نأمل أن لا نضيع بين المرجعية والمجلس السياسي

وندا شيخو

قال د.

كاميران بدرخان:” أن تكون كرديا فهذا فن صعب”, والجواب الأصعب الذي يدور في مخيلة السياسيين والمثقفين الكرد المهتمين بجدية في مسيرة الحركة الكردية هو السؤال المطروح للنقاش في المواقع الانترنيتية, وفي المنتديات الخاصة, والتساؤل بجدية هو إلى أين وصل الحراك السياسي للحركة الكردية السورية أمام هذه التطورات الرهيبة التي تجري من تهميش, وقمع ومشاريع خطيرة تحبك من قبل السلطات بحق الأكراد في سوريا؟!
 تساءلنا وما زلنا نتساءل ما هي الحلول؟ وما هو دور الأحزاب الكردية في خضم هذه المتغيرات على الساحة الشرق أوسطية في مواجهة هذه المشاريع التي تجري على قدم وساق؟ وقد طرح عدد من الأحزاب الكردية وبعض  الشخصيات الوطنية والحزبية بضع مشاريع كمشروع الأستاذ صلاح بدر الدين القيم, وبالرغم من أهميته الذي وللأسف مرّ مرور الكرام من قبل الحركة الوطنية الكردية السورية, ولم ينظر إليه كواحد من المشاريع المهمة والذي قد أتفق مع معظم ما جاء فيه من تحفظات ورؤى خاصة به, وقد طرحها هو من وجهة نظره,

وقد أبدى بعض الوطنيين الكرد المستقلين و البعض من السياسيين بآرائهم على النت في هذا المشروع, فمنهم من أدلى بدلوه سلبا والبعض الآخر إيجابا.

وكلنا نصبو إلى وفاق وطني حتى نتغلب على سلبياتنا التي دمرت مسيرة الحركة الوطنية الكردية السورية والوصول إلى بر الأمان وإحقاق الحق, ورفع الظلم.
وهنا نستطيع أن نقول فلنحاول لملمة الشارع الكردي المتشظى, وشعارات كبيرة أطلقت من دون منهج أو مخطط سياسي مسبق , ولتفادي الأخطاء مجددا يجب أن نعود للماضي وندرسه دراسة موسعة ومعمقةً لنستفيد منها ولا نخوض تجربتنا القديمة ونقول أن هذا الحزب رفض وخرج دون المثول لطلبات ومقترحات التحالف أو أنه لم يتفق مع آخر لأن كرسي فلان في خطر , والمجلس السياسي المقترح سوف يعيد الخلاف أيضاً إلى نقطة الصفر لأن كل حزب سيحاول أن يثبت وجوده على حساب الآخر ويضع توقيعه بأنه السبّاق وسيسجلها على أنها من منجزات حزبه لذلك يجب أن نختار مرجعية كردية مرشحة من الأحزاب والغالبية العظمى يجب أن تكون مستقلة  لكي يعبروا عن آلام الشعب ومنظور الشارع الكردي والحكم بحيادية تامة , وأن يكون هذا المجلس بمثابة الأخ الأكبر في الوسط السياسي, والواجب المطلوب من المكاتب السياسية البدء بترتيب بيته الحزبي, ويجب على كل حزب إجراء التغييرات اللازمة إن ألزمهم الأمر.
ونخرج من بوتقة السكرتير العام الخالد حتى الرحيل الأبدي! وإجراء انتخابات حسب خطة رباعية أو خماسية أو حسب ما يحدده الحزب وأعضاءه البارزين في هذا المجال, وبهذا الحال سوف يجزل كل سكرتير كل ما لديه في الفترة المنوطة به , وإن لم يكن كفوءاً بمنصبه يستطيع المكتب السياسي تغييره من أجل الصالح العام للحزب, وهكذا دواليك حتى تصل للفرقة التي هي أصغر خلية بالحزب حتى لا تهضم حقوق المنكبين على العمل السياسي.
ونأمل من الأقلام النيرة والجريئة أن يبدؤوا برسم رؤى تشع وتضيء طريق خلاص هذا الشعب من الظلام, لا أن يكون مستكتباً , وكما أرجو أن يكتب كل كاتب من موقعه لتوحيد الصف الكردي لا تفرقته وتشرذمه لكسب بعض الثناءات من هذا القيادي أو ذاك السكرتير فالكتابة مسؤولية كل كاتب حمل القلم  ليدافع عن حقوق شعبه, ويتألم مع نبراسه ضمن آلامهم وهنا أجد دور المثقف والكاتب أكبر وأجدى, من موقعهم ككتاب لقراء متميزين, فليطلقوا العنان لأقلامهم ويبدؤوا بتوحيد الناس بالقلم, وبالحوار الشفاف والراقي بدلاً من سياسة التخوين؟! من قبل البعض ضد البعض الآخر, ويجب إلزام الجميع ولا خيار ثاني لهم أن تكون لهم مرجعية كردية شاملة لأن الهدف واضح, وكل من يحد عن هذا الرأي سيكون واضحا للجميع بأنه لا يريد توحيد الصف الكردي بل يسعى وراء مآرب شخصية, ولا ننسى الرأي و الدور والحراك النسائي الغائب في خضم هذه الأحداث المهمة التي يجب أن تكون المرأة جزءً لا يتجزأ من مرحلة إبداء الرأي إلى مرحلة العمل الجاد  وإفساح المجال أمام المرأة السياسية في استلام مراكز القيادة أسوة بكل حركات العالم التحررية , التي تكون فيها المرأة سفيرة ووزيرة ورئيسة , فهل كثير أن تكون المرأة الكردية في هذا المضمار ابتداءً بالمحاورة لإبداء الرأي, وشريكة في العمل الجاد, والقيادي لا أن تكون مسئولة عن المرأة, وعيد المرأة في الحزب فقط؟!  
ونأمل أن تكون الحركة السياسية جادة في حمل هذا المشرع على التنفيذ لا قيد الدراسة والتفكير,والتمحيص, كما صرح به بعض الأخوة والسادة السياسيين, ومن الضروري أن يجد هذا المشروع نور الشمس, لا أن يقيد في رطوبة الأدراج, ويموت خنقاً بانتظار أحفادنا بانتشال جثة هذا المشروع الذي هو الخلاص للشعب الكردي برمته, ولنعمل جميعاً لتحقيق الهدف المنشود لأجل سورية ديمقراطية تعددية.
  

* كاتبة  وشاعرة كردية سورية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…