شيعت جماهير الشعب الكردي في سوريا الرفيق المناضل تمر مصطفى عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، بحضور الآلاف من رفاقه و أصدقاءه و من أبناء الشعب الكردي في سوريا و بحضور ممثلين عن الأحزاب الكردية الشقيقة و عدد من الأحزاب الوطنية السورية و أعضاء المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا و وري جثمانه الثرى في مدينة ديريك صباح اليوم 17/1/2010.
فقد وصل جثمان الفقيد إلى مدخل مدينة القامشلي عند دوار زوري في الساعة العاشرة من صباح اليوم الأحد 17/1/2010 ، و كان في استقبال الجثمان حشد جماهيري كبير يتقدمه الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا و أعضاء المكتب السياسي و اللجنة المركزية و ممثلي منظمات الحزب من مختلف المناطق الكردية و المنظمة النسائية للحزب ، و حضور ممثلي عدد من الأحزاب الكردية و الآشورية و السورية ، ثم طاف الموكب مدينة القامشلي لينتقل بعدها إلى مدينة ديريك مرورا ببلدة تربسبي و جل آغا و رميلان و كركي لكي لتتعاظم المشاركة شيئا فشيئا حتى وصول الجثمان إلى مدينة ديريك التي شهدت جنازة قل نظيرها تقديرا و إجلالا لنضاله الكبير في سبيل خدمة قضية شعبه الكردي .
و على اثر تشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير في مقبرة ديريك ، ألقى الأستاذ عمر جعفر عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ،كلمة رحب فيها بالحضور و حياهم على مشاركتهم و حضورهم من مختلف مناطق سوريا و تكبدهم عناء السفر للمشاركة في هذا المصاب الأليم و قال :
إن تمر مصطفى هو احد ابرز مناضلي شعبنا و ها نحن نقف على قبره اليوم متألمين لرحيله ، لقد التحق بالنضال منذ الصغر، و استطاع بنضاله المتواصل ليلا ونهارا أن يحجز موقعه بين أبناء شعبه و أن يدخل قلب كل شخص وطني .
هذا المناضل المعروف لا يحتاج منا اليوم أن نعرفه إليكم ، فهو استطاع أن يكون بينكم ، فلم يبقى مكان لم يناضل فيه في خدمة شعبه و من اجل إزالة الظلم و الاضطهاد عنه و من اجل بناء و تقدم وطنه سوريا بعربه وكرده و آشورييه و سريانه .
أناديه اليوم أيها الرفيق انظر إلى أبناء شعبك بسياسييه و طلابه و مثقفيه و من مختلف شرائحهم ..
فلاحين و عمال ..
رجال ونساء قرويين و أبناء مدن..
هاهم اليوم كلهم يلتفون حول قبرك بعيون دامعة و قامات محنية .
نحن رفاقك إذ نقسم بقبرك هذا ، سنبقى على دربك حتى الموت مثلما فعلت و حتى تتحقق ما عملت و ناضلت من اجله .
كما إننا ننحني أمامكم يا أبناء شعبنا ، فحضوركم هذا قد خفف عنا هول هذه المصاب الكبير ، فتمر هو ابن هذا الشعب و لأجله أفنى عمره .
مرة أخرى أشكركم.
ثم ألقى الأستاذ أحمد سليمان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا كلمة الحزب هذا نصها :
أيتها الأخوات أيها الإخوة
أيها الحضور الكريم
باسم اللجنة المركزية لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، وفي الوقت الذي ننعي فيه بألم و حزن شديدين رفيقنا العزيز المناضل الصلب و عضو المكتب السياسي لحزبنا تمر مصطفى ، فإننا نتقدم إليكم جميعا ، الإخوة ممثلي الأحزاب الشقيقة و الصديقة ، و السادة رجال الدين الأفاضل ، و الشخصيات و الفعاليات الاجتماعية و الإخوة الحضور جميعا ، بالشكر الجزيل لمشاركتكم لنا في الوداع الأخير لرفيق دربنا أبو سالار العزيز .
إن هذا الحضور و من مختلف أطياف أبناء مجتمعنا و من جميع مناطق الجزيرة و دمشق و حلب و كوباني و عفرين لهو دليل على الوفاء لعطاء هذا الراحل في خدمة أبناء شعبه و وطنه على حد سواء .
الإخوة و الأخوات
لقد كان الراحل مؤمنا بعدالة قضيته ، و من أجل ذلك كافح و دون هوادة ، في سبيلها منذ أن وعي ذلك ، و لذلك كان انضمامه المبكر لصفوف الحزب ، و نتيجة حماسه الكبير ، ومواظبته على العمل ، حاز على ثقة رفاقه في تحمل المسؤولية ، و في مختلف هيئات الحزب بدءا من المحلية و حتى اللجنة المركزية و المكتب السياسي إلى هذه اللحظة ، و عرفناه خلال عشرات السنين من نضاله ، جريئا و صلبا و واضحا في رأيه ، ومحبا لرفاقه ، إذ سبقنا في حبه أطفالنا ، لأنه كان ذاك الأخ الكبير في محبته للجميع دون استثناء .
الرفيق العزيز أبو سالار
فارقتنا أيها الرفيق مبكرا ، و حال دون عطاءك مرضك الصعب ، و الذي قاومته دون انكسار ، و تحملت الألم الذي رافق المرض ، و لكن ألمك الشديد كان في إن هذا المرض ، قد اعاقك عن العمل لما كنت تؤمن به ، وهو خدمة قضيتك ، كما أفقدك القدرة على ما كنت عليه من حب لأداء الواجب الاجتماعي ، و باقتدار شديد ، خصلة أحبها فيك الجميع ، واحترموك عليها دون استثناء ، حتى أولئك الذين اختلفوا معك و خالفوك في الرأي .
كنت ذاك الإنسان المتواضع و صاحب البسمة الدائمة ، و المثقف و المخلص لشعبه و قضيته ، تركت الأثر الطيب عند معارفك ، و أصدقاءك و محبيك ، أحبك البعض ، و احترمك الجميع ، لأنك كنت أمينا على احترام الآخرين .
قال عنك احد أصدقاءك من المثقفين العرب ، ممن تعرفت إليهم بعد استقرارك في دمشق ، في مهمة نضالية ، و بقرار من الحزب للتواصل مع الإخوة الآخرين ، شركائنا من أبناء وطننا سوريا ، إذ خدمت في ذلك أبناء شعبك كثيرا ، و نجحت في مهمتك خير نجاح ، و لمسنا الفراغ الذي شكلته اثر مرضك القاسي ، إذ قال صديقك و بروح البساطة و الظرافة التي عشتها معهم :
( لقد تعرفت على تمر مصطفى ، القادم من أقصى قرية في شمال شرق سوريا ، إذ توقعته قرويا جلفا و قاسيا في ثقافته و سلوكه ، و لكن دون أن أدرك ، إذا به يدخل قلوبنا قبل عقولنا ، في سلاسته ، ودماثة خلقه ، و ثقافته العالية ، لقد دخل عمق حياتنا ، و الأهم من كل ذلك ، و دون أن اعرف انه كردي ، عرفني على القضية الكردية ، وجعلني من أنصارها و المدافعين عنها كقضية وطنية بامتياز ، ذاك كان سحر و امتياز تمر مصطفى ) .
هكذا لقد زدتنا قدرا ، أينما كنت ، و في أي مجلس كان ، كانت خسارتنا بك لا تعوض ، و خسارة شعبك بك كبيرة ، وكذا وطنك الذي أحببته على الدوام و دافعت عنه ليكون وطنا لجميع أبناءه ، و الذي و بكل أسف حرمك البعض ممن لا يحبون الخير لهذا الوطن ، من وثائق رسمية تثبت فيها انك مواطن كالآخرين ، حيث رحل معك هذا الغبن و الأسى ، و لكنك ولدت و عشت و ناضلت و مت في هذا الوطن ، حيث تنتمي رغما عن من أطلق عليك صفة الأجنبي ، ظلما و تمييزا .
الإخوة و الأخوات
لقد لعب الرفيق تمر مصطفى ، دورا مهما في حياته من خلال انضمامه للحزب ، وخاصة بعد نيله ثقة رفاقه بالعمل في قيادة الحزب ، حيث كان على الدوام عامل استقرار على صعيد العلاقة بين الرفاق ، و كان من الساعين و بجد لتطوير العلاقة بين صفوف الحركة الكردية ، ومؤمنا بضرورة توحيد طاقاتها على أسس موضوعية ، تضمن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ، في إطار وطني ديمقراطي ، و من أجل ذلك ساهم في رسم سياسة الحزب الموضوعية ، و المؤمنة بضرورة التلاقي ، مع الوسط السياسي و الشعبي الوطني السوري ، بوجه عام من أبناء المجتمع السوري ، من الإخوة العرب و السريان و الآشوريين و غيرهم ، من اجل الوصول إلى حياة ديمقراطية عامة ، ووطن يتسع لجميع أبناءه دون تمييز ، من حيث الدين أو العرق أو المذهب ، وكان في ذلك جريئا و ملتزما كما عهدناه على الدوام و في جميع المجالات و المحطات في الحياة السياسية و الاجتماعية .
أيها الرفيق أبو سالار العزيز
نعاهدك نحن رفاقك ، في صفوف حزبك ، على المضي قدما في نضالنا ، من اجل الاهداف التي آمنا بعدالتها ، و التي ساهمت في تحديد السبل إليها مهما كانت التضحيات ، و تركت فينا إرثا نضاليا ، يقوي من عزيمتنا و إيماننا ، و ستبقى حيا في ذاكرة و قلوب و خطى رفاقك على طريق الكفاح و النضال .
أيتها الأخوات أيها الإخوة
الحضور الكريم
مرة أخرى نشكركم على تجشمكم عناء السفر و الانتظار ، و مشاركتكم و حضوركم معنا ، في وداع الرفيق تمر مصطفى عضو المكتب السياسي لحزبنا ، نتمنى لكم جميعا و لعائلته الكريمة و خاصة السيدة زوجته الكريمة و أبناءه سالار و رستم في سويسرا و راجال و شبال و افين و ميديا الصبر و السلوان و له الرحمة وفسيح الجنان .
السلام عليكم و لكم طول البقاء .
بعدها ألقى ابن الفقيد راجال تمر مصطفى كلمة آل الفقيد قال فيها :
الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
السادة مسؤولي الأحزاب الكردية
الحضور الكريم
بداية لا بد أن أتقدم باسم عائلتي عائلة يعقوب آغا ، و من خلالكم كل من شاركنا بمصابنا الجلل برحيل فقيد الأمة الكردية تمر مصطفى ، بخالص الشكر و الامتنان من خلال المشاركة الواسعة و المواساة التي لمسناها منذ اللحظة الأولى لوفاته ، و هذا يسجل لشعبنا بتقديره و احترامه لمن قدم جل حياته في سبيل قضايا شعبه دون كلل أو ملل .
والدي كان ينظر إلى عائلته كجزء من علاقته الترابطية مع شعبه و قد كان غيورا في علاقته مع الآخر على أبناء هذا الشعب ، و لم يكن يوفر جهدا في تعريف قضيته للآخرين ، فشهادات و آراء إخواننا العرب مثقفين و أحزابا و نخبا سياسية ، تدل على مدى التواصل معهم لشرح معاناة أبناء جلدته .
فهو كان بالنسبة لنا مناضلا كما عرفناه منذ أن تدرجنا في حديقة الحياة ، هكذا عرفناه قبل أن نعرفه أبا و صديقا و معلما متنورا في جميع مناحي الحياة ، علمنا الكثير من مكارم الأخلاق و الصدق و محبة الآخرين التي كانت ديدنه في التعامل ضمن الوسط الكردي و العربي ، فقد كان يعتبر الحوار مدخلا لتوثيق العلاقات بين الشعبين الكردي و العربي .
و من ألأولويات التي يمكن أن تبنى عليها مرتكزات التعايش الإنساني بين الأمم ، لذا كان يكره التطرف و التمييز أي كان مصدره ، و يمتاز برؤية واضحة و شفافة و الجرأة الكافية لقول الحقيقة مهما كان نتائجها .
نعم هكذا عرفناه لتمر مصطفى وفيا لمبادئه و مخلصا لقناعاته و مؤمنا بعدالة قضيته حتى آخر رمق من حياته .
و إن إحدى دواعي إصرارنا لدفنه بينكم تعود لقصة كان يكثر من تكرارها فيقول : عندما سؤل النسر عن أي الأمكنة التي أحببت و أنت الذي خبرتها بطولها و عرضها ، فأجاب : المكان الذي ولدت فيه ، و تنفست من هواءه و شربت من ماءه ، فكان لا بد للنسر من أن يدفن بينكم و تحلق روحه في سماءكم .
فهنيئا لك يا مكان بحبيبك .
ثم أختتم الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بكلمة قال قيها :
أيها الحضور الكريم
أيها الرفاق و الرفيقات الأعزاء
بالحزن و الأسى نواري الثرى الرفيق المناضل تمر مصطفى ، في هذا اليوم الحزين .
كان الرفيق تمر مناضلا بارزا في صفوف حزبنا ، كان يتسم بالشجاعة و الإخلاص لشعبه و حزبه الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، و كان خير ممثل له في الوسط الوطني ، يعبر تعبيرا عميقا عن سياسته و مواقفه الوطنية و الديمقراطية ، و يناضل بجرأة و تفان من أجل حقوق الشعب الكردي .
كان الرفيق أبو سالار يثقف نفسه باستمرار ، لأنه كان يعي بدقة بأن الثقافة تشكل الوسيلة الأفضل لنقل أفكار حزبه الوطنية إلى الآخرين ، و التعبير عن طموح شعبه في تحقيق العدالة و المساواة بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم القومية و الدينية ..
و تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الكردي .
كان الرفيق تمر صادقا و عنيدا في معاداته للأفكار العنصرية و القومية الضيقة ، شديد التعلق بالحرية و الديمقراطية ،التي يرى فيهما بداية الطريق نحو العدالة و المساواة بين أبناء سوريا .
كنت أذهب إلى دمشق بين الحين و الآخر ، و ألتقي ممثلي الأحزاب السياسية و المثقفين من الإخوة العرب ، و قبل أن أسألهم عن رأيهم في سياسة حزبنا ، كانوا يقولون لي : لقد أصبتم في ممثلكم السيد تمر مصطفى ، فهو يحظى بالتقدير و الاحترام بين الجميع ، و يملك إمكانات جيدة و ثقافة عالية لإقناع الآخر بمواقف حزبه ، ومطالب شعبه ،و هو لم يترك زاوية إلا و يدخلها ، و لم يترك شخصا وإلا و يقيم علاقات معه ، نحن نهنئكم على اختياركم هذا الممثل الناجح .
لقد رحل الرفيق تمر و ترك فراغا كبيرا بين رفاقه و أصدقاءه ، نأمل أن نتمكن من ملء هذا الفراغ .
لكم أيها الحضور الكريم كل التقدير و الاحترام و نشكركم على تحملكم عناء السفر و مشاركتكم لنا في تشييع جنازة رفيقنا العزيز تمر .
و دمتم باحترام
هذا و قد شاركت منظمات الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في كل من القامشلي و كوباني و عفرين و دمشق و ديريك و معبدة و تربسبي و عامودا و سري كانيه و الدرباسية و الحسكة و المنظمة الطلابية للحزب في دمشق و فرقة نوروز في مراسيم التشييع و إرسال أكاليل الورد ، إضافة إلى مشاركة العديد من الأحزاب الكردية الشقيقة :
– حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )
– الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )
– حزب آزادي الكردي في سوريا
– الحزب الديمقراطي الكردي السوري
– حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا
و عدد من الأحزاب الكردستانية من خلال إرسال أكاليل الورد :
– الاتحاد الوطني الكردستاني
– الحزب الديمقراطي الكردستاني
– الحزب الاشتراكي الكردستاني
كما شارك كل من الحزب الشيوعي السوري ( بكداش )- الحزب الشيوعي السوري (يوسف فيصل ) – المنظمة الاثورية الديمقراطية – المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ….
و على اثر تشييع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير في مقبرة ديريك ، ألقى الأستاذ عمر جعفر عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ،كلمة رحب فيها بالحضور و حياهم على مشاركتهم و حضورهم من مختلف مناطق سوريا و تكبدهم عناء السفر للمشاركة في هذا المصاب الأليم و قال :
إن تمر مصطفى هو احد ابرز مناضلي شعبنا و ها نحن نقف على قبره اليوم متألمين لرحيله ، لقد التحق بالنضال منذ الصغر، و استطاع بنضاله المتواصل ليلا ونهارا أن يحجز موقعه بين أبناء شعبه و أن يدخل قلب كل شخص وطني .
هذا المناضل المعروف لا يحتاج منا اليوم أن نعرفه إليكم ، فهو استطاع أن يكون بينكم ، فلم يبقى مكان لم يناضل فيه في خدمة شعبه و من اجل إزالة الظلم و الاضطهاد عنه و من اجل بناء و تقدم وطنه سوريا بعربه وكرده و آشورييه و سريانه .
أناديه اليوم أيها الرفيق انظر إلى أبناء شعبك بسياسييه و طلابه و مثقفيه و من مختلف شرائحهم ..
فلاحين و عمال ..
رجال ونساء قرويين و أبناء مدن..
هاهم اليوم كلهم يلتفون حول قبرك بعيون دامعة و قامات محنية .
نحن رفاقك إذ نقسم بقبرك هذا ، سنبقى على دربك حتى الموت مثلما فعلت و حتى تتحقق ما عملت و ناضلت من اجله .
كما إننا ننحني أمامكم يا أبناء شعبنا ، فحضوركم هذا قد خفف عنا هول هذه المصاب الكبير ، فتمر هو ابن هذا الشعب و لأجله أفنى عمره .
مرة أخرى أشكركم.
ثم ألقى الأستاذ أحمد سليمان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا كلمة الحزب هذا نصها :
أيتها الأخوات أيها الإخوة
أيها الحضور الكريم
باسم اللجنة المركزية لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، وفي الوقت الذي ننعي فيه بألم و حزن شديدين رفيقنا العزيز المناضل الصلب و عضو المكتب السياسي لحزبنا تمر مصطفى ، فإننا نتقدم إليكم جميعا ، الإخوة ممثلي الأحزاب الشقيقة و الصديقة ، و السادة رجال الدين الأفاضل ، و الشخصيات و الفعاليات الاجتماعية و الإخوة الحضور جميعا ، بالشكر الجزيل لمشاركتكم لنا في الوداع الأخير لرفيق دربنا أبو سالار العزيز .
إن هذا الحضور و من مختلف أطياف أبناء مجتمعنا و من جميع مناطق الجزيرة و دمشق و حلب و كوباني و عفرين لهو دليل على الوفاء لعطاء هذا الراحل في خدمة أبناء شعبه و وطنه على حد سواء .
الإخوة و الأخوات
لقد كان الراحل مؤمنا بعدالة قضيته ، و من أجل ذلك كافح و دون هوادة ، في سبيلها منذ أن وعي ذلك ، و لذلك كان انضمامه المبكر لصفوف الحزب ، و نتيجة حماسه الكبير ، ومواظبته على العمل ، حاز على ثقة رفاقه في تحمل المسؤولية ، و في مختلف هيئات الحزب بدءا من المحلية و حتى اللجنة المركزية و المكتب السياسي إلى هذه اللحظة ، و عرفناه خلال عشرات السنين من نضاله ، جريئا و صلبا و واضحا في رأيه ، ومحبا لرفاقه ، إذ سبقنا في حبه أطفالنا ، لأنه كان ذاك الأخ الكبير في محبته للجميع دون استثناء .
الرفيق العزيز أبو سالار
فارقتنا أيها الرفيق مبكرا ، و حال دون عطاءك مرضك الصعب ، و الذي قاومته دون انكسار ، و تحملت الألم الذي رافق المرض ، و لكن ألمك الشديد كان في إن هذا المرض ، قد اعاقك عن العمل لما كنت تؤمن به ، وهو خدمة قضيتك ، كما أفقدك القدرة على ما كنت عليه من حب لأداء الواجب الاجتماعي ، و باقتدار شديد ، خصلة أحبها فيك الجميع ، واحترموك عليها دون استثناء ، حتى أولئك الذين اختلفوا معك و خالفوك في الرأي .
كنت ذاك الإنسان المتواضع و صاحب البسمة الدائمة ، و المثقف و المخلص لشعبه و قضيته ، تركت الأثر الطيب عند معارفك ، و أصدقاءك و محبيك ، أحبك البعض ، و احترمك الجميع ، لأنك كنت أمينا على احترام الآخرين .
قال عنك احد أصدقاءك من المثقفين العرب ، ممن تعرفت إليهم بعد استقرارك في دمشق ، في مهمة نضالية ، و بقرار من الحزب للتواصل مع الإخوة الآخرين ، شركائنا من أبناء وطننا سوريا ، إذ خدمت في ذلك أبناء شعبك كثيرا ، و نجحت في مهمتك خير نجاح ، و لمسنا الفراغ الذي شكلته اثر مرضك القاسي ، إذ قال صديقك و بروح البساطة و الظرافة التي عشتها معهم :
( لقد تعرفت على تمر مصطفى ، القادم من أقصى قرية في شمال شرق سوريا ، إذ توقعته قرويا جلفا و قاسيا في ثقافته و سلوكه ، و لكن دون أن أدرك ، إذا به يدخل قلوبنا قبل عقولنا ، في سلاسته ، ودماثة خلقه ، و ثقافته العالية ، لقد دخل عمق حياتنا ، و الأهم من كل ذلك ، و دون أن اعرف انه كردي ، عرفني على القضية الكردية ، وجعلني من أنصارها و المدافعين عنها كقضية وطنية بامتياز ، ذاك كان سحر و امتياز تمر مصطفى ) .
هكذا لقد زدتنا قدرا ، أينما كنت ، و في أي مجلس كان ، كانت خسارتنا بك لا تعوض ، و خسارة شعبك بك كبيرة ، وكذا وطنك الذي أحببته على الدوام و دافعت عنه ليكون وطنا لجميع أبناءه ، و الذي و بكل أسف حرمك البعض ممن لا يحبون الخير لهذا الوطن ، من وثائق رسمية تثبت فيها انك مواطن كالآخرين ، حيث رحل معك هذا الغبن و الأسى ، و لكنك ولدت و عشت و ناضلت و مت في هذا الوطن ، حيث تنتمي رغما عن من أطلق عليك صفة الأجنبي ، ظلما و تمييزا .
الإخوة و الأخوات
لقد لعب الرفيق تمر مصطفى ، دورا مهما في حياته من خلال انضمامه للحزب ، وخاصة بعد نيله ثقة رفاقه بالعمل في قيادة الحزب ، حيث كان على الدوام عامل استقرار على صعيد العلاقة بين الرفاق ، و كان من الساعين و بجد لتطوير العلاقة بين صفوف الحركة الكردية ، ومؤمنا بضرورة توحيد طاقاتها على أسس موضوعية ، تضمن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ، في إطار وطني ديمقراطي ، و من أجل ذلك ساهم في رسم سياسة الحزب الموضوعية ، و المؤمنة بضرورة التلاقي ، مع الوسط السياسي و الشعبي الوطني السوري ، بوجه عام من أبناء المجتمع السوري ، من الإخوة العرب و السريان و الآشوريين و غيرهم ، من اجل الوصول إلى حياة ديمقراطية عامة ، ووطن يتسع لجميع أبناءه دون تمييز ، من حيث الدين أو العرق أو المذهب ، وكان في ذلك جريئا و ملتزما كما عهدناه على الدوام و في جميع المجالات و المحطات في الحياة السياسية و الاجتماعية .
أيها الرفيق أبو سالار العزيز
نعاهدك نحن رفاقك ، في صفوف حزبك ، على المضي قدما في نضالنا ، من اجل الاهداف التي آمنا بعدالتها ، و التي ساهمت في تحديد السبل إليها مهما كانت التضحيات ، و تركت فينا إرثا نضاليا ، يقوي من عزيمتنا و إيماننا ، و ستبقى حيا في ذاكرة و قلوب و خطى رفاقك على طريق الكفاح و النضال .
أيتها الأخوات أيها الإخوة
الحضور الكريم
مرة أخرى نشكركم على تجشمكم عناء السفر و الانتظار ، و مشاركتكم و حضوركم معنا ، في وداع الرفيق تمر مصطفى عضو المكتب السياسي لحزبنا ، نتمنى لكم جميعا و لعائلته الكريمة و خاصة السيدة زوجته الكريمة و أبناءه سالار و رستم في سويسرا و راجال و شبال و افين و ميديا الصبر و السلوان و له الرحمة وفسيح الجنان .
السلام عليكم و لكم طول البقاء .
بعدها ألقى ابن الفقيد راجال تمر مصطفى كلمة آل الفقيد قال فيها :
الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
السادة مسؤولي الأحزاب الكردية
الحضور الكريم
بداية لا بد أن أتقدم باسم عائلتي عائلة يعقوب آغا ، و من خلالكم كل من شاركنا بمصابنا الجلل برحيل فقيد الأمة الكردية تمر مصطفى ، بخالص الشكر و الامتنان من خلال المشاركة الواسعة و المواساة التي لمسناها منذ اللحظة الأولى لوفاته ، و هذا يسجل لشعبنا بتقديره و احترامه لمن قدم جل حياته في سبيل قضايا شعبه دون كلل أو ملل .
والدي كان ينظر إلى عائلته كجزء من علاقته الترابطية مع شعبه و قد كان غيورا في علاقته مع الآخر على أبناء هذا الشعب ، و لم يكن يوفر جهدا في تعريف قضيته للآخرين ، فشهادات و آراء إخواننا العرب مثقفين و أحزابا و نخبا سياسية ، تدل على مدى التواصل معهم لشرح معاناة أبناء جلدته .
فهو كان بالنسبة لنا مناضلا كما عرفناه منذ أن تدرجنا في حديقة الحياة ، هكذا عرفناه قبل أن نعرفه أبا و صديقا و معلما متنورا في جميع مناحي الحياة ، علمنا الكثير من مكارم الأخلاق و الصدق و محبة الآخرين التي كانت ديدنه في التعامل ضمن الوسط الكردي و العربي ، فقد كان يعتبر الحوار مدخلا لتوثيق العلاقات بين الشعبين الكردي و العربي .
و من ألأولويات التي يمكن أن تبنى عليها مرتكزات التعايش الإنساني بين الأمم ، لذا كان يكره التطرف و التمييز أي كان مصدره ، و يمتاز برؤية واضحة و شفافة و الجرأة الكافية لقول الحقيقة مهما كان نتائجها .
نعم هكذا عرفناه لتمر مصطفى وفيا لمبادئه و مخلصا لقناعاته و مؤمنا بعدالة قضيته حتى آخر رمق من حياته .
و إن إحدى دواعي إصرارنا لدفنه بينكم تعود لقصة كان يكثر من تكرارها فيقول : عندما سؤل النسر عن أي الأمكنة التي أحببت و أنت الذي خبرتها بطولها و عرضها ، فأجاب : المكان الذي ولدت فيه ، و تنفست من هواءه و شربت من ماءه ، فكان لا بد للنسر من أن يدفن بينكم و تحلق روحه في سماءكم .
فهنيئا لك يا مكان بحبيبك .
ثم أختتم الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بكلمة قال قيها :
أيها الحضور الكريم
أيها الرفاق و الرفيقات الأعزاء
بالحزن و الأسى نواري الثرى الرفيق المناضل تمر مصطفى ، في هذا اليوم الحزين .
كان الرفيق تمر مناضلا بارزا في صفوف حزبنا ، كان يتسم بالشجاعة و الإخلاص لشعبه و حزبه الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، و كان خير ممثل له في الوسط الوطني ، يعبر تعبيرا عميقا عن سياسته و مواقفه الوطنية و الديمقراطية ، و يناضل بجرأة و تفان من أجل حقوق الشعب الكردي .
كان الرفيق أبو سالار يثقف نفسه باستمرار ، لأنه كان يعي بدقة بأن الثقافة تشكل الوسيلة الأفضل لنقل أفكار حزبه الوطنية إلى الآخرين ، و التعبير عن طموح شعبه في تحقيق العدالة و المساواة بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم القومية و الدينية ..
و تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الكردي .
كان الرفيق تمر صادقا و عنيدا في معاداته للأفكار العنصرية و القومية الضيقة ، شديد التعلق بالحرية و الديمقراطية ،التي يرى فيهما بداية الطريق نحو العدالة و المساواة بين أبناء سوريا .
كنت أذهب إلى دمشق بين الحين و الآخر ، و ألتقي ممثلي الأحزاب السياسية و المثقفين من الإخوة العرب ، و قبل أن أسألهم عن رأيهم في سياسة حزبنا ، كانوا يقولون لي : لقد أصبتم في ممثلكم السيد تمر مصطفى ، فهو يحظى بالتقدير و الاحترام بين الجميع ، و يملك إمكانات جيدة و ثقافة عالية لإقناع الآخر بمواقف حزبه ، ومطالب شعبه ،و هو لم يترك زاوية إلا و يدخلها ، و لم يترك شخصا وإلا و يقيم علاقات معه ، نحن نهنئكم على اختياركم هذا الممثل الناجح .
لقد رحل الرفيق تمر و ترك فراغا كبيرا بين رفاقه و أصدقاءه ، نأمل أن نتمكن من ملء هذا الفراغ .
لكم أيها الحضور الكريم كل التقدير و الاحترام و نشكركم على تحملكم عناء السفر و مشاركتكم لنا في تشييع جنازة رفيقنا العزيز تمر .
و دمتم باحترام
هذا و قد شاركت منظمات الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في كل من القامشلي و كوباني و عفرين و دمشق و ديريك و معبدة و تربسبي و عامودا و سري كانيه و الدرباسية و الحسكة و المنظمة الطلابية للحزب في دمشق و فرقة نوروز في مراسيم التشييع و إرسال أكاليل الورد ، إضافة إلى مشاركة العديد من الأحزاب الكردية الشقيقة :
– حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )
– الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )
– حزب آزادي الكردي في سوريا
– الحزب الديمقراطي الكردي السوري
– حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا
و عدد من الأحزاب الكردستانية من خلال إرسال أكاليل الورد :
– الاتحاد الوطني الكردستاني
– الحزب الديمقراطي الكردستاني
– الحزب الاشتراكي الكردستاني
كما شارك كل من الحزب الشيوعي السوري ( بكداش )- الحزب الشيوعي السوري (يوسف فيصل ) – المنظمة الاثورية الديمقراطية – المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ….
Dimoqrati.net