محمد قاسم
كل يوم يموت الكثيرون هنا وهناك، وفي العراق خاصة –موطن علي الكيميائي – فلا مشكلة كبيرة في أن يموت شخص آخر..
في ظل هذه الظروف التي أصبح القتل فيها مهنة واحترافا تحت عناوين مختلفة..!
أين الأهمية إذا؟
ببساطة ان علي الكيميائي هذا يمثل مسألتين أساسيتين:
كل يوم يموت الكثيرون هنا وهناك، وفي العراق خاصة –موطن علي الكيميائي – فلا مشكلة كبيرة في أن يموت شخص آخر..
في ظل هذه الظروف التي أصبح القتل فيها مهنة واحترافا تحت عناوين مختلفة..!
أين الأهمية إذا؟
ببساطة ان علي الكيميائي هذا يمثل مسألتين أساسيتين:
1- إنه كان في موقع عال من السلطة الاستبدادية –الدكتاتورية الحاكمة..
موقع وزير الدفاع المطلق اليد في قتل مواطنيه من العرب الشيعة، تحت عنوان الولاء لإيران الشيعية – كما يكرر ذلك المتأثرون بالأيديولوجية القومية المغالية حتى اللحظة.-بغض النظر عن الموقف من إيران – وإذا كانوا عربا سنيون، فهم معادون للوطن –
موقع وزير الدفاع المطلق اليد في قتل مواطنيه من العرب الشيعة، تحت عنوان الولاء لإيران الشيعية – كما يكرر ذلك المتأثرون بالأيديولوجية القومية المغالية حتى اللحظة.-بغض النظر عن الموقف من إيران – وإذا كانوا عربا سنيون، فهم معادون للوطن –
والأيديولوجيون، لا يجدون-عادة- عنتا في صياغة ما يحتاجون من شعارات، وتبريرات، واتهامات مفبركة كما يريدون..
وهذه-للأسف- مشكلة ذهنية-سيكولوجية في الثقافة الأيديولوجية؛ ومنها الثقافة العروبية- وربما العربية أيضا.
وكانت ترقيته الى فريق من نقطة كونه عريفا؛ بتزكية من ابن عمه الرئيس الراحل صدام حسين، والذي كان يرى العراق مملكة خاصة له، يحكمه باسم حزب البعث الذي قضى على أركانه، واتخذ منحى يخدم شخصيته المتعجرفة في سلوكه مع شعبه ..!
ولكل ملاحظ أن يدرك ذلك، في أسلوبه في الظهور، و”البوزات” التي كان يتخذها، وطريقة حديثه؛ فضلا عن المعلومات التي تسربت من القريبين منه إبان حكمه، والأرشيف الذي ظهر بعد سقوطه.
ولكن سلوكه العدواني- علي الكيميائي- المبالغ فيه في حلبجة الشهيدة، أبان مدى الحقد على الكورد من جهة، ومدى الشهوة للقتل والتدمير من جهة أخرى، عندما قصف المدينة بالغازات السامة، والمواد الكيميائية التي اشتق اسمه -علي الكيميائي، أو الكيماوي- منها..!
في ثوان معدودات كان أكثر من خمسة آلاف “إنسان”كوردي؛ معظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء..
يسلمون الروح؛ تحت تأثير فاعلية هذه المواد والغازات..
وتعرض مثل ذلك وربما أكثر؛ للحروق القاتلة والمُشوّهة والمُعيقة..الخ.
2- إعدامه-علي الكيميائي- يشكل رمزية إعادة الحق –أو التعويض عن الأذى..
أو ما يسمى في لغة العامة –الثأر – الذي يغسل الروح من الشعور بالألم، والغبن، والانفعالات المؤلمة في النفس..!
ولهذه المسألة وقفة في علوم النفس والاجتماع والأخلاق..ليس الآن مجال لعرضها؛ لما سيشكل ذلك من إطالة ليس هنا مكانها، ولا أرى ان لها جدوى عمليا في مقال كهذا..
وفي مواقع الكترونية ، تكاد تكون القراءة فيها أشبه بسندويتش -وجبة سريعة-
يعتقد عامة الناس ان الروح المقتولة تظل قلقة متألمة في عليائها؛ تنتظر رقدة بسلام، ولهذا فإن الثأر –حسب معتقدات القبيلة – والذي يتجلى في نظريات مختلفة؛ اتخذت شكل أعراف، وتقاليد؛ خاصة بين العرب – حيث يمكن للقتل الثأري ان يطال أقرباء القاتل حتى الابن السابع-الجيل السابع..
(وربما الدرجة السابعة من علاقة القرابة أيضا-لست متأكدا في هذا..!).
من هنا اعتمدت فكرة الاقتصاص كحل وحيد لاستعادة النفوس الثائرة في أقرباء المقتولين أو في أرواحهم؛ هدوءها..فتستريح لتعود الحياة الى طبيعتها..
طبعا هناك اختلاف حول شكل العقوبة ..وخاصة الإعدام في ثقافة تبلورت أخيرا ملخصها ان الإعدام ظاهرة غير جديرة برقي الإنسان، فاستبدلوه بالحكم مدى الحياة..
بديلا عن ذلك..
وربما تنبع الفكرة من أن البشر لاحق لهم في إعدام الروح- وهي خلق الهي- وتبلورت في ثقافة الغربيين خاصة؛ الى موقف رافض للإعدام..
ولهذا فإن الرئيس جلال الطالباني الذي وقع -مع من وقع- على رفض حكم الإعدام –كما صرّح- فوّض بعض نوابه للتوقيع على الإعدامات التي تحتاج الى توقيع من الرئاسة.
ولعل الإشارة الى الآية الكريمة التي تقول ما معناه: فمن قتل نفسا واحدة بغير حق كأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها كمن أحيا الناس جميعا… لعلها لها بعض تقاطع مع هذه الفكرة..
بشكل ما- وفي تفسيرها نظر بالتأكيد.
حصيلة القول:
إن معاقبة علي الكيميائي-بغض النظر عن شكل العقوبة والموقف منها- تمثل سلوكا بشريا عاما غايتها أن ينال المذنب عقوبة عن ذنبه كنوع من تحقيق العدل، وتخفيف التوتر النفسي لمن كان الذنب بحقهم، ووضع العبرة والعظة أمام الحياء لكي يرتدعوا…
والدرس المستفاد -أو ما يفترض ان يستفاد- من الحدث هو، ان تُكرّس ثقافةُ التأمّل والتعمق في معنى الحياة البشرية؛ والغاية التي وجد البشر من اجلها –بغض النظر مرة أخرى عن طبيعة اعتقاد الناس – ولعل الهدف من فكرة وثيقة هيئة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والسلام… يتخذ طريقه للتحقيق.
وهذه-للأسف- مشكلة ذهنية-سيكولوجية في الثقافة الأيديولوجية؛ ومنها الثقافة العروبية- وربما العربية أيضا.
وكانت ترقيته الى فريق من نقطة كونه عريفا؛ بتزكية من ابن عمه الرئيس الراحل صدام حسين، والذي كان يرى العراق مملكة خاصة له، يحكمه باسم حزب البعث الذي قضى على أركانه، واتخذ منحى يخدم شخصيته المتعجرفة في سلوكه مع شعبه ..!
ولكل ملاحظ أن يدرك ذلك، في أسلوبه في الظهور، و”البوزات” التي كان يتخذها، وطريقة حديثه؛ فضلا عن المعلومات التي تسربت من القريبين منه إبان حكمه، والأرشيف الذي ظهر بعد سقوطه.
ولكن سلوكه العدواني- علي الكيميائي- المبالغ فيه في حلبجة الشهيدة، أبان مدى الحقد على الكورد من جهة، ومدى الشهوة للقتل والتدمير من جهة أخرى، عندما قصف المدينة بالغازات السامة، والمواد الكيميائية التي اشتق اسمه -علي الكيميائي، أو الكيماوي- منها..!
في ثوان معدودات كان أكثر من خمسة آلاف “إنسان”كوردي؛ معظمهم من الأطفال والشيوخ والنساء..
يسلمون الروح؛ تحت تأثير فاعلية هذه المواد والغازات..
وتعرض مثل ذلك وربما أكثر؛ للحروق القاتلة والمُشوّهة والمُعيقة..الخ.
2- إعدامه-علي الكيميائي- يشكل رمزية إعادة الحق –أو التعويض عن الأذى..
أو ما يسمى في لغة العامة –الثأر – الذي يغسل الروح من الشعور بالألم، والغبن، والانفعالات المؤلمة في النفس..!
ولهذه المسألة وقفة في علوم النفس والاجتماع والأخلاق..ليس الآن مجال لعرضها؛ لما سيشكل ذلك من إطالة ليس هنا مكانها، ولا أرى ان لها جدوى عمليا في مقال كهذا..
وفي مواقع الكترونية ، تكاد تكون القراءة فيها أشبه بسندويتش -وجبة سريعة-
يعتقد عامة الناس ان الروح المقتولة تظل قلقة متألمة في عليائها؛ تنتظر رقدة بسلام، ولهذا فإن الثأر –حسب معتقدات القبيلة – والذي يتجلى في نظريات مختلفة؛ اتخذت شكل أعراف، وتقاليد؛ خاصة بين العرب – حيث يمكن للقتل الثأري ان يطال أقرباء القاتل حتى الابن السابع-الجيل السابع..
(وربما الدرجة السابعة من علاقة القرابة أيضا-لست متأكدا في هذا..!).
من هنا اعتمدت فكرة الاقتصاص كحل وحيد لاستعادة النفوس الثائرة في أقرباء المقتولين أو في أرواحهم؛ هدوءها..فتستريح لتعود الحياة الى طبيعتها..
طبعا هناك اختلاف حول شكل العقوبة ..وخاصة الإعدام في ثقافة تبلورت أخيرا ملخصها ان الإعدام ظاهرة غير جديرة برقي الإنسان، فاستبدلوه بالحكم مدى الحياة..
بديلا عن ذلك..
وربما تنبع الفكرة من أن البشر لاحق لهم في إعدام الروح- وهي خلق الهي- وتبلورت في ثقافة الغربيين خاصة؛ الى موقف رافض للإعدام..
ولهذا فإن الرئيس جلال الطالباني الذي وقع -مع من وقع- على رفض حكم الإعدام –كما صرّح- فوّض بعض نوابه للتوقيع على الإعدامات التي تحتاج الى توقيع من الرئاسة.
ولعل الإشارة الى الآية الكريمة التي تقول ما معناه: فمن قتل نفسا واحدة بغير حق كأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها كمن أحيا الناس جميعا… لعلها لها بعض تقاطع مع هذه الفكرة..
بشكل ما- وفي تفسيرها نظر بالتأكيد.
حصيلة القول:
إن معاقبة علي الكيميائي-بغض النظر عن شكل العقوبة والموقف منها- تمثل سلوكا بشريا عاما غايتها أن ينال المذنب عقوبة عن ذنبه كنوع من تحقيق العدل، وتخفيف التوتر النفسي لمن كان الذنب بحقهم، ووضع العبرة والعظة أمام الحياء لكي يرتدعوا…
والدرس المستفاد -أو ما يفترض ان يستفاد- من الحدث هو، ان تُكرّس ثقافةُ التأمّل والتعمق في معنى الحياة البشرية؛ والغاية التي وجد البشر من اجلها –بغض النظر مرة أخرى عن طبيعة اعتقاد الناس – ولعل الهدف من فكرة وثيقة هيئة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والسلام… يتخذ طريقه للتحقيق.