في الحقيقة ، قمت بإعداد خريطة الطريق تلك من أجل النفاذ من انسداد قائم .
لقد قلت في خريطة الطريق : “إذا لم يجتمع البرلمان ولم يتخذ قراراً بشأن الأكراد ، وإذا لم يتدخل البرلمان في هذا الموضوع ، لا يمكن حل هذه القضية” .
إذا لم يُدخِلوا البرلمان في هذا الشأن فماذا سيفعلون ، وكيف سيحلون ؟ هذا ما قلته ، وأقوله مرة أخرى ، وأنا وراء كلامي هذا.
لقد قلت في خريطة الطريق : “إذا لم يجتمع البرلمان ولم يتخذ قراراً بشأن الأكراد ، وإذا لم يتدخل البرلمان في هذا الموضوع ، لا يمكن حل هذه القضية” .
إذا لم يُدخِلوا البرلمان في هذا الشأن فماذا سيفعلون ، وكيف سيحلون ؟ هذا ما قلته ، وأقوله مرة أخرى ، وأنا وراء كلامي هذا.
مجموعة السلام جاءت لإظهار صدقنا في مساندة الحل والوحدة ، وأثبتنا قدرتنا على القيام به ومدى صدقنا وجديَّتنا في هذا الموضوع .
والآن يتحدث “آتالاي”(وزير الداخلية) عن مجموعات سلام جديدة ، كلا لم تعد هناك حاجة لهذا الأمر بعد هذه الساعة .
فمن المعروف أن مجموعات السلام قد جاءت من قبل أيضاً من أجل إظهار إرادة الأكراد وصدقهم حينئذٍ ، وأفكر بأن هذا الأمر قد شوهد بما يكفي .
في موضوع الحل نحن مستعدون للوحدة والأخوة من أجل مستقبل تركيا ، ولكن هذا ممكن بقبول وجود الأكراد والحفاظ على كرامتهم .
أنا صاحب كلامي هذا .
قلت هذا للدولة ولـPKK و لـDTP ولكل الأكراد ، ولهذا السبب قمت بإعداد خارطة الطريق ، وأردت أن تكون خارطة طريقي معروفة لدى الجميع وقلت بأن يقوم الجميع بالاستعداد لها .
فقد كانت السياسة مصابة بالانسداد ، وقلت ذلك من أجل تجاوز ذلك .
وبعد هذه المرحلة لن يضع الأكراد وجودهم وكرامتهم بين يدي أحد ، فحتى لو طالبت بذلك فهم لن يُسلّموها إلى أحد ، فهم سيحيون من أجل وجودهم وكرامتهم بعد الآن .
لقد قلتها في خارطة الطريق ، إن ما تقومون به هو إبادة عرقية ، إبادة ثقافية ، إبادة سياسية ، إبادة اجتماعية ، إبادة إقتصادية ، والآن كيف ستتصالحون مع الأكراد دون الاعتراف بوجودهم ودون إبداء الاحترام لحريتهم ؟ الحكومة تقول ؛ اكتفوا بما أمنحكم ، فأنا بالخطوات التي ألقيها سأحل القضية من طرف واحد ، دون إعتبار لإرادتكم ! .
هذا التوجه في حقيقته ليس سياسة الحكومة ، بل هو سياسة انكليزية ، فليس لدى الحكومة القوة التي تمكنها من تطبيق ذلك بمفردها .
وها أنتم ترون الوضع الذي أنا فيه .
هذا السجن طلبَته CPT(لجنة مكافحة التعذيب) وأوروبا ، وبناء عليه طلبته انكلترا والولايات المتحدة ، بينما تركيا تُنفِّذه فقط .
الآن تركيا تظن أنها قوية جداً ، والجميع يدعمها ! تدعمها إيران والعراق وشماله وسوريا أيضاً .
وأنا أقول لهم ؛ لا تثقوا إلى هذه الدرجة بسوريا ولا إيران ولا العراق ولا الحكم في شماله .
مثلما لكل من الولايات المتحدة وانكلترا سياساتهما ومصالحهما .
في الحقيقة وضع الحكومة الآن يشبه وضع “صدام حسين” ، فمثلما تتذكرون قدمت الولايات المتحدة والانكليز وكل أوروبا الدعم والسلاح لصدام خلال الحرب ضد إيران ، وقالت ؛ أنت قوي ومقتدر ، ونحن من خلفك .
وفي الأصل كان من المستحيل أن يقوم العراق بالهجوم على إيران من دون موافقة الانكليز ، وهاهي نتيجة حرب الخليج أمام الأنظار .
فهم وافقوا مع صدام بشكل ما ، وقالوا له ، يمكنك القيام بذلك ، والاستيلاء على الكويت وفتحوا المجال أمامه ، ويقال الآن بأن السفير الانكليزي قال لصدام بشكل مستتر قبل غزو الكويت بوقت قصير “يمكنكم القيام بذلك إذا رغبتم ، فلديك القدرة على ذلك” .
وها هو الوضع الذي أسقطوا إليه صدام أمام الأنظار ، مثلما وضع العراق في الميدان .
ففي تلك المرحلة قالوا لصدام أيضاً ؛ “أنت قوي ويمكنك القيام بذلك” ، ومنحوه كل أشكال الدعم والسلاح .
والآن يقولون نفس الشيء لـ “أردوغان” .
بينما هو يعتقد أن هناك دعماً كبيراً من ورائه حقاً ، ويعتقد بأنه قوي .
بينما الأمر ليس كذلك ، فلا واحد صادق من بين كل هؤلاء إيران و سوريا والعراق وانكلترا والولايات المتحدة .
ولدى كل من انكلترا والولايات المتحدة والآخرين سياساتها ، وهم ينفذّونها .
هذه الأمور بالتأكيد نتيجة لارتباطات بالقوى الخارجية ، ولكنني لا أستطيع المعرفة التامة بعلاقة مَن بِمن وكيف ، وقد ناقشت هذا سابقاً ، وهي موجودة في مرافعاتي .
سأستخدم مصطلحاً من أجل القوموية التي يمارسها MHP(حزب الحركة القومية) ؛ يجب الفهم جيداً أن كل أشكال القوموية هي “صهيونية” .
في الحقيقة إن ما يجري اليوم في إسرائيل ، يتم القيام به في تركيا أولاً ، مثلاً هناك حزب “كاديما” وهو الذي أسسه منفصلون عن حزب “العمل” و حزب “ليكود” .
وفي الحقيقة AKP(حزب العدالة والتنمية) يشبه “كاديما” الإسرائيلي .
وقبل ذلك كما تعلمون كان “أوزال”(رئيس جمهورية تركيا راحل) تكلم عن لم شمل أربعة توجهات ضمن حزب واحد ، وأسس حزباً يضم أربعة ميول ، وهكذا تأسس بعدها حزب “كاديما” في إسرائيل .
إن علاقات الصهيونية بالأناضول قديمة ، وكنت قد تحدثت عنها من قبل .
لقد عقد “الاتحاد والترقي” أول اجتماعاته في عام 1896 ، وبعدها أي في عام 1897 تأسس مؤتمر الصهيونية الأول ، أي تأسس الاتحاد والترقي قبل مؤتمر الصهيونية ، والسياسات التي وضعها الاتحاد والترقي هي قوموية الصهاينة في حقيقتها .
أنا أقولها ؛ القوموية التركية لم يطورها الأتراك ، ولا علاقة لها بالتركياتية ، بينما الهوية الفوقية ، والتأكيد على الهوية التركية هي من صنع الاتحاد والترقي ، كما أن الذين طوروا هذه الهوية الفوقية ليسوا أتراكاً ، بل هم عرب وأكراد وأرناؤوط (آلبان) ويهود ، فبذلك حاولوا الاستحكام في منطقة ما ، وأنا أسمي MHP بـ”الحزب الصهيوني التركي في الأناضول” .
أما CHP(حزب الشعب الجمهوري) فهو استمرار للاتحاد والترقي ، ولكن MHP أيضاً حزب تأسس على يد الاتحاد والترقي .
معلوم أن “فوزي جاكماك” كان رئيس هيئة الأركان للعثمانيين ، وبعد أصبح رجُل الانكليز بعد حرب التحرير ، وهكذا “إينونو” أيضاً .
أسس فوزي جاكمك “الحزب القومي”(MP) في عام 1948 ، ثم توارث MHP إيديولوجية ذلك الحزب .
من هذا الجانب كل من CHP و MHP استمرار لتلك السياسات .
وليس لهؤلاء أية علاقة بالتركياتية ولا بالديموقراطية التركية ولا بالوطنية التركية ولا بالقومية التركية .
ومن خلال ما يمارسونه يحاولون فرض الاستسلام على النحو الذي يريدونه على الحكومة والدولة .
ما يريده هؤلاء هو المواجهة بين الأكراد والأتراك .
وهؤلاء لا يرَون أي شيء يليق بالأكراد سوى الصهر أي الإبادة .
لقد كان مصطفى كمال يفكر في تأسيس جمهورية مشابهة للجمهورية الفرنسية الثالثة على نمط جاكوبيني وروبس ، بما يشبه الثورة الفرنسية في عام 1793 .
وفي الحقيقة كان يحاول أن يكون منفتحاً على الديموقراطية بعض الشيء ولكنهم حاصروه تماماً بعد عام 1925 ، فكل من فوزي جاكماك وإينونو من رجال الانكليز ، فبواسطة الاتحاد والترقي عرقلوا تصرفه المستقل ، وبعدها حدثت أمور رهيبة ، وما فعلوه بالأكراد معلوم ، فقد قاموا بتصفية الأكراد من خلال استفزاز الأكراد بتمرد “الشيخ سعيد” وما شابه ذلك ، ودفعوا إلى إغراق الاشتراكيين و”مصطفى صبحي”(رئيس الحزب الشيوعي في تركيا في أواسط العشرينيات) ، وقاموا بتصفية “ماهر جايان”(قائد يساري أستشهد عام 1972) ولهذا السبب أيضاً قاموا بتصفية الإسلاميين الديموقراطيين ، والذين يفكرون في الإسلام الحقيقي أمثال “محمد عاكف أرسوي” و “سعيد نورسي” .
حتى أنهم قتلوا الناس بسبب أنهم لم يعتمروا القبعة فقط .
هكذا قاموا بتصفية من حاول الخروج عنهم بعض الشيء مثل “أوزال”(رئيس جمهورية تركيا اغتيل بسبب القضية الكردية) ، وجزئياً “مندريس”(رئيس وزراء تركيا أعدم عام 1962) كما قلت من قبل ، وهناك موقف “أرباكان”(رئيس وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) الذي كان ديموقراطياً ويَستفِزُ فيه العصب الإسلامي من حين لآخر ، ووطني تركي جزئياً ، وصاحب نوايا أفضل ، ويريد حل بعض الأمور ، فقاموا بتصفيته .
هؤلاء أناس متفهمون ، فعندما تجلس معهم وتتحدث إليهم يمكنك أن تحل القضية .
لنقل الآن ، “نامق كمال زَيْبَك” ، قرأت مقالاً له ، حيث يطرح فيه آراءه .
وفي الحقيقة لو جلست وتحدثت معه ، ستتمكن من التفاهم معه بشأن الحل ، وهكذا “ممتازأر توركونا”(باحث وكاتب) ، يقول “هذه هي قومويتنا” ، ويُبَيِّن الفرق في مقالاته ، إن جلست وتحدثت يمكنك التفاهم معه في موضوع الحل .
هؤلاء يقولون ؛ “نحن قومويون” .
حتى يمكنك التوصل إلى حل مع “فتح الله غولان”- يمثل نهجاً إسلامياً – إذا جلست وتحادثت معه ، ولكن لا يمكن تطوير أي حل مع كل من CHP و MHP ، ولا يتطور .
إنني أشبِّه MHP بـ”ليكود” و CHP بـ”حزب العمل” وAKP بـ”كاديما” في إسرائيل .
AKP تأسس قبل كاديما ، فكما قلت سابقاً يُطبَّقون هذه الأمور في تركيا أولاً .
CHP يتخذ من لندن مركزاً له ، ويُنفِّذ سياساتهم على الأغلب .
أما قوموية MHP فهي نفس موقف صهيونية إسرائيل ، فقوموية كليهما هي الصهيونية .
ليست هناك أهمية لكل من “بايكال”(رئيس CHP) و “باخجلي”(رئيس MHP) كأشخاص ، بل المهم هو السياسة التي يمثلانها ، والأدوار التي يقومان بها ، كما أن MHP و CHP ليسا قوميان تركيان ، وقومويتهما هي الصهيونية في الحقيقة ، والصهيونية التركية عدائية وفاشية .
بينما AKP بتصرفاته الأخيرة أظهر بأنه غير صادق في موضوع الحل ، وليس ديموقراطياً بالمعنى الحقيقي ، وأنا لا أقول هذا عنهم جميعاً ، حيث تعلمون بأنهم يتحدثون عن أربعة ميول وما شابه ذلك ، ولهذا يمكن أن يكون ثمة أناس ديموقراطيون مؤمنون ضمنهما ، ففي هذه الآونة يبدو “بولنت آرينج”(نائب رئيس الوزراء) إسلامياً ديموقراطياً في الجوهر ، ولا أقول بأنه هكذا بشكل حاسم ، وقد حاولوا تصفيته أيضاً ، ولكن عندما خسِروا في نواحي “مانيسا” و “منامَن” ، أُرغِموا على التراجع .
يجب على كل الديموقراطيين والمتنورين والوطنيين بما فيهم الذين ضمن AKP إقامة القيامة في هذه المرحلة .
أردوغان يقول لـ “بايكال” ؛ “سنمضي في هذا المسار بالتهضيم تدريجياً” ، بينما بايكال يقول في ردِّه على أردوغان ؛ “إنكم تعملون على تعويدنا على هذا الأمر” ثم أعطى مثالاً عن الضفدعة .
وأنا أريد شرح حقيقة مقاربتهم من الأكراد من خلال ذلك المثال عن الضفدعة .
فأنت إن أخذت الضفدعة ورميتها في مرجل ، فهي تستمر بالسباحة في الماء ، وعندما تبدأون بتسخين الماء تدريجياً تعتاد عليه ، وإذا ما استمريتم في تسخين الماء تدريجيا ، فهي تعجز عن القفز إلى الخارج ، ولن تجد في ذاتها القوة اللازمة للقفز ، فماذا يحدث في النهاية ؟ هي تُسلق في الماء مع غليانه ، ووضع الأكراد يشبه ذلك .
إنكم تعملون على تعويد الأكراد على التصفية .
وطبعاً الأكراد لن يقبلوا بهذا الأمر ، حيث أن بني البشر ليسوا ضفادعاً ، وأنا لا أعتقد بأن هذه سياسة تركيا وحدها .
بل هي لعبة انكليزية أميريكية وأوروبية .
فهي في الحقيقة قامت بممارسة نفس اللعبة على شعوب أخرى من قبل .
فقد كان هناك اليونانيون ، وجميعهم الآن في أوروبا .
وطبَّق الانكليز سياسة مشابهة على الأرمن ، فقامت بحشر الـ”تاشناق”(حزب قوموي أرمني) في قطعة أرض صغيرة ، وربطت كل الأرمن بهذا المكان ، نعم ، صحيح هناك دويلة صغيرة ولكنهم قضوا على ثقافة أرمنية عظيمة .
كما طبَّقوا نفس السياسة على السريان أيضاً .
والآن هناك أكثر من أربعة ملايين من الأرمن يعيشون في الخارج .
هاهم يمارسون المعارضة في الولايات المتحدة ، فهم في وضع اللجوء إلى القوى التي أسقطتهم إلى هذه الحال ، ولكن هل هم يَرَون هذا الأمر ؟ كلا .
فأنت إن لم تستطع رؤية القوة التي قضت عليك وعرَّضتك للإبادة ، لن تستطيع القيام بأي شيء .
إذا لم تستطيعوا فهم لماذا قُتِلتم ، ستصبحون في وضع مثال الضفدعة الذي ذكرته أعلاه ، ستُسْلَقون .
الأكراد ليسوا مثل الأرمن أو الآشوريين ، وأنا لا أعلم بمن الذي أقنع AKP بجدوى هذه السياسة ، ولكنني أحاول قول بأن تطبيقها غير ممكن ، إنهم لا يريدون الفهم ، ، فالأكراد لن يكونوا مثل الأرمن والروم ، ولن تستطيعوا إخراجهم من هذه الأرض ، فالأكراد سيبقون في أرضهم ولن يتخلوا عن كرامتهم وحريتهم بعد الآن .
بالتأكيد البرلمان مرغم على اتخاذ قرار في موضوع الأكراد ، فبدون توفير ضماناتكم الدستورية يستحيل أن تكون لكم أية مكاسب .
الحكومة تقول بأنها ألقت خطوة الآن ، فإذا جاء “باخجلي”(رئيس MHP) غداً فإنه سيلغي كل ذلك في يومين بقرار واحد ، ولن يبقى لديك أي حق وما إلى ذلك .
ومقابل هذا هم لن يستطيعوا الوصول إلى أي مكان بالتغاضي عن مطالب الأكراد بكرامتهم وحريتهم .
فالأكراد بعد هذه الساعة لن يتخلوا عن كرامتهم وحريتهم .
ومواقفهم التصفوية الراهنة تشبه نظام حماة القرى بشكل ما .
مثال TRT 6 حيث أسسوا إذاعة من أجل حماة القرى من قبل ، نعم …نعم صوت دجلة هو TRT 6 تماماً ، انطلقوا من دجلة الذي هو تهيئة للأرضية حتى وصلوا إلى TRT 6 .
.
الأكراد لن يقبلوا بهذه المواقف التصفوية ، وعليهم أن يكونوا جادين في هذا الموضوع .
الآن يحاولون حشر الأكراد أيضاً في شمال العراق ، ولكن لن يتمكنوا من النجاح في ذلك ، فقوتهم لن تكفي لهذا ، والأكراد لن يرضوا بذلك ، وسيصعدون إلى الجبال .
وفي الأصل هم على رأس الجبال الآن .
وإذا استمر AKP في التحامل عليهم بهدف التصفية ، فكما ترون ستخرج الأمور من نصابها كثيراً ، وليس من السهولة النجاح في هذا الأمر اعتماداً على الولايات المتحدة ، علماً بأن للولايات المتحدة سلسلة من المصالح في الشرق الأوسط ، ولن تمنح كل قوتها لدعم تركيا .
حتى لو أخذت تركيا إلى جانبها كلاً من YNK(الاتحاد الوطني الكردستاني) و PDK(الحزب الديموقراطي الكردستاني) وقامت بعملية عسكرية ، فهي لن تتمكن من حل هذه القضية .
والآن يقول وزير الداخلية ؛ “سنقيم قرية بالقرب من خابور ، ليقيم القادمون هناك ، ومنها يتوجهون إلى بيوتهم” .
لن يأتي إلى هناك ولا شخص واحد .
نحن دعونا مجموعات السلام انطلاقاً من إيماننا بالعيش المشترك والحل الديموقراطي والحرية ، وإظهار صدقنا بشأن الحل .
وفيما عدا هذا انتهت مجموعات السلام وما شابهها .
فنحن أثبتنا ذلك .
، ولا أعتقد أنهم سيأتون باسم مجموعة السلام بعد الآن ، كما أنني لا أفكر في أن يكون هناك قادمون من الشعب من مغمور أيضاً بهذا الشكل .
حيث أن لديهم حساسياتهم أيضاً .
وفي الأصل فكرة القرية هذه هي فكرتي ، فقد قلت ؛ إذا كنتم ستلقون الخطوات اللازمة ، عندها يمكن إقامة قرية هكذا للمغموريين .
إنني لا أرى أن القيام بالقيادة العملية من هنا أمراً صائباً ، ولا أراه أخلاقياً .
، أنا قلت من قبل ؛ بأنني سأقوم بما أستطيع عليه من أجل الحل ، وها قد جاءت مجموعات السلام ،.
لقد أثبتنا صدقنا في هذا الموضوع .
فماذا أستطيع القيام به أكثر من ذلك في هذه الظروف ؟ وقد قلت ؛ حتى أتمكن من القيام بالمزيد يجب فتح المجال أمامي ، بينما وضعي الآن هو ؛ كأنني في قاع بئر ، ولا أستطيع تنفس الهواء النقي سوى بنسبة 25 بالمائة ، وليس هناك نوم هنا ولا راحة ، فأنا لا أستطيع النوم ، فقط أفتح وأغمض عينيَّ ، وأستيقظ لمجرد أي صوت صغير ، أو عند فتح الباب ، وفي هذه الظروف لن تسمح صحتي ولا وضعي النفسي للقيام بالمزيد .
لا زال تطبيق ثلاثة كتب ومجلة واحدة وجريدة واحدة سارياً على الغرفة.
وفيما يتعلق بصحتي ، يجب أن استنشق الهواء النظيف ، ولكن لا أتمكن من التنفس عندما أنام ، ويجف حلقي وأنفي ، وأكاد لا أنام ، وأصبح كمن يغفو فقط .
فجدران التهوية بذاتها عالية جداً ، فالهواء يأتي ويذهب من الأعلى ، بينما أنا هنا كأنني في بئر عمقه خمسة أمتار .
هاهم عاقبوني بعقوبة العزلة لعشرين يوماً من جديد ، يعتمدون في ذلك على أحد أحاديثي ، بينما هم لم يتناولوا حديثي كاملاً .
فأنا أقوم بتشخيص الأمور ، وهم يختارون جملة واحدة من ضمنها ، ويقولون ؛ “إنك أصدرت تعليمات” .
فأنا قلت ؛ “إذا لم يقم البرلمان بوضع حل ، ففي الربيع سيعاش اشتباك كبير ، والأكراد سيدافعون عن أنفسهم ” ، هذا صحيح ، إذا لم يقم البرلمان بوضع حل ، حتى أنهم لن ينتظروا الربيع ، فها أنتم ترون ما يعاش في الميدان ، فليس في هذا الأمر ربيع أو شتاء ، بل هم لا يقيِّمون أقوالي بشكل سليم ، فهذه الجملة ناقصة ، وأنا أعلم بما قلته ، وكتبت ذلك إلى إدارة السجن أيضاً ، كما كتبتها في عريضة الاعتراض إلى القضاء التنفيذي أيضاً ، أعتقد أنهم سيأخذونها بعين الاعتبار .
حيث أوضِّح بأنني لم أصدر التعليمات ، بل أقوم بتشخيص الوضع ، فليس لدي وضع إصدار التعليمات إلى أحد من هنا ، ناهيك عن أن الأكراد يحاربون من أجل ذاتهم ، فلو كنا في عام الألفين ربما قلنا أن الأكراد يحاربون من أجلي ، ولكن الآن هو عام ألفان وعشرة والأكراد يحاربون من أجل ذاتهم ، وإذا حارب PKK فهو أيضاً سيحارب من أجل ذاته ، والأكراد سيحاربون من أجل وجودهم وحريتهم ، ولهذا فأنا لا أقول لهم افعلوا أو لا تفعلوا ، فهم الذين يقررون بذاتهم ما سيفعلون أو لا يفعلون ، يجب عدم انتظار أن أقوم أنا من هنا بالقيادة العملية ، فأنا لا أستطيع استنشاق الهواء سوى بنسبة خمس وعشرين بالمائة ، ولا يمكن لأحد أن ينتظر مني المزيد في هذه الأجواء التي أعجز فيها حتى عن استنشاق الهواء .
والحكومة أيضاً لن تستطيع انتظار المزيد مني .
أنا في ظروف لا أستطيع فيها حتى التنفس .
إنني أنادي “أردوغان” كما أنادي “غول” ؛ نحن ننتظرهم منذ سبع سنين ، ولكننا من الآن فصاعداً لن نستطيع انتظارهم أيضاً ، وهم سيعجزون عن المضي في هذا المسار بمخططاتهم التصفوية هذه ، فإن فعلوا هذا ستكون نهايتهم أيضاً مثل نهاية “أوزال” و “أرباكان” ، سيتعرَّضون للتصفية .
، وأنا أقيِّم تصفية أوزال ضمن هذا الإطار ، فقد تبنى موقفاً قريباً من الاستقلال والحل بعض الشيء ، فقاموا بتصفيته .
كما كان أرباكان إسلامياً ديموقراطياً معتدلاً بعض الشيء ، وحاول القيام ببعض الأمور فانقلبوا عليه وجاؤوا بـ”تشيللر”(رئيسة وزراء في أواسط التسعينيات)، وتعلمون أن تشيللر عميلة CIA (وكالة المخابرات المركزية) ، وبعدها حدثت أمور رهيبة ، حيث يقال بأن هناك سبع عشرة آلاف جريمة مجهولة الفاعل .
، وكان أجويد يريد القيام ببعض الأمور ، حيث عرقله باخجلي أيضاً ، فانسحب وأسقط الحكومة وتعرفون بعدها قضية صحة أجويد وما إلى ذلك لم تكن كما قيل ، فقد ابتدعوا مشاكل صحية .
إذا حاول AKP التقدم في هذا المسار بالتصفية ، فهو سيتعرض للتصفية ويذهب خلال شهرين أو ثلاثة حتى دون انتظار الربيع ،.
وأقول للأكراد أيضاً ؛ على الجميع فهم مسار التصفية هذا والتقرب بجدية .
من ناحية أخرى ، أريد قول ما يلي بشأن العلوية ؛ إن جذور جمعيات الـ”بكداشي” هذه تمتد إلى مدارس الانكشارية ، فالانكشارية هي استمرار للعلوية كما تعلمون .
في حين أن العلويين الأكراد مختلفون بعض الشيء ، وأنا اقترحت “فيدرالية العلوية-الكردية” من أجلهم أي العلويين الأكراد في ديرسيم ، حيث يجب عليهم طرح خصوصياتهم وهويتهم الخاصة بهم ، وأنا لا أقول هذا عن المنتمين إلى ديرسيم فقط ، فديرسيم هي منطقة ، وبجوارها توجد “مالاتيا” و “ألعزيز” و “سيواس” و “أرزينجان” وغيرها ، وأقترح تنظيماً واسعاً يأخذ الجميع مكانهم فيه ويستفيدون منه ، وما عدا ذلك كله ألاعيب ، يجب معرفة هذا الأمر جيداً .
وردت رسائل من السجون ، من سيرت ومن سجن دباربكر ، وهناك بطاقات كثيرة وردت من سجن قارامان ومن سجن قريكلار وسجن بيدليس ، وسجن أرضروم .
تحياتي إلى الرفاق في السجون ، وإلى شعبنا في دياربكر وسيرت ، وللجميع .
طابت أيامكم .
في موضوع الحل نحن مستعدون للوحدة والأخوة من أجل مستقبل تركيا ، ولكن هذا ممكن بقبول وجود الأكراد والحفاظ على كرامتهم .
أنا صاحب كلامي هذا .
قلت هذا للدولة ولـPKK و لـDTP ولكل الأكراد ، ولهذا السبب قمت بإعداد خارطة الطريق ، وأردت أن تكون خارطة طريقي معروفة لدى الجميع وقلت بأن يقوم الجميع بالاستعداد لها .
فقد كانت السياسة مصابة بالانسداد ، وقلت ذلك من أجل تجاوز ذلك .
وبعد هذه المرحلة لن يضع الأكراد وجودهم وكرامتهم بين يدي أحد ، فحتى لو طالبت بذلك فهم لن يُسلّموها إلى أحد ، فهم سيحيون من أجل وجودهم وكرامتهم بعد الآن .
لقد قلتها في خارطة الطريق ، إن ما تقومون به هو إبادة عرقية ، إبادة ثقافية ، إبادة سياسية ، إبادة اجتماعية ، إبادة إقتصادية ، والآن كيف ستتصالحون مع الأكراد دون الاعتراف بوجودهم ودون إبداء الاحترام لحريتهم ؟ الحكومة تقول ؛ اكتفوا بما أمنحكم ، فأنا بالخطوات التي ألقيها سأحل القضية من طرف واحد ، دون إعتبار لإرادتكم ! .
هذا التوجه في حقيقته ليس سياسة الحكومة ، بل هو سياسة انكليزية ، فليس لدى الحكومة القوة التي تمكنها من تطبيق ذلك بمفردها .
وها أنتم ترون الوضع الذي أنا فيه .
هذا السجن طلبَته CPT(لجنة مكافحة التعذيب) وأوروبا ، وبناء عليه طلبته انكلترا والولايات المتحدة ، بينما تركيا تُنفِّذه فقط .
الآن تركيا تظن أنها قوية جداً ، والجميع يدعمها ! تدعمها إيران والعراق وشماله وسوريا أيضاً .
وأنا أقول لهم ؛ لا تثقوا إلى هذه الدرجة بسوريا ولا إيران ولا العراق ولا الحكم في شماله .
مثلما لكل من الولايات المتحدة وانكلترا سياساتهما ومصالحهما .
في الحقيقة وضع الحكومة الآن يشبه وضع “صدام حسين” ، فمثلما تتذكرون قدمت الولايات المتحدة والانكليز وكل أوروبا الدعم والسلاح لصدام خلال الحرب ضد إيران ، وقالت ؛ أنت قوي ومقتدر ، ونحن من خلفك .
وفي الأصل كان من المستحيل أن يقوم العراق بالهجوم على إيران من دون موافقة الانكليز ، وهاهي نتيجة حرب الخليج أمام الأنظار .
فهم وافقوا مع صدام بشكل ما ، وقالوا له ، يمكنك القيام بذلك ، والاستيلاء على الكويت وفتحوا المجال أمامه ، ويقال الآن بأن السفير الانكليزي قال لصدام بشكل مستتر قبل غزو الكويت بوقت قصير “يمكنكم القيام بذلك إذا رغبتم ، فلديك القدرة على ذلك” .
وها هو الوضع الذي أسقطوا إليه صدام أمام الأنظار ، مثلما وضع العراق في الميدان .
ففي تلك المرحلة قالوا لصدام أيضاً ؛ “أنت قوي ويمكنك القيام بذلك” ، ومنحوه كل أشكال الدعم والسلاح .
والآن يقولون نفس الشيء لـ “أردوغان” .
بينما هو يعتقد أن هناك دعماً كبيراً من ورائه حقاً ، ويعتقد بأنه قوي .
بينما الأمر ليس كذلك ، فلا واحد صادق من بين كل هؤلاء إيران و سوريا والعراق وانكلترا والولايات المتحدة .
ولدى كل من انكلترا والولايات المتحدة والآخرين سياساتها ، وهم ينفذّونها .
هذه الأمور بالتأكيد نتيجة لارتباطات بالقوى الخارجية ، ولكنني لا أستطيع المعرفة التامة بعلاقة مَن بِمن وكيف ، وقد ناقشت هذا سابقاً ، وهي موجودة في مرافعاتي .
سأستخدم مصطلحاً من أجل القوموية التي يمارسها MHP(حزب الحركة القومية) ؛ يجب الفهم جيداً أن كل أشكال القوموية هي “صهيونية” .
في الحقيقة إن ما يجري اليوم في إسرائيل ، يتم القيام به في تركيا أولاً ، مثلاً هناك حزب “كاديما” وهو الذي أسسه منفصلون عن حزب “العمل” و حزب “ليكود” .
وفي الحقيقة AKP(حزب العدالة والتنمية) يشبه “كاديما” الإسرائيلي .
وقبل ذلك كما تعلمون كان “أوزال”(رئيس جمهورية تركيا راحل) تكلم عن لم شمل أربعة توجهات ضمن حزب واحد ، وأسس حزباً يضم أربعة ميول ، وهكذا تأسس بعدها حزب “كاديما” في إسرائيل .
إن علاقات الصهيونية بالأناضول قديمة ، وكنت قد تحدثت عنها من قبل .
لقد عقد “الاتحاد والترقي” أول اجتماعاته في عام 1896 ، وبعدها أي في عام 1897 تأسس مؤتمر الصهيونية الأول ، أي تأسس الاتحاد والترقي قبل مؤتمر الصهيونية ، والسياسات التي وضعها الاتحاد والترقي هي قوموية الصهاينة في حقيقتها .
أنا أقولها ؛ القوموية التركية لم يطورها الأتراك ، ولا علاقة لها بالتركياتية ، بينما الهوية الفوقية ، والتأكيد على الهوية التركية هي من صنع الاتحاد والترقي ، كما أن الذين طوروا هذه الهوية الفوقية ليسوا أتراكاً ، بل هم عرب وأكراد وأرناؤوط (آلبان) ويهود ، فبذلك حاولوا الاستحكام في منطقة ما ، وأنا أسمي MHP بـ”الحزب الصهيوني التركي في الأناضول” .
أما CHP(حزب الشعب الجمهوري) فهو استمرار للاتحاد والترقي ، ولكن MHP أيضاً حزب تأسس على يد الاتحاد والترقي .
معلوم أن “فوزي جاكماك” كان رئيس هيئة الأركان للعثمانيين ، وبعد أصبح رجُل الانكليز بعد حرب التحرير ، وهكذا “إينونو” أيضاً .
أسس فوزي جاكمك “الحزب القومي”(MP) في عام 1948 ، ثم توارث MHP إيديولوجية ذلك الحزب .
من هذا الجانب كل من CHP و MHP استمرار لتلك السياسات .
وليس لهؤلاء أية علاقة بالتركياتية ولا بالديموقراطية التركية ولا بالوطنية التركية ولا بالقومية التركية .
ومن خلال ما يمارسونه يحاولون فرض الاستسلام على النحو الذي يريدونه على الحكومة والدولة .
ما يريده هؤلاء هو المواجهة بين الأكراد والأتراك .
وهؤلاء لا يرَون أي شيء يليق بالأكراد سوى الصهر أي الإبادة .
لقد كان مصطفى كمال يفكر في تأسيس جمهورية مشابهة للجمهورية الفرنسية الثالثة على نمط جاكوبيني وروبس ، بما يشبه الثورة الفرنسية في عام 1793 .
وفي الحقيقة كان يحاول أن يكون منفتحاً على الديموقراطية بعض الشيء ولكنهم حاصروه تماماً بعد عام 1925 ، فكل من فوزي جاكماك وإينونو من رجال الانكليز ، فبواسطة الاتحاد والترقي عرقلوا تصرفه المستقل ، وبعدها حدثت أمور رهيبة ، وما فعلوه بالأكراد معلوم ، فقد قاموا بتصفية الأكراد من خلال استفزاز الأكراد بتمرد “الشيخ سعيد” وما شابه ذلك ، ودفعوا إلى إغراق الاشتراكيين و”مصطفى صبحي”(رئيس الحزب الشيوعي في تركيا في أواسط العشرينيات) ، وقاموا بتصفية “ماهر جايان”(قائد يساري أستشهد عام 1972) ولهذا السبب أيضاً قاموا بتصفية الإسلاميين الديموقراطيين ، والذين يفكرون في الإسلام الحقيقي أمثال “محمد عاكف أرسوي” و “سعيد نورسي” .
حتى أنهم قتلوا الناس بسبب أنهم لم يعتمروا القبعة فقط .
هكذا قاموا بتصفية من حاول الخروج عنهم بعض الشيء مثل “أوزال”(رئيس جمهورية تركيا اغتيل بسبب القضية الكردية) ، وجزئياً “مندريس”(رئيس وزراء تركيا أعدم عام 1962) كما قلت من قبل ، وهناك موقف “أرباكان”(رئيس وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) الذي كان ديموقراطياً ويَستفِزُ فيه العصب الإسلامي من حين لآخر ، ووطني تركي جزئياً ، وصاحب نوايا أفضل ، ويريد حل بعض الأمور ، فقاموا بتصفيته .
هؤلاء أناس متفهمون ، فعندما تجلس معهم وتتحدث إليهم يمكنك أن تحل القضية .
لنقل الآن ، “نامق كمال زَيْبَك” ، قرأت مقالاً له ، حيث يطرح فيه آراءه .
وفي الحقيقة لو جلست وتحدثت معه ، ستتمكن من التفاهم معه بشأن الحل ، وهكذا “ممتازأر توركونا”(باحث وكاتب) ، يقول “هذه هي قومويتنا” ، ويُبَيِّن الفرق في مقالاته ، إن جلست وتحدثت يمكنك التفاهم معه في موضوع الحل .
هؤلاء يقولون ؛ “نحن قومويون” .
حتى يمكنك التوصل إلى حل مع “فتح الله غولان”- يمثل نهجاً إسلامياً – إذا جلست وتحادثت معه ، ولكن لا يمكن تطوير أي حل مع كل من CHP و MHP ، ولا يتطور .
إنني أشبِّه MHP بـ”ليكود” و CHP بـ”حزب العمل” وAKP بـ”كاديما” في إسرائيل .
AKP تأسس قبل كاديما ، فكما قلت سابقاً يُطبَّقون هذه الأمور في تركيا أولاً .
CHP يتخذ من لندن مركزاً له ، ويُنفِّذ سياساتهم على الأغلب .
أما قوموية MHP فهي نفس موقف صهيونية إسرائيل ، فقوموية كليهما هي الصهيونية .
ليست هناك أهمية لكل من “بايكال”(رئيس CHP) و “باخجلي”(رئيس MHP) كأشخاص ، بل المهم هو السياسة التي يمثلانها ، والأدوار التي يقومان بها ، كما أن MHP و CHP ليسا قوميان تركيان ، وقومويتهما هي الصهيونية في الحقيقة ، والصهيونية التركية عدائية وفاشية .
بينما AKP بتصرفاته الأخيرة أظهر بأنه غير صادق في موضوع الحل ، وليس ديموقراطياً بالمعنى الحقيقي ، وأنا لا أقول هذا عنهم جميعاً ، حيث تعلمون بأنهم يتحدثون عن أربعة ميول وما شابه ذلك ، ولهذا يمكن أن يكون ثمة أناس ديموقراطيون مؤمنون ضمنهما ، ففي هذه الآونة يبدو “بولنت آرينج”(نائب رئيس الوزراء) إسلامياً ديموقراطياً في الجوهر ، ولا أقول بأنه هكذا بشكل حاسم ، وقد حاولوا تصفيته أيضاً ، ولكن عندما خسِروا في نواحي “مانيسا” و “منامَن” ، أُرغِموا على التراجع .
يجب على كل الديموقراطيين والمتنورين والوطنيين بما فيهم الذين ضمن AKP إقامة القيامة في هذه المرحلة .
أردوغان يقول لـ “بايكال” ؛ “سنمضي في هذا المسار بالتهضيم تدريجياً” ، بينما بايكال يقول في ردِّه على أردوغان ؛ “إنكم تعملون على تعويدنا على هذا الأمر” ثم أعطى مثالاً عن الضفدعة .
وأنا أريد شرح حقيقة مقاربتهم من الأكراد من خلال ذلك المثال عن الضفدعة .
فأنت إن أخذت الضفدعة ورميتها في مرجل ، فهي تستمر بالسباحة في الماء ، وعندما تبدأون بتسخين الماء تدريجياً تعتاد عليه ، وإذا ما استمريتم في تسخين الماء تدريجيا ، فهي تعجز عن القفز إلى الخارج ، ولن تجد في ذاتها القوة اللازمة للقفز ، فماذا يحدث في النهاية ؟ هي تُسلق في الماء مع غليانه ، ووضع الأكراد يشبه ذلك .
إنكم تعملون على تعويد الأكراد على التصفية .
وطبعاً الأكراد لن يقبلوا بهذا الأمر ، حيث أن بني البشر ليسوا ضفادعاً ، وأنا لا أعتقد بأن هذه سياسة تركيا وحدها .
بل هي لعبة انكليزية أميريكية وأوروبية .
فهي في الحقيقة قامت بممارسة نفس اللعبة على شعوب أخرى من قبل .
فقد كان هناك اليونانيون ، وجميعهم الآن في أوروبا .
وطبَّق الانكليز سياسة مشابهة على الأرمن ، فقامت بحشر الـ”تاشناق”(حزب قوموي أرمني) في قطعة أرض صغيرة ، وربطت كل الأرمن بهذا المكان ، نعم ، صحيح هناك دويلة صغيرة ولكنهم قضوا على ثقافة أرمنية عظيمة .
كما طبَّقوا نفس السياسة على السريان أيضاً .
والآن هناك أكثر من أربعة ملايين من الأرمن يعيشون في الخارج .
هاهم يمارسون المعارضة في الولايات المتحدة ، فهم في وضع اللجوء إلى القوى التي أسقطتهم إلى هذه الحال ، ولكن هل هم يَرَون هذا الأمر ؟ كلا .
فأنت إن لم تستطع رؤية القوة التي قضت عليك وعرَّضتك للإبادة ، لن تستطيع القيام بأي شيء .
إذا لم تستطيعوا فهم لماذا قُتِلتم ، ستصبحون في وضع مثال الضفدعة الذي ذكرته أعلاه ، ستُسْلَقون .
الأكراد ليسوا مثل الأرمن أو الآشوريين ، وأنا لا أعلم بمن الذي أقنع AKP بجدوى هذه السياسة ، ولكنني أحاول قول بأن تطبيقها غير ممكن ، إنهم لا يريدون الفهم ، ، فالأكراد لن يكونوا مثل الأرمن والروم ، ولن تستطيعوا إخراجهم من هذه الأرض ، فالأكراد سيبقون في أرضهم ولن يتخلوا عن كرامتهم وحريتهم بعد الآن .
بالتأكيد البرلمان مرغم على اتخاذ قرار في موضوع الأكراد ، فبدون توفير ضماناتكم الدستورية يستحيل أن تكون لكم أية مكاسب .
الحكومة تقول بأنها ألقت خطوة الآن ، فإذا جاء “باخجلي”(رئيس MHP) غداً فإنه سيلغي كل ذلك في يومين بقرار واحد ، ولن يبقى لديك أي حق وما إلى ذلك .
ومقابل هذا هم لن يستطيعوا الوصول إلى أي مكان بالتغاضي عن مطالب الأكراد بكرامتهم وحريتهم .
فالأكراد بعد هذه الساعة لن يتخلوا عن كرامتهم وحريتهم .
ومواقفهم التصفوية الراهنة تشبه نظام حماة القرى بشكل ما .
مثال TRT 6 حيث أسسوا إذاعة من أجل حماة القرى من قبل ، نعم …نعم صوت دجلة هو TRT 6 تماماً ، انطلقوا من دجلة الذي هو تهيئة للأرضية حتى وصلوا إلى TRT 6 .
.
الأكراد لن يقبلوا بهذه المواقف التصفوية ، وعليهم أن يكونوا جادين في هذا الموضوع .
الآن يحاولون حشر الأكراد أيضاً في شمال العراق ، ولكن لن يتمكنوا من النجاح في ذلك ، فقوتهم لن تكفي لهذا ، والأكراد لن يرضوا بذلك ، وسيصعدون إلى الجبال .
وفي الأصل هم على رأس الجبال الآن .
وإذا استمر AKP في التحامل عليهم بهدف التصفية ، فكما ترون ستخرج الأمور من نصابها كثيراً ، وليس من السهولة النجاح في هذا الأمر اعتماداً على الولايات المتحدة ، علماً بأن للولايات المتحدة سلسلة من المصالح في الشرق الأوسط ، ولن تمنح كل قوتها لدعم تركيا .
حتى لو أخذت تركيا إلى جانبها كلاً من YNK(الاتحاد الوطني الكردستاني) و PDK(الحزب الديموقراطي الكردستاني) وقامت بعملية عسكرية ، فهي لن تتمكن من حل هذه القضية .
والآن يقول وزير الداخلية ؛ “سنقيم قرية بالقرب من خابور ، ليقيم القادمون هناك ، ومنها يتوجهون إلى بيوتهم” .
لن يأتي إلى هناك ولا شخص واحد .
نحن دعونا مجموعات السلام انطلاقاً من إيماننا بالعيش المشترك والحل الديموقراطي والحرية ، وإظهار صدقنا بشأن الحل .
وفيما عدا هذا انتهت مجموعات السلام وما شابهها .
فنحن أثبتنا ذلك .
، ولا أعتقد أنهم سيأتون باسم مجموعة السلام بعد الآن ، كما أنني لا أفكر في أن يكون هناك قادمون من الشعب من مغمور أيضاً بهذا الشكل .
حيث أن لديهم حساسياتهم أيضاً .
وفي الأصل فكرة القرية هذه هي فكرتي ، فقد قلت ؛ إذا كنتم ستلقون الخطوات اللازمة ، عندها يمكن إقامة قرية هكذا للمغموريين .
إنني لا أرى أن القيام بالقيادة العملية من هنا أمراً صائباً ، ولا أراه أخلاقياً .
، أنا قلت من قبل ؛ بأنني سأقوم بما أستطيع عليه من أجل الحل ، وها قد جاءت مجموعات السلام ،.
لقد أثبتنا صدقنا في هذا الموضوع .
فماذا أستطيع القيام به أكثر من ذلك في هذه الظروف ؟ وقد قلت ؛ حتى أتمكن من القيام بالمزيد يجب فتح المجال أمامي ، بينما وضعي الآن هو ؛ كأنني في قاع بئر ، ولا أستطيع تنفس الهواء النقي سوى بنسبة 25 بالمائة ، وليس هناك نوم هنا ولا راحة ، فأنا لا أستطيع النوم ، فقط أفتح وأغمض عينيَّ ، وأستيقظ لمجرد أي صوت صغير ، أو عند فتح الباب ، وفي هذه الظروف لن تسمح صحتي ولا وضعي النفسي للقيام بالمزيد .
لا زال تطبيق ثلاثة كتب ومجلة واحدة وجريدة واحدة سارياً على الغرفة.
وفيما يتعلق بصحتي ، يجب أن استنشق الهواء النظيف ، ولكن لا أتمكن من التنفس عندما أنام ، ويجف حلقي وأنفي ، وأكاد لا أنام ، وأصبح كمن يغفو فقط .
فجدران التهوية بذاتها عالية جداً ، فالهواء يأتي ويذهب من الأعلى ، بينما أنا هنا كأنني في بئر عمقه خمسة أمتار .
هاهم عاقبوني بعقوبة العزلة لعشرين يوماً من جديد ، يعتمدون في ذلك على أحد أحاديثي ، بينما هم لم يتناولوا حديثي كاملاً .
فأنا أقوم بتشخيص الأمور ، وهم يختارون جملة واحدة من ضمنها ، ويقولون ؛ “إنك أصدرت تعليمات” .
فأنا قلت ؛ “إذا لم يقم البرلمان بوضع حل ، ففي الربيع سيعاش اشتباك كبير ، والأكراد سيدافعون عن أنفسهم ” ، هذا صحيح ، إذا لم يقم البرلمان بوضع حل ، حتى أنهم لن ينتظروا الربيع ، فها أنتم ترون ما يعاش في الميدان ، فليس في هذا الأمر ربيع أو شتاء ، بل هم لا يقيِّمون أقوالي بشكل سليم ، فهذه الجملة ناقصة ، وأنا أعلم بما قلته ، وكتبت ذلك إلى إدارة السجن أيضاً ، كما كتبتها في عريضة الاعتراض إلى القضاء التنفيذي أيضاً ، أعتقد أنهم سيأخذونها بعين الاعتبار .
حيث أوضِّح بأنني لم أصدر التعليمات ، بل أقوم بتشخيص الوضع ، فليس لدي وضع إصدار التعليمات إلى أحد من هنا ، ناهيك عن أن الأكراد يحاربون من أجل ذاتهم ، فلو كنا في عام الألفين ربما قلنا أن الأكراد يحاربون من أجلي ، ولكن الآن هو عام ألفان وعشرة والأكراد يحاربون من أجل ذاتهم ، وإذا حارب PKK فهو أيضاً سيحارب من أجل ذاته ، والأكراد سيحاربون من أجل وجودهم وحريتهم ، ولهذا فأنا لا أقول لهم افعلوا أو لا تفعلوا ، فهم الذين يقررون بذاتهم ما سيفعلون أو لا يفعلون ، يجب عدم انتظار أن أقوم أنا من هنا بالقيادة العملية ، فأنا لا أستطيع استنشاق الهواء سوى بنسبة خمس وعشرين بالمائة ، ولا يمكن لأحد أن ينتظر مني المزيد في هذه الأجواء التي أعجز فيها حتى عن استنشاق الهواء .
والحكومة أيضاً لن تستطيع انتظار المزيد مني .
أنا في ظروف لا أستطيع فيها حتى التنفس .
إنني أنادي “أردوغان” كما أنادي “غول” ؛ نحن ننتظرهم منذ سبع سنين ، ولكننا من الآن فصاعداً لن نستطيع انتظارهم أيضاً ، وهم سيعجزون عن المضي في هذا المسار بمخططاتهم التصفوية هذه ، فإن فعلوا هذا ستكون نهايتهم أيضاً مثل نهاية “أوزال” و “أرباكان” ، سيتعرَّضون للتصفية .
، وأنا أقيِّم تصفية أوزال ضمن هذا الإطار ، فقد تبنى موقفاً قريباً من الاستقلال والحل بعض الشيء ، فقاموا بتصفيته .
كما كان أرباكان إسلامياً ديموقراطياً معتدلاً بعض الشيء ، وحاول القيام ببعض الأمور فانقلبوا عليه وجاؤوا بـ”تشيللر”(رئيسة وزراء في أواسط التسعينيات)، وتعلمون أن تشيللر عميلة CIA (وكالة المخابرات المركزية) ، وبعدها حدثت أمور رهيبة ، حيث يقال بأن هناك سبع عشرة آلاف جريمة مجهولة الفاعل .
، وكان أجويد يريد القيام ببعض الأمور ، حيث عرقله باخجلي أيضاً ، فانسحب وأسقط الحكومة وتعرفون بعدها قضية صحة أجويد وما إلى ذلك لم تكن كما قيل ، فقد ابتدعوا مشاكل صحية .
إذا حاول AKP التقدم في هذا المسار بالتصفية ، فهو سيتعرض للتصفية ويذهب خلال شهرين أو ثلاثة حتى دون انتظار الربيع ،.
وأقول للأكراد أيضاً ؛ على الجميع فهم مسار التصفية هذا والتقرب بجدية .
من ناحية أخرى ، أريد قول ما يلي بشأن العلوية ؛ إن جذور جمعيات الـ”بكداشي” هذه تمتد إلى مدارس الانكشارية ، فالانكشارية هي استمرار للعلوية كما تعلمون .
في حين أن العلويين الأكراد مختلفون بعض الشيء ، وأنا اقترحت “فيدرالية العلوية-الكردية” من أجلهم أي العلويين الأكراد في ديرسيم ، حيث يجب عليهم طرح خصوصياتهم وهويتهم الخاصة بهم ، وأنا لا أقول هذا عن المنتمين إلى ديرسيم فقط ، فديرسيم هي منطقة ، وبجوارها توجد “مالاتيا” و “ألعزيز” و “سيواس” و “أرزينجان” وغيرها ، وأقترح تنظيماً واسعاً يأخذ الجميع مكانهم فيه ويستفيدون منه ، وما عدا ذلك كله ألاعيب ، يجب معرفة هذا الأمر جيداً .
وردت رسائل من السجون ، من سيرت ومن سجن دباربكر ، وهناك بطاقات كثيرة وردت من سجن قارامان ومن سجن قريكلار وسجن بيدليس ، وسجن أرضروم .
تحياتي إلى الرفاق في السجون ، وإلى شعبنا في دياربكر وسيرت ، وللجميع .
طابت أيامكم .
2 كانـــــــــون الأول 2009