خليل كالو
يقول الكرد في أمثالهم ew bilûre û ew tûrtûre فيمن لا يغير من طبعه وسلوكه ومن لا نفع فيه.
وإذا ما تلمسنا حقيقة الواقع الذي يعيشه الكرد والنظر إليه من أية زاوية كانت سوف نرى صورة شبيهة لهذا المثل تتحكم في أسس وعوامل الحياة في المجتمع الكردي وهي صورة السياسة وخطابها اللامنطقي والمتخلف عن العصر بذهنية ووعي تقليديتين أظلمت الطريق أمام أي تقدم وتغيير بعد أن دخلت منذ أعوام الستينات المتاهة وضاعت فيها وهي من صنعت لذاتها ولم تستطع الخروج منها وأصبحت حتى هذه اللحظة حجر عثرة أساسية أمام أي تقدم محتمل.
وإذا ما تلمسنا حقيقة الواقع الذي يعيشه الكرد والنظر إليه من أية زاوية كانت سوف نرى صورة شبيهة لهذا المثل تتحكم في أسس وعوامل الحياة في المجتمع الكردي وهي صورة السياسة وخطابها اللامنطقي والمتخلف عن العصر بذهنية ووعي تقليديتين أظلمت الطريق أمام أي تقدم وتغيير بعد أن دخلت منذ أعوام الستينات المتاهة وضاعت فيها وهي من صنعت لذاتها ولم تستطع الخروج منها وأصبحت حتى هذه اللحظة حجر عثرة أساسية أمام أي تقدم محتمل.
والآن لم يعد لتلك السياسة من حضور وقيمة واحترام وهيبة لدى الشعب الكردي فما قيمة الأشياء تقاس بما هو ضروري ولازم للأفراد والجماعة سواء كان مادياً أو معنوياً خلال أي مرحلة وتتبدل مع تبدل الظروف وتجدد المتطلبات ومتى ما أصبح الشيء غير صالحاً يفقد قيمته بشكله وجوهره ـ أي بكله ـ مثل أية سلعة ويرمى.
فلا يمكن لعاقل وسوي اقتناء شيء ضار ليس له فائدة ما لم يكن بهلولاً أو ساذجاً ومثله الشعوب أيضاً وأن أهم مطلب وحاجة أساسية للشعوب في وقتنا الحاضر هي السياسة ورجالها وعقولها العلمية والفكرية والثقافية.
مقارنة وعلى هذه القاعدة عما يسمع ويجري الآن من أصوات على الساحة السياسية لا تشبه صوت الناي في المثل أعلاه التي باتت غير مفيدة وضارة ولا تسعى نحو ما هو مأمول ومطلوب منها بل هي أبعد عن الثقة التي منحت لها ولا تشبه شيئاً سوى ذاتها لأن ليس لمثلها من شيء في هذا العالم ولها حشرجة في صوتها هي أقرب إلى صوت الربابة منه إلى صوت الناي ويقيناً منا هي العزف على الربابة بذاتها وهو كذلك..
أجل لقد غنى الكل على ليلاه سابقاً دون اعتراض والآن يغنون كالسابق أيضاً في ظل فلتان قيم وثوابت وأزمة أخلاق قومية دون أن يلزم كلام أحدهم بفعل واضح على الأرض وبما يطرح و يمضي بعزفه المنفرد من على ظهر بعيره يرعى بإبله في الفلاة مبتعداً عن الهدف وبيئته كما يهواه قلب الراعي وبالموال الذي في رأسه فجاءت مجمل المعزوفات غريبة ومزعجة واللحن غريباً ونشازاً على الآذان فخربت الأذواق والأحاسيس وجاءت انفرادية ومن آلة لها وتر واحد فأصدرت أصوات غليظة وفجة تلاءمت وطبيعة موطنها الأصلي ولم تكن ألحاناً كردية جبلية كونها لم تكن من التراث.
فقد كان من المأمول أن تجمع أوتار /12/ ربابة أو أكثر في آلة واحدة وربما زادت عددها عند كتابة هذا المقال لصنع بزق أو طمبورة ذات أوتار عديدة وناعمة لكي تعزف ألحان جميلة وعذبة حيث أفضل المعزوفات والألحان على القلوب تصدرها الآلات الموسيقية ذات الأوتار الجماعية ولكن يبدو أن كل قبيلة وعشيرة أصرت على تقاليدها العريقة أن تكون لها شاعرها ومضاربها وشيخها الخاص بها لتعيش العصبية الجاهلية وتقضي مجمل أوقاتها على مواويل أوف يابه والمحمدواي ورقصة اﻠﭼوبي çobîوعالا دلعونا مع احترامنا الشديد جداً لهذا الفلكلور العربي (القصد هو الاغتراب والانشغال بأمور لا تخص الكرد وليس شيئاً آخر) وليس موال عدولي ودرويشي عفدي وجمبليي ميري هكاري وبنفشا ناريني وكينا أم kîne em (أي عمل الكردايتي) فبعد القراءة والاستماع إلى آراء ومواقف عدد من أعضاء و قياديي المقدمة فيمن يفترض بيدهم مقود عربة الكرد من الأحزاب الكردية ولم يحسنوا قيادتها حتى في الطرق السهلية المعبدة وكان بيدهم أيضاً مسائل الحل والربط وإلى الحلقة الخامسة من الريبوتاج الخاص بـموقع welatê me حول إمكانية تأطير عمل الأحزاب على الساحة الكردية التي لا تربطها حتى الآن تفاهم حول عمل جامع وبرنامج مشترك والسلام عليكم.
أقر الجميع وبصراحة ما يعيشونه من ضعف وتشتت في الفكر وعدم الاتزان في الحركة والارتباك في الصفوف وهذا الإقرار هو كرم أخلاق منهم والآن ظهرت بوادر ومستجدات جديدة بعد أن عمم التحالف بلاغه أو بالأحرى إبلاغه على أنصاره باسم برنامج المرجعية والمؤتمر الوطني أو القومي (لم يحسم أمر المفهومين بعد) وعلى صفحتين من القطع المتوسط وبـ 835 كلمة فقط (لقد أبخلوا علينا حتى بعدد الكلمات) ومن دون برنامج واضح ينذرهذا الموقف باحتدام المنافسة وإحياء العصبية الجاهلية من جديد ربما تشهدها الأيام المقبلة على شكل حرب كلامية خفية بين حلفين متخلفين عن العصر هما المرجعية والمجلس لتنسف مجمل عملية التفكير والسعي في اتجاه ترتيب أي بيت كردي لكي يلاءم متطلبات المرحلة بعد سنين من الهذيان الفكري والترنح في مسيرة التقدم نحو الأفضل والخوف كل الخوف أن يتراجع الكل إلى نقطة البداية أي إلى سنوات مضت والتخندق في مواقعهم كون طبيعة الحركة المعتادة عند النخب السياسية تجعل من المرء أن يفكر في هذا المنحى بشكل مريب دون خيار آخر.
ما يشاهد الآن هي أعراض لمرض سابق لا يزال متفشياً كان من المأمول أن يشفى منه الجميع ونبذ السلوك الفردي الأناني وإذا بالتاريخ يتكرر دائماً بنفس التفاصيل ومن خلال نفس الشخوص منذ عقود وقد لازم هذا السلوك مسيرة الكرد منذ مرحلة الستينات من القرن الماضي ولا يزال الكرد يعيشون تبعات تلك السياسة السلبية من حيث الفكر والثقافة التي طغت عليها الطابع الفردي الارتجالي فأخذت منحى السياسة اتجاهين من حيث طبيعته الإيديولوجية والفكرية نحو اليمين واليسار علماً أنه لم تكن هناك فكر بالمعنى الحقيقي للفكر بل كان القطبين السياسيين تابعين للخارج من حيث التفكير والحركة والتنظيم وأساليب العمل عقب انشقاق حزب الديمقراطي الكردستاني (الجنوب) نتيجة تآمر وانشقاق المكتب السياسي بقيادة إبراهيم أحمد وجلال طالباني وعمر دبابة (والد نوشيروان مصطفى على ما نعتقد الذي أنشق مؤخرا عن جلال طالباني ـ فرخ البط عوام) وملا ماطور وأعضاء آخرين بلغ عددهم /16/ من أعضاء اللجنة المركزية فانتقل ذلك الفيروس (انفلونزة الانشقاق) إلى بقية الأجزاء وأول من أصاب بهذا الوباء كل من السيدين حميد درويش و صلاح بدر الدين اللذان كانا درجة حملهما وإصابتهما للفيروس شديدا جداً منذ ذلك الوقت أي منذ أكثر/40/ سنة خلت ولم تكشف لهذا الوباء من دواء لغاية تاريخه ولم تحل المسألة وقتها حتى في إطار المؤتمر الوطني الكردستاني الذي انعقد بكردستان الجنوبية.
فمع انتشار الوباء أصبح له ثقافة وفكر ورجال وتنظيمات عريقة بشكل سريع كسرعة النار في الهشيم ابتلع الأخضر واليابس من إمكانيات الكرد حتى كاد الواقع المتشكل حقيقة بعينه ينظر إليه بشكل عادي واغترب فكر وثقافة المتحد بين هذا وذاك باسم اليمين و الشمال.
الآن طرح مجلس التحالف المكون من الأحزاب التي وجدت نفسها في خانة واحدة من حيث الحال والأحوال مشروعه الرامي إلى إيجاد إطار عمل مشترك افتراضي للحراك السياسي الكردي ولا يعلم أنه طرح لمن هل لأنفسهم أو لعالم آخر خارجنا أو للدعاية والقراءة وليكون حديثا للحمقى والعزف على الربابة المستعارة وعرض العضلات فقط.
يعتقد العديد من الأوساط المراقبة والمتابعة أن الخطوة المقدمة عليها هو إجراء تحزبي كيدي ورد فعل من ألفه إلى يائه باسم المرجعية وفي إطار مماثل للغريم التقليدي يخشى أن تكون كلمة حق يراد بها باطل وليست للقومية أو الوطنية من علاقة بها كما يروج له و تقول بعض من هذه الأوساط إذا لم نكن قد كبرنا وتربينا ورعينا مع الحمير فأن الهدف والغاية الأساسية من طرح التحالف هكذا مشروع تخريبي بعد معرفة جميع الأطراف نوايا بعضها البعض وعدم وصولهم إلى نتيجة ملموسة والاتفاق بالتراضي ومعرفة العامة من الناس حقيقة الموقف وأن حظوظ المجلس السياسي بات أكثر حظاً من خلال عدد من الفرقاء التقليديين ربما سيقدمون عليه بمنأى عن أنصار المرجعية.
إن الجميع الآن بدون استثناء يسعون لنسف مجمل الجهود الرامية في هذا الاتجاه في ذات الوقت الذي عرف تمام المعرفة أن المرجعية ولا المجلس السياسي لن تريا النور لا الآن ولا غداً ولا بعد الغد بالمقاييس والأهداف التي يطلبها الجماهير ومن خلال هذه الطواقم المتحاورة الحالية فبعد أن قام كلا من السيد فؤاد عليكو والسيد عبد الحكيم بشار ومن لف لفهم برفض مشروع المرجعية علانية وكذلك جناح التحالف هو بدوره رفض مشروع المجلس السياسي فبات كل شيء في حكم الميت أما القيام بالمناورة من قبل هذا أو ذاك وما قام به التحالف هي حيلة شرعية لقطع الطريق أمام أية مزايدة كلامية وعن أي مشروع أو حوار وحديث قد يوجع الرأس في هذا الاتجاه وسعي لسد باب التعليقات من قبل الصحافة ليقول للملأ أهلا وسهلا بأي مشروع جمعي فها هو المشروع أمامكم فمن شاء فلينضم وأهلا به ومن شاء الرفض وعدم المشاركة فأهلا به أيضاً فالأمر عندهم سيان وهو سد الفجوة التي تأتي منها الريح والاسترخاء وهم يعلمون تمام العلم واليقين أن في جيب كل واحد منهم مشروعه الخاص به وجاهز ومن ليس له مشروع ضلالي الآن سوف يسعى إلى كتابته في غضون دقائق على عدد من الصفحات ويطرحه فأين المشكلة ـ لتعزف الربابة موال ما في حدا أحسن من حدا ـ و إغلاق كافة المنافذ غير المؤمنة وتحسباً لأي طارئ في غير الحسبان لكي لا تخرج الأمور عن السيطرة.
بحساب بسيط جداً الذي يسمى في علم السياسة بجدول الضرب السياسي سيبقى الحال على ما هو عليه دون تغيير لا المجلس السياسي سوف تنشأ ولا المرجعية سوف تولد و يعتقدون أن بهكذا مناورة سوف يتجاوزن الأزمة وستخفف عنهم الضغط الداخلي والخارجي الآتي من الرأي العام ومن ذوي المقربين ليزيد الجميع من أعمارها في غرفة الإنعاش وبعيداً عن رأي الشعب الذي هو الأصل والموضوع والهدف.
وعندما تطرح هكذا مسائل فإن أصحابها ليسوا إلى هذه الدرجة من الغباء كما يتصوره البعض من المتصوفين حتى ينشئوا مرجعيات وأطر تقضي على مكاسبهم الخاصة بحيث يغرق الجزء الصغير في الكل الكبير وهم يعملون أصلاً إلى بعثرة الجهود منذ البدايات ولا أحد مستثنى من هذا السلوك وقد أكلوا الحلاوة بعقول الناس كثيراً بهذا الأسلوب وباستغلال مشاعر الناس القومية علماً أنهم ليسوا قوميين ولا ينتمون إلى وطن بذاته بل يكرهون كل شيء اسمه قومي فقط همهم الوحيد الآن ومستقبلا الحفاظ على مكاسبهم وحماية أعشاشهم بعد أن اهتزت مكانتهم عند أنصارهم ومن ريح النقد الهوجاء من الداخل والخارج.
لقد اتهم السيد فؤاد عليكو سكرتير يكيتي كلا من الحزب التقدمي وشخص رئيسه السيد حميد درويش وحزب الوحدة الديمقراطي ورئيسه السيد إسماعيل عمر أمام الرأي العام بالتآمر لفشل الحوارات الرامية التي جرت من أجل أيجاد صيغ جامعة للكرد وحمل الشخصين مسؤولية الفشل وإذا بالسيدين يردون عليه وعلى جماعته بقوة وزادوا عليه بشبرين ونصف في عملية لكسر العظام ووضع الحدود للبعض وعزما على طرح هكذا مشروع على الساحة كرد على إعلان يكيتي في السابق عن نية للحكومة بالتفاوض معها لتذوب ما جمعه يكيتي من رصيد جماهيري محتمل ويعتقد المراقبون أن كل هذا الحراك لا تخرج من إطار الدعاية للذات والتشويش على الناس ولن يستفيد الناس من كل هذا سوى معرفة نوايا الأطراف فقط وهو أمر جيد أيضاً ولن يكون الخلف إلا مثل السلف ولحسابات خاصة لتوهم الرأي العام بأن الكرة باتت قاب قوسين أو أدنى من مرمى التنسيق و مرمى جماعة الجبهة وأصحاب فكر المجلس السياسي والقول بشكل غير مباشر بأننا جاهزون ليأتوا إلينا ويطوفوا حولنا ألم يكن الرأي العام مع المرجعية وها نحن رهن هذا الرأي ونحترمه.
ما يجري الآن حسب معطيات الواقع هي ليست سياسة جديدة بكل المعايير السياسية وأعرافها ومنطق العقل السليم بل نهج وسلوك قديم قدم التخلف السياسي الملتحف بالعقول والوجدان تهدف أولا وأخيراً لتضليل وإلهاء الناس بمشاكلهم الداخلية والتنظيمية وإبعاد التهم عنهم وبمواويل جديدة هم ذاتهم اعترفوا بها من خلال الحلقات السابقة من الريبورتاج الذي نشره ولاتي مه welatê me ويقره الواقع أيضاً فهم لم يثنوا على أمر لديهم سوى الإقرار بالقول أن جرابنا فارغة ولا شيء جديد عندنا وحالتنا يرثى لها ولا مفاجأة سارة في القريب العاجل سوى ذات الإصرار والسلوك القديم على التنظير وتقديم النصائح والحلول النظرية والخطب كأئمة الجوامع يوم الجمعة وطرح المشاريع بأسلوب التلقين والوعظ حتى لا تصلح أن تكون مادة جديرة بالدراسة والتوقف عندها وهم يكيلون التهم على بعضهم أشتم من خلالها الحقد الدفين والغل والشنآن تنم عن ذهنية متآمر دون الاستحياء من إسماع الناس اسطوانة مشروخة أصمت الآذان مثل (أنا وأنا ..قلت كذا ..وهم قالوا كذا..
وموقفنا كان..
وموقفهم لم يكن..
و نريد هذا..
وهم يريدون ذلك ..
فنحن نرى..
وهم لا يرون ..
فأنا أتكلم..
وهو لا يسمع ..هذا مشروعنا وهذا مشروعهم ..
إلخ من كلام كيدي غير سياسي ..
فبدا لنا جميعاً أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان وبات الأمر مقضياً عليه فلا حاجة إلى تحليل وتعليق أكثر لا من عاقل أو بهلول أي لتعود المسألة إلى نقطة الصفر heval hevalê berê وبانت الرؤوس الجرباء بعد أن تطايرت الطرابيش وفسرت كل لوحة نفسها بنفسها وعن ألوانها الرمادية وعناصر تكوينها المشوهة الخالي من أي إبداع فني من خلال الفنان ذاته الذي رسم اللوحة بريشته ولونها بألوان هو اختارها فهل من آخر يستطيع أن يفسر اللوحة أكثر مما هو مفسر ومن قبل الفنان نفسه فنحن لا نعتقد.
كما تم استنتاج العديد من الأمور الخفية من قبل القارئ كل حسب فهمه مفاده هو لا خير فيهم وكما قيل (لو كان فيهم خير ما رماهم الطيرـ أي لما انصرف عنهم الجماهير) وأن لا عقل مدبر جامع ومنظم للكرد فلو كان هناك رجال صدقوا وعاهدوا لما تنافسوا على أمور تافهة بديلة على حساب وحدة ووعي الجمعي والآن صورة حلف أنصار اللا مرجعية واللامجلس اللاكردي شبيهة بأحلاف عشائرية في زمن سابق من تاريخ صراعات النظام العشائري المتخلف في القرن التاسع عشر.
أفضل الكلام هو قول نعم – نعم ولاـ لا وأفضل الأفعال المستخدمة في الحديث والكتابة والتداول هو فعل مبني للمعلوم واستخدامه في بناء الجملة كما أن أسوأ الأفعال وجدت في قواعد النحو السياسي على الإطلاق هو فعل مبني للمجهول لأن في استخدامه ضلال وتحايل وفسق وفجور سياسي ويحمل في طياته انتهازية وتزييف الحقيقة علماً أن مسألة التشخيص وبالفعل المعلوم ومنطق النقد الصريح لا تقبله شيوخ القبائل قاطبة كونهم ترضعوا من مناهل ثقافية واحدة جميعهم من طبقة واحدة من بقايا النظام الإقطاعي البائد والفكر العشائري التآمري الممزوجة بأنانية مفرطة ولا يزالون يعيشون ذهنية الوصاية الأبوية ولا يتنازلون لبعضهم حتى لو وضع أحدهم العسل في فم الآخر هؤلاء ليس لهم مطامع وأهداف كبيرة بل أحلامهم كأحلام العصافير يكتفون يـ 100رأس فقط لا غير كواجهة وحاشية عند المناسبات أما باقي أفراد الشعب ليذهبوا إلى الجحيم.
إن العوامل التي تساعدهم على أفعالهم هذه هي تركيبة العلاقات الاجتماعية المتخلفة التي تعيشه المجتمع الكردي فتوفر لهم الغطاء الطبيعي على ارتكاب الموبقات والفواحش من دون ضجيج وكما أن بقايا الثقافة العصبية العشائرية والاعتزاز داخلاً بالمنبت العائلي المستقاة من بقايا النظام الإقطاعي والثقافة الروحية البالية لها الدور الكبير في انتهاج الناس سياسة وسطية ذات طابع مساوم.
لذا في هكذا بيئات لا ينتظر الناس دائما من يقودهم أن يكونوا أكفاء وجديرين حتى لو كانوا من خارجهم ومهما كانت صفاتهم وسلوكهم بسبب ثقافة العبودية المتجسدة في المجتمع كثقافة طاغية.
فيا حبذا لو كانت النيات صادقة واقترب الشيوخ الأفاضل بشكل حقيقي وسياسي أو حتى الميكانيكي مما يطرحون من كلام بقدر بثمن الحبر الذي كتبوا بها مشاريعهم.
فالحركة بمفهومها الفيزيائي (الوظيفي) مصطلح يطلق على انتقال نقطة مادية من موضع إلى آخر بعد بذل جهد وصرف طاقة وانجاز عمل في المستوي الديكارتي حسب قوانين منضبطة ودقيقة وعادة ما تكون نتائج تلك الحركة دقيقة وحتمية وضرورية وأكيدة وكذلك مثلها جدلية حركة الشعوب التي تسعى لأجل التطور والازدهار والتغيير.
فلو كانت طبيعة الحركة الموصوفة من نوع الحركات التي تخضع إلى قوانين علم السياسة والاجتماع وجدلية التاريخ لاستطاعت أن تغيير وتتقدم ولكان الكرد في وضع أفضل مما هم فيه الآن على الأقل ويحترمهم الآخر ولكن يد التزييف قد طالت جميع المفاهيم وكأنها عملية مقصودة ومدفوعة الثمن وما كل ما تتداول على الألسنة تخرج بين الحلق واللسان لا أكثر ولا أقل في إطار جمل إنشائية رتيبة قيلت في السابق وحفظت عن ظهر قلب والآن تسمع وتكتب مثلها في الصحافة أملين أن تعلق في الأذهان من جديدة على أساس منطق أن الذين من حولهم لا يفهمون شيئاً وبالطبع هم على صواب وهم ذاتهم لا يصدقون كيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه من مجد وجاه شخصي وعائلي على حساب غباء الناس واستغلال طيبة قلوبهم فلو كان ووجد أناس من ذات طبيعة متمردة وعقل رصين لما قبلوا بهذا الوضع منذ سنين.
لذا ما كل ما هو موجود وظاهر للعيان هي حركة عشوائية غير منضبطة ليست لها مدارات ثابتة ومعروفة و كثيرة النوى ذات شحنات سالبة ومدمرة لا تحمل طاقة كامنة ولا تعرف طبيعتها الفيزيائية والكيميائية ولا تخضع لقوانين وأعراف السياسة وغير خاضعة لمنطق التاريخ وهي من دون تنسيق حتى مع ذاتها وليست لها سند شرعي وقواعد ثابتة ومتينة على الأرض.
لا تزال طبيعة الحركة في المجتمع الكردي من خلال هذه الطواقم دائرية متباطئة وعشوائية طاردة غير جاذبة ومستهلكة غير منتجة ارتكبت الأطنان من الأخطاء خلال مسيرتها بحق ذاتها أولاً والهوية الثقافية كمتحد أصيل ثانياً وقد كانت أسباب ذلك هو نمط الشخصية المزيفة السائدة والطاغية على الساحة الآن واقترابها من المسائل واستحقاقاتها بشكل هاو فتراكمت السلبيات فوق بعضها البعض كادت أن تبلغ حجمها أكداسا وتلالاً فقصمت ظهور الكل.
فلا ذنب لكاتب ومحلل أو متابع لطبيعة هذه الحركة عما وصلت إليها من أزمة وإفلاس و كل ما في الأمر أنهم يتحدثون عن أمور قد وقعت وليس عن أمور سوف تقع حتى يتهموا بالتضليل والسوء من قبل رجال هذا الشيخ وذاك ؟ للعلم أن وظيفة الناقد والمثقف هو التشخيص وبلاغ الرأي العام لا أكثر ولا نعتقد أن أحدهم طامع في مقاعد أو كراسي في الواجهة ولا ينتظرون أن يتلقوا من أحدهم التحية و كلمة صباح الخير حتى في يوم العيد هذا علماً أن هناك الآن شواغر كثيرة تبحث عن مؤخرات كبيرة وصغيرة ومن كافة القياسات وبالجملة وبرخص التراب ولا شواغر للرؤوس.
نكرر إن هذا الكلام ليس افتراء أو تجني على احد أو تشويه وتشنيع وقذف بل هو ترجمة لواقع معاش ببعض من حقائقه المرة وأن إنكار الواقع والقفز فوق السطوح كما يقول الكرد هو التزييف والقذف وإهانة بحق شعب بأكمله.
فلا يمكن لعاقل وسوي اقتناء شيء ضار ليس له فائدة ما لم يكن بهلولاً أو ساذجاً ومثله الشعوب أيضاً وأن أهم مطلب وحاجة أساسية للشعوب في وقتنا الحاضر هي السياسة ورجالها وعقولها العلمية والفكرية والثقافية.
مقارنة وعلى هذه القاعدة عما يسمع ويجري الآن من أصوات على الساحة السياسية لا تشبه صوت الناي في المثل أعلاه التي باتت غير مفيدة وضارة ولا تسعى نحو ما هو مأمول ومطلوب منها بل هي أبعد عن الثقة التي منحت لها ولا تشبه شيئاً سوى ذاتها لأن ليس لمثلها من شيء في هذا العالم ولها حشرجة في صوتها هي أقرب إلى صوت الربابة منه إلى صوت الناي ويقيناً منا هي العزف على الربابة بذاتها وهو كذلك..
أجل لقد غنى الكل على ليلاه سابقاً دون اعتراض والآن يغنون كالسابق أيضاً في ظل فلتان قيم وثوابت وأزمة أخلاق قومية دون أن يلزم كلام أحدهم بفعل واضح على الأرض وبما يطرح و يمضي بعزفه المنفرد من على ظهر بعيره يرعى بإبله في الفلاة مبتعداً عن الهدف وبيئته كما يهواه قلب الراعي وبالموال الذي في رأسه فجاءت مجمل المعزوفات غريبة ومزعجة واللحن غريباً ونشازاً على الآذان فخربت الأذواق والأحاسيس وجاءت انفرادية ومن آلة لها وتر واحد فأصدرت أصوات غليظة وفجة تلاءمت وطبيعة موطنها الأصلي ولم تكن ألحاناً كردية جبلية كونها لم تكن من التراث.
فقد كان من المأمول أن تجمع أوتار /12/ ربابة أو أكثر في آلة واحدة وربما زادت عددها عند كتابة هذا المقال لصنع بزق أو طمبورة ذات أوتار عديدة وناعمة لكي تعزف ألحان جميلة وعذبة حيث أفضل المعزوفات والألحان على القلوب تصدرها الآلات الموسيقية ذات الأوتار الجماعية ولكن يبدو أن كل قبيلة وعشيرة أصرت على تقاليدها العريقة أن تكون لها شاعرها ومضاربها وشيخها الخاص بها لتعيش العصبية الجاهلية وتقضي مجمل أوقاتها على مواويل أوف يابه والمحمدواي ورقصة اﻠﭼوبي çobîوعالا دلعونا مع احترامنا الشديد جداً لهذا الفلكلور العربي (القصد هو الاغتراب والانشغال بأمور لا تخص الكرد وليس شيئاً آخر) وليس موال عدولي ودرويشي عفدي وجمبليي ميري هكاري وبنفشا ناريني وكينا أم kîne em (أي عمل الكردايتي) فبعد القراءة والاستماع إلى آراء ومواقف عدد من أعضاء و قياديي المقدمة فيمن يفترض بيدهم مقود عربة الكرد من الأحزاب الكردية ولم يحسنوا قيادتها حتى في الطرق السهلية المعبدة وكان بيدهم أيضاً مسائل الحل والربط وإلى الحلقة الخامسة من الريبوتاج الخاص بـموقع welatê me حول إمكانية تأطير عمل الأحزاب على الساحة الكردية التي لا تربطها حتى الآن تفاهم حول عمل جامع وبرنامج مشترك والسلام عليكم.
أقر الجميع وبصراحة ما يعيشونه من ضعف وتشتت في الفكر وعدم الاتزان في الحركة والارتباك في الصفوف وهذا الإقرار هو كرم أخلاق منهم والآن ظهرت بوادر ومستجدات جديدة بعد أن عمم التحالف بلاغه أو بالأحرى إبلاغه على أنصاره باسم برنامج المرجعية والمؤتمر الوطني أو القومي (لم يحسم أمر المفهومين بعد) وعلى صفحتين من القطع المتوسط وبـ 835 كلمة فقط (لقد أبخلوا علينا حتى بعدد الكلمات) ومن دون برنامج واضح ينذرهذا الموقف باحتدام المنافسة وإحياء العصبية الجاهلية من جديد ربما تشهدها الأيام المقبلة على شكل حرب كلامية خفية بين حلفين متخلفين عن العصر هما المرجعية والمجلس لتنسف مجمل عملية التفكير والسعي في اتجاه ترتيب أي بيت كردي لكي يلاءم متطلبات المرحلة بعد سنين من الهذيان الفكري والترنح في مسيرة التقدم نحو الأفضل والخوف كل الخوف أن يتراجع الكل إلى نقطة البداية أي إلى سنوات مضت والتخندق في مواقعهم كون طبيعة الحركة المعتادة عند النخب السياسية تجعل من المرء أن يفكر في هذا المنحى بشكل مريب دون خيار آخر.
ما يشاهد الآن هي أعراض لمرض سابق لا يزال متفشياً كان من المأمول أن يشفى منه الجميع ونبذ السلوك الفردي الأناني وإذا بالتاريخ يتكرر دائماً بنفس التفاصيل ومن خلال نفس الشخوص منذ عقود وقد لازم هذا السلوك مسيرة الكرد منذ مرحلة الستينات من القرن الماضي ولا يزال الكرد يعيشون تبعات تلك السياسة السلبية من حيث الفكر والثقافة التي طغت عليها الطابع الفردي الارتجالي فأخذت منحى السياسة اتجاهين من حيث طبيعته الإيديولوجية والفكرية نحو اليمين واليسار علماً أنه لم تكن هناك فكر بالمعنى الحقيقي للفكر بل كان القطبين السياسيين تابعين للخارج من حيث التفكير والحركة والتنظيم وأساليب العمل عقب انشقاق حزب الديمقراطي الكردستاني (الجنوب) نتيجة تآمر وانشقاق المكتب السياسي بقيادة إبراهيم أحمد وجلال طالباني وعمر دبابة (والد نوشيروان مصطفى على ما نعتقد الذي أنشق مؤخرا عن جلال طالباني ـ فرخ البط عوام) وملا ماطور وأعضاء آخرين بلغ عددهم /16/ من أعضاء اللجنة المركزية فانتقل ذلك الفيروس (انفلونزة الانشقاق) إلى بقية الأجزاء وأول من أصاب بهذا الوباء كل من السيدين حميد درويش و صلاح بدر الدين اللذان كانا درجة حملهما وإصابتهما للفيروس شديدا جداً منذ ذلك الوقت أي منذ أكثر/40/ سنة خلت ولم تكشف لهذا الوباء من دواء لغاية تاريخه ولم تحل المسألة وقتها حتى في إطار المؤتمر الوطني الكردستاني الذي انعقد بكردستان الجنوبية.
فمع انتشار الوباء أصبح له ثقافة وفكر ورجال وتنظيمات عريقة بشكل سريع كسرعة النار في الهشيم ابتلع الأخضر واليابس من إمكانيات الكرد حتى كاد الواقع المتشكل حقيقة بعينه ينظر إليه بشكل عادي واغترب فكر وثقافة المتحد بين هذا وذاك باسم اليمين و الشمال.
الآن طرح مجلس التحالف المكون من الأحزاب التي وجدت نفسها في خانة واحدة من حيث الحال والأحوال مشروعه الرامي إلى إيجاد إطار عمل مشترك افتراضي للحراك السياسي الكردي ولا يعلم أنه طرح لمن هل لأنفسهم أو لعالم آخر خارجنا أو للدعاية والقراءة وليكون حديثا للحمقى والعزف على الربابة المستعارة وعرض العضلات فقط.
يعتقد العديد من الأوساط المراقبة والمتابعة أن الخطوة المقدمة عليها هو إجراء تحزبي كيدي ورد فعل من ألفه إلى يائه باسم المرجعية وفي إطار مماثل للغريم التقليدي يخشى أن تكون كلمة حق يراد بها باطل وليست للقومية أو الوطنية من علاقة بها كما يروج له و تقول بعض من هذه الأوساط إذا لم نكن قد كبرنا وتربينا ورعينا مع الحمير فأن الهدف والغاية الأساسية من طرح التحالف هكذا مشروع تخريبي بعد معرفة جميع الأطراف نوايا بعضها البعض وعدم وصولهم إلى نتيجة ملموسة والاتفاق بالتراضي ومعرفة العامة من الناس حقيقة الموقف وأن حظوظ المجلس السياسي بات أكثر حظاً من خلال عدد من الفرقاء التقليديين ربما سيقدمون عليه بمنأى عن أنصار المرجعية.
إن الجميع الآن بدون استثناء يسعون لنسف مجمل الجهود الرامية في هذا الاتجاه في ذات الوقت الذي عرف تمام المعرفة أن المرجعية ولا المجلس السياسي لن تريا النور لا الآن ولا غداً ولا بعد الغد بالمقاييس والأهداف التي يطلبها الجماهير ومن خلال هذه الطواقم المتحاورة الحالية فبعد أن قام كلا من السيد فؤاد عليكو والسيد عبد الحكيم بشار ومن لف لفهم برفض مشروع المرجعية علانية وكذلك جناح التحالف هو بدوره رفض مشروع المجلس السياسي فبات كل شيء في حكم الميت أما القيام بالمناورة من قبل هذا أو ذاك وما قام به التحالف هي حيلة شرعية لقطع الطريق أمام أية مزايدة كلامية وعن أي مشروع أو حوار وحديث قد يوجع الرأس في هذا الاتجاه وسعي لسد باب التعليقات من قبل الصحافة ليقول للملأ أهلا وسهلا بأي مشروع جمعي فها هو المشروع أمامكم فمن شاء فلينضم وأهلا به ومن شاء الرفض وعدم المشاركة فأهلا به أيضاً فالأمر عندهم سيان وهو سد الفجوة التي تأتي منها الريح والاسترخاء وهم يعلمون تمام العلم واليقين أن في جيب كل واحد منهم مشروعه الخاص به وجاهز ومن ليس له مشروع ضلالي الآن سوف يسعى إلى كتابته في غضون دقائق على عدد من الصفحات ويطرحه فأين المشكلة ـ لتعزف الربابة موال ما في حدا أحسن من حدا ـ و إغلاق كافة المنافذ غير المؤمنة وتحسباً لأي طارئ في غير الحسبان لكي لا تخرج الأمور عن السيطرة.
بحساب بسيط جداً الذي يسمى في علم السياسة بجدول الضرب السياسي سيبقى الحال على ما هو عليه دون تغيير لا المجلس السياسي سوف تنشأ ولا المرجعية سوف تولد و يعتقدون أن بهكذا مناورة سوف يتجاوزن الأزمة وستخفف عنهم الضغط الداخلي والخارجي الآتي من الرأي العام ومن ذوي المقربين ليزيد الجميع من أعمارها في غرفة الإنعاش وبعيداً عن رأي الشعب الذي هو الأصل والموضوع والهدف.
وعندما تطرح هكذا مسائل فإن أصحابها ليسوا إلى هذه الدرجة من الغباء كما يتصوره البعض من المتصوفين حتى ينشئوا مرجعيات وأطر تقضي على مكاسبهم الخاصة بحيث يغرق الجزء الصغير في الكل الكبير وهم يعملون أصلاً إلى بعثرة الجهود منذ البدايات ولا أحد مستثنى من هذا السلوك وقد أكلوا الحلاوة بعقول الناس كثيراً بهذا الأسلوب وباستغلال مشاعر الناس القومية علماً أنهم ليسوا قوميين ولا ينتمون إلى وطن بذاته بل يكرهون كل شيء اسمه قومي فقط همهم الوحيد الآن ومستقبلا الحفاظ على مكاسبهم وحماية أعشاشهم بعد أن اهتزت مكانتهم عند أنصارهم ومن ريح النقد الهوجاء من الداخل والخارج.
لقد اتهم السيد فؤاد عليكو سكرتير يكيتي كلا من الحزب التقدمي وشخص رئيسه السيد حميد درويش وحزب الوحدة الديمقراطي ورئيسه السيد إسماعيل عمر أمام الرأي العام بالتآمر لفشل الحوارات الرامية التي جرت من أجل أيجاد صيغ جامعة للكرد وحمل الشخصين مسؤولية الفشل وإذا بالسيدين يردون عليه وعلى جماعته بقوة وزادوا عليه بشبرين ونصف في عملية لكسر العظام ووضع الحدود للبعض وعزما على طرح هكذا مشروع على الساحة كرد على إعلان يكيتي في السابق عن نية للحكومة بالتفاوض معها لتذوب ما جمعه يكيتي من رصيد جماهيري محتمل ويعتقد المراقبون أن كل هذا الحراك لا تخرج من إطار الدعاية للذات والتشويش على الناس ولن يستفيد الناس من كل هذا سوى معرفة نوايا الأطراف فقط وهو أمر جيد أيضاً ولن يكون الخلف إلا مثل السلف ولحسابات خاصة لتوهم الرأي العام بأن الكرة باتت قاب قوسين أو أدنى من مرمى التنسيق و مرمى جماعة الجبهة وأصحاب فكر المجلس السياسي والقول بشكل غير مباشر بأننا جاهزون ليأتوا إلينا ويطوفوا حولنا ألم يكن الرأي العام مع المرجعية وها نحن رهن هذا الرأي ونحترمه.
ما يجري الآن حسب معطيات الواقع هي ليست سياسة جديدة بكل المعايير السياسية وأعرافها ومنطق العقل السليم بل نهج وسلوك قديم قدم التخلف السياسي الملتحف بالعقول والوجدان تهدف أولا وأخيراً لتضليل وإلهاء الناس بمشاكلهم الداخلية والتنظيمية وإبعاد التهم عنهم وبمواويل جديدة هم ذاتهم اعترفوا بها من خلال الحلقات السابقة من الريبورتاج الذي نشره ولاتي مه welatê me ويقره الواقع أيضاً فهم لم يثنوا على أمر لديهم سوى الإقرار بالقول أن جرابنا فارغة ولا شيء جديد عندنا وحالتنا يرثى لها ولا مفاجأة سارة في القريب العاجل سوى ذات الإصرار والسلوك القديم على التنظير وتقديم النصائح والحلول النظرية والخطب كأئمة الجوامع يوم الجمعة وطرح المشاريع بأسلوب التلقين والوعظ حتى لا تصلح أن تكون مادة جديرة بالدراسة والتوقف عندها وهم يكيلون التهم على بعضهم أشتم من خلالها الحقد الدفين والغل والشنآن تنم عن ذهنية متآمر دون الاستحياء من إسماع الناس اسطوانة مشروخة أصمت الآذان مثل (أنا وأنا ..قلت كذا ..وهم قالوا كذا..
وموقفنا كان..
وموقفهم لم يكن..
و نريد هذا..
وهم يريدون ذلك ..
فنحن نرى..
وهم لا يرون ..
فأنا أتكلم..
وهو لا يسمع ..هذا مشروعنا وهذا مشروعهم ..
إلخ من كلام كيدي غير سياسي ..
فبدا لنا جميعاً أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان وبات الأمر مقضياً عليه فلا حاجة إلى تحليل وتعليق أكثر لا من عاقل أو بهلول أي لتعود المسألة إلى نقطة الصفر heval hevalê berê وبانت الرؤوس الجرباء بعد أن تطايرت الطرابيش وفسرت كل لوحة نفسها بنفسها وعن ألوانها الرمادية وعناصر تكوينها المشوهة الخالي من أي إبداع فني من خلال الفنان ذاته الذي رسم اللوحة بريشته ولونها بألوان هو اختارها فهل من آخر يستطيع أن يفسر اللوحة أكثر مما هو مفسر ومن قبل الفنان نفسه فنحن لا نعتقد.
كما تم استنتاج العديد من الأمور الخفية من قبل القارئ كل حسب فهمه مفاده هو لا خير فيهم وكما قيل (لو كان فيهم خير ما رماهم الطيرـ أي لما انصرف عنهم الجماهير) وأن لا عقل مدبر جامع ومنظم للكرد فلو كان هناك رجال صدقوا وعاهدوا لما تنافسوا على أمور تافهة بديلة على حساب وحدة ووعي الجمعي والآن صورة حلف أنصار اللا مرجعية واللامجلس اللاكردي شبيهة بأحلاف عشائرية في زمن سابق من تاريخ صراعات النظام العشائري المتخلف في القرن التاسع عشر.
أفضل الكلام هو قول نعم – نعم ولاـ لا وأفضل الأفعال المستخدمة في الحديث والكتابة والتداول هو فعل مبني للمعلوم واستخدامه في بناء الجملة كما أن أسوأ الأفعال وجدت في قواعد النحو السياسي على الإطلاق هو فعل مبني للمجهول لأن في استخدامه ضلال وتحايل وفسق وفجور سياسي ويحمل في طياته انتهازية وتزييف الحقيقة علماً أن مسألة التشخيص وبالفعل المعلوم ومنطق النقد الصريح لا تقبله شيوخ القبائل قاطبة كونهم ترضعوا من مناهل ثقافية واحدة جميعهم من طبقة واحدة من بقايا النظام الإقطاعي البائد والفكر العشائري التآمري الممزوجة بأنانية مفرطة ولا يزالون يعيشون ذهنية الوصاية الأبوية ولا يتنازلون لبعضهم حتى لو وضع أحدهم العسل في فم الآخر هؤلاء ليس لهم مطامع وأهداف كبيرة بل أحلامهم كأحلام العصافير يكتفون يـ 100رأس فقط لا غير كواجهة وحاشية عند المناسبات أما باقي أفراد الشعب ليذهبوا إلى الجحيم.
إن العوامل التي تساعدهم على أفعالهم هذه هي تركيبة العلاقات الاجتماعية المتخلفة التي تعيشه المجتمع الكردي فتوفر لهم الغطاء الطبيعي على ارتكاب الموبقات والفواحش من دون ضجيج وكما أن بقايا الثقافة العصبية العشائرية والاعتزاز داخلاً بالمنبت العائلي المستقاة من بقايا النظام الإقطاعي والثقافة الروحية البالية لها الدور الكبير في انتهاج الناس سياسة وسطية ذات طابع مساوم.
لذا في هكذا بيئات لا ينتظر الناس دائما من يقودهم أن يكونوا أكفاء وجديرين حتى لو كانوا من خارجهم ومهما كانت صفاتهم وسلوكهم بسبب ثقافة العبودية المتجسدة في المجتمع كثقافة طاغية.
فيا حبذا لو كانت النيات صادقة واقترب الشيوخ الأفاضل بشكل حقيقي وسياسي أو حتى الميكانيكي مما يطرحون من كلام بقدر بثمن الحبر الذي كتبوا بها مشاريعهم.
فالحركة بمفهومها الفيزيائي (الوظيفي) مصطلح يطلق على انتقال نقطة مادية من موضع إلى آخر بعد بذل جهد وصرف طاقة وانجاز عمل في المستوي الديكارتي حسب قوانين منضبطة ودقيقة وعادة ما تكون نتائج تلك الحركة دقيقة وحتمية وضرورية وأكيدة وكذلك مثلها جدلية حركة الشعوب التي تسعى لأجل التطور والازدهار والتغيير.
فلو كانت طبيعة الحركة الموصوفة من نوع الحركات التي تخضع إلى قوانين علم السياسة والاجتماع وجدلية التاريخ لاستطاعت أن تغيير وتتقدم ولكان الكرد في وضع أفضل مما هم فيه الآن على الأقل ويحترمهم الآخر ولكن يد التزييف قد طالت جميع المفاهيم وكأنها عملية مقصودة ومدفوعة الثمن وما كل ما تتداول على الألسنة تخرج بين الحلق واللسان لا أكثر ولا أقل في إطار جمل إنشائية رتيبة قيلت في السابق وحفظت عن ظهر قلب والآن تسمع وتكتب مثلها في الصحافة أملين أن تعلق في الأذهان من جديدة على أساس منطق أن الذين من حولهم لا يفهمون شيئاً وبالطبع هم على صواب وهم ذاتهم لا يصدقون كيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه من مجد وجاه شخصي وعائلي على حساب غباء الناس واستغلال طيبة قلوبهم فلو كان ووجد أناس من ذات طبيعة متمردة وعقل رصين لما قبلوا بهذا الوضع منذ سنين.
لذا ما كل ما هو موجود وظاهر للعيان هي حركة عشوائية غير منضبطة ليست لها مدارات ثابتة ومعروفة و كثيرة النوى ذات شحنات سالبة ومدمرة لا تحمل طاقة كامنة ولا تعرف طبيعتها الفيزيائية والكيميائية ولا تخضع لقوانين وأعراف السياسة وغير خاضعة لمنطق التاريخ وهي من دون تنسيق حتى مع ذاتها وليست لها سند شرعي وقواعد ثابتة ومتينة على الأرض.
لا تزال طبيعة الحركة في المجتمع الكردي من خلال هذه الطواقم دائرية متباطئة وعشوائية طاردة غير جاذبة ومستهلكة غير منتجة ارتكبت الأطنان من الأخطاء خلال مسيرتها بحق ذاتها أولاً والهوية الثقافية كمتحد أصيل ثانياً وقد كانت أسباب ذلك هو نمط الشخصية المزيفة السائدة والطاغية على الساحة الآن واقترابها من المسائل واستحقاقاتها بشكل هاو فتراكمت السلبيات فوق بعضها البعض كادت أن تبلغ حجمها أكداسا وتلالاً فقصمت ظهور الكل.
فلا ذنب لكاتب ومحلل أو متابع لطبيعة هذه الحركة عما وصلت إليها من أزمة وإفلاس و كل ما في الأمر أنهم يتحدثون عن أمور قد وقعت وليس عن أمور سوف تقع حتى يتهموا بالتضليل والسوء من قبل رجال هذا الشيخ وذاك ؟ للعلم أن وظيفة الناقد والمثقف هو التشخيص وبلاغ الرأي العام لا أكثر ولا نعتقد أن أحدهم طامع في مقاعد أو كراسي في الواجهة ولا ينتظرون أن يتلقوا من أحدهم التحية و كلمة صباح الخير حتى في يوم العيد هذا علماً أن هناك الآن شواغر كثيرة تبحث عن مؤخرات كبيرة وصغيرة ومن كافة القياسات وبالجملة وبرخص التراب ولا شواغر للرؤوس.
نكرر إن هذا الكلام ليس افتراء أو تجني على احد أو تشويه وتشنيع وقذف بل هو ترجمة لواقع معاش ببعض من حقائقه المرة وأن إنكار الواقع والقفز فوق السطوح كما يقول الكرد هو التزييف والقذف وإهانة بحق شعب بأكمله.