخيلها لكتلة بشرية تتجاوز تعدادها ثلاثة ملايين, رغم كل التعبيرات السلمية والإنسانية الحضارية لمثل هذا الاحتفال, ولا زالت مصرة على التشبه بأكثر النظم التاريخية عنصرية في سياق محاولاتها لاجتثاث الشعب الكردي بملايينه من الوجود في هذا البلد, متجاهلة دروس التاريخ وتجارب الشعوب الحية وكل التطورات العالمية الراهنة وتطورات القضية الكردية على صعيد المنطقة.
فمنذ عام 1986, ومسيرة الشهادة على مذبح نوروز المحبة والحرية والسلام تكاد لا تنقطع, بل لا زالت العنصرية العمياء مصرة على الحؤول بين شعبنا وبين الاحتفال بهذا العيد القومي, وهي من أبسط الحقوق الإنسانية التي يمكن تخيلها لكتلة بشرية تتجاوز تعدادها ثلاثة ملايين, رغم كل التعبيرات السلمية والإنسانية الحضارية لمثل هذا الاحتفال, ولا زالت مصرة على التشبه بأكثر النظم التاريخية عنصرية في سياق محاولاتها لاجتثاث الشعب الكردي بملايينه من الوجود في هذا البلد, متجاهلة دروس التاريخ وتجارب الشعوب الحية وكل التطورات العالمية الراهنة وتطورات القضية الكردية على صعيد المنطقة.
فهذا النظام الذي يضيق ذرعاً برؤية شعبنا يحتفل بعيد قومي يعود بتاريخه إلى 2622 سنة, ويضيق ذرعاً بألوان الطبيعة وألوان ألبسة الأطفال (الخضراء والصفراء والحمراء), وبأغنية كردية تنشدها فرقة موسيقية على مسامع الناس, وبالأحرى بكل ما هو كردي, من الطبيعي أن نتوقع مثل هذه الممارسات الإجرامية لأجهزته الأمنية المتشبعة بالعقيدة العنصرية العدوانية تجاه المواطن الكردي وحقوقه وحرياته, وهي طليقة من كل قيد في ظل الصلاحيات المطلقة الممنوحة لها في مواجهة الكردي الأعزل, ومن الطبيعي أيضاً أن نجد سيلاً من الممارسات المختلفة والمتناقضة التي تختلف باختلاف الطبيعة الخاصة لمن يمارسها في ظل غياب كل أثر للقانون المفترض به أن يكون الناظم للحياة العامة والضامن لحقوق الناس وحرياتهم.
حيث كان من الممكن أن تتحول أكثر ساحات الاحتفال إلى مذابح, لولا تحمل شعبنا لغطرسة بعض هذه الأجهزة الأمنية, وممارساتها الاستفزازية, التي تجاوزت كل حدود الصلف والاستهتار بالناس.
يبدو أن النظم العنصرية لا يمكن أن تتبدل بتبدل الزمان والمكان, بل تبقى هي هي, غير قادرة على الانصياع لمنطق الحياة المعاصرة ومنطق الحرية وحقوق الإنسان, حتى ولو كانت في القرن الحادي والعشرين, وفي ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات كما نشهدها اليوم, لأنها تبقى منكفئة على أحلامها المريضة وطموحاتها الخائبة, وغائبة عن حركة الحياة ومعطياتها.
إن المنطق العنصري الذي يعتبر الكرد ضيوفا ثقيلي الظل في هذا البلد, فرِحٌ بهبة ونعمة المستعمر الذي وفر له دولة سكانها جميعهم عربٌ أقحاح..؟؟!!, أو ينبغي أن يصبحوا عرباً أقحاحاً من هم ليسوا كذلك, ثمناً لهذه الاستضافة.
من الطبيعي أن نتوقع من هذا المنطق العنصري كل شيء غريب وغير منطقي, ففي ظل نظام كهذا تنقلب كل موازين الحق والعدل, فنجد الجلاد يتقمص دور الضحية في كل شيء ليصير الضحية معتدياً, وغداً سيمثل الكرد المعتقلون على ذمة نوروز هذا العام ومناسبات آذار الأخرى أمام محاكمه لتصدر بحقهم قرارات الإدانة وأحكام السجن, وكأن الكرد هم من يمارسون الاعتداء وسياسة القهر القومي والتمييز العنصري, وهم يصدرون قرارات ومشاريع وقوانين وفرمانات التمييز والإقصاء والتعريب والاجتثاث بحق الآخرين.!!
من العبث أن نتصور أو نتأمل بأن نظاماً على هذه الشاكلة يمكن أن يتصرف بعكس طبيعته, ويتخلى يوماً عن أحلامه وطموحاته المشوهة والمريضة, ويعترف بوجود كردي تاريخي أصيل شاءت الدول الاستعمارية أن تجعله جزءاً من مكون الدولة السورية التي فصلت على مقاس مصالحها الجشعة, وأن يقبله كشريك ساهم في صنع تاريخ هذا البلد, وأن يمنحه الفرصة للمساهمة أيضاً في صنع حاضره ومستقبله, دون أن تلاحقه وتحاصره مشاريع ومراسيم وقرارات وسياسات التمييز والإقصاء ومحاولات تصفية هويته القومية, وأن يقف على مسافة واحدة من كل مكونات الشعب السوري عرباً وكرداً وأقليات قومية, ويرسل بطاقة تهنئة ومعايدة حقيقية يفتخر من خلالها بهذا التراث التاريخي العظيم لأحد أقدم شعوب المنطقة, ولأحد ثاني أهم مكون من مكونات الشعب السوري.
لأن مثل هذا النظام عندها سيكف أن يكون نظاماً عنصرياً استبدادياً وسيجد في نفسه نظاماً يمثل كل الشعب السوري لا لمكون فقط من مكوناته.
إذا كان قد قدر للشعب الكردي أن يعيش القرن العشرين كله تحت حراب وهراوات مثل هذه النظم العنصرية القمعية, فبالتأكيد لن يقبل أن يعيش ردحاً آخرا من الزمن مستضعفاً, راضياً بواقع الذل والاهانة, يلعق جراحه بصمت, وقد بدأ ينفض عن نفسه أثقال المرحلة الماضية, وما هذه الوقفة الرائعة في نوروز وغيرها, إلا دليل ثابت على أن هذا الشعب سوف يمضي في طريق تحقيق المساواة والحرية, ولن يثنيه عن ذلك أي شيء وأقلها مثل هذه التضحيات.
حيث كان من الممكن أن تتحول أكثر ساحات الاحتفال إلى مذابح, لولا تحمل شعبنا لغطرسة بعض هذه الأجهزة الأمنية, وممارساتها الاستفزازية, التي تجاوزت كل حدود الصلف والاستهتار بالناس.
يبدو أن النظم العنصرية لا يمكن أن تتبدل بتبدل الزمان والمكان, بل تبقى هي هي, غير قادرة على الانصياع لمنطق الحياة المعاصرة ومنطق الحرية وحقوق الإنسان, حتى ولو كانت في القرن الحادي والعشرين, وفي ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات كما نشهدها اليوم, لأنها تبقى منكفئة على أحلامها المريضة وطموحاتها الخائبة, وغائبة عن حركة الحياة ومعطياتها.
إن المنطق العنصري الذي يعتبر الكرد ضيوفا ثقيلي الظل في هذا البلد, فرِحٌ بهبة ونعمة المستعمر الذي وفر له دولة سكانها جميعهم عربٌ أقحاح..؟؟!!, أو ينبغي أن يصبحوا عرباً أقحاحاً من هم ليسوا كذلك, ثمناً لهذه الاستضافة.
من الطبيعي أن نتوقع من هذا المنطق العنصري كل شيء غريب وغير منطقي, ففي ظل نظام كهذا تنقلب كل موازين الحق والعدل, فنجد الجلاد يتقمص دور الضحية في كل شيء ليصير الضحية معتدياً, وغداً سيمثل الكرد المعتقلون على ذمة نوروز هذا العام ومناسبات آذار الأخرى أمام محاكمه لتصدر بحقهم قرارات الإدانة وأحكام السجن, وكأن الكرد هم من يمارسون الاعتداء وسياسة القهر القومي والتمييز العنصري, وهم يصدرون قرارات ومشاريع وقوانين وفرمانات التمييز والإقصاء والتعريب والاجتثاث بحق الآخرين.!!
من العبث أن نتصور أو نتأمل بأن نظاماً على هذه الشاكلة يمكن أن يتصرف بعكس طبيعته, ويتخلى يوماً عن أحلامه وطموحاته المشوهة والمريضة, ويعترف بوجود كردي تاريخي أصيل شاءت الدول الاستعمارية أن تجعله جزءاً من مكون الدولة السورية التي فصلت على مقاس مصالحها الجشعة, وأن يقبله كشريك ساهم في صنع تاريخ هذا البلد, وأن يمنحه الفرصة للمساهمة أيضاً في صنع حاضره ومستقبله, دون أن تلاحقه وتحاصره مشاريع ومراسيم وقرارات وسياسات التمييز والإقصاء ومحاولات تصفية هويته القومية, وأن يقف على مسافة واحدة من كل مكونات الشعب السوري عرباً وكرداً وأقليات قومية, ويرسل بطاقة تهنئة ومعايدة حقيقية يفتخر من خلالها بهذا التراث التاريخي العظيم لأحد أقدم شعوب المنطقة, ولأحد ثاني أهم مكون من مكونات الشعب السوري.
لأن مثل هذا النظام عندها سيكف أن يكون نظاماً عنصرياً استبدادياً وسيجد في نفسه نظاماً يمثل كل الشعب السوري لا لمكون فقط من مكوناته.
إذا كان قد قدر للشعب الكردي أن يعيش القرن العشرين كله تحت حراب وهراوات مثل هذه النظم العنصرية القمعية, فبالتأكيد لن يقبل أن يعيش ردحاً آخرا من الزمن مستضعفاً, راضياً بواقع الذل والاهانة, يلعق جراحه بصمت, وقد بدأ ينفض عن نفسه أثقال المرحلة الماضية, وما هذه الوقفة الرائعة في نوروز وغيرها, إلا دليل ثابت على أن هذا الشعب سوف يمضي في طريق تحقيق المساواة والحرية, ولن يثنيه عن ذلك أي شيء وأقلها مثل هذه التضحيات.
* نشرة شهرية تصدرها اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكردي في سوريا – العدد 179 آذار 2010