مقابلة مع صلاح بدرالدين

 

أجراها جان كورد

((من خلال سلسلة المقابلات التي نجريها مع الكوادر القياديين القدامى والجدد في الحراك السياسي – الثقافي – الاجتماعي، الكوردي السوري، وكذلك مع بعض المثقفين والسياسيين السوريين من غير الكورد، نود القاء الضوء على جوانب مختلفة من مشاكل البلاد ونظامها الحاكم ومسائل المعارضة الوطنية والديموقراطية… وبسبب عدم وجود ايميلات كثيرين لدينا، من الذين نتمنى اجراء الحوارات معهم أو تهرب بعضهم من أسئلتنا بذرائع معينة مع الأسف، فاننا لم نتمكن حتى الآن من انجاز ما كنا نطمح اليه… أما بصدد الاستاذ صلاح بدرالدين فإننا على أمل العودة اليه مرات عديدة باعتباره رافق مسيرة الحراك الكوردي السوري منذ بدايات نشوء هذا الحراك في أواخر خمسينات القرن الماضي، ولا يزال من الشخصيات الفعالة فيه، وله تأثير فكري وسياسي واضح ومستمر على العديد من زعماء الحركة الوطنية الكوردية، وباعتباره جريء في ابداء آرائه ومواقفه وذو خبرة طويلة الأمد فإنه يساعدنا بالتأكيد في الغوص عميقا للوصول الى حقائق في أعماق البحر الكوردي الواسع، ونأمل أن لا يبخل بها على شعبه وقرائنا الكرام…))
سؤال 1: أستاذ صلاح بدر الدين – الآن يعقد مؤتمر كبير واسع للأحزاب العربية في دمشق، وأحد الموضوعات المثيرة للاستغراب في هذا المؤتمر، هو موضوع الحريات السياسية والديموقراطية وحقوق الانسان، في بلد غابت عنه شمس الحرية والديموقراطية منذ امد بعيد، وتداس فيه حقوق الانسان كل يوم، وهذا المؤتمر يعقد بغياب المعارضة الديموقراطية والوطنية السورية، فما تعليقكم على هذا؟  

 ج – 1 : تلك الأحزاب التي هرع ممثلوها الى دمشق ما هي الا مسميات بدون مضامين فات أوانها منذ حين  لا تتمتع في بلدانها بنفوذ يذكر، يعجز معظمها عن تنظيم مظاهرة تتعدى عشرات قليلة، وماهي الا آخر القوافل الآيلة الى الاضمحلال، بعضها يعاني من الخواء الفكري وانعدام الوزن والضياع السياسي وبعضها يعيش أزمات داخلية متفاقمة والقسم الأكبر لايعبر عن مصالح أية طبقة اجتماعية بوضوح والبعض له صلات مستمرة مع النظام السوري بأشكال مختلفة  لاشيء يجمعهم سوى شعارات “ممانعة” جوفاء على نفس ذبذبة الأصوات الآتية من محور طهران – دمشق هي عبارة عن فريقين أو – سفساطين –  من الأرومة – التوتاليتارية – جماعات الاسلام السياسي أو الاسلامويين وفي المقدمة حركات الاخوان المسلمين المثيرة للجدل قديما وحديثا وتنظيمات قوموية من بقايا البعثيين والناصريين ورهط من اليساريين الأقرب الى الفكر القومي الشوفيني لذلك يمكن القول بأن المجتمعين في دمشق الذين هرعوا لنجدة نظام الاستبداد  وبما يمثلون من مواقف لايحظون بالشرعية الشعبية ولايعبرون عن الرأي العام في بلدانهم ووقعوا في مأزق لايحسد عليه خاصة بعدما كالوا بمكيالين.

 

سؤال 2: يبدو من التصريحات والتلميحات أن الحركة الوطنية الكوردية السورية قد اقتربت من ساعة اعلان “المجلس السياسي للحركة”، برأيكم هل هذه القيادات المتنازعة باستمرار قد تخلصت من عقدة “رفض الآخر المختلف”، أم أنها ما عادت تتحمل ضغط الشارع الكوردي وتسعى بذلك لترقيع الثوب التنظيمي المهترىء، أم أن هناك جهات دولية تصر على أن يصبح للكورد السوريين “ناطق رسمي واحد”…؟  

 ج – 2 : من دواعي السرور أن تتفق الأحزاب التي باتت تتجاوز العشرة خاصة بعد انتفاء التمايزات في المواقف العامة بينها الى درجة تنظيم واحد ليتحقق الفرز وحينها يمكن توصيف الحركة القومية الديموقراطية الكردية في سوريا بجناحين: الأحزاب وأنصارها من جهة وباقي فئات الشعب الكردي من الوطنيين المستقلين (بمعنى اللامنتمين الى المنظمات) وبينها المثقفون من النساء والرجال والشباب وجيل الهبة الآذارية الدفاعية (2004) والبورجوازية الحديثة من أصحاب المشاريع الانتاجية المجدية والطبقات الوسطى المدينية أو الآتية من الريف والمبدعون من الفنانين والكتاب والأدباء والمناضلون من الرواد والكوادر المخيبة آمالهم والفئة الناشطة اعلاميا من المشرفين على المواقع الألكترونية الجادة أو المثابرة على الكتابة في الثقافة والسياسة والفكر ومنتسبوا منظمات المجتمع المدني وخاصة المعنية بحقوق الانسان (وهي ظاهرة تستحق الاهتمام).

 

سؤال 3:
في هذه الحال، يطرح سؤال نفسه: وماذا عن مشروعكم “الحركة الوطنية الكوردية”؟ فهل سيتم رفعه من الطاولة، وستتخلون عنه لصالح تطوير المجلس، أم سيخضع للمجلس السياسي؟ أم أنه مشروع أشمل من هكذا مجلس؟

 ج – 3 :  قد تنعكس عملية توحد الأحزاب هذه ايجابا على فرص تحقيق برنامجنا الوطني في المصالحة واعادة بناء الحركة الكردية الذي نسعى الى انجازها واذا ما تشكلت هيئة حزبوية موحدة ذات برنامج وآليات تنظيمية تحت أي مسمى كان ستسهل مهامنا الوحدوية خاصة عندما تتحقق الخطوة الأصعب من المصالحة بين المختلفين ادراكا منا أن الكرد كشعب متماسك ومتحاب ومصيره مشترك والعلة في علاقات الأحزاب التصارعية العدائية التخوينية والثقة المفقودة بينها وكذلك بينها مجتمعة من جهة وجماهير الشعب الكردي من الجهة الأخرى وتوحدها هو الطريق الوحيد الى اعادة الثقة وحينذاك سنطالب الأحزاب – المتصالحة المتوحدة – بموقف جماعي واضح من مشروعنا وسيكون لها دور – اذا أرادت – في عملية بناء الجديد.

 

سؤال 4: أستاذ صلاح بدر الدين – الاخوان المسلمون يسجلون تراجعا عن خطوتهم صوب دمشق، ولقد وجهتم نقدا لاذعا لهم أثناء اعلانهم عن “الكف عن المعارضة” ضد النظام القائم في دمشق، ولكن ألم تكونوا من أوائل السياسيين الكورد الذين ألقوا السلام على “الاخوان المسلمين” ومدوا أياديهم للتحالف معهم، منذ أن بادروا الى تأسيس أول تحالف وطني ضد النظام في ثمانينات القرن الماضي؟ وكنتم من الأوائل الذين سارعوا الى التحالف معهم في جبهة الخلاص الوطني؟ ألم تكونوا على دراية بمواقف الاخوان المسلمين وتفكيرهم؟ ماذا حدث حقيقة في جبهة الخلاص حتى انقلبتم عليهم فجأة وبشكل عنيف؟ وكيف تقيمون تراجعهم الأخير هذا؟

 ج – :  بعد دعوتي من قبل السيد عبد الحليم خدام للتحاور والانضمام الى جبهة الخلاص كنت واضحا معه بهذا الشأن منذ اللقاء الأول وعندما أبلغني عن اتفاقه مع حركة الاخوان وقرارهم بعقد المؤتمر التأسيسي ودعوتي للمشاركة أيضا كاشفته بعدة أمور ولا أقول شروط منها أن يمارس النقد الذاتي علنا حول الماضي ويعلن عن انحيازه الى صفوف الشعب ويطور موقفه تجاه القضية الكردية باتجاه دعم حقوقه المشروعة وأن لايتجاوز التعامل مع الاخوان المسلمين حدود التكتيك الوقتي القصير جدا -كما أعلمني هو-  لأسباب مبدئية وسياسية فوافق على كل ما طرحته وبعد ذلك جرى الاتفاق الثنائي مرتين على الاستغناء عن الاخوان عندما تعقد الاجتماعات هؤلاء الذين أساؤا الى الجبهة وطنيا واقليميا ودوليا  وأفقدوا مبررات وجودها وجردوها من كل أسباب تحقيق العلاقات والصداقات من جانب الأطراف المؤثرة ولكنه كان يتراجع في اللحظة الحاسمة مما شعرت بوجود أسباب خفية أجهلها تردعه عن اتخاذ الخطوة المتفقة عليها.

نعم تحالفت مع الاخوان في ظل برنامج التغيير الديموقراطي والمسار السياسي اللذان أقرا من المؤتمر التأسيسي وهم لم يلتزموا بما عاهدوا عليه ومارسوا اللعب المزدوج بما في ذلك التحاور السري مع أجهزة النظام مستعملين الجبهة سلاحا لتعزيز موقعهم التفاوضي مع الأمن الخارجي السوري وأخفوا الحقيقة عن الأمانة العامة التي كانت ضعيفة أصلا وتضم بغالبيتها ولا أقول كلها عناصر متذبذبة وغير مستقرة أو مدجنة أو لاعلاقة لها بالداخل الوطني أو شوفينية أو ممانعة لفظية مواقف الاخوان كانت ومازالت بما فيها الأخير ردود فعل استهلاكية تنم عن الافلاس السياسي والضياع وفقدان ثقة الشعب السوري والحركة الوطنية السورية والأخطر هو سيطرة الاتجاه القوموي الشوفيني-جماعة حلب-   على قيادتهم حيث خطابهم السياسي المعلن في بيانات مجالس شوراهم لايختلف عن الخطاب العفلقي في ستينات وسبعينات القرن الماضي.

سؤال 5: النظام القائم في البلاد يتردد على ذبذبتي ايران وفرنسا في الوقت ذاته، برأيكم أي القطبين سيشد النظام الى طرفه في المستقبل القريب؟ ولماذا؟  


 ج – 5 : هذا دليل خفة وزن النظام وتمايله يمنة ويسرة بحثا عن حام يقيه من غضبة الشعب وسند يشفع له أمام اسرائيل انه مادة معروضة في الأسواق تركية كانت أم ايرانية أم فرنسية أم أمريكية معروضة للمساومات والمناقصات والمزايدات وما ترشح عن زيارة رأس النظام الى باريس يشي باحتمالات تنشيط المسار السوري الاسرائيلي على حساب المسار الفلسطيني الاسرائيلي وهو بادرة حسن نية تجاه – العدو الاسرائلي – وضربة للسلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية ورئيسها المنتخب السيد محمود عباس الذي اتخذ مواقف سياسية سليمة مؤخرا لصالح قضيته والنظام السوري في استدارته الباريسية يقدم خدمة لحركة حماس الانقلابية التي بدات تتراجع على الصعد الشعبية والعربية والدولية مما تنال رضى الأوساط اليمينية في اسرائيل الى درجة الاستعداد للتفاوض معها.

                                                                       
سؤال 6: في معظم كتاباتكم ومقابلاتكم تعودون الى بدايات تأسيس الحركة السياسية الكوردية في سوريا، وتعتزون بها وبانتمائكم اليها، أفلم يكن هناك شيء كوردي في سوريا أقدم من تلك البداية؟

 ج – 6 : قد أكون الوحيد تقريبا من بين أقراني الذي يعتز بالانتماء الى مدرسة حركة – خويبون – ويعتبر – الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا – الذي اتشرفت بعضويته في شبابي امتدادا فكريا وثقافيا وسياسيا لتلك الحركة القومية الديموقراطية الأصيلة أما قبل خويبون وابان عهد الامبراطورية العثمانية فكانت الحركة الكردية بأشكالها الثقافية أو المسلحة تتواصل ضمن اطار حدود الامبراطورية في الأجزاء الثلاث الراهنة من كردستان ( تركيا – العراق – سوريا ) والى درجة ما كان التواصل قائما مع الجزء الراضخ للامبراطورية الصفوية – ايران – وما حصل حينذاك يعد تراثا مشتركا للجميع بحلوه ومره.

  
سؤال 7: برأيكم لماذا لم يستطع مثقفو الكورد القوميين والسياسيين من أمثال البدرخانيين والعم أوصمان صبري والدكتور نور الدين ظاظا والشاعر جيكر خوين والدكتور نوري ديرسمي وقدري جان وغيرهم من التأثير لصالح الشعب الكوردي في اتجاهات وآفاق جنرالات الكورد وسياسييهم من أمثال الجنرال حسني الزعيم وفوزي سلو ومحسن برازي والجنرال توفيق نظام الدين وغيرهم من الذين ساهموا بقوة في القرار السياسي السوري؟ 

 ج – 7 : هناك مبالغة في منح مواقع وأدوار مفترضة لأولئك الجنرالات هؤلاء وغيرهم دخلوا الحياة السياسية والعسكرية والادارية في سوريا منذ الاستقلال كأفراد موهوبين من عائلات ارستوقراطية غنية وليسوا ممثلين لشعب كردي أو حركة كردية أو حزب كردي ولذلك من الظلم محاسبتهم على تلك الأسس السالفة ان كانوا قد قصروا ومن الظلم أيضا نقد الشخصيات الوطنية والثقافية الكردية التي ذكرتموها واتهامهم بالتقصير ثم لماذا التأثير على الجنرالات وبأي هدف؟ هل من أجل انقلابات عسكرية؟ أو من أجل تشكيل كيان كردي؟ أو من أجل تعزيز صفوف الحركة؟ وماكانت الفائدة من كل ذلك؟ هل كانت مساهمة اولئك الجنرالات القادمين من أوساط مختلفة وثقافات متباينة ستكون ايجابية على الحركة؟ كلها تساؤلات ستبقى مطروحة من دون جواب شاف.

سؤال 8: هناك محاولات لجمع شمل

المعارضة الديموقراطية والوطنية السورية من جديد في الولايات المتحدة وأوروبا على الأقل، هل أنتم مشاركون في هذه الجهود المكثفة أخيرا؟ وهل لديكم النية في المشاركة في هكذا محاولات جديدة، دون أن يكون للكورد فيها سوى “حق المواطنة” المطروح على بساط الحوار كأساس من قبل بعض القائمين بهذه الجهود؟   

 ج – 8 : لم أسمع بأية محاولة جادة بهذا الخصوص وأتمنى أن لايكون من بين المحاولين أولئك – المهزومون – الذين أشار اليهم صديقنا الجريء الدكتور فاضل الخطيب أقولها سلفا وعلنا وبدون رتوش: لا للعمل في أي اطار مع الشموليين القومويين والاسلامويين، لاللتحالف مع أية جهة أو طرف لايعترف بسوريا تعددية قوميا وثقافيا ودينيا ومذهبيا، لا للمشاركة الكردية في أي عمل لايحمل موقفا عادلا من الكرد وقضيتهم كشعب من السكان الأصليين على أرضهم وقومية ثانية في البلاد وتضمين حقوقهم في الدستور السوري الجديد، لا للعمل التحالفي مع من ليس له امتداد سياسي وتنظيمي داخل الوطن هذه هي لاءاتنا ونحن منفتحون للمناقشة ومستمرون في الأداء الوطني المعارض بطريقتنا وحسب فهمنا وقناعاتنا ولن نتوقف.

سؤال 9: من خلال متابعتكم لمسار الحركة السياسية الكوردية، هل
تجدون لها أطروحات سورية على شكل “مبادرات!” أم أن السياسة الكوردية كانت على الدوام مجر
ّد “ردود أفعال”؟ ماذا تقولون؟ 

 ج – 9 : على الصعيد الوطني السوري تكاد تنعدم المبادرات الكردية الجادة ما خلا مشروع ” الجبهة الوطنية الديموقراطية السورية” الذي طرحناه باسم “حزب الاتحاد الشعبي الكردي” بعد التصديق عليه من المؤتمر الثالث وكان له الوقع الايجابي في الوسط الوطني السوري حينذاك نعم بكل أسف ليست الحركة الكردية وحدها بل السورية عموما لاتملك المبادرات في الوقت المناسب بل كما ذكرتم تتحرك كرد فعل تجاه الأحداث ومازلنا نلحظ الواقع السلبي هذا  الى الآن.

                                                
سؤال 10: بسبب تواجدكم في نقطة هامة من مراكز القرار الكوردي، أي في عاصمة الاقليم الجنوبي الذي يتمتع بأجواء الحرية والديموقراطية، هل حاولتم أم تحاولون من هناك جمع خيوط الحراك السياسي الكوردي السوري عبر عقد مؤتمر أو اجراء سيمينارات مشتركة أو لقاءات بين أقطاب السياسة والثقافة للكورد السوريين، أو أي مشروع آخر لما أطلقتم عليه اسم “الحركة الوطنية الكوردية” يساهم عمليا ومباشرة في جمع القوى والطاقات الكوردية السورية؟ ما العراقيل في وجه هكذا عمل؟   

 ج – 10 : نقوم بما هو قدر المستطاع …   

سؤال 11: الاعلام الكوردي السوري يكاد يكون منحصرا في بعض الجرائد الكلاسيكية والباهتة للأحزاب السياسية وبعض المواقع الالكترونية، لماذا لاتستطيع الحركة الكوردية السورية حتى اقتناء محطة راديو مثلا؟ أو جريدة حرة مستقلة تعبر عن آمال هذا الشعب وتعكس معاناته، وهو الذي ساند حزب العمال الكوردستاني مثلا  بكثير من الأموال والأنفس ولا يزال؟
  

 ج – 11 : الاعلام الكردي السوري ينحصر الآن عمليا ومن حيث المضمون الايجابي في عدد من المواقع الألكترونية المستقلة لايتجاوز الأربعة (من دون ذكر الأسماء) من حيث الأداء والشمولية والحوار والمناقشة ومن الواجب دعم القيمين عليها ومعظمهم شباب يتقدون حماسة وموهبة بامكاناتهم المتواضعة وهم حقا جنود مجهولون يستحقون كل التقدير وما أحوجنا اليوم الى فضائية تعبر عن واقعنا ومعاناتنا وطموحاتنا وغيابها حتى الآن دليل ضعفنا وتقصيرنا هذه هي الحقيقة المرة.

                                                   
سؤال 12: هناك معتقلون سوريون، كورد وغير كورد، سياسيون ومثقفون كبار في السجون والمعتقلات السورية الرهيبة، وسلسلة قتل واغتيال الجنود الكورد أثناء تأديتهم الخدمة الالزامية لم تنقطع، وحقوق الانسان تداس كل حين في سوريا، فبماذا تتوجهون للرأي العام العالمي والمنظمات الدولية والى الحكومات التي تعمل على اعادة تأهيل النظام دوليا؟  

 ج – 12 : هذه المهمة – مهمة التصدي للنظام المستبد وادارة معركة تنوير الراي العام حول انتهاكات النظام بحق السوريين بما فيهم الكرد – لاتتوقف على الجهود الفردية من هنا وهناك فحسب بل تتطلب المشاركة الشاملة من جانب الجميع ولن تحقق أهدافها المرجوة الا من خلال تحالف وطني ديموقراطي سوري واسع، الذي لم يتحقق حتى اللحظة والى ذلك الحين قد تستمر المبادرات والمحاولات الفردية والفئوية رغم تواضعها.

     

سؤال 13: هل لكم من كلمة خاصة تهمسون بها في أذن الحركة السياسية الكوردية اليوم؟ وبماذا تنصحون الشباب الكوردي السوري سياسيا؟ وماذا تريدون قوله للمعارضة الوطنية والديموقراطية السورية بعد كل تجاربكم المريرة ضمن صفوفها؟   

 ج – 13 : أقول بصوت عال وليس همسا (لقادة) الأحزاب الكردية ومنهم رفاق قدامى وأصدقاء وخصوم أيضا في الفكر والموقف السياسي والخطاب الثقافي أن يحذو حذوي وأن (يستريحوا ويريحوا) ويتركوا – القضية  قبل فوات الأوان للشباب – خاصة وأنني في مشروع ” الحركة الوطنية الكردية ” وجدت لهم مخرجا مشرفا ليعترفوا أمام الملأ بأنهم لم يتمكنوا من أداء المهام وتطبيق البرامج والقرارات وتحقيق المكاسب والانجازات واذا ما تجاوبوا سأكون واياهم سوية في خدمة البديل القادم استشارة ودعما من بعيد وحينها سيتهيأ شعبنا لاستقبال مرحلة وطنية واقليمية ودولية جديدة وسيكون البديل في مستوى التحدي وعلى قدر المسؤلية في التعامل مع مستجدات المرحلة القادمة بكل استحقاقاتها المرجوة خاصة على الصعيد الداخلي.

وأقول لمن تسميهم بالمعارضة الوطنية الديموقراطية خذوا الحكمة من التحولات التركية الكردية والمسار السياسي المتكامل بين الخرطوم وجنوب السودان.

واتعظوا من تجربة جبهة الخلاص واعلان دمشق على الأقل كرديا.
 
مع فائق الاحترام والتقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 مع كل الشكر والتقدير لكم أخي الأستاذ جان كورد على مواظبتكم ومبادراتكم المبدعة ونشاطكم الاعلامي البارز .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…