الذكرى السنوية الأولى لرحيل المناضل محمد نذير مصطفى السكرتير العام لحزبنا

اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ((البارتي))

في 22/12/2009 تمر الذكرى السنوية الأولى لرحيل المناضل الكبير الأستاذ “محمد نذير مصطفى” السكرتير العام لحزبنا ، نستذكر هذا اليوم والألم يعتصر قلوبنا على فراقه نحن رفاقه في قيادة الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ((البارتي)) وقواعده وأنصاره ، بل ذكرى أليمة على كل من تعز عليه القضايا الوطنية والديمقراطية وحقوق الإنسان وقضية الشعب الكردي.

فالفقيد رغم أنه كان مناضلاً (بارتياً) بامتياز ، كان أيضاً مناضلاً كردياً ووطنياً بنفس الدرجة.
تعرف على قضيته القومية مبكراً ، كونه ولد وترعرع في كنف عائلة وطنية ، ناضل جميع أفراد أسرتها كباراً وصغاراً ، رجالاً ونساء ، نضالاً متميزاً ، عندما قارعوا الفاشية التركية ، رفضاً للظلم والاضطهاد ودفاعاً عن الحقوق المشروعة للشعب الكردي وعدالة قضيته ، ففجروا بذلك انتفاضة صاصون عام 1937 .


نعم وعى فقيدنا الحياة في كنف عائلة تعاني التشرد والحرمان والفقر بسبب نضالها القومي ، ولكنها كانت تملك الإرادة الحديدية في مواجهة المصاعب والتحديات ، وساهم أفرادها بقوة في نشر الوعي القومي بين الشعب الكردي في سوريا حتى قبيل تأسيس حزبنا في الرابع عشر من حزيران عام 1957 .


من رحم المعاناة ؛ المعاناة الخاصة والعامة ، ومن صلب النضال وجذوته وثقافته ، ولد الفقيد وتفتحت عيناه على الحياة ، فما كان عليه إلا أن يسير على الدرب ، درب النضال الوطني القومي الديمقراطي المحفوف بالأشواك والمخاطر .


عندما انخرط الفقيد في النضال ؛ كان يدرك تماماً أن الضريبة غالية ، لأن أسرته كانت ولا تزال تدفع ثمن ضريبة النضال .


انخرط الفقيد في صفوف الحزب في السنوات الأولى من تأسيس الحزب ، وناضل في صفوفه كمناضل ومثقف من طراز خاص ، إلا أن الخلافات الحزبية في عام 1965 ، جعلته ينأى بنفسه عن الدخول في الصراعات الحزبية ، وبذل من خلالها جهوداً مضنية لحماية وحدة الحزب وإعادة الُلحمة إلى صفوفه ، وظل ذلك هاجسه وأولى أولوياته ، فشارك في المؤتمر الوطني الأول لتوحيد الحزب عام 1970 واُنتخب عضواً في قيادته ، ثم عضواً في المكتب السياسي .


تم اعتقاله من قبل السلطات السورية عام  1973 وبقي في السجن مدة ثماني سنوات ، قضى أولى السنتين منها في زنزانة منفردة .


رغم تعرضه وأسرته لكل صنوف الاضطهاد والقمع ، إلا أنه بقي محافظاً بقوة على رباطة جأشه وسلوكه القويم ورزانة تفكيره ، بعيداً عن ردات الفعل ، متحدياً تلك الظروف القاسية وعمق المعاناة .


لقد قاد الرفيق الفقيد الحزب منذ عام 1988 وحتى وفاته بكل حكمة واقتدار ، فكانت وحدة نضال الحركة الكردية والتنسيق والتعاون مع القوى الوطنية والديمقراطية السورية من أولى استراتيجياته النضالية ، هذه الإستراتيجية التي ستظل ثابتة لنا ، وسنسير وفقها ونبني عليها بما يخدم قضية شعبنا ووطننا سوريا .


نحتفل بهذا اليوم ؛ وشعبنا الكردي يتعرض لشتى صنوف الاضطهاد من استمرار لجميع المشاريع والسياسات المطبقة بحقه ، من إحصاء رجعي استثنائي ، وحزام عربي عنصري ، وسياسات تعريب شاملة ، إلى جانب سياسات اقتصادية شوفينية ممنهجة ، غايتها إفقار المناطق الكردية ودفع سكانها إلى الهجرة الاضطرارية من مناطقها التاريخية إلى الداخل السوري وإلى الخارج ، ثم جاء المرسوم /49/ والذي ألحق شللاً شبه شامل بقطاع العقارات ، وبذلك زادت من حدة وشدة المشاريع الشوفينية والاقتصادية المطبقة بحق الشعب الكردي والتي دخلت مرحلة تكاد أن تكون شبه ميئوس منها.


فازدادت بذلك نسبة الفقر ، وتفشت البطالة ، وأصبحت الهجرة شبه جماعية ، وإلى جانب ذلك نرى القمع والتنكيل والملاحقات الأمنية والاعتقالات التي طالت المئات من أبناء شعبنا ، ومن بينها العشرات من مناضلي حزبنا الذين يقبعون خلف القضبان دفاعاً عن شعبهم وقضيته العادلة .


إزاء هذه السياسات وهذا الواقع الضاغط باتجاه المزيد من التصعيد ضد شعبنا وحركته ومثقفيه ومختلف شرائحه الاجتماعية ، لا بد لنا من الارتقاء بنضالنا إلى مستويات تمكننا من مواجهة هذه السياسات بروح جماعية وأساليب ديمقراطية ، وهذا يتطلب منا تحقيق تضامن كردي فعال وفق أفضل وأرقى الصيغ النضالية ، والذي سوف يكون المدخل الحقيقي لتعبئة الشعب الكردي لمواجهة هذه السياسات والمشاريع الشوفينية ومقاومتها بكل السبل وبالوسائل الديمقراطية ، وكذلك فإن التضامن والتنسيق مع القوى الوطنية والديمقراطية السورية وخاصة قوى إعلان دمشق ، وتطويرها وتفعيل أدائها وتعميق دورها في الساحات الكردية والوطنية والدولية ، يعتبر من المهام النضالية الإستراتيجية لحزبنا.


إننا في الوقت الذي نؤكد فيه من جديد دعوتنا السلطات السورية إلى فتح باب الحوار مع الحركة الوطنية الكردية ، على أرضية الشراكة الحقيقية في الوطن ، واحترام خصوصية الشعب الكردي عبر الإقرار الدستوري بوجوده كشعب يعيش على أرضه ويشكل ثاني أكبر قومية في البلاد ، وبنسبة تتجاوز الـ 15% ، فإننا لن نألو جهداً في تعريف الرأي العام الوطني السوري بما يتعرض له شعبنا من ظلم وغبن واضطهاد وقمع ، وبعدالة قضيتنا ومشروعية مطالبنا ، والتي هي بالنهاية ، مطالب وحقوق إنسانية وقومية ووطنية بامتياز.


وفي الختام لا يسعنا إلا أن نشكر باسم قيادة الحزب وقواعده ، كل من شاركنا في مصابنا الجلل ، ونعاهد الرفيق بأننا على درب النضال ، وعلى قيم البارزاني الخالد سائرون .


للفقيد الرحمة وفسيح الجنان
ولكم جزيل الشكر والامتنان


اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ((البارتي))

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…