أمين عمر
باعتقادي، لم يعد الكثير منا بحاجة كبيرة الى معرفة فوائد القهوة ومادة الكافيين الموجودة في البن ومالها من تأثير على صحة الانسان وسلوكه ، فكثرة الحديث والكتابة في هذا الاتجاه وعن تلك المادة قد أوصل المطلوب.
فنجان القهوة يكون عنواناً بديهياً للضيافة او لأية علاقة تعارف او محبة ، بل أصبح شريكاً ضرورياً في أية صفقة ، لذا فليس مستغرباً وجوده حتى في نقطة النهاية لأية جلسة او لقاء، وإن كان طعمه حين الوداع يختلف عن طعمه أثناء اللقاء.
فنجان القهوة يكون عنواناً بديهياً للضيافة او لأية علاقة تعارف او محبة ، بل أصبح شريكاً ضرورياً في أية صفقة ، لذا فليس مستغرباً وجوده حتى في نقطة النهاية لأية جلسة او لقاء، وإن كان طعمه حين الوداع يختلف عن طعمه أثناء اللقاء.
وإذ ما تغاضينا عن كون فنجان القهوة يشكل رأس المال لملايين الغجر والمشعوذين، الذين يعتمدون غالبا على كل ما يترسب في قعر الفنجان من أمواج وتلال وعلى البقية الباقية من الأوهام المنبعثة من تضاريس المستقبل ، المرتسمة على جدران فنجان الأحلام، والذي يروجه قارئ الأكاذيب للمتلقي كحقيقة واقعة ، مستنبطة من عبقريته الشخصية ، فيقدمه بالمحصلة كمعجزة ناتجة من بقايا تفاعلات خيالية بين البن والماء فيجد الشخص الموهوم ، الفاشل غالباً على أرض الواقع بعض الاطمئنان، ويسلك طريقاً وهمياً لمعانقة آماله ، متأملا إيجاد قمم جبال الأمنيات في قاع الفنجان معتمداً على دليله السياحي ” الساحر” باعتباره خبيراً للخوض في عالم فن الجان.
لعبارة “فنجان القهوة” ميزات وامتيازات، أسعار ونكهات ، تأثيرات ومسارات غير تلك التي تذكرها الدراسات والعلوم كرفع عتب عن القائمين على المكونات الهائلة لمادة البن .
لكن، ولأسباب أخرى تتمايز أسعار القهوة في سوريا، و تختلف اختلافاً شاسعاً
فمثلا ثمن فنجان القهوة لا يعلو عادةً على ثمن علبة الكولا “التنك “، ولكنه مع ذلك فهو ليس بثابت الأسعار، وبعيدا عن البورصة ومغامراتها ” فحق” فنجان القهوة يتناسب عكساً مع قيمة العمل المبذول ، أي كلما كان الجهد أكبر كان “حق” فنجان القهوة ارخص ، فعندما يعمل لديك شخص لبعض الوقت ، أو اذا أردت مكافئة عامل ما ، فتضيف الى أجره مبلغاً أضافياً وكي لا تحرجه تزعم أنه ” ثمن لفنجان قهوة ” وقد لا يتعدى المبلغ في هذه الحالة ثمن أربع علب كولا كوحدة قياس للتعامل المادي، ولكن إذا ما طلبت التوسط لدى مسؤول ما ، لإيجاد وظيفة ما، لشخص ما، او تدخلت لدى قاضي ما ، لفض مشكلة بسيطة ما كـ – القتل العمد- فان ثمن فنجان القهوة في هذه الحالة يعادل ثمن أطنان من البن
قبل فترة اصطحبت احد الأخوة الى قسم الشرطة بشأن مشكلة تتعلق بسيارته ، عند الانتهاء عرض علينا المحقق ضيافتنا فنجان من القهوة ، ورغم تقاسيم وجوه البوليس الباردة في الغرب سيطرت على جلستنا موجة من الضحك عندما ذكرته بشكل وطعم فنجان القهوة مع محقق ما في سورية ، وقنا الله وإياكم مرارة القهوة السادة وشر سقُاتها.
قبل فترة قرر حزب كردي سوري القيام – منفرداً – بمظاهرة ، ولم تفلح جميع المساعي لأطراف الحركة الكردية ، بإقناعهم بالعدول عن الفكرة أو المغامرة الخطرة من وجهة نظر بعضهم، ولكن بمجرد تلويح السلطات لهم بفنجان قهوة من نوع ” السادة” تراجعوا عن موقفهم، بقولهم (ولا سيما ان الأجواء الإقليمية تشجع الحوار) وكأن الأجواء الإقليمية قبل ذاك التاريخ بأسبوع لم تكن مشجعةً للحوار.
الحديث ليس عن التقليل من شأن الخطوات الجريئة للحزب المذكور ، فهم كانوا السباقين الى رفض الواقع ، ولا عن صواب مواقفهم كإقرار المظاهرة أو تعليقها، وليس عن المواقف المتناقضة للبعض من طفيليات الحزب المذكور التي صفقت للمظاهرة وزغردت لتعليقها ولكن ،أليس الأحرى بهم التخطيط للمستقبل البعيد – لشهرين مثلاً- وقراءة الأمور والتريث في اتخاذ القرارات كي لا يفقدوا وزنهم فقد سبق أن تراجعوا عن موقفهم بخصوص إلغاء نوروز 2008 ، هذا النوع من الإجبار في تغيير القرار حيناً ، بالإضافة إلى الأحيان الأخرى العائدة للحالة المزاجية للسكرتير والقائد المنصور بالانشقاق في تغيير الموقف بات شأن كردي عام ولسنا ككرد سوريين مختصين بهذا المضمار، بعلوم الفناجين ومرارتها فاكبر الحزبين الرئيسين في كردستاننا الحبيب لم يوقفا التنافس والصراع الا بفنجان قهوة بأشراف من مادلين أولبرايت .
هناك حزب كردستاني آخر قد عاد مؤخراً لرشده بعض الشيء، هذا الحزب كان قد روى مئات القصص التي لا تقل غرابة عن قصص الخيال العلمي عن التحرير والاستقلال ولم يسعفه عشرات النظريات الثورية والعلمية ، ليفهم أن الذي يحارب الكردي في اسمه ولسانه ولقمة خبزه لن يقف معه في تحريره واستقلاله، ولم يقتنع بالأمر الا بعد ان تقاسم مع الاخرين فنجان القهوة المر، أو فلنقل الا بعد ان أدرك أحد المنابع الحقيقية لمرارة القهوة وبأنه كان مع الحلفاء الخطأ والخطر، وبذلك تلاشى اعتقاده السائد و اقتنع حزبنا الكردستاني أخيراً بواقعه ” وأن تصل متأخراً خير من السير في الاتجاه الأخر” ، فأقر بأحلامه الواقعية التي لا ترتفع سقف أهدافها عن مطالب أميع الاحزاب الكردية السورية الأخرى .
هناك شيء واضح في حياتنا ، أسبابه غير واضحة، لماذا لا نبصر الواقع المعاش ولا نتقبل قول الحقيقية او النصح أو الرؤية المشتركة من بعضنا البعض ، بالرغم أننا نقوله ونقدمه لبعضنا بكل لباقة وهدوء ، بينما نتقبل نفس الطرح من غيرنا حتى مع((ستين كلمة ولاك ))على ضوء هذا التصرف نستطيع القول :إن أخطأ أو غامر عنصر أمني ما ، وقرر توحيد الحركة الكردية في سوريا ، فان فنجان من القهوة بضيافته كافي لتقلع من بيننا ما تسمى بالاختلافات الإيديولوجية والفكرية من جذورها ، ومع أول رشفة من فنجان القهوة ستطير معظم خلافاتنا وقد لا تستقر حتى ترتطم بطبقة صاحبنا الأوزون .
لعبارة “فنجان القهوة” ميزات وامتيازات، أسعار ونكهات ، تأثيرات ومسارات غير تلك التي تذكرها الدراسات والعلوم كرفع عتب عن القائمين على المكونات الهائلة لمادة البن .
لكن، ولأسباب أخرى تتمايز أسعار القهوة في سوريا، و تختلف اختلافاً شاسعاً
فمثلا ثمن فنجان القهوة لا يعلو عادةً على ثمن علبة الكولا “التنك “، ولكنه مع ذلك فهو ليس بثابت الأسعار، وبعيدا عن البورصة ومغامراتها ” فحق” فنجان القهوة يتناسب عكساً مع قيمة العمل المبذول ، أي كلما كان الجهد أكبر كان “حق” فنجان القهوة ارخص ، فعندما يعمل لديك شخص لبعض الوقت ، أو اذا أردت مكافئة عامل ما ، فتضيف الى أجره مبلغاً أضافياً وكي لا تحرجه تزعم أنه ” ثمن لفنجان قهوة ” وقد لا يتعدى المبلغ في هذه الحالة ثمن أربع علب كولا كوحدة قياس للتعامل المادي، ولكن إذا ما طلبت التوسط لدى مسؤول ما ، لإيجاد وظيفة ما، لشخص ما، او تدخلت لدى قاضي ما ، لفض مشكلة بسيطة ما كـ – القتل العمد- فان ثمن فنجان القهوة في هذه الحالة يعادل ثمن أطنان من البن
قبل فترة اصطحبت احد الأخوة الى قسم الشرطة بشأن مشكلة تتعلق بسيارته ، عند الانتهاء عرض علينا المحقق ضيافتنا فنجان من القهوة ، ورغم تقاسيم وجوه البوليس الباردة في الغرب سيطرت على جلستنا موجة من الضحك عندما ذكرته بشكل وطعم فنجان القهوة مع محقق ما في سورية ، وقنا الله وإياكم مرارة القهوة السادة وشر سقُاتها.
قبل فترة قرر حزب كردي سوري القيام – منفرداً – بمظاهرة ، ولم تفلح جميع المساعي لأطراف الحركة الكردية ، بإقناعهم بالعدول عن الفكرة أو المغامرة الخطرة من وجهة نظر بعضهم، ولكن بمجرد تلويح السلطات لهم بفنجان قهوة من نوع ” السادة” تراجعوا عن موقفهم، بقولهم (ولا سيما ان الأجواء الإقليمية تشجع الحوار) وكأن الأجواء الإقليمية قبل ذاك التاريخ بأسبوع لم تكن مشجعةً للحوار.
الحديث ليس عن التقليل من شأن الخطوات الجريئة للحزب المذكور ، فهم كانوا السباقين الى رفض الواقع ، ولا عن صواب مواقفهم كإقرار المظاهرة أو تعليقها، وليس عن المواقف المتناقضة للبعض من طفيليات الحزب المذكور التي صفقت للمظاهرة وزغردت لتعليقها ولكن ،أليس الأحرى بهم التخطيط للمستقبل البعيد – لشهرين مثلاً- وقراءة الأمور والتريث في اتخاذ القرارات كي لا يفقدوا وزنهم فقد سبق أن تراجعوا عن موقفهم بخصوص إلغاء نوروز 2008 ، هذا النوع من الإجبار في تغيير القرار حيناً ، بالإضافة إلى الأحيان الأخرى العائدة للحالة المزاجية للسكرتير والقائد المنصور بالانشقاق في تغيير الموقف بات شأن كردي عام ولسنا ككرد سوريين مختصين بهذا المضمار، بعلوم الفناجين ومرارتها فاكبر الحزبين الرئيسين في كردستاننا الحبيب لم يوقفا التنافس والصراع الا بفنجان قهوة بأشراف من مادلين أولبرايت .
هناك حزب كردستاني آخر قد عاد مؤخراً لرشده بعض الشيء، هذا الحزب كان قد روى مئات القصص التي لا تقل غرابة عن قصص الخيال العلمي عن التحرير والاستقلال ولم يسعفه عشرات النظريات الثورية والعلمية ، ليفهم أن الذي يحارب الكردي في اسمه ولسانه ولقمة خبزه لن يقف معه في تحريره واستقلاله، ولم يقتنع بالأمر الا بعد ان تقاسم مع الاخرين فنجان القهوة المر، أو فلنقل الا بعد ان أدرك أحد المنابع الحقيقية لمرارة القهوة وبأنه كان مع الحلفاء الخطأ والخطر، وبذلك تلاشى اعتقاده السائد و اقتنع حزبنا الكردستاني أخيراً بواقعه ” وأن تصل متأخراً خير من السير في الاتجاه الأخر” ، فأقر بأحلامه الواقعية التي لا ترتفع سقف أهدافها عن مطالب أميع الاحزاب الكردية السورية الأخرى .
هناك شيء واضح في حياتنا ، أسبابه غير واضحة، لماذا لا نبصر الواقع المعاش ولا نتقبل قول الحقيقية او النصح أو الرؤية المشتركة من بعضنا البعض ، بالرغم أننا نقوله ونقدمه لبعضنا بكل لباقة وهدوء ، بينما نتقبل نفس الطرح من غيرنا حتى مع((ستين كلمة ولاك ))على ضوء هذا التصرف نستطيع القول :إن أخطأ أو غامر عنصر أمني ما ، وقرر توحيد الحركة الكردية في سوريا ، فان فنجان من القهوة بضيافته كافي لتقلع من بيننا ما تسمى بالاختلافات الإيديولوجية والفكرية من جذورها ، ومع أول رشفة من فنجان القهوة ستطير معظم خلافاتنا وقد لا تستقر حتى ترتطم بطبقة صاحبنا الأوزون .