(ولاتي مه – خاص) دعا الأستاذ فيصل يوسف العضو القيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي, بعض الفعاليات الثقافية والسياسية, لشرح وجهة نظره حول ما يجري داخل حزبه من خلافات, أدت إلى صدور بيان باسم اللجنة المركزية تعلن قطع العلاقة به.
إن موضوع ما يجري داخل حزبنا, لسنا فقط المعنيين به , بل أنكم كمثقفين وسياسين معنيين به أيضاً, لا بل أن كل جماهير الشعب الكوردي معنية بما يجري داخل فصائل الحركة الكوردية وآراؤكم ووجهات نظركم, تهمنا بالدرجة الأساس, حيث سنأخذها بعين الاعتبار وسنوليها أهمية كبيرة, لكي لا نتخذ مواقف خاطئة مستقبلاً.
فعندما تتعلق الأمور بنا, فإننا نتعرض للانفعالات التي تجرنا إلى اتخاذ مواقف متسرعة أحياناً, لكن عندما نستمع لآراء المثقفين والسياسيين المستقلين والمهتمين بقضايا شعبنا, والذين هم موضع تقديرٍ واحترام في الشارع الكوردي.
كما تعلمون, وأنتم على مسافة قريبة منّا, ما كان يجري داخل حزبنا الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا, فاعتباري من أحد الرفاق القدامى, وكنت عضواً في الحزب منذ أربعة عقود, وأصبحت عضواً في القيادة منذ عقدين وللآن, وإشارتي لذلك ليست من باب التفاخر والتباهي, لا بل لأشير إلى الفترة الطويلة التي قضيتها مع رفاقي في القيادة, وقيامنا معاً بمسؤولياتنا وواجباتنا الملقاة على عاتقنا, حيث كنا متفاهمين ومتفاعلين من أجل خدمة قضية شعبنا الكوردي.
كانت لدينا بعض الأمور الخلافية في الحزب, وبعضكم من المقربين منا كان يشعر بذلك أحياناً, وأحيانا أخرى لا يمكن الشعور بالخلافات لعدم وضوحها.
في المؤتمر التاسع للحزب, بدأت بعض الخلافات بالظهور في وجهات النظر في بعض القضايا, استطعنا معاً الوقوف على تلك التباينات بالنقاش والحوار, وكانت آراء الرفاق في الحزب موحدة إزاء تلك القضايا, لحين وصولنا إلى المؤتمر الثالث عشر لتأخذ هذه الخلافات منحى آخر.
قبل انعقاد المؤتمر الثالث عشر ظهرت بيننا نقاط خلافية عديدة البعض منها كانت امتدادا لخلافتنا في المؤتمرات السابقة
ثم تكلم الأستاذ فيصل عن تفاصيل بعض هذه الخلافات أبتداء من المؤتمر العاشر للحزب وانتهاء بالمؤتمر الثالث عشر (الذي انعقد مؤخراً ) تركزت حول النقاط الرئيسية التالية:
النقطة الاولى تتعلق بالقضايا التنظيمية الداخلية في الحزب, إحداها ضرورة إقرار دورتين فقط لتبوء منصب السكرتير, والمسألة الأخرى, كانت تتعلق بانتخاب أعضاء القيادة, حيث كنا نطالب بأن يتم انتخاب القياديين من كل المناطق, وليس من المؤتمر .
النقطة الثانية مسألة مكتب السليمانية والتصرف بمستحقات الطلبة الكورد هناك, وتم اتهامي بأنني أثرت هذه المسألة, في الحقيقة لم أكن على علمٍ بها, إلا بعد الرسالة التي وجهها طلبتنا إلى الحزب في شهر كانون الثاني 2006, يشتكون فيها من مسؤولي الحزب في مكتب السليمانية وبأنهما قبضا مستحقاتهم المالية, وتصرفا بها, طالبت حينها بتشكيل لجنة تحقيق حول هذه المزاعم ومحاسبة المسؤولين عنها.
النقطة الثالثة والتي شكلت محورا رئيسيا في الخلاف بيننا, هو تمثيلنا في المجلس الوطني لإعلان دمشق, حيث طالب بعض أطراف التحالف بأن يتم التمثيل بالتوافق بين أطراف التحالف, كما بين أشقائنا في كوردستان العراق, إلا أن حميد رفض رفضاً قاطعاً مسألة التوافق, ونقل عنه بعض أطراف الاجتماع بأنه اتهم قيادة الحزبين بالنفاق والفساد …إلخ, وتم اتهامي هنا, بأنني سربتُ هذه المعلومات للأطراف الكردستانية, مع أنني لم أكن في ذاك الاجتماع, لابل أنه كان يخبر رفاقنا في الحزب بأن قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني هي التي أخبرته بأنني سربت لهم هذه المعلومات ومحاولة الرفيق حميد هذه كانت واضحة بالنسبة إلي وهي جعل الاتحاد الوطني الكردستاني طرفاً في خلافتنا الحزبية ولذلك طالبته بأن يكون الاتحاد الوطني الكردستاني جهة رئيسية في حل هذه النقطة عن طريق مخاطبتهم مباشرة ومعرفة هل هم الذين أخبروا الرفيق حميد عني كما يزعم, ومعروف لديكم جميعاً من أوصلها, فالأستاذ حميد تحدث في اجتماع عدة أحزاب وليس اجتماع حزبنا, فمن غير المعقول ان يبقى حديثه أسير ذاك الاجتماع, وخصوصاً التباينات التي حدثت بين أطراف التحالف, وأدى إلى انشقاقه, وكذلك فشل بسببه التنسيق بين الهيئة العامة للجبهة والتحالف, و حدث شرخ في إعلان دمشق, كون تلك الأحزاب أعضاء في إعلان دمشق.
وكانت هذه التصرفات موضع انتقاد من قبلنا في اجتماعات القيادة.
النقطة الرابعة اضفاء السكرتير للطابع الشخصي (المزاجي ) والنزعة الأنانية المفرطة في اسلوب العلاقة والتعامل مع الاحزاب الكردستانية في العراق دون أخذ المصالح والهموم الكردية العامة بعين الاعتبار.
النقطة الخامسة هي العلاقات الكوردية- الكوردية فكنت أوضح للسكرتير وبشكل دائم بأن حزبنا يتجه نحو العزلة على صعيد الساحة السياسية الكردية في سوريا , وبأننا نفقد توازننا في إطار العلاقات مع القوى الوطنية السورية عامة , فمواقف السكرتير كانت تتغير وتتبدل من منطقة لأخرى, و تخبطه السياسي بدا واضحاً لجميع الأطراف, وواجهناه كثيراً حول مواقفه هذه لكنه كالعادة كان يتهرب منها بخلق بعض الحجج والذرائع الوهمية.
النقطة السادسة تتعلق بالأمور المالية للحزب فكنا على خلاف مع تصرفات السكرتير, حيث كان يقوم بمنح بعض الرفاق وغيرهم مبالغ مالية باسمه الشخصي, ومن دون علم منا ولم نقبل ذلك, فطالبنا بأن يتم منح الرفاق أو أي مستحق بقرار من القيادة, ولا يجوز التصرف بمالية الحزب بشكلٍ فردي, وللأسف كان يتصرف بمالية الحزب في علاقته مع الرفاق والأصدقاء.
وتم تأجيل موعد انعقاد المؤتمر الثالث عشر من أيار إلى أيلول, قاد خلالها السكرتير حملة مبرمجة من أجل إبعادي عن الحزب, بدءاً من دمشق وإلى ديريك,وروج خلالها ضدي العديد من الادعاءات والتهم الزائفة منها بأن فيصل سيستقيل من الحزب وانه يعمل الى شق صفوف الحزب…الخ, وأثناء انعقاد المؤتمر الثالث عشر, كرس النقاط التي ذكرتها سابقا كاتهامات لي فحاول تارة اتهامي بمسألة تسريب معلومات اجتماع التحالف لقيادة الحزب, وبأنني المسؤول عن إثارة مشكلة مستحقات الطلبة المالية, فطالبت بأن الجهة الوحيدة التي لها الحق أن تثبت بأن هذه المستحقات المالية للطلبة أم لا هي الاتحاد الوطني الكردستاني, فعندما تؤكد قيادة الاتحاد الوطني أن المستحقات لمكتب الحزب, عندها علينا إدانة رفاقنا الطلبة, أم عكس ذلك, فعلينا إعادة مستحقات الطلبة لهم, والمسألة الأخرى هي تحفظاته في العلاقة مع الأحزاب الكوردية, فالأستاذ حميد يعتبر بعض الأحزاب الكوردية, أحزاب معادية (لحزبنا) لكن من وجهة نظرنا وبالرغم من اختلافنا في الآراء والأفكار مع البعض من الأحزاب الكردية فأنه لايجوز استعمال هذا المصطلح “الحزب المعادي” على أي حزب كردي سوري لانه يبقى الحوار والتنسيق في هذا المجال حلا للتقارب والتفاهم بين كل أطراف الحركة الكردية ومن دون أي استثناء.
كما كانت المسائل السياسية والتنظيمية في المؤتمر الثالث عشر لحزبنا غير أساسية حيث مر عليها مرور الكرام, فالنقطة الهامة بالنسبة اليه كانت مهاجمتي ومهاجمة الكوادر الحزبية التي تقف مع رأيي، لكنه وبالرغم من كل ذلك فانه صدم بنتائج المؤتمر حيث انتخبت عضواً في اللجنة المركزية للحزب واستطعت الحصول على نسبة 42 مقابل 58 من اصوات المؤتمرين وبعد المؤتمر لم تنعقد اجتماعات اللجنة المركزية للحزب إلا أنه كان يجتمع ببعض الأعضاء ثنائياً وثلاثياً من أجل الاصطفافات التكتلية ضدنا لتصفيتنا, كما أنه عقد اجتماع لممثلين عن اللجان المنطقية القدامى, كان محور حديثه التهجم عليّ, والادعاء بأنه كان ينوي أن يسلمني قيادة الحزب, لكن لا أساس لهذا القول, والمفارقة أنه للآن يرفض تعيين نائب له في الوقت الذي يرتضي لنفسه منصب نائب لرئيسة إعلان دمشق الدكتورة “فداء الحوراني” مع احترامي الشديد لها كسيدة وليأتي قرار إبعادي اللا شرعي عن الحزب كرد فعل طبيعي لكل هذه الأمور.
أود في الأخير أن أؤكد لكم بأنني ورفاقي من الكوادر الحزبية لسنا حالة انشقاقية مثلما يريد السيد السكرتير فرضها بإجراءاته التي يحاول بها قطع العلاقة بين الرفاق وتأجيج الخلافات بينهم لتمرير مشروعه في التأبيد والتوريث وإطلاق العنان لفرديته ومزاجيته للسيطرة على كل مقدرات الحزب وكوادره المخلصين لا بل سنظل حالة إصلاحية في داخل الحزب تنشر ثقافة الديمقراطية في صفوف الحزب وتنبذ كل المهاترات سعيا لتمتين العلاقات مع كل القوى الكردية وأطراف الحركة الوطنية السورية عموما.
المداخلات:
1- خالص مسور: نشكرك على التوضيحات التي تحدثت عنها, والتي جرت في حزبكم, وأؤكد للحاضرين بأن ما نطقت به هي الحقيقة وكنت صادقاً في حديثك.
إن نشاطاتكم ومساهماتكم من أجل خدمة قضية شعبنا جلية للعيان, فلم تجد الأنانية الحزبية طريقها في نضالكم, كنتم دوماً تضعون مصلحة الشعب فوق كل المصالح والاعتبارات الحزبية.
يجب أن لا تبتعدوا عن حزبكم, هذا الحزب الذي قضيتم فيه معظم سنوات عمركم, وأنتم الأجدر والأفضل لقيادة هذا الحزب بالديمقراطية والانتخابات, وإنقاذه من التـأبيد والتوريث والفساد.
2- برزو محمود: إن ما يطرحه الأستاذ خالص في ضرورة عملكم من داخل الحزب, هو طرح خيالي وطوباوي وغير واقعي, فعندما يتم إبعادكم من الحزب بدون وجه حق, هذا يعني أنه من المستحيل أن تكون هناك إمكانية لإعادتكم أو عودتكم للحزب, ولو عملتم برأي الأستاذ خالص, ستكون مسيرتكم مضيعة للوقت والجهد, وستتعرضون لإساءات أكبر وأكثر.
يجوز العمل برأي الأستاذ خالص, عندما تتوفر الآليات الديمقراطية في الحزب, وتاريخ الأحزاب الكوردية مليء بالحالات المشابهة لحالة الأستاذ فيصل, فالممارسات متطابقة تماماً ومستمرة منذ التأسيس وللآن.
مسألة إبعادكم عن الحزب, هو أسلوب ممنهج متبع منذ القديم.
أعتقد أنه ينبغي لكم البحث عن أحزاب قريبة من آرائكم ووجهات نظركم, ومن الممكن أن تتحاوروا مع رفاقكم القدامى (السادة طاهر سفوك, وعزيز داوي) بإمكانكم ان تتوحدوا في حزب واحد.
3- أحمد حيدر: حسب ما تحدثتم به, فإن قرار إبعادكم من الحزب قديم, كما أن دعوات التغيير التي كنتم تطالبون بها قديمة أيضاً, فلقد رأينا قبل الآن حالات مشابهة لحالتكم, كما جرى سابقاً مع الأستاذ عزيز والأستاذ طاهر, وصالح كدو, ألم يكن من الأفضل والأجدى لو أنكم وقفتم مع الحالات السابقة, لكان تأثيركم على فردية الأستاذ حميد أقوى.
ففي الوقت الراهن لا يمكن للجماهير أن تقبل ولادة أحزاب جديدة.
4- حسين أحمد: باعتقادي أن اختلافكم مع سكرتير الحزب قديم, واعتقد أنها تمتد لأكثر من خمسة عشر عاماً, لماذا انتظرتم حتى تراكم هذا الكم الهائل من الاختلافات, ولماذا لم تقوموا بمعالجتها في البداية.
وأعتقد أن خلافاتكم هي خلافات إدارية بحتة, تحولت إلى خلافات فكرية مع مرور الأيام, ومن ثم تبلورت في المواقف السياسية المتناقضة, كما أعتقد بأنكم لن تعودا للحزب, ولا الطرف الآخر سيقبل بعودتكم, ولا نعلم كيف ستجري الأمور.
باعتقادي أن تأسيس حزب لن يكون مجدياً, ولا يتقبله الشارع الكوردي, كما أن العودة للحزب والسكوت عن الأخطاء لن يكون مقبولاً.
فالتصرف يتوقف عليكم مستقبلاً, كيف ستقررون, الأمر متعلق بكم.
5- نارين متيني: نشكرك على موضوعية الحديث, لكن يتوجب علينا معرفة تبريرات الطرف الآخر وأسباب إبعادكم, لكي نستطيع الحكم, فأنتم قدمتم مبرراتكم, وهم أيضاً لن يبخلوا بتقديم مبرراتهم.
أعتقد أن استمراركم لفترة طويلة في ظل هذه المواقف كان قراراً غير صائب, فالأفضل كان ينبغي أن تنسحبوا منذ بداية الخلافات, فالنبع الصغير يشكل أنهار كبيرة كما يقال, فما تحدثتم به من ممارسات خاطئة يتبع في الحزب التقدمي ليس بغريب عنا, فكل الأحزاب تمارس ذلك بحق أعضائها, فنحن الكورد نتصارع مع بعضنا البعض, ونتناسى أن هناك شعباً يتعرض للقتل والاعتقال والتنكيل, نحن نقدم خدمات مجانية للنظام, فما يبغونه نقدمه لهم على طبق من ذهب.
إن ما يمارس من قبل النظام ضد الشعب, نحن كأحزاب كوردية نمارسها ضمن تنظيماتنا, فالأسلوب والممارسة متطابقة بين أحزابنا والنظام, والأحزاب تتحمل المسؤولية الرئيسية عن الأوضاع التي نعيشها, الأحزاب غير قادرة على قيادة نضال الشعب الكوردي.
في الحقيقة أننا ننتحر عندما نبعد المثقفين والمناضلين من الساحة, فكما يقول بوذا: عندما تكون ضعيفاً, تسمح لعدوك أن يقتلك.
نحن لم نخلق لنعبد الأصنام, فكل سكرتير حزب كوردي, أصبح صنماً, والسياسة ليست فن المناورة والمراوغة, بل أنها فن إدارة المجتمع, علينا العودة للشباب, والذين هم الصوت الحقيقي للشعب, كما يقول ميكيافيللي: صوت الشعب من صوت الله.
6- دهام حسن: بصراحة ان مهمتكم صعبة جداً, ما عليكم سوى الاهتمام بالتنظيم, وتنشطوا من داخله، ويجب أن تلتقوا رفاقكم في القواعد وتتحدثوا معهم بصراحة عن الأمور الخلافية, فالطرف الآخر يناور بالحديث، وينقل الخبر بشكل فيه كثير من التجني والبعد عن الواقع والحقيقة، ولا يتحدثون بصراحتكم, كما أنه عليكم الالتقاء بقيادات الحركة الكوردية لاحقا, لتصلوا إلى نتائج إيجابية في حال اتخاذكم أي قرار مستقبلاً.
وتبقى أمامكم الاحتمالات مفتوحة، والقرار الصائب الذي سيتخذه تنظيمكم سيتبلور كطريق سالك وسيفرض نفسه، أنه سوف يكون وليد إرهاصات دون التكهن منذ الآن ماذا يكون شكل هذا القرار.
7- هيبت معمو: إننا الكورد نعاني من تبعات الممارسات الخاطئة لقيادات تنظيماتنا, فكل شيء يعود في النهاية للقائد (الزعيم), لأن عبادة الفرد لا زالت قائمة في مجتمعنا, والتخوين وقرار الإبعاد, هي من أسهل الأمور التي يقدم عليها الزعيم, فترك الحزب أمر مختلف تماما عن مسألة الإبعاد القسري.
أعتقد ان كانت لديكم حوامل تساعدكم في الاستمرار في النضال فلا بأس من تأسيس حزب, أما إذا كنتم تفتقرون لحوامل القيام ما يستلزم للحزب, الأفضل لكم ترك العمل التنظيمي, والتفرغ للشأن الثقافي والكتابة.
8- أمجد عثمان: تبين لي من المداخلات, بأن هناك من يشخص الخلاف وكأنه ذو طابع شخصي, لكنهم لم ينتبهوا للجانب الهام في الخلاف ألا وهو السلوك الحزبوي وجانب من السلوك السياسي الممارس ضمن التنظيم, إنني على اطلاع تام بالتباينات التي كانت تظهر بين موقفي الأستاذ فيصل والأستاذ حميد, فقد كانت هناك مواقف لم يعترض عليها الأستاذ فيصل فقط, بل كان مندهشاً منها, كما أنه كان مختلفاً معهم في السلوك السياسي, وأعتقد أن اقتران اسم فيصل يوسف كـ شخص ثاني في الحزب, دفع بالسكرتير إلى اعتبار هذه التسمية من الأمور الخطيرة عليه, لذلك أراد التخلص منه وإبعاده من الحزب.
أما بالنسبة لتصرفكم مستقبلاً, أعتقد أنه توجد تعريفات عديدة لمفهوم الحزب, لكن لمجرد توفر ثلاثة عناصر رئيسية يحق لنا تأسيس حزب, وهي: 1- الإطار التنظيمي.
2- الإطار الفكري.
3- الهدف السياسي.
وفي ساحتنا الكوردية, وفي الحالة الحزبية لدينا لا يمكن لأحد أن يضع مسألة الكم أو العدد من بين الأمور الأساسية والشرطية, لأنه ليس بمقدور أحد معرفة العدد الحقيقي لأعضاء حزب ما.
وكما يقول أحد الكتاب الفلسطينيين: قضية + آلة كاتبة + شخص = حزب, لكن علينا التركيز على الجدوى من إعلان أي حزب.
أعتقد أنه بإمكانكم النضال على الساحة الوطنية السورية, فأنت كنت مهندس العلاقات مع المعارضة الوطنية السورية داخل التقدمي, وهذا هو مجالك المناسب الذي بمقدورك العمل فيه.
عليكم التركيز على العمل مع المعارضة الوطنية السورية, أفضل لكم من تضييع الوقتت في المهاترات, وتأسيس حزب, عندها ستستهلك قدراتكم, وهذا رأيي, ويحتمل فيه الخطأ والصواب.
عليكم أن تعملوا كحركة تغييرية, وتبقوا كتيار إصلاحي في الحزب الديمقراطي التقدمي, ليبقى المجال للتلاقي وبالتالي للحيلولة دون انقسام الحزب إلى حزبين صغيرين, ولا نعلم ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً.
وقدم الدكتور لقمان مداخلته حول ما جرى من أمور داخل الحزب وفي المحطات الحزبية, إلا أن الأبواب سدت أمامهم للاستمرار في الحزب.