افتحوا المجال أمام الحل السياسي الديموقراطي

ليس في صحتي أمر مختلف كثيراً، لازال السيلان قائماً في الفتحات العلوية من حلقي، ومضايقات البولية لا زالت مستمرة ، حيث أنهض مرتين أو ثلاث مرات في الليل مرغماً ، وأستخدم الأدوية التي أعطوني إياها.

الأطباء يقولون أن لذلك علاقة بتقدم العمر.

هذه المشاكل ليست على مستوى تهديد حياتي ، أحاول التحمُّل والصمود والبقاء على قيد الحياة.

في الحقيقة أُشبِّه وضعي بسنترال الكهرباء بعض الشيء ، فلأنه يُطلب مني الكثير ويُؤمل مني الكثير بل حتى يجري تحميلي الكثير، يدفعني إلى تشبيه نفسي بسنترال الكهرباء.

يجري تحميلي بشكل مبالغ ، فأنا مشحون بالكهرباء بشكل مبالغ، يجب خلق قنوات لتفريغ هذا العبء ، وإلا فستفتح المجال أمام انفجار كبير جداً ، أُبيِّن مرة أخرى إنها ليست على مستوى ترغم أو تهدد حياتي ، حيث أننا نتحمل ، ونحاول الإستقواء.
يجب معرفة تاريخ الشرق الأوسط جيداً ، مثلما يجب الاستفادة من حضارة الغرب جيداً على هذا الأساس .

لقد تطرقت إلى دمقرطة ثقافة الشرق الأوسط في مرافعاتي.
أود إجراء بعض التقييمات بحق الرأسمالية جواباً على اجتماعات صندوق النقد الدوليIMF.

الرأسمالية في البداية أفسدت الإنسان ثم أفسدت المجتمع ، والآن تفسد الطبيعة ، تفسد الطبيعة التي تعيش فيها ، إنها تقضي على الطبيعة ، إنها نظام غير مسالم مع الطبيعة التي يعيش فيها .

والحقيقة أنا أشَبِّه الرأسمالية بالديناصورات ، فالمعروف أن الديناصورات كانت في البداية تتغذى على ما حولها ، فلما أنهوها ولم يبق ما تتغذى عليه ، بدأت تأكل وتقضي على بعضها بعضاً ، وذلك هو الوضع الذي آلت إليه الرأسمالية ، فالمرحلة التي تعيشها الرأسمالية الآن تشبه المرحلة الأخيرة للديناصورات.

الرأسمالية تعني التحول إلى ديناصورات .

في هذه الفترة أحاول تقييم “كارل ماركس” بشكل أفضل ، وقد لاحظت ما يلي : في الأصل وضع ماركس نظرية التعايش مع الرأسمالية ، فكارل ماركس أستاذ كبير على صعيد العيش مع الرأسمالية ، ومهما بدا ناقداً للرأسمالية إلا أنه يتخذ من العيش معها أساساً .

بينما تحليلي للرأسمالية أكثر قرباً إلى “نيتشه” من قربها إلى ماركس ، ولهذا أرى نفسي أقرب إلى نيتشه .

كما دققت في “هيغل” و “ماكس ويبر” ، وحتى لو بَدَت فلسفتي أقرب إلى “هيغل” ، فإنني أجد أفكار “ماكس ويبر” أكثر قرباً من أفكاري الذاتية.

أيضاً هناك “Gramsci” كما تعرفون ، فهو زعيم الحزب الشيوعي الإيطالي القديم ، حيث توفي في السجن فيما بعد ، وأنا أرى مفهومه لتنظيم المجتمع المدني قريباً من مفهومي له .

كذلك هناك مدرسة فرانكفورت ، وكما تعرفون تطرقت إلى كل ذلك في مرافعاتي.

يجب قراءتها .

على الذين يمارسون السياسة في المنطقة(الكردية) أن يقرأوا هذه ، فبدون فهمها لا يمكن ممارسة السياسة في المنطقة.


أنني حللت تاريخ تركيا الممتد لمائة سنة .

يجب معرفة تاريخ تركيا لمائة عام جيداً ، كما يجب رؤية الذهنية التي بدأت منذ عهد “عبد الحميد” وأعاشوها إلى يومنا هذا بشكل جيد جداً .

فما حلَّ بـ”عبد الحميد” كانت البداية .

فهذه الذهنية أسقطته عن العرش .

وهناك ما قاموا به نحو مصطفى كمال ، فقد كان مصطفى كمال منحازاً إلى حل قضية حادث “كوجكيري” بالتفاوض والتوافق ، وقد تم إرسال “علي شير” إلى هذه المفاوضات ، كما كان مصطفى كمال منحازاً إلى منح الأكراد الحكم الذاتي ، وهذا موجود في دستور 1921 ، ونحن نتخذ من روح مرحلة العشرينيات تلك أساساً .

ولكنهم حاصروا مصطفى كمال واستفردوا به وعرقلوا هذا الأمر .

وفي الحقيقة مصطفى كمال مدرك لهذا الأمر ، ولكن هناك أمثلة “فوزي جاكماك”(رئيس الأركان) و “عصمت إينونو”(رئيس الوزارة) ، وفوزي جاكماك وزيرٌ للدفاع في مرحلة احتلال الانكليز لاستانبول .


يقال بأن هؤلاء هربوا إلى أنقرا لهذه الأسباب ، ما فعله هؤلاء ليس هروباً ، بل تم إرسال هؤلاء إلى أنقرا بيد الانكليز ، فقد ذهبوا علناً متبخترين ، فلم يكن هؤلاء مقاومين ، ولم يذهبوا إلى أنقرا من أجل التمرد ، حيث تحدث محاولات اغتيال مصطفى كمال من طرف هؤلاء .

معلوم أن هناك حادثة “توبال أوسمان” ، حتى أن مصطفى كمال يرتدي زيّ النساء في إحدى المرات وينقذ نفسه .

بالطبع بطل هذه الألاعيب هو انكلترا ، ويحاولون التضييق على مصطفى كمال ، فهم يستخدمون اليونان أولاً ، حيث يدفعون باليونان إلى مهاجمتهم لحشرهم في الزاوية ، ثم يدفعون اليونان إلى التراجع ويحاولون ربط مصطفى كمال بأنفسهم .

وبهذا الشكل قضوا على الحضارة اليونانية المهيبة ، حيث سيطروا على الحضارة الممتدة على مدى ثلاثة آلاف سنة ، وترون الحال التي وضعوها فيها !! .

هكذا يقومون بهذا من جانب ، ومن الجانب الآخر يحاولون تضييق الخناق على مصطفى كمال من الداخل بتشجيع الأكراد على التمرد في سبيل استخدامهم .

فها أنتم تعرفون حادثة “سيد رضا” ، حيث يسلِّم نفسه على أمل التوصل إلى حل سلمي ، فذلك هو هدفه ، ولكن الذهنية التي تحاصر مصطفى كمال أي ذلك الفريق يعدمون “سيد رضا” مع الفجر دون انتظار مصطفى كمال ، والآن هناك أمثال “قمر كنج”(عضو برلمان مستقل عن ديرسيم) ، يتجولون في الأسواق .

ولهذا أقول ؛ على المنتمين إلى ديرسيم أن يعرفوا تاريخهم جيداً ، وأن يتعرَّفوا على قاتليهم جيداً ، فإن لم يعرفوا هذا ، ولم يتعرَّفوا على قاتليهم ، لن يتمكنوا من تطوير مفهوم سياسة ديموقراطية سليمة .

كذلك هناك حادثة “الشيخ سعيد” ، إنه تمرد استفزازي استخدمه الانكليز .

الانكليز الذين مارسوا كل هذه الألاعيب لتضييق الخناق على مصطفى كمال وشده إلى ساحتهم وسياستهم ، وكانوا يخلصونه من تأثير “لينين” والسوفييت على الصعيد الخارجي ، ويقطعون أواصره معهم .

وبات تاريخ الجمهورية بعد عام 1925 تاريخ تصفية الإسلاميين والاشتراكيين والأكراد ، كما أن وضع مصطفى كمال معلوم في تلك المراحل .

أنتم تعرفون التعبيرات الواردة في يوميات “مصطفى بالباي”(كاتب صحفي معتقل في قضية أرغنكون) ، يقول ؛ نحن تسع وتسعون ، وهم واحد بالمائة .

نفس الأمر يسري على وضع مصطفى كمال أيضاً .

ففي تلك المرحلة فريق الاتحاديين تسع وتسعون ، ومصطفى كمال واحد بالمائة .

الاتحاديون ، المنتمون إلى أرغنكون مستمرون في وجودهم منذ عهد عبد الحميد ومصطفى كمال إلى يومنا هذا .

هذه الذهنية في السلطة منذ قرن .

كما هناك حادث “مندريس”(عدنان مندريس ، كان رئيس وزراء تم إعدامه) ، لقد أزالوه من الميدان فوراً ، كما أعدموا الشباب أيضاً في السبعينيات ، وأوقعوا بين بعضهم البعض واستخدموهم .

كما كان هناك توضيح لـ”حلمي أوزكوك”(رئيس هيئة الأركان في تركيا سابقاً) ، حيث أوضح بأنه نوقش اسم الجمهورية التي أسسها مصطفى كمال ، هل ستكون الأناضول أم تركيا ، ولكن هذا لا يهمه ، بل المهم بالنسبة له هو مضمون الجمهورية .

بينما زعيم حزب الحركة القومية MHP “دولت باخجلي” يقيّم كلام أوزكوك هذا بأنه ضالع في الخيانة ، ويوضح بأن تركيا كلمة مقدسة .

هنا يظهر اختلاف موقف أوزكوك ، حيث أن تشخيص أوزكوك سوسيولوجي ـ علمي ، بينما موقف باخجلي قوموي ، ولأن أوزكوك مختلف عن هؤلاء كان يقاوم هذه الذهنية في عهده ، فقد تحدثوا عن محاولات الانقلاب ، فهم حاولوا إرغام أوزكوك على الانقلاب ، وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يريدان الانقلاب ، كما كان أوزكوك ضد هذا الأمر ، أي لا الديناميكيات الداخلية ولا الخارجية كانت تسمح بذلك ، ولكن المنتمون إلى أرغنكون كانوا يرغمون أوزكوك ، بينما هو يقاوم في مواجهة الانقلابات الداخلية .

الآن أفهم أن أوزكوك كان يتحدى بشكل مكشوف ، فقد كان يجلب طعامه من البيت كتدبير لاحتمال التسميم ، ويقوم باستعراض جرأته بامتطاء الطائرة والغواصة بمفرده ، فالآن يُفهم بأن ما كان يقوم به حينذاك كان تحدياً لهذه الذهنية .

وقد كان لدينا أيضاً امتدادات هذه الذهنية ، فهناك ساكيك وجوروكايا ورفاقهما ، كما هناك حادث قتل رفيق طفولتي “حسن بيندال” ، لقد قتله “شاهين باليج” ، ثم قُتل هو أيضاً ، وقُتل “محمد شنر” ، ولكن حادث حسن بيندال لم ينكشف تماماً ، حيث لا زالت هناك جوانب مظلمة فيه .

فقد كنت أنا الهدف ، وربما كانوا قادرين على قتلي ، ولكن سبب امتناعهم هو أنهم كانوا عاجزين عن الاستيلاء التام على التنظيم .

فلو استطاعوا الاستيلاء على الحزب من الداخل لاستطاعوا تصفيتي ، ولكن في ذلك الوضع حتى لو قتلوني لما تمكنوا من السيطرة على التنظيم ، وبالطبع كانت لدينا أيضاً تدابيرنا ، واستطعنا عرقلتهم .

أيضاً هذا النظام والذهنية تُعاش لدى حماة القرى ، فأنتم ترون عشيرة الشيخان في أورفا ، وكذلك أحداث ويرانشهير و جيلانبينار ، سمعت من الراديو أن هناك تمرداً كبيراً في ويرانشهير .

حتى أنهم يحاولون اختطاف الفتيات الصغيرات ، إنهم يهددون .

ففي السابق كانوا قد قتلوا شخصين في جيلانبينار ، وكذلك في عام 95 يأخذ كل من رئيس عشيرة الشيخان هذه مع “عبد الله جاتلي”(عميل استخبارات الجندارما JITEM قتل في حادث سوسورلوك عام 96) و “سادات بوجاق” (رئيس البوجاق ورئيس حماة القرى ، والناجي الوحيد من حادث سوسورلوك) ، خمسة أطنان من المتفجرات إلى مكان إقامتي في سوريا ، بهدف إبادتي ، بالطبع الاستخبارات السورية كانت تعرف بذلك مسبقاً ، فلم يفلحوا.

هذه العشائر تهدد الشعب ، وتخلط الأجواء ، مثلما تخلط الحابل بالنابل ، ويختطفون الفتيات في كل مكان ، وهذا هو السبب في مطالبتي بوحدات الحماية الشعبية ، وقوات الحماية الذاتية .

وهذه ليست قوات الدفاع ضمن PKK التي تحدثتُ عنها ، فتلك وحدات لحماية وجود وحرية الشعب وضمانها .

كنت قد أوضحت سابقاً ، كما تطرقت إلى هذا الموضوع في خارطة الطريق أيضاً ، ولكنهم فهموني بشكل خاطئ ، وخافوا .

إن هذه القوات هي قوات الحماية الذاتية للشعب ، وأنا لا أقول اذهبوا واقتلوا أحداً ، ولكن أقول بمعنى ؛ شاهدوا الأخطار التي تنتظركم ، وأدركوا الألاعيب التي تحاك ضدكم ، واتخذوا تدابيركم .

فها أنتم ترون يُخلطون كل أورفا بعضها ببعض ، ويحاولون خلق الشغَب ، وعلينا أن لا ننتظر الأمن في مواجهة هؤلاء بتدخل من جانب الدولة أو بوليسها ، لأن الدولة ذاتها عاجزة عن حماية نفسها من هذه القوى .

ربما سمعتم من الإعلام أنهم طلبوا ملفات قضيتي في دعوى أرغنكون .


ما أتحدث عنه وأريد تناوله هنا هو موضوع علاقة أرغنكون ، والأكراد والدولة .

فلو جاءت النيابة العامة واستمعت إليّ ، لرويت لهم كل هذه الأمور هنا .

وكنت قد قلتها من قبل ، هذا ما نسميه بتاريخ المائة عام ، يبدأ من انقلاب عام 1906 ويستمر حتى يومنا الراهن .

يجب فهم هذا التاريخ .

وعندما أقول بأن على الأكراد تكوين حمايتهم الذاتية ، فليكن انطلاقاً من التصور التاريخي ، فالدولة عاجزة عن تنقية نفسها من هؤلاء .

فهاهي المجزرة الجماعية في قرية  Zangirte(راح ضحيتها 44 شخصاً قبل عدة شهور) مثال على ذلك ، ولو لم نتدخل مبكراً ، لكانوا ألقوا بمسؤوليتها على عاتقنا ، عاتق PKK ، ولكنهم لم يستطيعوا ذلك .

ففي السابق أيضاً كانوا يقتلون الأطفال والنساء ثم يقولون أن PKK فعلها ! فهناك العشرات بل والمئات من الأحداث المماثلة .

كنت قد شرحت سابقاً محاولة تسميم “دوغان غوريش”(رئيس هيئة الأركان في أواسط التسعينيات) ، حيث أرادوا القيام بها وإلقاء تبعيتها على عاتقنا ، مثلما كانوا سيقتلون “تشيللر”(رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) واقترحوا علينا أن نتبنى العملية ، ولكننا لم نقبل ، كما أنتم تعرفون حادثة إحراق العلم في “ميرسين” ، فقد وضعوا العلم في يد الطفل وقاموا بحرقه ، ثم ادَّعوا أن PKK ، الأكراد فعلوها .


 معروف أن ليس لدى هؤلاء احترام حتى لعلمهم ، يحرقون علمهم ثم يقولون “إن PKK أحرق العلم” ، لم يحرق PKK ولا علماً واحداً لتركيا حتى اليوم ، أما هؤلاء الذين يدَّعون التركياتية ، المنتمون إلى أرغنكون يحرقون أعلامهم ، وحرقوها ، ليس لهؤلاء احترام حتى لعلمهم .

هذا هو مفهوم التركياتية البيضاء ، يجب إدراك هذه الذهنية وهذا الخطر ، هذه كل القوموية التركية التي يدَّعونها ، هذه القوى تحرق العلم باسم PKK في سبيل الإستفزاز ! بل حتى ليس من أحد يعلم بذلك .

يجب الالتزام باليقظة .

فإن ذهنية أرغنكون والذهنية الاتحادية ذهنية خطيرة بهذا الشكل .

نتمنى أن يتم التحامل عليهم ، ولكن يبدو أنهم لن يستطيعوا ذلك كثيراً ، فهاهي ذهنية MHP وذهنية حزب الشعب الجمهوري CHP .

ذهنية أرغنكون هذه تخوض صراع البقاء في السلطة .

ولهذا فإن حزب العدالة والتنمية AKP مرغم على أن يكون جريئاً ، فهاهي تصدر أخبار عن اغتيال أردوغان ، فهم لن يتمكنوا من حلِّ هذه الأمور مع الخوف من هؤلاء .

فنظراً لأن CHP و MHP يعرفان هذا الواقع ، يتحاملان عليهم إلى هذه الدرجة .

فإن أنت خفت من الموت لن تستطيع التقدم ، إنه مرغم على التصدي لهؤلاء ، ففي حال العكس سيُدفع بـAKP إلى الاختناق .

والسيد رئيس الوزراء وحتى رئيس الجمهورية مرغمان على التصرف بجرأة في هذا الموضوع ، موضوع الحل الديموقراطي .

هأنذا متابع لـ”داوودوغلو”(وزير خارجية تركيا) ، إنهم يتحركون من أجل حل القضايا الإقليمية تحت شعار “صفر للقضايا والمشاكل” ، هاهم يذهبون ويلتقون بسوريا ، ولكن حل هذه القضايا لن يكون ممكناً بالدولة القومية ، فالدولة القومية بالذات هي مصدر هذه القضايا ، والاشتباك على المنافع الدولية يعتمد على منطق الدولة القومية .

وبهذا الشكل استطاعوا ربط كل من البارزاني والطالباني أيضاً بأنفسهم ، فمنطق الدولة القومية هذا سيؤدي إلى عرقنة القضية ، حيث ترون كل يوم اختلاط الأمور والفوضى وموت الناس .

كما أن لا حل وتعقيد منطق الدولة القومية في الميدان من خلال القضية الفلسطينية الإسرائيلية ، وحتى فلسطين لن يحلها دولة قومية واحدة ، حيث هناك حماس ، وإن ذهبت حماس ستأتي القاعدة .

لقد شرحت هذه الجوانب في خريطة الطريق .

أما الحل الذي تقدمنا به ، فهو نموذج الحل الديموقراطي الذي لا يتضمن الدولة والدولة الفيدرالية ولا الحدود ، KCK(منظومة المجتمع الكردستاني) هو اسمٌ لحل هذه القضية .

اقتراحنا للحل هو نموذج KCK ، الأكراد مرغمون على أن تكون لهم صفة ، وأسم صفة الأكراد هو KCK ، فـKCK في الحقيقة هي مشروع المجتمع المدني الديموقراطي .

وكنت قد شرحت من قبل ضرورة أن ينظم الأكراد أنفسهم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقانونية .
AKP يأخذ ما أقوله ثم يطبقه ، في الحقيقة AKP يتصرف بمُكرٍ شديد ، فها قد طالبت بأكاديمية السياسة الديموقراطية ، هم قاموا بتنفيذها قبل DTP ، وعلى DTP تطوير أكاديميته للسياسة الديموقراطية .
في تركيا تصل نسبة البطالة إلى ثمانين بالمائة ، فحتى لو نبَّش PKK في نقطة ضعف البطالة فقط ، لاستطاع تنظيم مليونين من الناس ، وحمل الناس إلى الجبال .

فما لم تُحل القضايا لن تكون هناك نهاية للجبال ولا للسلاح ، بل هي تُولِّد ذاتها ، وهذا ليس تهديداً ، بل تشخيص سوسيولوجي .

هناك جوانب أوضحتها في خارطتي للطريق ، ليست لدينا مشكلة الدولة والحدود والعلم والتكامل ، فنحن لا نفصل ، بل نطرح الحل الديموقراطي ، والتكامل والوحدة الديموقراطية إلى الميدان .

وإن لم يتطور الحل يمكن للدولة أن تقتل مليون كردي ، وPKK سيقتل أيضاً ، والدولة ستقتل ، ولكن في النتيجة سيخسر الطرفان ولن يستطيعا الانتصار ، فتركيا تقتل نفسها عندما تقتل الكردي ، أي تقتل مواطنها ، أي أنها تطلق الرصاص على نفسها ، ولن يكون هناك ما تكسبه ، وهذا الأمر هكذا سوسيولوجياً أيضاً .

ويجب على الجميع أن يبذل الجهود في موضوع الحل الديموقراطي .

أنا هنا أقول بإصرار ، وأتكلم حتى تنتهي قدرتي وأنفاسي ، وأقول ؛ لنحل القضية بشكل ديموقراطي .
إذا لم يتطور الحل الديموقراطي ، أي إذا لم يتم إلقاء خطوات سياسية ، فإن النهج العسكري سيكسب .

أنا بذلت الجهود من أجل الحل الديموقراطي والسلام منذ خمسة عشر عاماً ، ولا زلت أبذل الجهد ، ولكن إلى أي مدى يمكننا أن نمضي ؟ على الجميع أن يأخذ دوراً من أجل الحل الديموقراطي ، وعلى AKP أن يكون جريئاً في هذا الموضوع وإلا فسينتهي ، إذا لم يبدِ AKP الجرأة في موضوع الحل ، فإنه سينتهي ، ونظراً لأن CHP و MHP يدركان هذا الوضع ،  فهما يتحاملان على AKP .

لا أعلم فربما أنيط بهم جميعاً دور التعقيد واللاحل !! ، أنا لا أقول عن AKP بأكمله ، ولكن ربما قسم منه متورطون في هذه اللعبة .

فعلى المجلس أن يضع هذا الموضوع في جدول أعماله ويقوم بحله ، حيث يجب تجاوز هذا الانسداد السياسي .

من هنا أوجه ندائي إلى البرلمان ، افتحوا المجال أمام الحل السياسي الديموقراطي ، افتحوا المجال أمام السياسة الديموقراطية ، افتحوا المجال أمام السلام ، وافتحوا المجال أمام المفاوضات الديموقراطية .
 كنت قد اقترحت متحفاً بشأن آرام تيكران في السابق ، ليتم جلب كل أشياء آرام وتوضع في منزل ، ليتحول المنزل إلى متحف .

يمكن أن يكون ذلك في دياربكر .
ليس في ديرسيم وحدها ، بل وفي بوتان وكردستان وعموم المنطقة (الكردية) يجب أن يكون الشعب حساساً نحو السدود التي تُنشأ ، وليعبروا عن ردود فعلهم الديموقراطية ، فليعبر الشعب عن ردة فعلهم تجاه إقامة السدود وإبادة الطبيعة ، فليقيموا الحواجز أمامها لعرقلتها .

إن ما يجري هو اعتداء على تاريخنا وجغرافيتنا ، وتحطيمها .


“كمال بوركاي” يدلي بتصريحات صحفية بحقي ، فليستمر في الكلام ، وليُقنع نفسه ، وليحاول إقناعه ولنرى كيف سيتحدث للشعب ! نعم لقد كنت ألتقي بالجميع وبكل شريحة هنا خلال مرحلة التحقيق ، مع هيئة الأركان ، والأمن العام ، والبوليس ، والاستخبارات MIT ، والتقيت بهم .

بالأصل كان هناك دوام ، والتقيت خلال مرحلة الاستجواب ، أقول ؛ يا للأسف ، عليهم أن لا يُنهوا أنفسهم بهذا الشكل ، وأن لا يجعلوا أنفسهم بسطاء إلى هذه الدرجة .


أبعث بتحياتي إلى الرفاق في السجون .

أبعث بتحياتي إلى دياربكر وميرسين .
تحياتي إلى الجميع .

طابت أيامكم .

            14 تشـــــــــرين الأول 2009

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…