الأستاذ حسن عبد العظيم: ـ والله لو خرجنا من جلودنا …… لما اعترفتم بنا ـ *

وليد حاج عبد القادر

بداية وبالرغم من قناعتي التامة بأن معظم الردود المتتالية والتي انهالت على الأستاذ القدير تكاد ان تكون كافية ـ أقر ـ بترددي في خوض هذا الغمار خاصة انه ومنذ فترة قريبة كنت قد رددت بمقال طويل على أحد تلامذته وجميع الموسومين بذاك المنهج ـ زيادة أو نقصانا ـ القوموي / العنصري ….

والتي ترى ـ وببساطة شديدة ـ كل شيء / ملك / لها بقدرة /طابو مقدس / بدءا من الرسالة الخالدة ـ مع احترامي للرسالة ـ الى الجغرافية الملتحمة بتاريخ ـ وايضا ـ مقدس ..لا يهم درجة علميتها او صوابها ….

صحتها او خطأها … هذا التاريخ الذي جعلتنا احيانا ـ كرد بن عامر الطفيلي ـ وأحيانا أخرى : الكرد العرب السوريين على حد قول احد منظري حزب البعث المدعو ـ احمد حاج علي ـ على شاشة عدة فضائيات في مناسبات متعددة  ….

خاصة اذا ما أحس النظام بحجم الضغط عليه ..
في الوقت الذي احيي فيه مبادرات الأستاذ حسن عبد العظيم المهنية المتعددة بالدفاع عن بعض المعتقلين على خلفيات سياسية وفكرية … ولئلا ادخل سراديب التاريخ او الجغرافية اذكر فقط بمقالتي ..

/ حقا ان لم تستح فاكتب وزور كما تشاء / والتي كانت ردا على احد رفاق السيد حسن عبد العظيم المدعو ـ اياد محمود حسين ـ ومقالته المعنونة / هل للأكراد تاريخ في سورية / … مما يعني بأن الموقف من الكرد وحق تقرير المصير ..

والحكم الذاتي او تسمية يكيتي بالكردستاني بدلا من الكردي … كلها لم تكن واردة ..انما النهج القومي العربي ـ البعثي منها والناصري ـ موقفهما هو ..هو بالنسبة للقضية الكردية وتداخلاتها ان مع عراق او سورية سايكس بيكو ……..

وسأحاول مسايرة الأستاذ القدير وطريقته المهنية كمحام في صياغته لدفاعه / وجهة نظره وبهدوء وأقول :
أ ـ لن ادخل في تفاصيل الأبعاد التاريخية ….

فسايكس بيكو جرى على الجميع اثناء توزيع تركة الرجل المريض والغريب ان الأستاذ حسن عقيدته النضالية تقوم او تدعو للثورة على هذا الواقع المجزأ لأمته العربية وعلى سايكس بيكو ..و… يستكثر هذا المطلب علينا … ولعلم الأستاذ حسن فأن سايكس بيكو كان التقسيم الثاني لكردستان والأول كان بعيد معركة جالديران عام 1517 م ….

ولتنشيط الذاكرة فقط استاذ حسن نرجو العودة الى كتب التاريخ التي تتطرق الى تلك المرحلة ..وايضا يرجى العودة الى بنود اتفاقية سيفر عام 1920 والمقررة من عصبة الأمم وما تلاها من اتفاق لوزان المشؤم الذي يوازي في كارثيته ـ استاذي القدير ـ وعد بلفور … وكونك حقوقي وقانوني ونشهد جميعا لك بذلك ..

نرجو الاطلاع على ملحقات وبروتوكولات ترتيب الحدود بين ـ سورية سايكس بيكو ـ المنتدبة من قبل الفرنسيين والدولة الأتاتوركية التركية ..ومعاهدات ترتيب الحدود التي وصلت الى صيغتها النهائية عام 1939 م بضم انطاكية واسكندرون او ما عرف سابقا ـ باللواء السليب ..

طبعا بالعفو من حليفكم الجديد اردوغان ..

هاتاي وتوابعها … –
  استاذ حسن عبد العظيم :
نظريتكم باخراج ما تسمونه ب ـ المشكلة الكردية من الوطن العربي … اي بعدم اقحام الجغرافية والتاريخ العربيتين / المقدستين ـ الآن ـ لستم سوى تلامذة لمعلمين اكفاء كانوا وقد مارسوها قبلكم  ….

نهج اخطتموه مبدأ وتوجها قوميا وحينما بات من غير الممكن صهره عروبيا ..ان برشوته بسيل الوعود الخلبية ..

او ترهيبه …  وتجارب مرحلة الوحدة ومخططات امنها اضحت مكشوفة الآن ولعل في طروحات ضابط الأمن السابق منذر الموصللي ما يثبت ذلك !!! …  نحن نقر بأن سايكس بيكو قد الحقنا بكم بالرغم من ارادتنا وارادتكم انتم ايضا ..

وبالرغم من أننا لسنا من دعاة الحق التوراتي المقدس * ولكننا ـ ولتعذرني ـ لن نتجاوز ابدا انتمائنا الجغرافي والتاريخي ايضا لمنطقتنا ونسميها نحن ب ـ كردستان ـ وتسمونها انتم كيفما تشاؤون ..شمال العراق … شمال شرق سورية ….

الخ ….

وهنا اريد ان اسأل الأستاذ حسن عبد العظيم : ..

من اين جاء بنسبة عشرة في المائة ..لأنه في مجمل احصائيات واستقراءات السلطات السورية لا وجود للكرد …مع العلم اننا ككرد نحدد نسبتنا الى 20 بالمائة واكثر ….وهذا على اقل تقدير لأننا لا نثبت من لا يقر بكرديته والأستاذ حسن بالذات هو واحد منهم ـ على حد علمي ـ
  استاذ حسن : … من منطلقك القومي العربي ..

ووفق فلسفتك القومية تقر بحق الشعوب في تقرير مصيرها فلما تنكرها على الكرد ؟ ومن ثم  تكيل بمكيالين  ؟؟ …..

 هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ..

لما العبث بديمغرافية المنطقة بجلب سكان عرب من مناطق اخرى وبحجج واهية ..

ابتدأت في الستينات من السلمية ولتمر بالرقة والقطار ما زال يسير …وتغيير اسماء مواقعها وقراها ..

وتسويرها بهذه القوانين الإستثنائية ومن ثم عمل المستحيل لإزالة الصبغة الكردية عن المنطقة ؟ !! … ألا ترى ـ استاذ حسن ـ ان المسألة هي اكبر من حقوق المواطنة لهذا الشعب الذي جزء ـ بضم الجيم ـ ارضا وسكانا   ؟؟ !! ..


ب ـ تمنون على الكرد اشخاصا تبوؤا مناصبا معينة اثناء الاحتلال وما بعد الاستقلال في خمسينيات القرن الماضي … بدعوى اصولهم الكردية …وتتناسون نضالات الكرد وتضحياتهم وبطولاتهم …مع العلم ان ايا منهم لم يعين في منصبه بصفته ممثلا للشعب الكردي لا بل ان اغلبهم ـ وهذا ما نذمهم عليها ـ تناسوا او حتى تنكروا لكرديتهم … وبالعودة الى يوميات الإنتداب الفرنسي ولتنشيط ذاكرة الأستاذ القدير حسن عبد العظيم ..

نذكره بالعريضة / المذكرة التي قدمها حاجو آغا الى سلطة الإنتداب عام 1932 م بإسم الكرد في الجزيرة مسلمين ومسيحيين … من رؤساء عشائر ورجال دين وشخصيات اجتماعية بارزة والمخاتير والتجار في كل المدن والقرى الكردية وقد بلغ عدد الموقعين المائة … طالبوا فيها السلطات الفرنسية بمنح الكرد حكما ذاتيا وذلك بسبب الإضطهاد والتمييز العنصري اللذين يمارسهما الحكام العرب ضد الكرد * … وهكذا ببساطة ايها الأستاذ القدير نرى ان حق تقرير المصير كانت واحدة من متلازمة معاهدة سيفر … والحكم الذاتي مطلب جماهيري تمت المطالبة بها منذ ايام الإنتداب كحق طبيعي للشعوب تقره كل الشعائر والقوانين السماوية منها والوضعية …..


ج ـ ان تلخيص وتجذير القضية الكردية في سورية بحق المواطنة او ما شابه ..

ومن ثم رمي كل سلبياتها والقوانين الجائرة على شماعة حكومة الإنفصال … وسأذكر الطرفة التالية ـ واللبيب من الإشارة يفهم ….

يحكى انه كانت هناك امرأة شحادة واسمها ـ عيشي ـ تدور بيوتات البلدة تلم الخبز والزاد لأطفالها … كان الجميع كرماء معها إلا امرأة واحدة اسمها ـ فاتي ـ وفي احد الأيام ارادت عيشي ان تختبر فاتي من جديد فدقت على باب بيتها وصدف ان فاتي كانت فوق السطح وصاحت بمن يقرع الباب … ردت عيشي قائلة : انا هي يا اختاه … هل لي بقليل من البرغل اطبخه لأطفالي ؟ … ردت فاتي قائلة : ألا ترينني ؟ … انا فوق السطح ….

فردت عليها عيشي قائلة : والله رأيتك تحت السطح في ارض الدار وفوق السطح ايضا ……  
استاذ حسن عبد العظيم : الى الآن اغلبية القوى ما زالت تتعامل مع القضية الكردية وقواها السياسية بفوقية لا منطقية وبعضا من هذه القوى ـ اقصد الكردية ـ لا تستطيع ان تتجاوز عقدة النقص فتبدو العملية وكأن المطالبة بالحقوق توسلا وتسولا …..

وكلنا يعلم ….

استاذنا القدير ان الحقوق تؤخذ ولا تعطى هكذا عبثا …وآلية هذا الأخذ بالذات هو ما احدده بالنضال الديمقراطي السلمي وذلك درءا لأي تدليس او سوء تفسير …..


————
* ـ العنوان مقتبس بتصرف من حكاية عربية من التراث بين بدوي وواحد من اهل مرو ـ والله لو خرجت من جلدك ما عرفتك ـ ..
** ـ تفاصيل اكثر في موضوعي السابق : ان لم تستح فاكتب ……
* من مقال / كتاب للأستاذ القدير المرحوم محمد ملا احمد رحمه الله … وكذلك جملة من الوثائق المترجمة من الارشيف الفرنسي وترجمتها القيمة ان بجهود البروفسور رشو عباس او الأستاذ القدير خالد عيسى ..وذاكرة بعض الأحياء اطال الله عمرهم …  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…