ديار سليمان لا تترك الحصان وحيداً..!

  إبراهيم اليوسف
elyousef@gmail.com 

 قبل كل شيء، أبدي ألمي الكبير، لما جاء في مقال الأخ ديار سليمان، الذي عنونه بـ: وداعاً للسلاح….

وداعاً ديار سليمان، الذي بدا فيه أنه وبالتوقيت مع مقالي الأخير، قد ترك الكتابة، باسم: ديار سليمان، معتبراً أنه يعتبر نفسه معنياً بالجانب السلبي من مقالي:
أؤكد للأخ الكاتب ديار سليمان، أنني بحق من المعجبين جداً بطريقته الكتابية، وأقول: طريقته، حيث أقرأ مادته بلهفة متميزة، وأعده من الكتاب المفضلين لدي، في مجال الزاوية الصحفية، ولكني أسرع للتوضيح أنني قد أتفق مع مضامين بعض ما كتبه، لكن هذا لا يعني أنني أوافق على كل أفكاره التي يعرضها، وكنت أكاتبه أثناء رسائلنا المتبادلة، بحذر تام، مبدياً إعجابي بأسلوبه،  وبعض مقالاته المهمة، التي يرافع فيها عن أهله، ضد ممارسات الظلم التي تتم بحقهم.
أما اعتبار الأخ ديار أنني كاتبت- ذات مرة- أحد أصحاب المواقع لحذف مادة له، مكتوبة ضد أحدهم، فأحب أن أبين له- ولي ملاحظاتي التي قد تفوق ملاحظاته على الشخص المذكور- أنني وإن لم أكن وزير إعلام كردي، ولن أكون، ولا صاحب قرار في النشر، أو عدمه، وقد يطيعني صاحب موقع ما، لأن لا سلطة لي على أحد، لكن هناك ملايين المواقع الإلكترونية الموزعة في الشبكة العنكبوتية التي لا أراسل أصحابها، وإن كنت –في قرارتي- لست مع المواد غير الموضوعية المكتوبة بعنف، وبروح انتقامية، ضد أي كان، ولو أنني كنت في موقع للنشر، لما سمحت أن أكون معبراً لها، ضدأي كان، وإذا كنت أؤكد-هنا- أنني لست –محامياً- للشخص الذي كتب عنه الأخ ديار، وهي مادة لم أقرأها له، يقيناً، حتى اللحظة، ولعل علاقة الشخص المذكور بالمواقع الإنترنيتية، هي أقوى وأرسخ من علاقتي بها- ولعل الأخ ديار يعرف ذلك- وما نقل إليه، هو مجرد مظنة، لا أكثر، ولا أقول: نميمة، من وسط اتّخذ منه أخي ديار موقفه مؤخراً، وهي- المظنة- لا تستأهل-عموماً- ذكرها، في هذه المناسبة، حتى ولو كانت  حقيقة، فهي شهادة منه بأنني  لست مع العنف، وليست إدانة بحقي، كما اعتقد، مع أني أترفع عن التدخل في مواضيع من هذا النوع بسبب طبيعتي الشخصية.

  ولكم كان جميلاً، لو تأكد الأخ ديار مني، حول هذا الموقف، في وقته، مادام أن بيننا بعض التواصل، الذي أعتزّ به، من طرفي، وليعلم أخي ديار- و من موقع حديث أخ مع أخيه، بعيداً عن روح الوصاية المقيت- بأنه من الضروري، في حال ممارسة النقد ألا نكون منحازين لطرف، دون آخر، بل النظر إلى اللوحة كاملة.

كما وأحب أن أذكر الأخ ديار، بأنه كما روى لي بعض الأصدقاء المشتركين، منذ أيام فحسب، كان قد توصل- وقبل قراءته لمقالي الأخير بوقت طويل- إلى حالة “يأس” ممن يشير إليه في مقاله الوداعي، كما يسميه، بأنه اتخذه طريقاً إلى تحقيق غاياته، و مصالحه، وهو ما لا أعرفه، بل ولا أعرف من يعني، ممن هم حوله، ومن وسطه، من الذين استغلوه، وكان قد انقطع عن الكتابة، بسبب ذلك، وكنت كتبت مسودة رسالة أرسلتها لصديقنا المشترك ليوصلها إليه، أدعوه فيها لمعاودة الكتابة، بعد انقطاعه اللافت عنها، كما ذكرت، وبروح أخرى، وهو ما أؤكده، الآن، ولقد أفرحتني عودته قبل أيام، وهو يكتب مقاله ما قبل الأخير، بل وقد يلتبس أمر مقالي الأخير على بعضهم، ما لم يوضع ضمن سلسلة مقالات لي، في الإطار نفسه، فأنا أشرت كثيراً بأن الاسم المستعار- وقد يكون صاحبه فرداً أو حزباً- عليه أن يكتب ضد الظالم، لا الوقوف مع الظالم ضد المظلوم، وبغرض تصفية الحسابات، ولأؤكد بأنه و الكاتب العزيز زيور العمر، وآخرون تركوا بصماتهم الواضحة في الساحة السياسية، ولقد كاتبت الأخ زيور نفسه، قبل أسابيع، مستفسراً عن سرّ غيابه، وإن كنت كما أؤكد مع النقد المنصف، الموضوعي، بعيداً عن التجريح، والتخوين، والتيئيس، أياً كان مصدره، وهي معادلة لا يريد بعضهم فهمها بأسف..!

وأتقدم بالاعتذار من الأخ ديار، ومن كل من فهم مقالي، على غير ما أريده له، مع أني لست مسؤولا ًعن عدم القراءة الصائبة، من قبل أحد، لمقالي، لأن دافع كتابتي إليه، هو أني سمعت أن هناك مجموعة مثقفين، يكتبون- الآن- بياناً يدعون فيه إلى ألا يتم استغلال الأسماء المستعارة،  للإساءة إلى أحد، بعد أن كانت هناك محاولة-سابقة عليها- من مجموعة أحزاب كردية، لكتابة بيان مماثل، بل سمعت أن أحد من نال منهم مقال مكتوب باسم مستعار، لم ينم ليلته، وهو ما استفزني لأكتب بهذه الطريقة، وهو ما لم أعن به ديارنا، يقيناً، ولا غيره، كحالات مشخصة، وأسأل أخي ديار: لم لم ير أنه يمثل الجانب المضيء، الذي دعا إليه مقالي؟.
كما أنني إذ أدعو إلى النقد بأعلى مستوياته، لأن اللحظة الأليمة التي انحدرنا إليها، جد محرجة، ولا بد من وجود، واستنفار الأقلام التي تكتب بموضوعية، وبإنصاف، وأن يضع كتابنا أيديهم على ضمائرهم، بعيداً عن ردود الفعل، وهم يكتبون، فإنني أكرر رجائي من الأخ ديار قائلاً: أرجوك لا تلق سلاحك، وتابع كتاباتك، لأن هناك من ينتظرها، وأنا منهم، ولأسرّ إليك أنني لا أرى نفسي كاتباً سياسياً، وإن ظهور الأسماء المهمة – في السنوات الأخيرة- جعلني أتفاءل بها، وأنت من بينها، وأطمئن حين أنصرف لمتابعة مشروعي الأدبي، في وجودها، مؤكداً لأخي وكاتبي ديار، ولا أقول السيد ديار، فقط،بأني في انتظار مقال جديد له، بعيداً عن نبرة الحزن التي لمست أنه يعانيها –مؤخراً- لأني سأحس في قرارتي بألم كبير، حين نخسر قلما ً ذا حضور، وإمكانات، كقلمه، راجياً من جميع كتابنا، الكتابة بحب، وممارسة النقد، في شكله الصحيح، مكرراً رجائي للمرة الأخيرة، من أخي ديار، ألا يخيب أملي، ورجائي، بل أن يواصل الكتابة، في اتجاهها الصحيح، لأن قضية  الملايين من أبناء شعبنا الكردي في سوريا، الذي يتجرع الظلم والاستبداد، لا بد من أن يتم الدفاع عنها، لإحقاق حقوق إنساننا، وأن هذه المهمة لهي أكبر من اختلافي معه، ومع سواه، لأنها واجب إنساني، و مقدس، ولست أظن ديارنا، ممن يقدرون أن يديروا الظهر لآلامنا…!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…