في حوار صريح مع الناشط والسياسي المتمرد عبد الباسط حمو في كوردستان (1 – 3)

  أجرى الحوار: رويارى تربه سبيى

المهندس عبد الباسط حمو اسم سطع نجمه مع النخبة الاوائل عند اعلان تأسيس حزب اليكيتي الكوردي في سوريا في 1992 – 1993
كما عرفناه من خلال نشاطاته في صفوف الحزب مناضلا نشيطا في سبيل نهجه بكل شجن
ووطنيا مثابرا بجد على ذاك الدرب بكل عشقه للحرية والوطن.

فر من ملاحقة النظام كما العديد من ابناء غربي كوردستان ليهيم في المهاجر والمحن.
لكنه ظل يواظب على نهجه بكل زمان ومكان ..

من منطلق الكفاح لاحقاق الحقوق وبكل ايمان.
فقد قاد مع رفاقه في منظمة اوروبا العديد من الاعتصامات والتظاهرات الاحتجاجية امام العديد من المكاتب والمؤسسات والمنظمات الدولية المعنية على الساحة الاوروبية وذلك لفضح وتعرية ممارسات النظام البعثي الشوفيني بحق ابناء شعبنا الكوردي في سوريا
وايضا اطل علينا من خلال العديد من وسائل الاعلام المرئية العربية والعالمية  في حوارات جريئة ليلقي بها الضوء على معناة ابناء شعبنا الكوردي للرأي العام العربي والعالمي..


ومجاهرا النظام السوري بما يقوم به من ظلم وجور واجحاف وبصوره الاستبدادية وبعيدا عن كل القيم والمعاييرالانسانية ….


فوصفوه بالمتشدد في رؤياه للقضية ….؟ .
 ونعتوه بالمتمرد على قياداته ….بمعصية …..؟.
لكن في الاونة الاخيرة أي منذ سنة ونصف اتخذ بحقه قرارا بفصله من الحزب مع العديد من رفاقه  بصفتهم غير ملتزمين بقرارات قيادتها واثار حينها العديد من اللغط والجدل بين اعضاء الحزب في الداخل والخارج ما بين مؤيد لما يقوم به وبين معارض لذلك النهج والاسلوب.
ولازال ذاك النقاش محتدما الى الان.

التقيته عندما كان في زيارة لكوردستان فاجريت معه حوارا مطولا يسرد من خلالها وقائع وحقائق حول العديد من الامور والاحداث المتلاحقة حسب وجهة نظره  والتي سانشرها تباعا و على مراحل    وايضا لالقاء الضوء عن سبب زيارته الى كوردستان
و للوقوف على ماهية الاسباب في اتخاذ قرار الفصل بحقه وايضا بحق العديد من رفاقه من الحزب ونتائجها في المراحل القادمة ….
وما هي اجندته المستقبلية وخاصة في منظمة اوروبا لحزب اليكيتي الكوردي
وايضا وجهة نظره حول العديد من الامور التي جرت ومازالت تلقي بظلاها على الساحة السياسية في غربي كوردستان وخاصة مرحلة ما بعد الانتفاضة  …..؟

الاستاذ عبد الباسط حمو هل هذه هي زيارتك الاولى لكوردستان :

نعم انها المرة الاولى التي ازور فيها كوردستان …..
نعم … هذه هي كوردستان والتي كان حلما يراودني منذ الصغر بان اراها وازورها في يوم من الايام وها قد اضحى واقعا ملموسا اراه امام عيني اليوم  …
 فانها جميلة جدا ….

وخاصة ها انت ترى علم كوردستان ترفرف عاليا اينما اتجهت فتشعرك بنشوة لا مثيل لها من الفرح والحرية … نعم انها الحرية الحقيقية ….

هل من الممكن ان تخبرنا عن سبب زيارتك هذه وبمن التقيت هنا في كوردستان :

اولا زيارة كوردستان واجب على كل كوردستاني يجب القيام بها والتمتع بجمالها واشباع عينيه لرؤية ذاك الحلم الذي بات حقيقيا .
اما عن الاسباب فهي كثيرا … وفي طليعتها لرؤية رفاقي المتواجدين هنا في كوردستان
من مثقفين والطلبة فهنا يوجد العديد من ابناء غربي كوردستان ممن التجؤوا بعد الانتفاضة وايضا للالتقاء بالعديد من ممثلي الاحزاب الكوردستانية ومن الاجزاء الاربعة  وخاصة حزب الديمقراطي الكوردستاني (مكتب العلاقات) لشرح وجهة نظرنا حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشتركة والعديد من الحداث التي تجري الان على الساحة الكوردستانية وايضا الية التعاون المشترك  للوقوف في وجه مخططات النظام السوري ودورها السلبي في العديد من الامور التي بات يعلمها الجميع في المنطقة وايضا لتنسيق الجهود المشتركة ما بين العمل في الساحة الاوربية وايضا في كوردستان الذي بات نافذة تطل على العالم الحر من خلال وجود العديد من السفارات والقنصليات والمنظمات الدولية المتواجدة هنا في كوردستان لايصال الصوت الكوردستاني ونقل الصورة الحقيقية عن معاناة ابناء الشعب الكوردي الى جميع المحافل الدولية بدون أي حواجز وكل هذا العمل يقع على عاتق ممثلي الاحزاب الكوردية المتواجدة هنا للقيام بهذا الواجب الوطني  طبعا مع الاخذ بعين الاعتبار ظروف كوردستان المرحلية    

وايضا ناقشنا العديد من الامور وخاصة ما يجري في غربي كوردستان ومرحلة ما بعد انتفاضة 12 / اذار 2004 وما تلا ذلك من ممارسات شوفينية يتبعها النظام السوري بحق ابناء الشعب الكردي في غربي كوردستان من خلال اتخاذ العديد من الاجراءات الاستبدادية والعنصرية والذي بات يستعر ويزداد يوما بعد اخر من خلال اصدار العديد من قراراته المجحفة وخاصة القرار 49 الذي يجرد الانسان الكردي من أي شىء يمتلكه وايضا ممارسة سياسة القتل المنظم للشباب الكردي من المجندين  والذي بات يفوق 32 عسكريا كرديا  الى الان …..


وايضا حملة الاعتقالات التعسفية والكيفية واطلاق الاحكام الجائرة ..

وفصل الطلبة من الجامعات والمدارس …و…و العديد من ما لا يحصى  من اجراءات عنصرية صرفة تفتقد الى ادنى المعايير الانسانية ….
فقد  شدد النظام السوري من اجراءاته التعسفية ومخططاته العنصرية هذه خاصة بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق وما كان للكورد من دور في ذلك وايضا المكاسب المشروعة التي حققها الكورد بعد تحرير العراق من الفدرالية والديمقراطية وخوفا من نقل هذه التجربة الى سوريا من خلال الكورد فقد شدد النظام من قبضته الدكتاتورية بسياسة كم الافواه بقبضة استبدادية والاعتقالات التعسفية وبممارسة كل صنوف الترهيب بحق الكورد في سوريا وذلك بمنهجية ومخطط شوفيني محض بزرع الخوف والرعب في الشارع الكوردي  لردع أي توجه بتكرار ما حدث في انتفاضة 12 اذار 2004 …
خاصة حتى الان لا وجود لاي معارضة عربية تذكر فهي ان وجدت فهي بالاسم فقط اي هامشية لا اكثر وليس لها أي دور على الساحة السورية والكورد هم الان يعدون بيضة القبان لتلك المعارضة ان وجدت ….
 لكن مع الاسف الشديد فان هذه الاحزاب الكوردية والتي تعد النواة الحقيقية للمعارضة السورية وبكل قوة فهي لم تفعل دورها بما يجب الى الان بسبب خلافات (قيادية) او شخصية او اجندة حزبية بجذور عميقة  التي باتت وبالا على ابناء الشعب بمنظورها العملي وان استمرارية هذه الحالة والخلافات المستمرة فانها بكل تأكيد تخدم اجندة النظام البعثي اكثر من ما يخدم القضية الكوردية في سوريا ….

هل التقيت بالمثقفين والطلبة وابناء غربي كوردستان المتواجدين هنا وما هو انطباعاتك لتلك اللقاءات ….؟

نعم لقد التقيت بالعديد من المثقفين والطلبة المفصولين من الجامعات السورية واللاجئين الكورد من غربي كوردستان في السليمانية وهولير ودهوك واطلعت على احوالهم عن كثب وما ياسف عليه كثيرا هو تلك الحالة من الاحباط واليأس الشديدين الذي كانوا يعيشونها على مضض.

وعدم رضاهم عن دور ممثلي الاحزاب الكوردية من غربي كوردستان هنا في كوردستان ….؟
 نعم  هذا الذي رايته و لمسته من خلال لقأتي هذه بالعديد من هؤلاء اللاجئين من طلبة ومثقفين  
وما المني كثيرا وشاهدته بام عيني حالة ابناء مخيم مقبلى للاجئين الكورد من غربي كوردستان وتلك الخيم  البائسة على قارعة الطريق وباحوالهم المزرية الذي يدهش المرء ويتعجب من خلال رؤية ذاك الواقع المأسوي الغير المبرر الذي يعيش فيه هؤلاء اللاجئين وايضا الاحساس بالضياع في متاهات المستقبل الغامض والمصير المجهول والمبهم الذي ينتظرهم هنا في كوردستان العراق
وهنا انني احمل جميع ممثلي الحركة الكوردية من سوريا هنا في كوردستان  مسؤولية ذلك الواقع المؤلم الذي يعيشه هؤلاء اللاجئين وايصال صوتهم الى الجهات المعنية في اقليم كوردستان
هذا هوالاثبات والدليل على اللامبالاة والتقاعس لممثلي هذه الاحزاب عن الاداء بواجبهم والقيام بدورهم  تجاه هؤلاء اللاجئين وايضا هو السبب الاساسي بزرع حالة الاحباط واليأس الذي يعانيه كل اولئك الطلبة والمثقفين واللاجئين هنا في كوردستان .
ومن هذا المنطلق اناشد القيادة الكوردية في كوردستان والتي نعتز بها دوما وذلك من المنطلق القومي الكوردستاني بالالتفات الى مطالب لاجئي انتفاضة 12 اذار في غربي كوردستان واحقاق مطالبهم المشروعة وبروح اخوية لانهم من ضحايا سياسة عنصرية لنظام استبدادي يمارس الفتك والتنكيل بابناء الشعب الكوردي … فقد التجؤوا كل هؤلاء اللاجئين الى كوردستان بعد الانتفاضة هربا من الملاحقات الامنية وايضا بعد فصل العديد منهم من الجامعات والمعاهد لاسباب سياسية وانتقاما منهم بمكامنه العنصرية والشوفينية ….

(وهنا ايضا لن اذكر او اعدد  بماهية الاسباب التي ادت واشعلت الانتفاضة ..؟؟)
 فنأمل ونرجو من رئاسة حكومة كوردستان الحكيمة بانهاء ماساة هؤلاء اللاجئين حسب الامكانات المتاحة .فان هذه الحالة المزرية التي يعيشونها  قد يولد الكثير من السلبيات المستقبلية على عمق الشارع الكوردستاني فنرجو اخذ ذلك بعين الاعتبار …..

                        ويتبع الحوار……

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…