المبادرة الوطنية للأكراد السوريين.. رافعة سياسية معتدلة وواقعية

مرشد اليوسف
m.yousef2@yahoo.com

تأسست المبادرة الوطنية للأكراد السوريين في 31 آذارعام 2007 وهي عبارة عن تجمع للمستقلين الأكراد السوريين.

 والحقيقة أن المبادرة بما تحمل من أفكار سياسية واقعية, ومعطيات فكرية عملية , وطاقات بشرية ذات خبرة جيدة بالواقع السياسي السوري بشكل عام والواقع السياسي الكردي بشكل خاص استطاعت أن تشخص أبعاد المشكلة الكردية السورية وحيثياتها تشخيصا دقيقا على أساس مجموعة من المبادئ وأهمها:
– الشعب الكردي جزءاً هاماً من الموزاييك الاجتماعي والديموغرافي التاريخي لسوريا و إن انتمائه إلى أمة كردية أكبر في المنطقة لا يتعارض مع كونه مكون رئيسي من النسيج الاجتماعي الوطني والذاكرة التاريخية الحضارية لسوريا، وهنا نرى ضرورة التمييز بين المسألتين القومية والوطنية وفهم التداخل الجدلي بينهما ، فكرد سوريا يعتزون بكرديتهم بقدر افتخارهم بسوريتهم وولائهم وانتمائهم لهذا الوطن.

(من البيان التأسيسي)

– أكراد سوريا يشكلون القومية الثانية بعد القومية العربية الرئيسية.

وهم ليسوا بغرباء أو متسللين أو انفصاليين ، بل وطنيون بامتياز، ومكون رئيسي من مكونات النسيج الاجتماعي والتاريخي لسوريا وجزء هام من ذاكرتها الحضارية ، ساهموا بقوة في بناء الدولة السورية ، ولم يقتصر دورهم في مقاومة المستعمر الفرنسي وصنع الاستقلال فقط، حيث عمت الانتفاضات والاحتجاجات والمظاهرات مدن وبلدات الجزيرة وعين العرب وعفرين وسلمى وحي الاكراد في دمشق ، وفي مقدمتها انتفاضة ( بياندور).

وقدموا العشرات من المجاهدين والشهداء والقادة أمثال يوسف العظمة وابراهيم هنانو و احمد الملا وغيرهم ، وتكامل هذه الثورات والمقاومة مع ثورة المجاهد الشيخ صالح العلي في جبال العلويين وسلطان باشا الأطرش في جبل العرب وانتفاضة غوطة دمشق وفي محافظات أخرى.

إنما تواصل هذا الدور الوطني في مرحلة ما بعد الاستقلال و مشاركة  الكرد في جميع الحروب التحريرية ، وحماية سياج الوطن ، وفي إعمار وإغناء سوريا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل مفتوح الى جانب الشرائح والفئات الوطنية الأخرى.

(من البيان التأسيسي)
أكراد سوريا ليسوا حصان طروادة ولا يعولون على الدعم الخارجي والمشاريع الدولية في المنطقة ، ويدينون بشدة جميع محاولات استهداف سوريا ، وأية تدخلات خارجية في الشأن الكردي السوري باعتباره مسألة وطنية داخلية تخص الشعب السوري وحده ، وترفض المبادرة أية محاولات لطرح الورقة الكردية في البورصات السياسية واستغلالها على المستويين الاقليمي والدولي ضد سوريا وأكرادها.

(من البيان التأسيسي)
 – تقف المبادرة الى جانب الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في كل من كردستان (تركيا، العراق، ايران) وتناشد الأخوة في الفصائل الكردستانية المتنفذة في الساحة بتشجيع أكراد سوريا وحثهم على ترتيب بيتهم الداخلي في إطار البيت السوري الكبير، لمصلحة الكرد السوريين ومشروعهم الوطني السوري ، ورسم معالم مستقبلهم ونموذجهم الوطني السوري المستقل ، بعيداً عن منطق الإملاء والوصاية، فأكراد سوريا قدموا تضحيات جسام من أجل المشروع الكردستاني في كل من العراق وتركيا وبما يفوق طاقاتهم ، في وقت كانت ظروف شعبنا في كردستان بحاجة لذلك وفق ظروف ومعطيات تلك المرحلة .

ففي ثورة الشعب الكردستاني الأخيرة قدم الكرد السوريين قرابة 4000 شهيد ، يمثلون النخبة ومن خيرة أبنائهم وبناتهم ، وهذا محل فخر واعتزاز وموضع شرف قومي لهم.

وعلى الإخوة في تلك الفصائل احترام هذه الخصوصيات للكرد السوريين .

(من البيان التأسيسي)
وضمن هذه المبادئ الوطنية الشفافة تناضل المبادرة من أجل تحقيق الأهداف الوطنية الأساسية التالية :
– إخراج المسألة الكردية من نفق التهميش والتعاطي الأمني من قبل السلطة من جهة ومن منطق السياسات المراهقة والمزايدات والإثارة والتحريض والشعارات اللامسؤولة من قبل بعض المهتمين بالشأن الكردي العام من جهة اخرى ، والتي من شأنها خلق أجواء من الاحتقان والكراهية ، بما لذلك من تداعيات خطيرة على الشارع الكردي وأوضاع الشريحة الكردية ، وعلى الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار للبلاد.

(من البيان التأسيسي)
– إلغاء وإزالة كافة الإجراءات الاستثنائية التمييزية الجائرة المطبقة بحق الكرد السوريين منذ عقود وفي مقدمتها احصاء عام 1962 ، وإعادة الجنسية السورية لجميع (الأجانب والمكتومين) الذين حرموا منها دون استثناء ، وتعويضهم من خلال حق الانتفاع من الأراضي الزراعية أسوة ببقية المواطنين ، سيما أن الغالبية الساحقة من هذه الأسر المنكوبة هي من الطبقة الكادحة، وتقديم تسهيلات لهم أثناء تنفيذ قانون الجنسية دون عقبات بيروقراطية وإدارية ، كجزء من تخفيف الحيف الذي لحق بهم طيلة هذه السنوات، فأكراد سوريا لن يرضوا بعد اليوم إلا أن يكونوا مواطنين من الدرجة الأولى.

(من البيان التأسيسي)
– تأمين التنمية المتوازنة لكل المحافظات السورية في المجالات الاقتصادية والإدارية بما في ذلك محافظة الجزيرة و مناطق عين العرب وعفرين ، ووضع ذلك في سلم أولويات وبرامج الحكومة وخططها.

(من البيان التأسيسي)
– رفع كافة أشكال الحظر على اللغة والثقافة والعادات الكردية واعتبارها جزءاً من الثقافة الوطنية السورية ، وإنمائها وتطويرها، ومنح التراخيص لمدراس تابعة لوزراة التربية تدرس فيها اللغة الكردية كمقرر الى جانب المنهاج العام على امتداد أماكن التواجد الكردي في سوريا ، وتأسيس جمعيات ثقافية اجتماعية كردية سورية ، وتقديم الدعم المادي الرسمي لها وتامين كافة الامكانيات والمستلزمات لذلك.
– تطوير الاعلام وتخصيص برامج تلفزيونية تلقي الضوء على ثقافة جميع مكونات الشعب السوري بما فيهم الأكراد.

(من البيان التأسيسي)
– دمج الكرد السوريين في الحياة السياسية الوطنية السورية بدءاً من الحكومة والبرلمان والمؤسسات الرسمية الأخرى ، عبر (قانون أحزاب) ديمقراطي عصري يتيح للأكراد فرصة المشاركة والتعبير عن طيفهم السياسي والثقافي ، في إطار مؤسسة وطنية تمثلهم في ظل معايير موحدة وعادلة تشمل جميع الشرائح والفئات ، وإجراء التغييرات الدستورية اللازمة لذلك .

(من البيان التأسيسي)
– إعادة النظر في كافة القوانين والاحكام التي تحد من حرية المواطن و تمنعه من المشاركة في بناء الوطن ، بما فيها حرية الفكر والتنظيم والتعبير عن الرأي ، والافراج عن المعتقلين السياسيين ، وإفساح المجال أمام جمعيات تعنى بحقوق الانسان.

(من البيان التأسيسي)
والحقيقة أن المبادرة تبذل منذ سنوات جهود كبيرة في شرح الواقع الكردي السوري المتردي للسلطات السورية , واستطاعت في هذا العام أن تحصل على موافقة رسمية من السلطات السورية للاحتفال بعيد نيروز وهو مكسب متواضع ولكنه مهم .

على ضوء هذه المعطيات فان المبادرة مدعوة إلى تفعيل دورها في الشارع السياسي الكردي السوري أكثر من أي وقت مضى.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…

إبراهيم اليوسف إنَّ إشكالية العقل الأحادي تكمن في تجزئته للحقائق، وتعامله بانتقائية تخدم مصالحه الضيقة، متجاهلاً التعقيدات التي تصوغ واقع الشعوب. هذه الإشكالية تطفو على السطح بجلاء في الموقف من الكرد، حيث يُطلب من الكرد السوريين إدانة حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وكأنهم هم من جاؤوا به، أو أنهم هم من تبنوه بإجماع مطلق. الحقيقة أن “ب ك ك”…

شيروان شاهين سوريا، الدولة ذات ال 104 أعوام البلد الذي كان يومًا حلمًا للفكر العلماني والليبرالي، أصبح اليوم ملعبًا للمحتلين من كل حدب وصوب، من إيران إلى تركيا، مرورًا بكل تنظيم إرهابي يمكن أن يخطر على البال. فبشار الأسد، الذي صدع رؤوسنا بعروبته الزائفة، لم يكتفِ بتحويل بلاده إلى جسر عبور للنفوذ الإيراني، بل سلمها بكل طيبة خاطر…